عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الثانية عشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

الفصل الخامس عشر

ما يسمى بمبادرة زايد

 

باختصار... كان للشهيد رحمة الله عليه رأيه إن الذي نسبت إليه المبادرة – القذرة والسخيفة – ليست له، وإنما ألصقت به تحت ضغط معين، وكان عتب العراق عليه كبيرا لقبوله أن تحمل هذه المباردة السيئة اسمه....

 

لقد قلت يومها لأبوأحمد الدوري: إن الاعداء يتوهمون مرة أخرى، فهم لايعرفون منهج البعث ولايعرفون حقيقة صدام حسين ورفاقه، فهم يتوقعون أن بإمكانهم هزيمة العراق ونظامه الوطني بمجرد التهديد والوعيد.... إننا قبل أن نرفض مجرد سماع هذه المسماة "مبادرة" ان أغلب القادة العرب قد رفضوها، بمن فيهم السعودية، فليخسأوا إن كانوا يظنون أننا سنسلمهم العراق على طبق من ذهب... قاتلناهم وسنقاتلهم حتى تدمى أقدامهم، وسنحرر بلدنا منهم ونريح العالم من شرورهم...

 

الفصل السادس عشر

الجهود الدبلوماسية لإنقاذ الرئيس

 

إنني لا أفهم كيف تتعامل الجامعة العربية مع رموز الاحتلال، رغم أنها تدرك أن العراق يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، فانهيار العراق وانهيار هذا الخط يعني أن الطوفان سيلحق الجميع... (الشهيد في المعتقل)...

 

ايضا باختصار هنا...

 

إنه مع اشتداد حدة الوتيرة التصاعدية لمهزلة ما يسمى محاكمة، كلف الشهيد الاستاذ خليل نقل رسائل شفوية إلى عدد من الزعماء لتوضيح الصورة عن العراق وخوله قول ما يراه مناسبا دون فرض حوار معين... كان الاستاذ خليل يلتقي بالسفراء العرب والاجانب في مكاتبهم أو في أمكنة أخرى وكان لايلقى إلا كل ترحاب وتقديم كافة التسهيلات.... وقد كان يقول لكل من يلتقيه من الزعماء إن إنقاذ العراق لايتم إلا بإعادة الرئيس صدام لقيادة العراق، فقد كان لدى كل عراقي قناعة أن العراق لن ينعم بالامن والاستقرار من دون صدام حسين.... أما المزاعم التي انتشرت حينها بأن المحامي خليل وبعض أقرباء الشهيد قاموا بجهود شخصية للاتصال ببعض الزعماء فهذا لا أساس له من الصحة... الاتصال كان بتكليف من الشهيد على اعتبار أن المحامي خليل كان الاقرب له خلال فترة الاعتقال، وهناك رسائل بخط الشهيد يخاطب فيها القادة العرب بخصوص العراق يحتفظ بها الاستاذ خليل للتاريخ....

 

وأيضا... هذه نذكرها للاستاذ خليل ليطلع القاريء كم تحمل من مشاق وتهديد... إنه في أحد الايام كان لديه موعد مع سفير عربي بارز في عاصمة عربية، وحين وصل إلى مكان الموعد تفاجأ بأنه مراقب من عناصر ميليشيات الغدر التي كانت تتعقبه، وحين غيروا المكان، تفاجأ أيضا بوجود عناصر آخرى في المكان الآخر... فتجاهل الأمر لئلا يحرج السفير... وأثناء اللقاء بين السفير والمحامي تقدم أحد قناصل الدول العربية التي تربطه بالاستاذ خليل علاقة ليسلم عليه ولينبهه أنه مراقب من عناصر عراقية... كان في تلك الفترة العصيبة يجوب الشوارع ويتنقل بسيارات الاجرة، وكان يقوم بعمل مضني... فالموضوع سري ولابد من انقاذ الرئيس... فقد كان يدخل في سفارة ويخرج من سفارة... وتعرض لمعوقات مؤلمة واجهته في عمله....

 

وللتاريخ فإن كل السفارات العربية والاجنبية التي قصدها استقبلوه بكل حفاوة واحترام ما عدا سفارة " بطل رام الله المغوار الشجاع محمود عباث"!!!.... التي عض بعض من ربعه اليد التي مدت لهم... وراحوا يرتمون في أحضان الفرس وسيدهم الجديد الحاخام خامنئي!!!! فدخل المحامي خليل تلك السفارة وخرج دون أن يستقبله أحد!!!

 

كان الشهيد يأمل أن يهب العرب لانقاذ العراق، البوابة الشرقية للامة العربية... كان العرب متعاطفين مع العراق والشهيد، ويذكر المحامي خليل أنه التقى رئيسا عربيا وكان هذا الرئيس غاضب جدا لما يجري في العراق وما يجري للشهيد في سجنه... قال للمحامي خليل: كنت أتمناه أن يسقط شهيدا في ساحة المعركة أو ينتحر ليكون شهيدا أيضا... ما يجري للرئيس صدام يعني إهانتنا جميعا.. وأشاد بجهود المحامين... أما الزعيم الآخر الذي التقاه الاستاذ خليل، فقد قال: يا أخ خليل، كان الرئيس صدام سياج العرب، وسنحاول بكل ما أوتينا من إمكانات إعاد الحق إلى نصابه، وأبدى اعجابه الشديد بصلابة الرئيس وشجاعته أثناء المحاكمة... يعلق المحامي خليل على هذا الزعيم قائلا: إنه استقبله مرتين وبذل أقصى الجهود من أجل العراق...

 

أما زعيم ثالث فقد قال: إن الله منح العرب جبلا من نار يقيهم شر الفرس، وهو صدام، لكن العرب أضاعوه... أريد من أبي عدي أن يصبر... ونحن لامصلحة لنا في العراق.... أبا عدي كان صمام الامان لهذه الامة.... وأيضا بذل هذا الزعيم ما يستطيع... لكن أمريكا بددت كل محاولة...

 

((بعد اغتيال الشهيد التقى المحامي خليل بأحد الرؤساء الذي بكى مرات عديدة على ما جرى للشهيد وما يجري للعراق))...

 

التقى المحامي خليل بعدد من ممثلي بعض الرؤساء العرب نيابة عنهم بسبب ظروفهم وانشغالهم، وكان الجميع متعاطفا مع العراق والشهيد... دولتين فقط لم تستقبلاه، أو يلتقي بممثلين عن زعماءها... الاولى في الجانب الاخر، والثانية كان عليها ضغط غير اعتيادي...

 

أما الشهيد فيقول: لا ألوم الرؤساء العرب، ولا أريد إحراجهم، لكن بنفس الوقت لا ألتمس لهم عذرا، دعوا رقبتي بعيدة عنهم، فقد وضعتها بين يدي الله.. وحياتي لاتهمني بقدر ما يهمني أن ينصفني التاريخ...

 

لكن الحقيقة تقول، إن موقف بعض الدول العربية صدم الشهيد رحمة الله عليه... فالجميع نسي فضل العراق على الامة... وبعض القادة ساهم في تدمير العراق سواء علم أم لم يعلم، والقوات الامريكية انطلقت من اراضي بعض الدول العربية المجاورة، اضافة الى تدنيس خنازير الفرس من الدولة الكافرة المجاورة لنا....

 

أما الجامعة العربية... – وما أدراك ما الجامعة العربية – فقد كان عتب الشهيد عليها كبيرا، وعلى عمرو موسى... فهي لم تظهر موقفا واضحا تجاه العراق منذ احتلاله، وكان عتب الشهيد أن كيف كانت تتعامل مع رموز الاحتلال...

 

أقول...

 

يعني الواقع يقول إن ما يسمى الجامعة العربية ومن يسمى سكرتيرها العام لم تقم بشيء يذكر خلال منذ تاريخ تأسيسها وإلى يومنا هذا... ولعل الوحيد من بين الامناء الذي يسجل له موقف هو الشاذلي القليبي الذي استقال بعد أن شرعنت هذه الجامعة الهزيلة العميلة العدوان الثلاثيني المجرم على العراق... والله أنا لي رأي لن أتراجع عنه ما حييت، وهو أنه بعد التحرير إن شاء الله سيكون أفضل مليون مرة للعراق لو انسحب من هذه الجامعة المسخرة ومن اختها الثانية، المسخرة اكثر، منظمة المؤامرة على الاسلام، ولتذهب الحكومة العراقية الجديدة صوب تركيا وأوروبا... ولتذهب الجامعة العربية وسكرتيرها إلى الجحيم....

 

بعض المبادرات لإطلاق سراح الشهيد

 

بعد أن اتصل الاستاذ خليل مع بعض الزعماء العرب بتكليف من الشهيد، قام بعض الزعماء العرب بمحاولات لإقناع الإدارة الأمريكية بلإطلاق سراح الشهيد، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل... أولا لأن الجهود كانت فردية... رغم اقتراح الاستاذ خليل عقد قمة عربية مصغرة ينتج عنها مبادرة ما... وثانيا: تعنت الادارة الامريكية... والحقيقة أن بعض الحكومات العربية نجحت إلى حد ما في توصيل حقائق ما يجري على الأرض للادارة الامريكية... فقامت إثر ذلك بتغيير بعض القيادات السياسية والعسكرية الموالية لدولة المجوس... التي حين استشعرت ما يجري سارعت وضغطت باتجاه التخلص من الشهيد... ويروي الاستاذ خليل أنه بعد التحرير، سيضع النقاط على الحروف وسيذكر أسماء الدول العربية التي كان لها مواقف إيجابية من العراق....

 

في يوم ما من عام 2005 طلبت الادارة الامريكية ومندوب عن توني بلير الالتقاء مع ممثلين عن حزب البعث في إحدى العواصم العربية... حضر اللقاء مستشار بلير... وأحد سفراء بريطانيا...

 

كانت مبادرة البلد العربي ما يلي:

 

-         إلغاء قانون اجتثات حزب البعث

-         تعديل الدستور لإلغاء الفدرالية وتوزيع الثروات

-         المحافظة على وحدة العراق

-         حرية العمل السياسي في العراق

-         إعادة الجيش على ما كان عليه

-         إطلاق سراح كافة المعتقلين والأسرى

 

أما مطالب الجانب العراقي فكانت:

 

-         إعلان الانسحاب أولا

-         أعادة الجيش العراقي وكل مؤسسات الدولة

-         إطلاق سراح الأسرى بمن فيهم الشهيد

-         إلغاء كل ما ترتب عن الاحتلال من اجراءات

-         العودة في كل نقطة تفاوض إلى الشهيد

 

لم تثمر هذه المفاوضات عن شيء.... فقد ذهب المندوبون إلى بلادهم بغير رجعة... ودون رد أي جواب... وحين اطلع الشهيد على ما جرى قال: إذا كان الامريكان جادين فلاداعي للمناورة... نحن هنا، والاتصال معنا ليس صعبا...

 

الفصل السابع عشر

الشهيد وسير المحاكمة

 

يتحدث الاستاذ خليل في هذا الفصل عما دار في بعض جلسات ما يسمى التحقيق والمحاكمة... وما دار من أحاديث بين الشهيد والمحامين... لكن لفت نظري في هذا الفصل، الذي يفضل أن يقرأه القاريء من الكتاب مباشرة بسبب المعلومات الهامة التي فيه، اشادة الشهيد بالقاضي رزكار محمد أمين الذي سجل موقفا وطنيا شجاعا واستقال حين علم أن الأمر خرج من يده... والموقف الثاني هو موقف القاضي الوقور عبد الله العامري، الذي وحسب كلام الشهيد: قال كلاما عظيما دون أن نكلفه بهذا، فكان كلامه ضربة قاضية لبوش من قاض هم عينوه في محكمة من صنعهم... هذه الكلمة اقوى من خسارة بوش في الانتخابات... وكانت اقالته لهذا السبب...

 

أقول....

 

القاضي عبد الله العامري، واثناء احدى الجلسات كان هناك شاهد كردي، قال انه حاول كثيرا الالتقاء بالشهيد عبر تسجيل اسمه في ديوان الرئاسة... لكنه لم يفلح، وكان قد قال عن الشهيد بما معناه انه دكتاتور... وحين جاء دور الشهيد بالكلام... استغرب ان كيف يطلب مقابلته وهو دكتاتور!!! كيف يريد مقابلتي وأنا دكتاتور... فرد القاضي عبد الله على الشهيد قائلا: لا... إنت ماشنت دكتاتور... فاستفسر الشهيد مرة ثانية عما يقوله القاضي قائلا: نعم.... فأعاد القاضي القول: إنت ما شنت دكتاتور... فشكره الشهيد على ذلك.... وكان هذا هوالسبب الرئيسي الذي أقيل القاضي بسببه... والذي أذكره يومها أن معظم وكالات الأنباء العربية والعالمية كررت هذا الخبر أكثر من مرة... وكان ملازما لشريط أخبار CNN و BBC عدا عن باقي معظم المحطات الفضائية العربية.... إلا.... طبعا وليس مستغربا... المحطات التابعة لدولة السموم المجوسية الكسروية الخمينية الكافرة!!!

 

كذلك كان اللافت للنظر في هذا الفصل، أن الشهيد رحمة الله عليه قال للمحامين إن أحد الشهود كان من الاكراد، ومن خلال التدقيق بما كان يقوله أمام المحكمة تبين أنه جاسوس اسرائيلي!!! واستطاع الشهيد ملاحظة وجود كلمات ومصطلحات لاتينية في مكتب ما يسمى الدفاع، المعين من المحكمة!!! وإن قضاة طراطير مثل المسخ الخروف والمسخ اللاعريبي نفعا القضية ليطلع العالم أجمع على حجم المهزلة...

 

وفي نفس الفصل يروي الشهيد للمحامي خليل ما حصل في الدجيل بالتفصيل...

 

باختصار.. تقول رواية الشهيد ما يلي:

 

إنه كان كثيرا ما يتفقد أحوال الشعب أيام العدوان الخميني المجوسي على العراق، زار قضاء الفارس (الدجيل)... استقبله الاهالي بكل حفاوة وتكريم وراحوا ينحرون الذبائح فرحا بقدومه... وكانت النسوة يتقدمن لتحية الشهيد... وحين اراد الشهيد العودة من حيث أتى... طلب منه أحد أفراد الحماية الصعود إلى سيارة ثانية غير السيارة التي كان يستقلها ... فقد قامت إحدى النسوة بوضع يدها المخضب بدماء الذبائح على السيارة... وبالنظر لهذه العادة، فهي عادة يستخدمها العراقيون – وغيرهم بالمناسبة – وقد رأيت أنا في بلاد الشام أثناء تجولنا في أحد أحياء دمشق القديمة، رجلا شاميا يذبح عدة دجاجات... ثم يقوم بوضع كفه في الدماء ويختمها على أجزاء مختلفة من سيارة جديدة كان قد اشتراها....

 

المهم... حين رأى أفراد الحماية ما قامت به المرأة، وضعوا بحساباتهم الأسوأ، فقد تكون تلك إشارة لعمل ما... فاستقل الشهيد سيارة ثانية، وسارت تلك السيارة التي عليها علامة كف المرأة في مقدمة الموكب... والسيارة التي كان فيها الشهيد كانت الرابعة في الترتيب... وحين كانوا عائدين من الشارع الرئيسي، قامت مجموعة من عصابات حزب الدعوة الى زواج المتعة والتفخيذ بالرضيعة التابعين للدجال خميني بإمطار الموكب بوابل من الرصاص المنطلق من البساتين المجاورة على يسار الشارع... فأصابوا عددا من السيارات، على أن النصيب الأكبر من الرصاص كان موصبا تجاه السيارة ذات علامة كف المرأة!!! فقام فصيل الحماية المرافق للشهيد بالواجب، بعد أن استشهد عدد من أفراد الحماية الخاصة... وكانت الطائرات التي تستطلع الموقف قد تعرضت أيضا لرشاشات المدافع.... واستطاع أبطال الحماية اسكات عناصر الغدر المجرمين الذين ولوا هاربين داخل البساتين... واستطاع أهل الدجيل الابطال مؤازرة أفراد الحماية وقتل عدد من المجرمين من بينهم المخطط لتلك الجريمة... وكان اسمه السيد الكربلائي... وكان فارسيا وليس عراقيا....

 

وقامت أجهزة الدولة فيما بعد بعملها والتحقيق في هذه القضية حسب القوانين...

 

أما عوائل المجرمين، فقد تم ترحيلهم واسكانهم في بيوت آمنة حفاظا عليهم من الثأر، سواء من أهل الدجيل أو غيرهم.... وقام أهل الدجيل بالاعتذار للشهيد عما حصل، فما حصل مغاير للاصول العربية والعراقية.... واللافت أن عوائل المجرمين كان لها مطلق الحرية في الحركة، وحافظت على أموالها ومصوغاتها ولم يقترب منها أحد، بعكس ما ادعى الادعاء العام الكاذب في هذه القضية...

 

ولو كان ما يسمى الادعاء العام صادقا، لأحضر الاضبارة الاصلية لهذه القضية... التي تثبت ضلوع حزب الدعوة الى العار والرذيلة بها، وتثبت وقوف دولة المجوس خلفها، على أن دولة المجوس اعلنت عن هذه العملية قبل أن تعلنه الاذاعات العراقية!!!!

 

بالله عليكم... لكل من يقرأ هذا الكلام... إسأل أي شخص تعرفه... عربي أو عراقي... أوروبي أو أمريكي... أو حتى لو كان من الهنود الحمر...

 

ماذا يفعل زعيم أي دولة في العالم تعرض لاعتداء مسلح بالرصاص من قبل أعداءه ؟؟ هل يقدم لهم الهدايا والاموال والمجوهرات ويشكرهم على فعلتهم؟

 

أم ماذا يفعل ؟؟

 

سؤال برسم الاجابة....

 

يتبع ...

 

 

لو تكرمتم ... لنقرأ الفاتحة على روح الشهيد علي حسن المجيد وعلى أرواح كل شهداءنا الأبرار

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور