عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الرابعة عشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

يتحدث الاستاذ خليل في الفصل الرابع والعشرين عن لقاء الشهيد رحمة الله عليه بالمحامين، وهو اللقاء الأخير، وذلك في الثامن والعشرين من شهر 12 عام 2006 وكان هذا اللقاء بعد ما يسمى التصديق على حكم الاغتيال الذي صدر بحقه وحق الشهيدين برزان وعواد ...

 

بدا الشهيد رابط الجأش في هذا اللقاء وقال ساخرا هذا أمر لا يزعجني وأحمد الله على كل شيء ...  انفضح أمر اعدائنا وظهرت وجوههم الحقيقية وبدوا أضعف مما يعتقد الكثيرون ...

 

لقد أيقنت أنهم سيقدمون على تنفيذ هذا الحكم، وقاموا بتعطيل الراديو الذي كنت أستمع فيه إلى الاخبار ...  أدركت أنهم يريدون أن يخفوا عني خبر التصديق النهائي على الحكم ...

 

بعد التصديق على الحكم، حضر إلى طبيب وسألني إن كنت أحتاج إلى أدوية مهدئة، فقلت له إن الجبل لا يحتاج إلى مهدئات ...  لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى ما يجعلنا لانحتاج إلى مثل هذه الأمور ...  والمهدئات تعطى للضعفاء ...

 

كنت أدرك بأنني سأستشهد ويستشهد أبنائي وكان ذلك دافعا لي للمقاومة وليس الهروب والبقاء وسط أبناء شعبي مهما كان الثمن ...  اختفيت طوال ثمانية أشهر كنت أتجول خلالها في ربوع العراق أتابع وأتواصل مع رجال المقاومة، وقد نمت عند أناس لا أعرفهم ...  بعد ثلاثة أسابيع من احتلال بغداد سرحت كل الحرس الخاص بي وبقي معي واحد فقط ...  خدمت هذا الشعب العظيم طيلة 35 عاما والآن أسلم نفسي له، ومن المؤكد أنه سيحضنني وإذا لم يفعل ...  فحتما هناك خطأ م ...

 

خلال تجوالي ارتديت ملابس مختلفة وتجولت في المزارع والحقول والجبال وطيلة هذه التفترة كنت أتحرك بعقلية المناضل، وكنت كذلك خلال فترة الاعتقال وكذلك خلال فترة المحاكمة ...

 

سلموا لي على أم علي وأمها واخواتها، وعلى أبنائهم، أحفادي جميعا، وعلى كل الأسرة، هم مؤمنون بأمر الله، فلكل إنسان أجل وكتاب، عليهم أن يرضوا بما كتبه الله علينا بقلوب مؤمنة، وأن يتذكروا أن أباهم ناضل وجاهد بشرف ليس سعيا وراء منصب وإنما من أجل الشعب والأمة ...

 

في هذا اللقاء، افتقد الشهيد المحامي خليل، فكتب له قصيدة أرسلها مع المحامين، تقول بعض كلماتها:

 

أصيل خليل وليس له بديل

عذب الماء هو وأعداؤنا سحول

كالبحر الزاخر لو تغضب أمواجه

وسيف له لو واجهه هبيل

أباعلاء لايظن فيك سوى كرم

وهل ظننا سوى ما يستحق الفحول

ما جفلت عنها وتلطم شرها

أصيل الفرع أصيل نبيل

 

الفصل الخامس والعشرون

الساعات الأخيرة

 

هل ثمة صفقة بين الامريكان والفرس لتقاسم العراق مما يساعد الامريكيين على الخروج من ورطتهم الكبرى في العراق؟؟

 

تأكد للامريكيين صلابة موقف الشهيد وأنه من داخل عرينه يتواصل مع أبطال المقاومة ويؤثر في الشارع العراقي ...  حتى إن كثيرا من الضباط الامريكيين بدأوا يتعاطفون معه ويعجبون بشخصيته، ...

 

إن التعجيل في قضية اعدام الشهيد له تفسيرات عديدة، فلو حضر الشهيد قضية الانفال فإنه من المحتمل أن يتطرق إلى أمور قد تحرج الكثير من الدول وأولها أمريكا التي كانت تزود العراق عن طريق بعض الدول العربية عن تحركات الجيش الخميني الكسروي، وفي نفس الوقت كانت أمريكا واسرائيل تمدان الخميني بالأسلحة، أي كانت أمريكا تمارس لعبة مزدوجة وتسعى لاستنزاف البلدين ...

 

كذلك ربما تطرق الشهيد إلى بعض المعلومات التي يعرفها الطالباني والمسعور حول المفاوضات التي كانت تجري بين الحكومة والاكراد ...  ومنها أن الشهيد طلب ذات يوم أن يكون الطالباني نفسه شاهدا في قضية الانفال ...  كما إنه كان سيتطرق إلى بعض المعلومات والوثائق الموجودة في أرشيف وزارة الخارجية حول موضوع حلبجة ...  وإذا ما فتح هذا الموضوع سيدان الطالباني نفسه ...  لذلك قاموا بفصل موضوع الانفال عن موضوع حلبجة، كي لايتم التطرق إلى الموضوع الأخير، وعليه جاءت النصيحة بإعدام الشهيد وقد شارك بهذه النصيحة قيادات عربية معروفة!!!

 

على أن الدولة الخمينية الكسروية كانت تسعى لعدم طرح موضوع حلبجة، ولهذا الغرض التقت ببعض أعضاء هيئة الدفاع وعرضت عليهم ملايين الدولارات مقابل عدم التحدث عن موضوع حلبجة والقاء مسؤوليتها على منظمة مجاهدي خلق إذا ما أثير الموضوع ...  على أنه وكما قلنا من قبل واستنادا إلى عناصر المخابرات الذين أخذوا عينة من تربة حلبجة وحللوها أكدوا أنها قصفت بغاز لايمتلكه العراق، وهو غاز السيانيد، حسب ما صرح الجنرال الامريكي ستيفن بلليتر ...

 

إذن، التقت ارادة التخلص من الشهيد لدى كل من الادارة الامريكية، والصهيونية العالمية، والصفوية الكسروية الخمينية اضافة الى أطراف كردية من الحزبين التابعين للطالباني والمسعور، وكذلك الميليشيات التابعة لدولة الفرس والميليشيات التي كان يمولها مخانيث قرود آل الانبطاح ...

 

فقامت الادارة الامريكية وخلافا للقانون الدولي بتسليم الشهيد إلى ألد خصومه الذين كانوا يتحينون هذا اليوم على أحر من الجمر ...  ولتوجه أمريكا بهذا التسليم اهانة رسمية فوق الاهانات السابقة إلى كل الحكام العرب، بأن هذا هو مصير من يخرج عن بيت الطاعة الأمريكي ... . واعتقدوا أيضا بإغتياله بأن المقاومة ستتوقف، وإذ بلهيبها يزداد وبطولاتها تسجل الملاحم الاسطورية تلو الملاحم ...

 

أما صفقة اغتيال الشهيد فقد تمت حين التقى المقبور الكافر ابن صاحبة الراية عدو العزيز الحكيم مع بوش في أواخر عام 2006 المخجل في هذا اللقاء أن عدنان الباجه جي ارتضى أن يجعل من نفسه تابعا لعدو العزيز الحكيم، وكان يرافقه في تلك الزيارة إلى المزبلة البيضاء في واشنطن، وكان يسير مثل الذليل إلى جانبه –

 

اقول، المؤسف والمخجل في هذا الشخص إنه لم يحترم تاريخه، ولم يحترم مسألة في تاريخه أنه كان وزير خارجية البلد الذي له فضل على كل الدول العربية وليس لأحد فضل عليه، البلد الذي علم العالم بأسره أصول الابجدية الاولى، وبلد العلم والعلماء والمثقفين ...  هكذا وبجرة قلم ولأجل حب الظهور ارتضى هذا الخرفان على نفسه أن يكون تابعا لواحد من أشد مجرمي العصر اجراما، ومن يداه ملطخة بدماء أبناء اخوان الباجه جي العراقيين الذين دافعوا عن مشيخات الخليج وعن مشيخة سيده زايد ... . بوجه المد الصفوي الكسروي الخميني ...  أخوان الزنيم واخواله وأسياده ... .

 

المهم  ...

 

وتقول المصادر إن زعماء الميليشيات الغدرية والصدرية الموالية لدولة الخميني الكسروية قد وقعوا مع بوش صفقة مفتوحه لدى زيارته إحدى العواصم العربية ...  التي شارك فيها أيضا ابن الزنيم والهالكي والغدار الاهبل المنغولي مقتدى ...  وامام تلك التعهدات المفتوحة جاءت أوامر بوش: سلموهم رأس صدام ...

 

أما الرسالة الشديدة اللهجة التي وصلت إلى بوش من الصدر وجماعته وعلى أثرها اتفق مع الباقين فكانت تقول: إذا لم يسمح الامريكيون بتنفيذ حكم الاعدام بحق صدام في اول أيام عيد الاضحى فسيعلن شيعة العراق الحرب على أكثر من 150 ألف جندي أمريكي في العراق ...  ولم يكن أمام بوش وهذا التهديد وصله وكان قد اتفق مع الزنيم قبل ذلك إلا الرضوخ وتسليم الشهيد إلى الخونة ... . حيث وبعد هذا التهديد عاد وزراء التيار الصدري إلى الحكومة بعد أن كانوا قد علقوا مشاركتهم فيه ...

 

آخر طلب للشهيد  ...

 

كان الشهيد في عرينه في (بيت على الجانب الايسر من الجسر العائم على بحيرة النور)، وهذا البيت جرى تمويهه من الخارج كي لاتكشفه الاقمار الصناعية التابعة لدول قد تقوم بتزويد صورته للمقاومة العراقية أو للدولة الكسروية المجوسية الخمينية ...  كذلك جرى تمويهه من الداخل كي لايتعرف عليه الشهيد، خاصة وأنه هو من أشرف على بناءه ...

 

في الساعات الاولى من ليلة الجمعة قبل الاعدام، اصطف بعض الضباط الامريكان مع قائد المعتقل لوادع الشهيد الذي ودع أخويه برزان وسبعاوي، وقضى الشهيد تلك الليلة على سريره بعد صلاة العشاء يقرأ القرآن، وذلك بعد أن أبلغه قائد المعتقل بأن الاعدام سيكون فجر ...  وكان الحرس الامريكي يراقبون كل حركة له ظنا منهم أنه سيشنق نفسه ...  وفي الساعة الرابعة فجرا جاء قائد المعتقل وأخبره بأنهم سيسلمونه للعراقيين ...  فتوضأ الشهيد وأخذ المصحف وقرأ منه ما تيسر له ...  وطلب تسليم حاجياته إلى محاميه ومن ثم إلى كريمته رغد، وطلب منهم ابلاغها بأنه ذاهب إلى الجنة للقاء ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة ...  جنديا ضحى بنفسه وعائلته من أجل العراق وشعبه ...

 

صعد مع الحماية الامريكية إحدى العربات المدرعة (تحمل علامة الصليب الاحمر) المخصصة لنقله، ثم الى طائرة بلاك هوك، وأخذ يتأمل بغداد من الجو ...  هذه المدينة التي بناها المنصور وأعزها الله ثم صدام حسين ...  ثم حطت الطائرة في معسكر أمريكي يقع داخل منظومة الاستخبارات العسكرية السابقة على الجانب الغربي لنهر دجلة في الكاظمية ...  ترجل من الطائرة، فغطوا عينيه بنظارات داكنة يستخدمها الجيش الامريكي عند نقل الاسرى ...  كان محاطا بعدد من رجال الشرطة العسكرية الامريكية ...  وهنا انتهى دور الامريكان ...

 

فأدخلوه إلى ما يسمى قسم مكافحة الارهاب، وهو القسم الذي أنشأوه لأجل قادة العراق الذين تصدر بحقهم أحكام الاعدام ...  وحين دخل الشهيد شاهد داخل الاقفاص عدد من العراقيين والعرب المقاومين الصادرة بحقهم أحكام الاغتيال ...  فابتسم لهم الشهيد باعتزاز ...  وأكمل سيره محاطا بخنازير الميليشيات الطائفية الصفوية الخمينية ...  الذين كانوا يرقصون فرحا لهذه اللحظة ...  حيث كانوا يتحدثون إلى الخميني وهو في قعر جهنم أن بيدنا الان الرجل الذي أذاقك كأس السم الزعاف، وسننفذ بحقه الاغتيال ...

 

دخل الشهيد إحدى الغرف، فوجد منير حداد الذي صار قاضيا في زمن الاحتلال ...  وكانت فرق الغدر من جيش الغدر تريد اقتحام المعقتل لاختطاف الشهيد وتسليمه الى زبانية الخميني لقاء مبالغ خيالية ...  لكن الهالكي تدخل كي لاتحدث فضيحة تضاف الى فضائحهم في العراق ...  وكي لا يغضب اسيادهم الامريكان ...  وقد تأخرت عملية الاغتيال لحين حضور الاهبل الغدار المنغولي مقتدى ...

 

فجاء الاهبل المنغولي ومعه خنازيره، وما أن راى الشهيد جالسا يقرأ القرآن حتى قال له: ها شون الطاغية ...  فنظر إليه الشهيد باحتقار ...

 

ثم هتف الشهيد بحياة العراق والامة العربية والجهاد والمجاهدين وفلسطين ...  يسقط الفرس والامريكان والعملاء ...  نحن في الجنة وأعداؤنا في النار ...  ثم ادخل الى الغرفة المشؤومة ليواجه كل من: عدو العزيز الحكيم، كريه شهبوري (الذي اتخذ اسم موفق الربيعي) على الدباغ، سامي العسكري، بهاء الاعرجي، مريم الريس، منقذ الفرعون، ولم يكن هناك أي رجل دين مسلم سني كما ادعوا وكذبو ...  كذلك كان هناك ضابط من مخابرات الدولة الكسروية الخمينية النجسة.. وكان منهم المجوسي فروزندة، مسؤول المخابرات الخمينية في العراق، وكذلك حضر عملية الاغتيال علي الاديب، خضير الخزاعي والركابي وعناصر من سفارة المجوس المدنسة لأرض العراق ...  وما يسمى الجنرال سليماني قائد فيلق قم الفارسي المجوسي الخميني ...  وقام بعض هؤلاء الضباط الفرس الخمينيين المجوس بالتحدث مع الشهيد قبل اغتياله بدقائق ليعلموه أن مصير البلد الذي وقف سدا منيعا بقيادته بوجه الريح الصفراء السامة المجوسية الكسروية قد صار بيدهم ...

 

صعود الشهيد سلم الشهادة والمجد  ...

 

مشى الشهيد بكل كبرياء مستقبلا قدره بإيمان عميق، وكان أولئك الخنازير يشتمونه بعبارات قذرة مثل الخميني والخامنئي ...  وكان يهتف بحياة فلسطين والامة العربية والعراق ...  وكان الخنزير الصفوي كريه شهبوري هو الذي قال له إلى جهنم ...  حين التف الحبل حول عنقه الشريف ...

 

ثم فك السفاحين القتلة الوثاق من أيدي الشهيد وحاولوا تغطية وجهه بكيس أسود أخذوه من أحد الجنود الصهاينة الذين كانوا حاضرين عملية الاغتيال تحت مسمى جندي أمريكي، فرفض الشهيد ذلك بشموخ وكبرياء العراقي المجاهد ...  وكان هذا الجندي هو نفسه يقيس طول الحبل ويتأكد من أن طوله يبلغ 39 عقدة، وكان قد طلب سكينا من أحد الحاضرين، فأعطاه أحد الأوغاد آلة حادة، وكانوا قد أعدوها ليفصلوا الرأس عن الجسد للاحتفال بحمل الرأس الطاهر والطواف به بمسيرات طائفية كسروية خمينية ملعونة تشفيا به في مدينة الثورة (صدام) ...  لكن ذلك لم يحصل ... .

 

أما الشهيد، فحين صعد سلم المجد، كان يقول يا الله ...  يا الله ...  ثم قال الشهادة أكثر من مرة.. بفضل من الله ورضوان ...  وكانت تلك الوقفة العراقية الاسلامية الجبارة الشامخة بعكس ما قاله الخنزير شهبوري بأنه بدا شبه خائف ...  وكان الاوغاد حوله يشتمونه ويضربونه ...  وهو شامخ غبر عابيء بهم وبأيديهم النجسة التي طالته ...

 

ثم تقدم منه أفراد العصابة المقنعين الخنازير الاربعة وكان منهم: الغدار الاهبل المنغولي مقتدى، وصهره رياض النوري، إضافة إلى أثنين من الخنازير المسؤولين في جيش المخزي الدموي ... . ثم تقدم منه المجرم الغدار مقتدى ووضع الحبل حول عنقه بإحكام ...  ونزل جميع الأوغاد إلى تحت قدمي الشهيد ...

 

أقول ... .

 

حين عرضت صوت الخنزير الذي قال: اللهم صلي ... . وعجل فرجهم واحفظ ولدهم ... . إلخ ...  على أحد الاصدقاء المختصين بتحليل الأصوات، وكنت قد عرضت عليه قبلا صوت مقتدى في أحد اجتماعاته مع خنازيره أكد لي هذا الشخص أن الصوتين هما لشخص واحد  ...  ثم حين جلست وحدي – منذ حوالي يومين - أقارن بين الصوتين تأكد لي فعلا أن الصوت لشخص واحد وأنه كان بالفعل مقتدى الذي يقف تحت قدم الشهيد ...  ...  وعلى هذا، وبحسب تأكيد صديقي خبير تحليل الاصوات يكون الخنزير مقتدى هو الذي ردد الصلاة على سيدنا محمد بالطريقة الفارسية الخمينية وكان صوته الذي يقول واحفظ ولدهم مقتدى ...  مقتدى ...  مقتدى ... . فرد عليه الشهيد بسخرية: مقتدى ...  هيه هاي المرجلة ...

 

ونفس الصديق، أكد لي أيضا أن الذي قال إلى جهنم هو الخنزير كريه شهبوري ...  حيث استمعنا سوية لصوته من خلال تسجيل سابق، ومن خلال ظهوره على الجزيرة يوما مع مشعان الجبوري ...  ومن يعد لفيلم اغتيال الشهيد، سيتأكد أن هذا الكلام صحيح عن كلا الخنزيرين الخمينيين ...

 

المهم ... .

 

هن ...  حاول الوغد منقذ الفرعون ايقاف هؤلاء الاوغاد امام الكاميرا فقط وليس عن حسن نية – قائلا: يا اخوان ارجوكم الرجل في حالة اعدام ... . لكنه وبكل وقاحة حين اغتالوا الشهيد راح يحتفل مع الخنازير التي احتفلت حين سجي الجثمان الطاهر في سيارة اسعاف ...

 

حين هوى الجسد الطاهر على الأرض من تلك الفتحة اللعينة، رفع الشهيد رأسه مبتسما، فقام الخنازير بركله وضربه وخاصة الخنزير كريه شهبوري وحاملة الراية مريم الريس ...  ففارق  الحياة ...  لكنهم أعادوه جثة هامدة على الحبل ليعطوا انطباعا بأنه أعدم بطريقة قانونية ...

 

ثم حملوا الجثمان الطاهر لشهيد العروبة والاسلام والعراق إلى منزل أحد الخنازير الصفوية، وهناك استقبلوه مع زبانية الخميني بالشتم والركل والطعن بالسكاكين والهتافات الهستيرية ...  وكان هناك أيضا بعض العناصر الصفوية الخنزيرية الخمينية الفارسية التي راحت تطعن الجسد الطاهر وتركله ...  ثم طعنوا رقبته بسكين حتى يتأكدوا بأنه فارق الحياة ...

 

أما دلالات اختيار مكان الاغتيال، (الشعبة الخامسة في مبنى الاستخبارات العسكرية) فهو لأنه وعلى أيام حكم الشهيد رحمة الله عليه، كان هذا المكان وكما يعلم كل عراقي هو المكان المخصص لاستجواب عملاء الخميني، الذين كانوا يقعون تحت أقدام رجال الاستخبارات العراقية، والذين كانوا يدبرون المكائد ويقومون بالتفجيرات والتخريب داخل المدن العراقية ...  وكذلك كانت هذه الشعبة هي التي تتولى تزويد الجيش العراقي بالمعلومات عن تواجد القوات الكسروية على الجبهات أيام العدوان الخميني المجوسي على العراق ... . حيث كان للعراق عملاء داخل النظام الكسروي الخميني والاتصال بهم يتم من هذا المكان نفسه ... . فاختيار هذه الشعبة لهو إذن مطلب صفوي فارسي جاء بالتنسيق مع خنازيرهم القاطنين في المزبلة القذرة ...

 

عائلة الشهيد رحمة الله عليه أجرت مدالاوت ومشاورات مع دولتين عربيتين للتدخل لدى الادارة الامريكية لنقل الجثمان الطاهر إلى أرض اليمن ليوارى الثرى هناك، وفي هذه الاثناء اتصل سكرتير إحدى هاتين الدولتين بالاستاذ خليل الدليمي معربا عن انزعاجه مما حصل ... . ولم توافق الادارة الامريكية على نقل الجثمان الطاهر خارج العراق ...  وقررت تسليمه ليوارى الثرى في وقت متأخر من نفس الليلة ...  وكانت الساعة قد شارفت على الثالثة فجرا في صباح عيد الاضحى المبارك ...

 

فكان أن تولى نائب محافظ صلاح الدين (أعتقد اسمه عبد الله جبارة) وشيخ عشيرة البوناصر استلام الجثمان الطاهر ...  وحسنا فعلو ...  فقد كانت خنازير فرق الغدر الصفوية الكسروية تحيط بالمقر وتتواجد على الطريق بين بغداد وصلاح الدين من أجل اختطاف الجثمان وتسليمه الى الدولة الصفوية الكسروية ...  فالعرض كان لايزال قائما وملايين الدولارات جاهزة ...  والذي أحبط هذا المخطط الاجرامي أن نائب المحافظ وشيخ العشيرة قد نقلوا الجثمان بواسطة طوافة تابعة للجيش الامريكي حيث حطت به في تكريت ...  وكان ينتظر الجثمان الطاهر الآلاف من مؤيدي ومحبي الشهيد وشيوخ العشائر ورجال الشرطة وكلهم كانوا يبكون وينوحون وسط ذهول القوات الامريكية المتواجدة هناك الذين تابعوا المشهد وهم غير مصدقين ما يرون!!!

 

على أن وصية الشهيد لأهله كانت أن يوارى الثرى إما في بلدته العوجة حيث مسقط رأسه، أو في الرمادي تكريما لهذه المدينة التي انطلقت من أرضها هيئة الدفاع عنه ...  ولأن المقاومة البطولية فيها أركعت الأمريكان وأذنابهم في معارك الفلوجة العظيمة واخواتها المدن الأخرى في محافظة الأنبار الباسلة الأبية ... .

 

يستشهد الاستاذ خليل بمقال للاستاذ صلاح المختار نشرته البصرة بتاريخ 30.04.2007 كان بعنوان: الوجه الحقيقي لصدام ...  كتبه الاستاذ صلاح بمناسبة ميلاد الشهيد رحمة الله عليه ...

 

وكذلك يستشهد بمقولة للسيد جيل مونييه، سكرتير جمعية الصداقة العراقية الفرنسية، حيث يقول: سيترك صدام حسين أثر رئيس سعى لاستعادة مجد بلاد ما بين النهرين القديم، وليجعل من بغداد منارة العالم العربي ...  مات في المعركة ...  لكن لامجال للشك بأن غيابه لن يغيب رسالته  ... .

 

يتبع  ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور