لماذا لا ننتخبهم ؟

 
 
شبكة المنصور
ضحى عبد الرحمن - كاتبةعراقية
بعض الإعلاميين المعروضة أقلامهم دوما في المزاد الإحتلالي حفزوا المواطنين على المشاركة في العملية الإنتخابية لانتخاب نفس الوجوه القذرة بذرائع مثيرة للتفكه. فقد عددوا مآثرعجيبة ليست في حقيقتها بمآثر بل امور عادية مارسها جميع افراد الشعب.

 

فمن منا لم يشرب من ماء دجلة والفرات؟ وهل شرب العملاء ومزدوجو الجنسية من مائهما أكثر منا؟ وهل غزر فيهم؟ متى شربوا منه آخر مرة قبل الغزو عقد أم أثنين أم أكثر؟ ومن منا من ليس من أبناء الأرض السبخة ؟ وهل المنطقة الخضراء الي يسكونها هي أيضا أرضا سبخة؟ ومن منا ليس من أبناء الملحة العراقية الماجدة الصابرة على الضيم والفقر والجوع والظلم وفراق الأحبة موتا أو هجرة؟ لكني اسألكم بربكم هل إياد علاوي والجلبي وعادل عبد المهدي ومحمود المشهداني وكريم شاهبوري المكنى بموفق الربيعي ومثال الآلوسي وأياد جمال الدين وغيرهم من أولاد الملحة أيضا؟ ومن منا لا يحب أهل البيت(ع) محبة صادقة بلا غلو ولا نفاق؟ ومن منا لا يحب وطنه ويعشق ترابه المقدس؟ ومن منا لا يتمتع بتريل القرآن ويحبه بصوت عبد الباسط عبد الصمد؟ لكن أهذه المتعة هي مقياس التدين والإلتزام بتعاليم الاسلام؟ وهل يا ترى" ثوار المنطقة الخضراء ـ حسب تسمية احد أقزام العمالة" سماعين جيدين لعبد الباسط ولديهم الوقت لسماع التلاوة؟ ومن منا من لا يحب أغاني فيروز في غبش الصباح وخصوصا أغنية" أجراس العودة فلتقرع" لأنها تحفزعلى الجهاد وليس خدمة الإحتلال! ومن منا من لا يتعاطف مع النبي يوسف والإمام علي والحسين؟ أم الأمر منوط بأتباعهم من المذهب فقط؟ وهل النواب الحاليين والمرشحين القادمين فعلا"خلعوا نعال الطائفية" كما يدعي احد الإعلاميين الجدد؟ ربما خلعوا حذاء الطائفية ليلبسوا جزمتها الطويلة للركبة!  يبدوا ان نظركم ضعيف أو هو قصر نظر وطني! إذا نسيتم الدعايات الإنتخابية الطائفية السابقة؟ انظروا إلى الحالية! فلا تستخفوا بعقولنا رجاءا.

 

حسنا نكتفي بهذه الأمثلة. ولنتحدث بصراحة المواطنة الحقيقية.هل خدم النواب والوزراء وبقية المسئولين الشعب حقا أم خدموا المحتل والأجندات الخارجية ومصالحهم الحزبية والشخصية؟ ألم يجعلوا العراق في المرتبة الثالثة من دول العالم بالفساد والفشل والنهب والقتل والبطالة والإيتام والأرامل والأمية؟ هل كان هؤلاء بمستوى المسئولية في إدائهم؟ إن اجبتم نعم! فهذا يعني أما أنكم عملاء مثلهم. أو بعتم ضمائركم إضافة إلى اقلامكم الرخيصة لهم. لكن بربكم: ألم تجزعوا بعد يا عبدة الدولار من الضحك على ذقون الشعب وقبلها على أنفسكم الذليلة؟ إلا تخجلوا من ترويج اسماء هؤلاء الطفيليين المفسدين؟ من تخدعوا بكلام القمامة الذي تتفوهون به؟ ألا تصحوا ضمائركم أبدا؟ عليكم لعنة الله والعراق والتأريخ ولتخسأ اقلامكم الرخيصة؟ تريدون منا أن ننتخب الذئاب البشرية التي مزقت حقوق الشعب وحنثت بيمينها الدستوري، لا لشيء سوى أنكم تعيشون كالذباب على فتات موائدهم؟

 

كيف ننتخب العملاء الذين باعوا وطنهم وقبلها عرضهم للأجنبي؟ هل من يبيع عرضه ووطنه يؤتمن على مصلحة الشعب وكرامته؟

 

كيف ننتخب من دمر البلاد وسبى العباد ومزق الفؤاد! حكومة فشلت في بناء مؤسسة واحدة أو تعمير منشأة دمرها العدوان، لكن أشباه رجالها يبنون قصورا وفنادقا ومنشئات تكلف ملايين الدولارات في دول العالم، سحت من أموال الشعب المقهور؟

 

كيف ننتخب من قتل مليون عراقي وعوق وجرح أضعافهم ورمل مليون زوجة وأيتم خمسة ملايين عراقي؟

 

كيف ننتخب من أشاع الفساد المالي والإداري في كل مؤسسات الدولة ويدعي دولة القانون وفي نفس الوقت يحمي الخارجين عن القانون؟

 

كيف ننتخب من أجج الفتنة الطائفية وإبتكر ابشع طريقة القتل على الهوية, بأستخدام الدريل ونور الزهرة لثقب وشوي أجساد أبناء جلده. مدمرا أجمل فسيفساء إجتماعي في الوطن، ليعيده إلى زمن معارك الجمل وصفين؟

 

كيف ننتخب من سرق ثروات الشعب أوبددها؟ ألا يكفينا ضياع 280 مليار دولار منذ الغزو لغاية عام 2008 لنفتح الإبواب من جديد للصوص الحقبة القادمة؟

 

كيف ننتخب من أغتنى وشعبه إفتقر؟ من شبع وشعبه جائع! من تشافي وشعبه مريض! من أرتوى وشعبه ظامئ! من لبس وشعبه عاري! من نام على فراش من حرير وشعبه يفترش الأرض في العراء.

 

كيف ننتخب من يحارب العلم وينصر الجهل والأمية؟ فبعد أن مسح العراق غبار الأمية والجهل من ارضه أعادوا القمامة ثانية بأضعاف مضاعفة؟ إلا يكفينا (5) مليون أمي لنزيدهم؟ هل مرادكم ان يصبح كل الشعب أميين؟ لكن!هل يمكن محو الاميه في بلد يقوده أميون؟

 

كيف ننتخب من تخلى عن جنسية بلده وسلم وثائق أسقاطها بإزدراء لسفارة بلده أو أرسلها بالبريد ليقسم بولاء اليمين لوطنه الجديد؟ وعاد إلى الوطن مع الغزو ليتقاسم الغنائم الدموية، رافضا ان يتخلى عن الجنسية الأجنبية لأنها تؤمن له الحصانة من مساءلة الشعب عن فساده والعودة بأمان إلى الوطن الثاني.

 

كيف ننتخب من لا يثق بنا وقد وثقنا به ومنحناه أصواتنا المبحوحة وأصابعنا البنفسجية؟ يخشانا ويتهرب من لقائنا! أهذا هو العرفان بالجميل! ينأى عنا بعيدا متنعما بالجنة الخضراء ونحن نتلوى ألما وحسرة في جهنم الحمراء؟ تفصلنا عنه أسوار عالية تناطح السحاب، وترسانات جاثمة كعمالقة الاساطير اليونانية. وجيوش من الحراس وأسلاك شائكة، وباجات ما أنزل الله بها من سلطان؟

 

كيف ننتخب من يستقوي بقوات الإحتلال ومرتزقة الشركات الأمنية الأجنبية والحرس الثوري الايراني ليكسر شوكة أبناء جلدته؟ كيف ننتخب رعاع بضمائر ميته لا يخشون الله. مصاصو دماء يرتشفون دماء شعبهم بشراهة. ساديون يتلذذون بتعذيب الأخرين.

 

كيف ننتخب من خدع الشعب بشهادة مزورة؟ وعلم أدعاه، وجامعة وهمية بناها من بنات أفكاره وخبرة إبتكرها من وحي خياله. وكفاءة معدومة تعكس مركب النقص في شخصيته؟

 

كيف ننتخب من يتوج المذهب ويطعمه بتكفير الآخر، وينتعل الوطنية ويعتبرها ارهاب وكفر, زنديق يمتطي الدين كحصان السباق فما أن يصل غرضه حتى يركنه في الأسطبل للسباق القادم؟ أحزاب كافرة حقيرة تتخذ من الأسلام وأسماء الله  ستارا لإخفاء جرائمها وكبائرها.

 

كيف ننتخب من طارد النزاهة والكفاءة والوطنية كأنها ذباب يزعجه طنينها؟ ويستلذ بالمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والحزبية والطائفية كأنها فراشات تحوم حوله؟

 

كيف ننتخب من نحر الوطن الموحد الواحد وقسمه إلى كانتونات مبعثرة هنا وهناك بإسم الأقاليم والفدراليات، ودويلات مبنية على العنصرية والمذهبية والعشائرية والآمال السرابية؟

 

كيف ننتخب من حول أربعة ملايين من العراقيين الاصلاء الشرفاء الإكفاء إلى متسكعين على أبواب المفوضية العليا للاجئين يستجدون وطن يأويهم بعد أن لفظهم وطنهم الأصلي؟ مفسدون أباحوا عرض الجسد العراقي في سوق المباغي العربية.

 

كيف ننتخب من لا يستخدم السلاح للدفاع عن سيادة الوطن وصيانة كرامته وحماية حدوده ورد القوات المعتدية على أرضه وحقول نفطه وسواحله الأقليمية، لكنه يستخدمها ببراعة ومهارة في قمع شعبه؟

 

كيف ننتخب من غلف الدكتاتورية الفاسدة بورق الديمقراطية ألزاهي الملون، وحول العراق إلى مسلخ كبير وقدم شعبه كطوابير خراف بإنتظار يوم النحر؟

 

كيف ننتخب من تضيق حدقتاه برؤية مصلحة الوطن وتتشوش صورتها فيلعن ويتذمر. في حين تتسع برؤية مصلحتة ومصالح حزبه؟

 

كيف ننتخب من يتاجر بحضارة العراق وآثاره ويساهم في تدمير أعظم حضارة عرفتها الإنسانية. يحرق مكتباته ويسرق مخطوطاته النادرة وخزائنه الفريده لتعرض في المزادات العالمية.

 

كيف ننتخب من يصف المواقع الألكترونية بـ "مكب نفايات" ويدعي حرية الصحافة والأعلام وبلده في المرتبة الأولى بقتل الصحفيين. يصافحهم بيد ويخفي خنجرا باليد الأخرى. يهينهم ويضربهم ويقيم عليهم دعاوى مطالبا تعويضات بملايين الدولارات؟

 

كيف ننتخب مسئولين يتعاملون مع الدستور والقوانين مثل الطين الأصطناعي يشكلونه بإيديهم كما يرغبون ليخدم مصالحهم الشخصية؟ دستور تافه وعدوا بتعديله منذ اربع سنوات وأنقضت دورتهم النيابية دون ان ينفذوا وعدهم. وقوانين هزيلة مثل عقولهم تشبه جلود الأحذية يفصلونها على مقاساتهم.

 

كيف ننتخب حكومة تتسر بكل صفاقة على الإرهابيين والمجرمين ولا تحترم شعبها بإطلاعه على نتائج تحقيقاتها؟ ملايين الجرائم تكتمت فيها الحكومة من1 الغزو على المجرمين الحقيقيين وحفظت التحقيقات لنفسها دون أن يعرف الشعب من يقف وراء محنته.

 

كيف ننتخب بلا أحصائيات صحيحة عن عدد العراقيين في الداخل والخارج؟ هل هناك دولة في العالم البدائي وليس المتحضر تجري عملية إنتخاب دون ان يسبقها إحصاء السكاني؟ ولماذا هدد وزير التخطيط وتعرض لعملية اغتيال بعد مطالبته بهذا الأمر المقول؟ ولكنه بعد أن ارتشى من قبل الأحزاب الإسلامية بلع ريقه وسكت! مثلكم تماما عندما  ترون الدولار تبلعون ريقكم وتسكتون عن الفضائح أو تبرروها!

 

يا عبدة الدولار في محراب الإحتلال، طقوسكم المريبة اصبحت تثير التقزز والاكتئاب, ويوم بعد يوم يتساقط الطلاء عن اقنعتكم  وتظهر وجوهكم الحقيقية أمام الشعب. ولنا عودة قريبة.
.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٠ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور