عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

 صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث

﴿ الحلقة التاسعة ﴾
 
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

الفصل الحادي عشر

تشويه أمريكا لصورة الشهيد

 

 

أمريكا حاولت كثيرا تشويه صورة الشهيد صدام بعد اعتقاله، وساعدها في ذلك أذنابها المستعربين وقنواتهم واعلامهم المسخ، وحاولت ذلك أكثر بعد الصورة المتوهجة التي بدا فيها الشهيد يوم استشهاده.. والكل يعلم قصة الحفرة السخيفة واظهار الشهيد على تلك الصورة التي أعدها الامريكان وعملائهم بإتقان شديد... على أن أرخص محاولة كانت من الغرب هو ما نشرته صحيفة بريطانية يملكها ملياردير صهيوني، حيث نشرت الصحيفة صورة الشهيد مرتديا ملابسه الداخلية وصورة أخرى يغسل ثيابه...

 

وحين طرح المحامي خليل معه هذا الموضوع قال: ما الذي يضيرني كرجل مسلم يصلي أن أغسل ملابسي بيدي، وضعوا خادما لي ليقوم بهذا العمل، لكني أفضل غسل ملابسي بنفسي، لا تقاضوا هذه الصحيفة، فأنا أرفض أن تصدر بإسمي دعوى لها علاقة بالمال.... بل على العكس قدمت لنا خدمة، فقد اطلع العالم بأسره على ديمقراطيتهم الزائفة... وعلى كل فإن نشر هذه الصور لا يضرني ولا يسيء لي...

 

وحتى حين نشر الامريكان صور أبناء الشهيد عدي وقصي والفتى مصطفى، فقد ظنوا أنهم بنشر هذه الصور يكسرون شوكته أو شوكة المقاومة، ولم يكتفوا بذلك فقد حاصروا المقبرة التي فيها الجثامين الطاهرة لعدة أيام، ظنا منهم أن الشهيد سيزور أبناءه وحفيده لقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة فيقبض عليه الأمريكان!!

 

وحين أخبر الاستاذ خليل الشهيد عن محاولة أمريكا أيضا تشويه صورة الاستاذ الدكتور ناجي صبري وزير الخارجية الشرعي، خاطبه مازحا قائلا: لاحظوا أن الاستاذ خليل يتعنصر لابن محافظته... سلم لي على ناجي وقل له أن  لايهتم... فثقتنا فيه أسمى من تفاهاتهم... هذه دعاية الغرض منها النيل من هذا الوطني النبيل...

 

على أنه، وبمقابل ذلك الرخص الأمريكي الغربي المستعرب لمحاولة النيل من الشهيد صدام، فإن الكاتب الأمريكي الامريكي مالكوم لاغوش خرج بعدة بعدة تساؤلات عن عراق صدام حسين أحرجت الجميع، وخاصة أولئك المستعربين ... حيث ذكر الكاتب إن العالم أجمع لم يتحدث عن التالي:

 

-         العراق اختارته الامم المتحدة عام 1982 بلدا خاليا من الأمية

-         عام 1984 أعلنت الامم المتحدة أن النظام التعليمي في العراق كان أرقى وأفضل نظام يراه العالم            بالنسبة لدولة من العالم الثالث.

-         العراق بحسب نيويورك تايمز عام 1987 هو باريس الشرق الاوسط.

-         لم يتحدث أحد عن زيارات الشهيد لبيوت العراقيين في الجنوب للتأكد من أن كل بيت يمتلك برادا            وكهرباء.

-         لم يتحدث أحد عن ملايين العرب الذين كانوا يذهبون الى العراق للاستفادة من برنامج الاراضي الزراعية           الذي أسسه البعث حيث يحصل كل فرد على قطعة أرض لزراعة الحبوب.

-         لم يتحدث أحد عن العلماء العراقيين والاطباء الذين ارسلوا الى البلاد العربية لمساعدة تلك الدول على           تطوير برامجها.

-         العراق دافع بجنوده وأبناءه عن العرب جميعا حين حمى البوابة الشرقية للامة العربية من وحشية الخميني وزبانيته الفرس المجوس.

-         لم يتحدث أحد عن المبادرات التي قدمت للشهيد في التسعيينات من أمريكا للاعتراف بإسرائيل والسماح           بإقامة قواعد عسكرية أمريكية مقابل رفع الحصار عن العراق.

-         لم يتحدث أحد عن قضية أن كل عضو فيما يسمى فرق التفتيش عن الاسلحة كان جاسوسا وليس مفتشا.

 

وفي مقال آخر للسيد لاغوش يفند فيه قضية ما أثير عن مقابر جماعية تحوي آلاف الجثث... كانوا معظمهم للشهداء الذين قتلتهم أمريكا في عام 1991 حين انسحب رجال العراق من قصبة كاظمة المسلوخة من البصرة وكانوا عائدين إلى الوطن... كذلك ذكر السيد لاغوش كذبة حلبجة التي أكدت المخابرات الامريكية عام 1988 أنها قصفت من قبل الجيش المجوسي الكسروي وليس من قبل الجيش العراقي....

((أعتقد أن البصرة والمنصور نشرتا هذه المقالات على صفحاتهما من قبل))

 

قصة البحث عن الأسلحة

 

يقول الشهيد عن هذا الموضوع أنه بعد العدوان الثلاثيني على العراق وضعت أمريكا وحلفائها برنامجا جائرا لتقل طموح العراقيين في امتلاك ناصية العلم، وبناء بلد حر قوي ومستقل يساعد في حفظ التوازن الاقليمي والدولي وقد دمروا كل برامج العراق للتحق من خلوه – كما زعموا- من أية أسلحة كيماوية... أو ما يسمى أسلحة الدمار الشامل... وقد سهلنا للمفتشين عملهم اثباتا منا لحسن النية ولتقيننا المطلق بعدم وجود أية أسلحة خارج النطاق المسموح به... رغم معرفتنا بأن معظم المفتشين كانوا جواسيس... لقد كانوا يتصرفون بطريقة تستفز العراقيين لإعطاء المبرر للعدوان على العراق... وحين تحدث سكوت ريتر بالحقيقة تجاهلوا تصريحاته... لو كانت أمريكا تعلم أنه لدى العراق هذه الاسلحة لما تجرأت بالعدوان عليه...

 

لقد قلت للمحققيين الذين سألوني عن أسلحة الدمار الشامل: أنتم تعلمون أن العراق لا يمتلك هذه الاسلحة... عليكم أن تدركوا أن للعراق جارا عدوا اسمه ايران... تمتلك الامكانات العسكرية والبشرية والمادية... وفي الوقت الذي كنتم تحاصرون العراق كنا نخشى أن تباغتنا بهجوم في ظل حصاركم الجائر... إضافة إلى خلقكم تقسيما في الجو حسب خطوط الطول والعرض وفرضتموها على العراق ظلما... وحين عرضوا علي صورة دبابة بريطانية تحمل مجموعة من الاطفال العراقيين وقالوا إننا كنا نستخدم هؤلاء الاطفال دروعا بشرية... وهذا مخالف لكل القوانين... وحين تفحصت الصورة جيدا أدركت فعلا أنها دبابة بريطانية وليست عراقية... قد قاموا بتزوير الصورة!!!

 

كذلك سألوني لماذا ضربت اسرائيل بـ 39 صاروخ وهي دولة لم تهددنا ؟ فقلت: إنها كيان مسخ وأنتم من أوجده وهي التي جلبت كل المصائب للمنطقة... ثم سألوني لماذا كنت أدعم الفلسطينيين بمبلغ خمسة وعشرين الف دولار لكل استشهادي ينفذ عملية فدائية؟ فقلت ان امكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة الامة العربية وفي مقدمتها فلسطين وانا هنا في المعتقل لأجل فلسطين والابطال الذي ينفذون عمليات بطولية في وجه العدو الصهيوني وهم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين.... وحين سألوا عن الجيش العراقي وجيش القدس قلت إن ديننا يأمرنا أن نعد لعدونا ما استطعنا من القوة ومن رباط الخيل....

 

محاولة تضليل الرئيس

 

حاول الامريكيين تضليل الرئيس بالاهتمام الزائد به بتكثيف العناية الطبية له وحمايته من الفرس المجوس داخل المعتقل وأثناء محاكمته، وسمحوا له بممارسة الرياضة واحضروا له دراجة هوائية ثابتة واهتموا بدرجة حرارة غرفته... وكان يسهب في الحديث عن هذه الامور حين يلتقي مع الاستاذ خليل... وفي بداية الاعتقال كان يحرسه عدد من عناصر الاستخبارات الامريكية رغم انهم اوهموه أن هؤلاء من المارينز... لكن الشهيد كان مدركا تماما لما يجري حوله وواع لألاعيبهم معه... يعني ببساطة لم تنطلي عليه أية حيلة حاولوها معه...

 

هناك فقرة لافتة للنظر في الكتاب عن تشويه صورة الرئيس بإظهاره أنه عميل للاستخبارات الامريكية... وهي النكتة السمجة التي ضحك عليها الرئيس والتي لاتزال الى يومنا هذا ترددها بعض الفضائيات والصحف العميلة الصفراء... ويرددها بعض الجهلة السذج.... ويعلق الشهيد رحمة الله عليه على هذه التهمة فيقول: إن الامريكان عندما يريدون اسقاط زعيم أو شخص عادي بإنهم يستدرجونه للعمل معهم... ينعم ببعض المكاسب ثم يسقطونه بفضحه بوسائل الاعلام من دون الحاجة للجيوش والطائرات... لو كانت لي صلات معهم لما حصل الذي حصل.. والحمد لله سأقابل الخالق عز وجل بيد نظيف وقلب صادق وهذا هو الفوز....

 

الموساد الصهيوني يستجوب الاستاذ خليل...

 

في إحدى الليالي،17.10.2005، كان الاستاذ خليل يرقد على سطح منزله مع أهله وأطفاله بسبب انقطاع الكهرباء وحرارة الجو في الأنبار... وإذ بصوت المدرعات والآليات الامريكية والطوافات تقترب من الدار... فطوقوا البيت مع باقي بيوت الاعمام والاقرباء والاخوة... فاستطلع الامر ليفاجيء بأنوار الدبابات والاصوات التي تطلب منه الابتعاد وإلا سيتعرض للقتل، طلب من الاهل النزول الى الدار وبقي في مكانه يستطلع الأمر... ثم تبين أنه ليس المقصود وإنما أحد أشقائه وأبناء عمه إثر وشاية من أحد العملاء... وتمكن الغزاة من أخذ رجل طاعن في السن مع أولاده بعدما سرقوا من منزله ما سرقوا وقاموا بعدها وفي الساعة الرابعة فجرا بسحب قواتهم وآلياتهم... وكان لديه موعدا في نفس اليوم مع الشهيد قبل جلسة المحاكمة الأولى التي كان مقررا لها أن تكون يوم 19.10.2005....

 

التقى المحامي مع الشهيد وكان الوقت في شهر رمضان المبارك... وقد اقترح عليهم الامريكان تناول وجبة افطار... لكن المحامي خليل شرب ماءا فقط ولم يتناول الافطار.. وطلب إحضار حلاق للشهيد قبل أن ينصرف، فقد كان حريصا على أن يظهر الرئيس بشكل لائق، عدا عن أن السيدة الكريمة الجليلة ابنة الاكرمين وأم الشهيدين، ام عدي، كانت قد اتصلت به وطلبت منه الاهتمام بحلاقة الرئيس باستمرار...

 

وحين خرج المحامي من مكان المعتقل وجد عناصر بزي مدني ولحى قصيرة، طوال القامة، اصطحبوه على غير العادة ودون إذن مسبق، أخذوه للتصوير من كل الجوانب، مع فحوصات دقيقة، وبصمة للعينين وقياس الوزن والطول واجراءات أخرى... قالوا إنهم سيوجهون له مائة سؤال عليه أن يجيب عليها بدقة، وانه اجراء عادي ولكن ضروري... وإذا ما أثار أي شكوك في إجاباته فإنهم سيمنعونه من الدخول إلى قاعة المحكمة...

 

........ ثــم أخذوني إلـى مكتب.. حيث وجدت مترجم مع شخصين... أحدهما قصير القامة يتحدث الانكليزية بلكنة عبرية... وكان المترجم يقوم بعمله بيني وبين الشخص الآخر... بدأوا بالمجاملات أولا لاعتقادهم أنني كنت خائفا، والحقيقة انني كان متوترا بعض الشيء من هذا الجو... لقد تأكد لي أن هذا الشخص من عناصر شارون، قد شاركت وحدات صهيونية في غزو العراق بدءا من الفرقة العسكرية الاسرائيلية القذرة... وهذا كان اسمها بالمناسبة.... هكذا اسمها.. "الفرقة العسكرية القذرة"... فبدأت أجيب على كل اسئلة الاسرائيلي الذي كان من الموساد، وكانت معظم أسئلتهم عن أقارب بعيدين جدا، وأسئلة تافهة عن الـ 36 مليار دولار التي يعتقدون أن الشهيد يملكها ويخفيها في بنوك تحت أسماء وهمية!!!

 

زيارات وزراء الاحتلال للشهيد...

 

منذ عام 2005 كان المحامي خليل هو المحامي الوحيد للشهيد وهو الذي كان يلتقي به ويزوره آنذاك دون غيره... أي أن صلته بالعالم الخارجي، خارج المعتقل، كانت من خلال الاستاذ خليل وحده دون غيره... وقد سأله المحامي خليل إن كان قد زاره أحد غيره وغير الصليب الأحمر فقال: زارني عدد ممن قالوا إنهم وزراء... أنا لا أعرفهم لأنني غير مطلع بشكل كاف على ما يدور خارج المعتقل... زراني شخص قال انه وزير حقوق الانسان، وتصرف معي بشكل غير لائق، فأدرت له ظهري وتجاهلته، فانصرف على الفور... "وكان هو الوغد المسمى بختيار أمين، زوج الساقطة صفية السهيل" - سكرتيرة بول بريمر في الليل والنهار- ...

 

ثم زار الشهيد شخصان قدما نفسيهما على أنهما من الاكراد أحدهما برهم صالح والاخر من عائلة النقيب... فتجاهلهما الشهيد ولم يعاملهما إلا بفردة حذاءه... فانصرفا على الفور أيضا...

 

ثم زاره الوغد الصفوي جعفر المو... سوي... وكان يتودد للشهيد... وأيضا عامله الشهيد بفردة حذاءه...

 

إن جميع من زاروا الرئيس نفوسهم مريضة، جاؤوا للتشفي أو لاستفزازه – خسؤوا وخابوا – اعتقدوا أنهم قادرين على استفزاز الشهيد... لكنه بالواقع لم يعاملهم إلا وتعاله فوق رؤوسهم...

 

وحين طرح المحامي خليل مع الزملاء في هيئة الدفاع هذا الموضوع، أفاد أحدهم أن له قريبا يعمل وزيرا في الحكومة، قال له طلبت منا الادارة الامريكية المحتلة زيارة الشهيد بانتظام واستفزازه ما أمكن، لكنني رفضت القيام بهذه المهمة لكون الرئيس أسيرا...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور