المقاومة العراقية الباسلة ليست بحاجة الى الاعتراف بها من مؤتمر بيروت

 
 
 
شبكة المنصور
الدكتور غالب الفريجات
مع تقديرنا لبيروت العروبة، وعدم احترامنا للصبغة الطائفية التي تلطخ وجهها المشرق، ومع احترامنا للمقاومة العربية، وتقديرنا العالي لمواقف كل المناضلين والمقاتلين على امتداد الوطن العربي، من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي، الا اننا لانرى وجه حق، ولا اي نوع من العدالة في ان يتم استبعاد الممثل الرئيسي في المقاومة العربية، المتمثل بممثل حزب البعث والمقاومة العراقية الباسلة في العراق " جبهة الجهاد والتحرير"، التي تقود خمسين فصيلا قتاليا مقاوما على ارض العراق المحتل، بقيادة المناضل عزة الدوري الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهذه المقاومة افشلت المشروع الامبريالي الاميركي الصهيوني الصفوي، وحمت العديد من الساحات العربية من خطر الغزو والتجزأة والتفتيت، التي كانت تهدف لها اميركا من غزوها للعراق واحتلاله.

 
المؤتمر العربي الدولي لدعم المقاومة لا يموّل من الدولة، التي تقف ضد المقاومة وتقاتل في صفوف الاحتلال في العراق، فالدولة الفارسية عدوة المقاومة العربية، وعلى وجه الخصوص المقاومة العراقية الباسلة، اشرس المقاومات العربية واكبرها تاثيرا، والدولة الفارسية شريكة للاميركان والصهاينة، وتقيم معهما تحالفات مشبوهة في احتلال العراق، واثناء عدوان الثماني سنوات ضد العراق، كانت تستورد السلاح من الكيان الصهيوني.

 
حزب الله يحمل مشروعا طائفيا، ويعمل جاهدا على ان لا تكون المقاومة في لبنان ذات صبغة وطنية، بعدم السماح للقوى اللبنانية النضالية في المقاومة، وهو ينفذ اجندة فارسية ذات مشروع قومي عدواني للامة العربية، ومناورات ايران مع حماس والجهاد الاسلامي، ليعزز دور الملالي التفاوضي مع القوى الغربية، لتعزيز حجم الثمن الذي يريدوه من هذه القوى على حساب الوطن العربي.

 
ان يعطى تمثيل المقاومة العراقية للشيخ حارث الضاري، فيه ظلم واجحاف في حق المقاومة العراقية الباسلة التي تحمل السلاح، والشيخ الضاري لايعرف عنه انه قد اطلق رصاصة واحدة ضد الاحتلال، ولا يملك فصيلا مقاوما على ارض العراق، وهو من يشوه المقاومة وقيادتها ودورها، عندما يقول ان المقاومة العراقية كانت عفوية، فهو اجحاف بحق المقاومة، ولوي لعنق الحقيقة، لأن العفوية لا يصدر عنها مقاومة منظمة ولها قيادتها، وتشكل اسرع مقاومة في التاريخ بدون ان يكون وراءها تخطيط واعداد مسبق، والعفوية هذه لا تعرف اهدافها وتضع استراتيجيتها، ولكنه الشيخ الذي يعيش بعيدا عن ساحات القتال، وحتى عندما كان يرأس هيئة علماء المسلمين، كان جديرا به ان يتسم بالمصداقية والموضوعية، بعيدا عن مواقفه الشخصية المعادية للفصيل الرئيسي، الذي يقود المقاومة العراقية الباسلة، ولربما ان عداءه لجبهة الجهاد والتحرير وقيادتها، قد اهله لدى الفرس القائمين على تمويل المؤتمر، ليسرق دور المقاومة العراقية المسلحة، ويغتصب مقاعد ممثل البعث وجبهة الجهاد والتحرير، ولوكان يتمتع بالحد الادنى من المصداقية لما قبل بهذا التمثيل .

 
احمدي نجاد صاحب الخطاب الرئيس في المؤتمر، كان يحتضن كرزاي افغانستان وكرزاي باكستان، فهل هذان الكرزانيان ابطال مقاومة، ام عملاء اميركا؟، ومن يقيم علاقة مع عملاء اميركا، هل يتمتع بالحد الادنى من المصداقية في ادعائه انه مع المقاومة؟، في الوقت ذاته يشارك الاميركان احتلال العراق، وتواجه مخابراته المقاومة العراقية، وتساند عملاء وخدم اميركا افرازات الاحتلال.

 
خلطة بيروت المدعوة بالمؤتمر العربي الدولي لنصرة المقاومة، بعيدة كل البعد عن دعم المقاومة، ليس لانها تآمرت على تمثيل المقاومة العراقية الباسلة، واعطت تمثيلها لمن لا يمثل المقاومة، بل لأنها ممولة من دولة احتلال تشارك الاميركان احتلال العراق، ولأن حزب الله تابع ذيلي لدولة محتلة، ويساند العملية السياسية التي افرزها الاحتلال في العراق.

 
نعم لنصرة المقاومة، ولكن يجب ان نحذر من التسلل الفارسي لصفوف المقاومة، لتوظيفها من اجل تحقيق مصالحه القومية الفارسية الصفوية، على حساب الوطن العربي، من خلال التحالف السري مع الكيان الصهيوني وبمظلة اميركية، ومن اولئك الذين يريدون سرقة دور المقاومة العراقية الباسلة، التي اوشكت على انجاز هدفها التحرري، ويخشى مثل هؤلاء ان تسألهم الجماهير العراقية بعد التحريرهذا السؤال، الم يكن في مقدوركم ان تخوضو معارك القتال المسلح بفصيل مقاوم؟، كما عودنا الكثير من شيوخنا في فلسطين وليبيا والجزائر، الذين قادوا المقاومة في هذه البلاد واستشهدوا.

 
المقاومة العراقية الباسلة لا يضيرها مثل هذه الممارسات الطفولية، التي تصدر عن جهات معادية، وتلبس براقع الاخفاء لعدم كشف حقيقتها امام الجماهير، ولكن الناس باتوا اكثر وعيا، ولا تنطلي عليهم مثل هذه الممارسات الصبيانية، والمقاومة العراقية ماضية في طريقها، ومقاومة الاحتلال لن تكون من خلال الصالونات السياسية، بل من خلال الابطال في ساحات المواجهة القتالية اولا واخيرا، وما العمل السياسي الا مساندا، وليس بديلا كما جاء في مؤتمر بيروت، الذي غلب المقاومة السياسية على المقاومة المسلحة، فالاحتلال يرحل من خلال فوهة البندقية لا من خلال الخطب السياسية.

 
لن نختلف مع اي مناضل يحمل السلاح في وجه الاحتلال، وايدنا حزب الله في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولكننا نرفض مواقفه الطائفية ووقوفه في خندق عملاء الاحتلال، وتبعيته للدولة الفارسية الصفوية في اهدافها العدوانية، وايدنا حماس ورفضنا اقتتال الفلسطينيين في غزة، وقلنا ان فلسطين اكبر من هذا الفصيل او ذاك، فنحن لا مع حماس ستان ولا مع فتح لاند في حالة الاقتتال، بل مع فلسطين وكل من لا يقزم قضية فلسطين، وينظر لها بانها وطن محتل من البحر الى النهر، فالشعب العربي الفلسطيني صاحب اكبر تجربة نضالية في العالم، واكثر شعوب الارض تعرض للظلم والتشريد، فلا يجوز تحت اي ذريعة ان لا يكون كل شرفاء الامة واحرار العالم واياه في خندق واحد، فهل يفهم هؤلاء المؤتمرين ان محاربتهم لتمثيل المقاومة العراقية كان وقوفا في وجه المقاومة، وعداء لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال في اي بقعة على الارض، وانهم بهذا التآمر على التمثيل، قد خدموا الاميركان والصهاينة، يدرون او لا يدرون، الله وحده يعلم.  

 
dr_fraijat@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الأربعاء / ٠٥ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور