عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الثامنة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

أتدرون ما مشكلة البعض عندنا في العالم العربي وتحديدا في الدول التي تشهد المشاكل السياسية والاحتلال والاضطرابات وغيرها.... أن بعض مواطني تلك الدول المقيمين خارجها ينظرون على من بالداخل وينتقدونه لم فعلت كذا ولم فعلت هذا ولماذا لم تفعل تلك؟؟ مشكلتنا في التنظير من الخارج!!! شخص يجلس خارج بلده... يعيش في أوروبا أو أمريكا أو أي بلد آخر.... يريد أن ينتقد فلان ويعيب على فلان ويوجه فلان وهو جالس بكل استرخاء في غرفة مبردة صيفا، مدفأة شتاءا... على أريكة مريحة..... يوزع ابتسامات هنا وهناك.... ويريد أن يعمل فيها "معلم" على رأي اخواننا المصريين!!! لايعيش مشاكل بلده... ولايعيش حياة مواطنيها اليومية.... ولايعرف شوارعها كيف صارت.... ولايدري بمعيشة الناس كيف انقلبت... ولايدري أي شيء عن بلده سوى أن اسمها كذا وعاصمتها كذا....

 

وهذا – مع الأسف الشديد – ما حصل مع العراق والعراقيين بعد الاحتلال، وحتى ما قبل الاحتلال أيام الحصار الإجرامي... ناس تعيش في أوروبا ولا تدري أي شيء عما يحصل في العراق من اعتداءات يومية تقتل الاطفال والنساء والشيوخ... تخرج يوميا الجنائز في مختلف مدن العراق تحمل جثامين عراقيين قضوا نتيجة الحصار أو القصف الاجرامي اليومي وهو يقيم خارج العراق ينظر ويعمل فيها "معلم" يهاجم النظام الوطني... ويريد أن يوجه رجالات النظام الوطني كيف يتصرفون وماذا يفعلون ؟؟ نفس الأمر حصل بعد الاحتلال... ناس لاتدري شيء عن العراق وغابت عنه سنين طويلة إذا بها فجأة تظهر على القنوات المستعربة تنتقد الشهيد صدام وتنتقد رجالات العهد الوطني وتحملهم المسؤولية عما حصل للبلاد والعباد... وتدعي المظلومية والظلم من حكم الاقلية....

 

رأينا هؤلاء الناس أيام الحصار، ورأيناهم أيام العدوان، ورأيناهم أيام تدنيس بغداد ثم يوم توقيف الشهيد وأخيرا حين صدور هذا الكتاب الذي يتحدث عنه.... صراخ وعويل وتنظير وتحليلات تافهة وكلمات أتفه لايملك المرء بعدها إلا التحسر على هذا البلد العظيم وعلى هؤلاء الناس الذين يدعون الانتساب إليه بينما هم أشد الناس عداءا له!!!!

 

ضع بعض هؤلاء تحت المجهر... ستجده إما هارب من الخدمة العسكرية... أو جاسوس... أو من أصول صفوية فارسية كسروية... أو من أزلام الدجال الخميني... أو كان يبيع السبحات في منطقة السيدة زينب في الشام... أو مهرب دولي... أو محتال قاطع طريق بين مدن العراق... أو سارق ولص دولي....

 

أنا أحب دائما تكرار هذه الجملة... أن الذي يقود السيارة غير الذي يجلس بجانب السائق... والذي يقف أعلى المبنى، سيرى بعض الاشياء بوضوح أكثر من الذي يقف أسفل المبنى... والذي على الأرض عمليا، غير الذي على الارض بالكلام فقط... والذي بالداخل يعرف أكثر من الذي بالخارج... ومن في قلب الحدث عمليا وماديا ويتعرض للارهاب والترويع والتخويف والتهديد غير الذي في خارج الحدث وبعيد عنه ألاف الكيلومترات... يجلس خلف تلفاز وشاشات الـ LCD ...

 

لذلك... أقول لهؤلاء.... بليز... لا تنظروا على بعض الناس في قلب الحدث بينما أنتم خارجه... ولاتعملوا فيها "معلم"....

 

نعود إلى الكتاب...

 

حين تم توقيف الشهيد رحمة الله عليه وعلى اخوانه، قام الاوغاد بضربه بشدة على مختلف أنحاء جسده، وهو رجل قارب السبعين من العمر، ففقد توازنه وأغمي عليه من جراء ذلك الضرب الهمجي الوحشي... واكتملت الفصول بإظهار الطبيب وهو يطلب منه فتح فمه أو يبحث في فروة رأسه عن كدمات... الشهيد في ذلك الوقت لم يكن مخدرا، وإنما فقد توازنه وأغمي عليه من جراء الاعتداءات... لذلك حين جاءه الطبيب يتحدث معه، كان الشهيد فيما يشبه الصحو من آثار الاعتداء، فلم يملك إلا أن يشير للطبيب على فكه.... وقد أخبر المحامي خليل أنه لم يكن مخدرا، وانما فقد توازنه بسبب الاعتداءات المختلفة التي أصابته... وكان أكثر ما آلمه موضوع الوشاية التي أوصلته إلى تلك الحال...

 

الذي رأى صورة الشهيد مع الطبيب سيظن لأول وهلة أنه مخدر تخدير موضعي... والذي يتذكر صورة الشهيد بعدها، وهي الصورة التي كان يجلس فيها ينظر الى يساره بتمعن، ثم يمسح لحيته بيديه ويعتدل قليلا في جلوسه سيدرك على الفور أنه صحا من المخدر.... هذه الصورة الثانية مأخوذة بعد الاولى... يعني بعد أن رآه الطبيب بفترة أكثر من ساعتين... حيث صحا تماما من آثار الاعتداء الهمجي عليه... ربما أعطوه بعض الإبر المهدئة حتى استقرت حالته...

 

وقد تحدث الشهيد للمحامي خليل عن مكان اعتقاله وهو: عبارة عن غرفة مساحتها 5X3 متر، نوافذها عاليى، وفيها حمام ودورة مياه... وكان يخرج يوميا إلى قاعة مساحتها 5X10 متر يمكن من خلالها رؤية السماء وسماع دوي الانفجارات وأزيز الطائرات...

 

وقد أحضر له المحامي خليل مصحفا من بيته... على أن المصحف الذي كان بين يديه احترقت إحدى زواياه، وهو المصحف الذي كان يحمله أثناء ما يسمى بالمحاكمة، وكتب في بدايته سورة الفاتحة بيديه... وكان قد ألتقط ذلك المصحف الشريف من إحدى الدور التي أخذوه اليها بعد الاعتقال... وصار يقرأ به فيما بعد....

 

ثم حان وقت مغادرة الاستاذ خليل فلملم أوراقه مودعا الشهيد... فعانقه وقبل يديه... وقد طلب منه الشهيد إبلاغ السلام إلى عائلته الكبيرة التي هي العراق وفلسطين والأمة العربية ثم عائلته الصغيرة وباقي الزملاء المحامين.... وقال له وهو يودعه:

 

الحمد لله الذي وهبني ابنا ثالثا... بلغ سلامي إلى أسرتك وأطفالك وقبل رأس والدتك، وقل لها صدام يقول إنك أنجبت رجلا شجاعا... لأن مهمتك وإخوانك صعبة وفي غاية الخطورة... حماك الله يا ولدي وفي أمان الله...

 

لم أستطع تمالك دموعي حين غادرت الرئيس... وطلب مني الضابط الامريكي العودة الى نفس العربة التي جئت بها... حيث قابلت قائد المعتقل، الذي أكد لي بأنهم سيسهلون مهمتي في المرة القادمة وطلب مني عدم البوح لأحد عن مكان الاعتقال لأن بعض الدول ربما تقوم بإعطاء مكان الاعتقال لدول أخرى فتقصف المكان وتعرض حياة الرئيس للخطر... وقد أعطاني قائد المعتقل رقم هاتفه للاتصال به عند الضرورة... وفيما بعد غير الامريكان من شكل مكان الاعتقال، فبقي كما هو، بحيرة النور، لكنهم أخفوا معالمه بطريقتهم...

 

في الصفحة 171 من الكتاب يوجد صورة رسالة بخط الشهيد رحمة الله عليه يشرح فيها مكان تواجده...

 

الفصل التاسع

الشهيد وأحداث 11 سبتمبر 2001

 

 

يقول الشهيد: إنه سئل أكثر من مرة لماذا لم يبعث بالتعازي الى بوش حين كارثة ذلك اليوم، فقال إن هذا إجرام بحق العراق والعراقيين، فطائرات بوش تقصف وتدمر كل ما في العراق وتفرض حصارا ظالما على الشعب العراقي راح ضحيته أكثر من مليون عراقي... وقلت للرفاق في القيادة: ما الذي يجعل صدام ملزما على أن يبعث برقية عزاء إلا أن يكون ذلك انتقاصا بحق العراق والانسانية أو ضعفا أو نفاقا؟؟ نحن لسنا ضعاف ولا منافقين... وافقنا عوضا عن ذلك على أن يقوم الاستاذ طارق عزيز بإرسال برقية إلى صديقنا رمزي كلارك تتضمن مواساة بإسم حكومة العراق ومن خلاله إلى الأسر المنكوبة.... من مذكرات الشهيد في المعتقل.....

 

سأل المحامي خليل الشهيد عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد كنا نعتقد أن النملة لن تستطيع اختراق الأمن الامريكي.. فأجاب الشهيد بأنه في ذلك اليوم كان يمارس هواية السباحة، وكان يجلس في المكان المخصص للجلوس أحد أقرباءه الذي رفع صوت التلفاز حين بدأت الفضائيات تعرض صور التفجيرات... ثم جاء أحد المراسلين يقول سيدي... إن هناك هجوما بالطائرات على أمريكا....و.... لكن الشهيد على ما يبدو لم يهتم للأمر وواصل السباحة...

 

ثم فيما بعد، حين حضر بعد الاصدقاء والمسؤولين وجلسوا مع الشهيد يتناولون العشاء، قال حينها وهم يتابعون المشهد يتكرر على الفضائيات: إنه حادث غريب فعلا، وقد تسبب بسقوط ضحايا أبرياء، فأيا كانت الجهة التي نفذت هذا الاعتداء فهو عمل غير صحيح وغبر مبرر... فما ذنب هؤلاء الابرياء حتى ولو كان هناك من يختلف مع الادارة الامريكية.... إنني أتوقع انهيار الولايات المتحدة وتفكيكها الى دول كما حدث مع الاتحاد السوفييتي... وربما تتعرض إلى أزمات اقتصادية... فهي قد توسعت في اقتصادها وهذا التوسع لاتستطيع تحمله لأنها أدخلت نفسها في متاهات اقتصادية هي في غنى عنها... وربما ينتج عن هذا الانهيار انفصال في بعض ولاياتها عن المركز... ولم أتوقع أبدا أن تضرب أمريكا بهذه الطريقة المرعبة من الداخل....

 

لابد أن الناس الذين قاموا بهذا العمل كانوا يشعرون بظلم كبير جدا لما أصابهم وأصاب ذويهم بسبب مواقف الولايات المتحدة.. لو كان المال دافعهم فهو لن ينفعهم بعد موتهم... فهؤلاء ليسوا مأجورين.. لكن الظلم الذي وقع عليهم أنتج الحقد وهو الدافع الوحيد للانتقام... مع الاسف لكل الابرياء الذين أزهقت أرواحهم في هذه الكارثة أتساءل.. هل ستدرك أمريكا ما سببته سياساتها من ظلم للكثيرين لتجعلهم ينتحرون هكذا... أتمنى على أجهزة الاستخبارات الامريكية قبل أن تهتم بمعرفة من قام بهذا العمل أن تهتم بمعرفة الجهة التي تقف خلفهم والتي أوصلتهم لهذه القدرة على اختراق أمنها... لكني اشك أنها ستعرف وستقوم بتوجيه الاتهام لمنظمة أرهابية...

 

إننا ضد أي عمل ارهابي سواء كان من دول أو أفراد... لكنني أقول جازما إن ما حصل هو لعبة أمريكية مخابراتية قد تكون وراءها الصهيونية وذلك لدفع أمريكا والشعب الامريكي للقبول بالاعتداء على الدول النامية التي لا ذنب لها، من أجل فرض سياسة الهيمنة ونهب الثروات... أمريكا استخدمت هذه الكارثة ذريعة للعدوان على أفغانستان والعراق واحتلالهما....

 

أقول،

 

يعني أنا لا أدري لم كان مفروضا على العراق الحزن على ضحايا تفجيرات نيويورك... والله إن للعراق كل الحق في أن لايرسل أية برقية ولا أي شيء ولا يهتم حتى لما حدث في تلك السنة، ولماذا حتى نهتم وأهل العراق كانوا يشيعون بالعشرات من جراء القصف الاجرامي الامريكي والبريطاني الذي لم يتوقف!!

 

بعض الدول في تلك السنة – وخصوصا العربية مع الاسف – تصرفت بنفاق غير طبيعي مع أمريكا كي تظهر حزنها على ما حدث، فتلك راحت تتبرع بالملايين، وهذه تقيم سرادق العزاء، وهؤلاء قطعوا علاقاتهم مع حركة الطالبان في أفغانستان والجميع راح يغني على موال واحد الذي إلى الآن يغنونه: وهومحاربة الإرهاب!!!! كل الشهداء العراقيين الذين ارتقوا إلى العلا طيلة سنوات الحصار لم يفكر فيهم أحد ولم يرسل أحد برقية للقيادة العراقية الوطنية في ذلك الوقت يعزيه على الشهداء المتزايدين يوميا... وكأن دماء العرب ماء ودماء الأمريكيين وألاوروبيين دماء...

 

ثم وبكل صفاقة ووقاحة وحقارة قامت بعض الصحف الصفراء المستعربة بانتقاد الشهيد صدام لأنه لم يوجه برقية عزاء للوغد بوش على ما حدث في تلك السنة!!!!

 

الدولة والمعارضة

الفصل العاشر

 

يقول الشهيد: أبت نفسي أن تكره أحدا حتى أعدائي، وإنما أعمالهم فحسب، أما الحقد فقد ولى منذ عام 1959، بل لعله لم ينبت في نفسي.... ( الشهيد في المعتقل)....

 

فكرة الشهيد عن المعارضة حسبما قالها للمحامي خليل حين سأله عن هذا الموضوع تقول: إن لكل نظام سياسي من يعارضه في الرأي، سواء معارضة القوانين أو الانظمة، وربما تمتد إلى سياسة الدولة الداخلية والخارجية، وهذا النوع محترم طالما أنه يقع ضمن إطار نظام الدولة ودستورها، وقد تعامل نظام الشهيد مع الكثير من الشخصيات الوطنية العراقية رفم اختلاف وجهة نظرها... فهؤلاء عراقيون شرفاء وأصلاء طالما أنهم لايستقوون بالأجنبي... ومن هذه الأسماء كان الدكتور عبد الجبار الكبيسي رئيس جبهة التحالف الوطني التي عارضت غزو العراق... وهنا أيضا طلب الشهيد من المحامي خليل إبلاغ سلامه للاساتذة عوني القلمجي ونوري المرادي وهارون محمد...

 

ويتذكر الشهيد أنه يوما ما حاولوا تشويه صورة الوطنيين العراقيين، وقال ان تقريرا وصله ذات يوم يقول ان القائد العراقي الشهم الاستاذ طارق عزيز حين كان وزيرا للخارجية التقى في نيويورك بعض الشخصيات الاسرائيلية على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة... فقال الشهيد لمن جلب ذلك التقرير: إن الثقة بالاستاذ طارق عزيز لاحدود لها...وقد سألت أبوزياد على انفراد عما قيل، فأجاب أبوزياد: إنه كان عنده مؤتمر صحفي ويبدو أن بعض الصحفيين اليهود حضروا ذلك المؤتمر.. ولم يكن عليه أن يتفحص هوياتهم بنفسه قبل دخولهم قاعة المؤتمر...

 

وقد طلب الشهيد فيما بعد تمزيق ذلك التقرير الكاذب وابقاءه سرا كي لاتحدث ثرثرة بين العراقيين وتشكيك وقيل وقال عن الناس المخلصين للعراق – أمثال القائد العزيز أبوزياد فك الله أسره –

 

ثم يجيب الشهيد على قول للمحامي خليل فيقول:... لا أذكر أننا ظلمنا أحد رغم أننا لسنا معصومين من الخطأ، إذا لم يصلني كل ما من شأنه أن يصلني ونرفع به عن كاهل أي عراقي عبئا ما فهذا ليس ذنبي، حتى عندما كان يصلني عن أي تصرف خاطيء تجاه العراقيين من قبل الناس المحيطين سواء في الديوان أو أفراد الحماية أو غيرهم فقد كنت اعاقبه بنقله من مكان لآخر أو نحيله على التقاعد أو ينال العقوبة التي يستحقها.... إن من يسمون نظامنا الوطني، الآن، ومن قبل بالديكتاتوري وكانوا يعارضوننا أنذاك كنا نستمع اليهم والى وجهات نظرهم ونساعدهم حتى ماديا وبمبالغ هم يعرفونها ولانمن عليهم باعتبار أنه استحقاق كونهم جزءا من هذا الشعب... ولو كان جلال الطالباني واضحا لأفصح عن الكثير مما يعرف وكذلك مسعود البرزاني!!!

 

إنني ومن خلال مقاربتي للرئيس خلال هذه السنوات واتصالي بالكثيرين ممن كانوا حوله اقول بل صدق وأمانة إن البعض منهم كان مخلصا للوطن وللرئيس والبعض الآخر ما كان يستحق هذه الثقة، بل إن البعض تنكر لفضل الرئيس عليه ولم يكن أمينا على أؤتمن عليه... في حين إن عددا لا يستهان به كانوا اوفياء للوطن وقد جازف بعضهم رغم أنه كان مطلوبا من قبل القوات الامريكية فأدلى بشهادته أمام المحكمة لصالح الرئيس... وقد ذكرت للرئيس بأن الكثير من المخلصين كانوا مبعدين عنه وحتى بعض اقربائه من النشامى كانوا ضحية تصرفات البعض من الحلقة الضيقة التي تحيط به والتي أساءت للرئيس وللمخلصين من أبناء الشعب... فقال: حقا لقد كانوا مهمشين تم التقصير معهم... ولا داعي لذكر الاسماء.... وللتاريخ أقول إن صدام حسين سعى لاقامة العدل والانصاف وما طرق بابه مظلوم إلا وأنصفه وأقتص من جلاده وأن البعض غيب الحقيقة عنه، وأ،ه كان حازما حتى مع أولاده وأقربائه...

 

ثم يتحدث الاستاذ خليل عن تصرفات بعض أقرباء الشهيد، ومنها مثلا القصة المشهور للشهيد عدي مع المرحوم كامل حنا.... ويوما ما أن الشهيد عدي وأحد أخواله ضربا أحد الضباط، فاشتكى للشهيد عما فعله عدي وخاله فقام الشهيد صدام بالطلب من الحارس ضربهما بنفس العصا، لكنه رفض، وبعد تهديد الشهيد له قام بضرب عدي برأفه... لكن الشهيد أخذ العصا منه وضرب عدي بنفسه... وقصة أخرى تقول إن الشهيد حبس ابنه الشهيد البطل قصي بسبب خطأ ما... وقصة لافتة للنظر تقول إن وطبان يوما ما كان في أحد شوارع بغداد، ولما توقفت الاشارة على الحمراء نزل من سيارته وأخرج مسدسه وأطلق النار على الضوء الأحمر أمام كل الناس... وحين علم الشهيد بهذه الحادثة اتصل به واستفسر منه عما حدث، فاعتذر له وطبان بأنه كان في حالة فاقدا فيها السيطرة على أعصابه في تلك اللحظة... فقال له الشهيد: آسف لامكان بيننا للمتهورين والمجانين واعتبر نفسك من هذه اللحظة مغادرا لموقعك... وصدر قرار رئاسي بإعفاء وطبان من وزارة الداخلية....

 

ثم قصة أخرى أنه وصلت للشهيد أخبار تقول إن الشهيد عدي لديه سيارات فارهة كثيرة وبعضها هدايا من التجار، وبضعها من أصدقائه.. والعراق محاصر في تلك الفترة، فاستفسر الشهيد من المرافق عن أماكن تواجد هذه السيارات وإذ بها في مرآب المجلس الوطني، فذهب الشهيد وأحرقها كلها... فسأله المرافق لماذا لا نعطيها للشعب.. فأجاب الشهيد: ربما من يأخذها سيكون عرضة للانتقام من عدي بدون أن أدري... وحين اعتدى الاوغاد على عدي في حي المنصور فإن الشهيد يقسم بالله إنه لم يسأل هل حصل تحقيق في الحادث أم لا... حتى جاء مدير المخابرات وسرد له الحادثة بأكملها.... "كانت أصابع الغدر المجوسية الفارسية الخمينية وراء الاعتداء".....

 

آخر سؤال وجهه الاستاذ خليل للشهيد حول ما اذا كان لأولاده دور في القرار السياسي... فأجاب الشهيد بالنفي قائلا بأن القرار السياسي كان يتم وضعه واتخاذه من قبل الرفاق في القيادة...

 

 

يتبع ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور