ما الذي تحقق من برنامج المالكي بعد أربع سنوات

 
 
 
شبكة المنصور
حديد العربي
قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: " لا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحد مرتين" وهو حديث صحيح متفق عليه، وذلك الحديث الشريف يعدّ قانوناً للحياة السوية، فخبرة الحياة وتجاربها ليست للاستذكار والتغني بأمجادها أو العويل على نكباتها، إنما هي لأجل العِضة وتعميق الوعي بالأحداث وبواعثها وأسبابها، كي يصوغ الإنسان بنعمة العقل اسلوب تعامله مع مستجداتها، مستفيداً من الملموس والمحسوس من أحداثها الماضية، بما يفتح له من آفاق القدرة على تجاوز المطبات التي سبق وأن وقع هو أو غيره فيها، أو مفارقة المنزلقات التي انحرفت به أو بغيره من قبل، وبهذا تكون الحياة قد أخذت قيمتها الحقيقية.


لكن المؤسف أن نسبة لابأس بها من شعب العراق تُلدغ في كلِ يومٍ من أيام الاحتلال ولاتتعض، ليس لأنها عاجزة عن فعل التغيير، مع إدراكها ووعيها للواقع الراغبة بتغييره، إنما هي الاتكالية السلبية التي تقعدها عن قدرة التفاعل مع واقعها والعمل على تغييره. وقد يكون أحد أسباب ذلك أنها اعتادت أن تتقدمها الطلائع الثورية في كل عملية تغيير بالأساليب المباشرة.


ورغم أن الطلائع الثورية متواجدة في الساحة وتمارس واجباتها وأدوارها وفقاً لظرف الاحتلال، الذي يفرض عليها أساليب تختلف عن أساليبها في سابق عهدها، وذلك ما لم تستوعبه هذه النسبة الخاملة من الجماهير حتى اللحظة رغم كل اللسعات واللدغات، لأنها لا تجيد التفريق بين تحمل المسؤوليات والإقدام وبين الاندفاع والتهور والانتحار العاطفي.


بتاريخ 21/5/2006م وعلى أبواب الاحتراب، الذي سعت كل أطراف الاحتلال لإضفاء الصبغة الطائفية عليه كهوية، من أجل أن يؤدي دوره كاملاً كجزء من عملية تمزيق لحمة الشعب العراقي وتفرقه، كناتج متوقع للصدمة المروعة التي سلبت وعي الكثير من المواطنين بحقيقة ما كان يجري، حين خلطت القوى السائرة في ركب الغزاة الأوراق على المواطن وزيفت وعيه وقناعاته تمريراً لصفحة من أخطر صفحات الاحتلال.


في ذلك اليوم وقف أحد أدوات الاحتلال ليؤدي دوراً كان قد أُعِدَّ ليقوم به، ذلك هو خبير التزوير والإجرام وبائع السبح في سوق السيدة زينب بدمشق نوري المالكي في ظاهر أمره، والجاسوس المتعدد الولاءات والميول الأمريكية والصهيونية والفارسية في حقيقته كأدنى ما متاح معرفته وإمكانية إثباته. خرج ليعلن عن برنامج سياسي لحكومته الاحتلالية الرابعة أمام جوقة المهرجين المؤدين لأدوارهم البهلوانية كأعضاء في برلمان التزوير والنهب والسلب والعمالة والجاسوسية - وذلك أقل ما يمكن أن يقال فيه – الذي صرَّح بوجوده المحتل إثر مسرحية الانتخابات المزيفة منتصف الشهر الأخير من عام 2005م.


ونحن بمناسبة انقضاء مدة تطبيق ذلك البرنامج نوجه الدعوة لمن هو بحاجة إلى الضحك والبكاء في آنٍ معاً ليطلع على ذلك البرنامج وما تحقق منه وما تراكم من منجزاته، فقرة فقرة:


1-  في الفقرة الأولى يقول، أو هكذا أمره أسياده أن يقول: نعتمد مبدأ المشاركة وتمثيل المكونات العراقية. والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان من ذوي العقول السليمة غير السقيمة، أن التمثيل في هذه الحكومة كان صادقاً، لكنه ليس للمكونات العراقية، إنما للمكونات الاحتلالية، فقد تمكنت هذه الحكومة حقاً من توزيع ولاءاتها بين قوى الاحتلال المختلفة، فأعطت أمريكا ما أرادت، وأعطت بريطانيا حصتها، ومنحت إيران كل ما أرادت ووفت للكيان الصهيوني مطالبه، فكانت معبرة حقاً عن مبدأ المشاركة والاقتسام، ومنعت على المقتسمين أن يقتتلوا بالأنياب والمخالب على الفريسة.


2-  يقول أنه سيلتزم بالدستور ويعمل بمقتضاه. وقد فعل، فالصهيونية ما وضعته ليركن على الرفوف، إنما هو منهج عملهم ودليل عمالتهم، وهم يصوغون واقع العراق وفقاً لمتطلباته، كيانات هزيلة تقتسمها قوى الشرّ والعدوان، واستهداف وحشي همجي لكل عناصر الخير والنقاء والأصالة في المجتمع العراقي.


3-  السير قدماً في سياسة الحوار الوطني وتوسيع دائرة المشاركة في العملية السياسية. وهذه الفقرة تؤكد أن صياغتها تمت من قبل أعاجم اخطئوا فيها التعبير بسبب عجمتهم، فهي في الحقيقة لم تكن تستهدف بالحوار مكونات عراقية، إنما هي تستهدف الجهات المشاركة في احتلال العراق، فقد تمكنوا من إشراك الفرس مع الأمريكان والصهيونية بانسجام تام وفعالية واضحة، خلال إدارتهم للاحتلال على مدى الأربع سنوات الماضية، وأزال الشكوك ونوايا السوء بين أطراف الحلف الشيطاني تماماً، وليس أدل من زيارة القزم الشعوبي الصفوي احمدي نجاد لوكر العمالة والجاسوسية في الزريبة الخضراء بحماية علوج الأمريكان على نجاح حكومة الجواسيس في إنجاح (الحوار الوطني) بين الخمينية وشيطانها الأكبر، وهكذا هم يفهمون الوطنية، لأن الجواسيس لا يفهمون الوطنية إلا بهذه الصيغة. أما الحوار الوطني فقد انتهى باجتثاث الشركاء الواحد تلو الآخر، فمنهم من زجوا بأولاده في المعتقلات حتى كمم فمه وأوقف رعشته، ومنهم من شردوه في البلدان المجاورة وغير المجاورة لا يملك إلا التهريج، ومنهم من حكموا عليه بالإعدام، ومنهم من منعوه من المشاركة مجدداً بالترشيح. وهكذا هي الحوارات وإلا فلا.


4-  نبذ العنف ومنهج التكفير، وإيجاد كل الظروف الملائمة لترسيخ روح المحبة والتسامح بين أبناء الوطن مع احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وهذه يعتقد أن صياغتها تمت على يد فارسية أعجمية لا تجيد من اللغة العربية إلا رسم حروفها، فالمقصود منها عكس ما ورد فيها، حيث كانت أولى مهمات هذه الوزارة الفارسية تأجيج العنف وفرض مناهج التكفير، لأن السنة الأولى من عمرها قد شهدت أبشع صفحات التصفية لشعب العراق، وكانت الوعاء الذي أفرغت فيه قوى الاحتلال جانباً كبيراً من حقدها الدفين على الشعب العراقي، من خلال حربها التي ألبستها وجهاً طائفياً قذرا، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء على أكوام القمامة وفي المعتقلات، فيما أكلت الكلاب السائبة من أجساد العراقيين ما أصابها بداء الملوك(النقرس). أما المحبة والتسامح فقد كان يعني بهما أن تسودا بين أسياده المشاركين باحتلال العراق، لا بين أبنائه، فما كان أبناء العراق معادين لبعضهم كي يتسامحوا فيتحابوا. وأما المعايير الدولية لحقوق الإنسان، فوالله لقد احتاجت الدول إلى معايير جديدة بفعل جرائم هذه الحكومة العفنة، فإطارات السيارات كانت بحاجة إلى إعلان من الأمم المتحدة تضمن حقوقها المنتهكة، لأن حكومة الاحتلال كانت قد استغلتها أبشع استغلال حينما كانت تحشر فيها أجساد العراقيين أحياء ثم تُشعل فيهما النيران، فلا يتبقى منهما إلا العظام والأسلاك المحترقة، وقد كانت جثة الشهيد البطل العميد عبد الكريم احمد غثوان الغريري وإطارات السيارات التي أحرقتها وهو حي يوحد الله وينتخي لعروبته ودينه شاهداً عليها إلى يوم الدين. وأكياس القمامة هي الأخرى كانت بحاجة إلى إعلان لضمان حقوق استخدامها، لأن هذه الحكومة استخدمتها لجمع أشلاء جثث ضحاياها. وأكوام القمامة انتهكت حرمتها حين تحولت إلى مقالب لأجساد الضحايا، كبارا وصغارا، نساء وأطفال. والأنهار افتقدت للزوارق بعد أن طفت على سطحها الجثث المنتفخة. وقد لا تسعفنا صفحات إذا استرسلنا في تعداد حقوق الأشياء التي انتهكتها هذه الحكومة المجرمة.


5-  العمل على صيانة سيادة العراق وتعزيز استقلاله ووحدته. ويا للعجب! فمن أين جاءت للعراق سيادة وهم يقبعون تحت أحذية علوج الاحتلال بأبشع صور الذلّ والمهانة؟ ومن أين تتحقق وحدته وقد صار مزقاً ونهباً لكل سارق وطامع وموتور؟


6-  أما الفقرة السادسة فهي تؤكد على بناء دولة الفافون وإتباع الأصول الإدارية والمؤسساتية وفق مبدأ المواطنة الصالحة ورفض التفرد والقرارات الارتجالية، واعتبار الوزارات ومؤسسات الدولة هوية وطنية وملكا للشعب وليست هوية لحزب الوزير وقراراته الشخصية، ومنع أي استئثار أو هيمنة أو وصاية لأية فئة أو جماعة.


وهذه الفقرة بودي تجاوزها وترك التعليق عليها للقارئ الكريم، ففيها من الكذب والتزوير ما يجعل قلمي يرتجف غضباً ولا يستقر على الورقة، ويشح بمداده أن يذرف دمعه عليها. فالهوية الوطنية وصل حدّ المسخ فيها أن أزالوا كل رموزها الدالة على هوية العراق العربية الإسلامية، إبتداءً من أسماء الشوارع مروراً بكل وثائق التاريخ المنهوبة ولن تنتهي بإزالة النصب التذكارية التي تخلد وطنية العراقيين ومواقفهم القومية المكللة بالغار وارتباطهم الصميم بعقيدتهم الإسلامية، مُنِع فيها تاريخ الزهو والفخار وحلت محله خزعبلات الدجل والشرك والنفاق.


7- الفقرة السابعة تقول بمنع التفرد والدكتاتورية والطائفية والعنصرية بكل أشكالها. وهي أيضاً مقلوبة المعنى، فالقصد منها كما حصل فعلاً أن يمارس العملاء والجواسيس والأراذل وشذاذ الآفاق تفردهم بخدمة قوى الاحتلال، ويمارسون على شعب العراق المبتلى بهم وبأسيادهم كل صنوف الدكتاتورية والطائفية المقيتة والعنصرية الشعوبية الوقحة، وقد مارسوها بكل أشكالها وألوانها وصنوفها، لأن يوما واحداً من عمرها لم يمر دون أن يتهم أحدهم لصاحبه بكل تلك الممنوعات، واعتراف بعضهم على البعض الأخر كل صباحٍ ومساء بذلك سيد الأدلة.
8- الفقرة الثامنة تقول أن المرأة نصف المجتمع ومربية للنصف الآخر. وحقا أرادوها النصف الثاني المهان والمستلب كما أرادوها مربية للنصف الأخر، لكن ليس على أسس الفضيلة وقيم العدل والخير، بل على أسس الرذيلة والانحطاط وارتكاب الفواحش والتفخيذ بالرضيعة، وهكذا علمتهم شريعة المجوس. وقد وصل اهتمامهم بالنساء إن قاموا بإعدامهن بالجملة، وتكريم الوحوش الذين قاموا باغتصاب الحرائر الماجدات والمربيات، وتمادوا حتى جعلوا من بعضهن سارقات طافت شهرتهن الدول، وليست تجارة التسقيط والإفساد إرضاءاً لأحضان الجنود الأمريكان وكلاب الفرس إلا بعضاً من منجزاتهم للمرأة، فحتى العلوية الموسوية أصبحت في ظل رعايتهم تُعرى في شوارع الكرادة أمام الأنظار، لأنها رفضت أن يتمتع بفرجها ابن رئيس دولة القانون وبياع السبح.


9- الشباب أمل المستقبل. نعم هم كذلك، لكن المستقبل في عين المالكي وأسياده ليست له قيمة ولا اعتبار إلا في المعتقلات والطب العدلي، والتشرد في الدول المجاورة وغير المجاورة.


10- رعاية العتبات المقدسة وإعمارها وتقديم الدعم الكامل لحفظ أمنها وامن زوارها. وحقا هم فعلوا، فقد ابتدأ عهدهم بتدمير أضرحة الراقدين في سامراء، ولم تمر على شيعة العراق مناسبة إلا وانهال عليهم الموت من كل اتجاه بفضل الأمن والأمان الذي وفرته حكومة الأراذل، بعد أن أعادوها مناسبات شركية تفرغ المجوسية من خلالها بكل سمومها على العرب والإسلام.


11- رعاية الجامعات العلمية ودعم استقلالها وإعادة النظر في المناهج التعليمية في كل المراحل. الرعاية للجامعات ومعاهد العلم عبروا عنها من خلال تحويلها إلى مواخير للرذائل، ومراكز لنشر الفكر المجوسي الفارسي من لطميات وتطبير وأناشيد للحقد الشعوبي، وطوروها بأن جعلوا منها بدائل لسوق(مريدي) تمارس بدلاً عنه تزوير الشهادات الدراسية, أما المناهج فقد حققوا في مجالها نجاحات كبيرة، تميزت بحذف كل ما يعزز ارتباط طالب العلم والمعرفة بأمته وتراثها ورموزها وشوامخ انجازاتها، كما حذفوا كل ما يمس مشاعر أعداء العراق والأمة بسوء، وإن كان آية قرآنية فهي ممنوعة، وأدخلوا بدلاً عن كل ذلك مفردات إباحية الغرب القذرة، وفكر المجوسية الفارسية الشعوبية المبنية على تشويه تاريخ العرب وتحريف عقيدتهم الإسلامية، وليست الجامعة المستنصرية وحدها مثلاً صارخاً على منجزات حكومة الجواسيس، فكل معاهد العلم تسير على خطاها.


12- ضمان استقلالية شبكة الإعلام العراقية والهيئة الوطنية للاتصالات ومنع التدخل الحكومي في شؤونها. وذلك من سخرية القدر، فهل شبكة إعلامهم إلا بوقاً يصدح ليل نهار بشعوبية الفرس وكفر الغزاة، وهل هي إلا وسيلة لتلفيق الأكاذيب ضد شعب العراق الأبي الرافض لهم ولأسيادهم الغزاة! أليس مصوروها هم من يقوم بتعذيب المعتقلين إن أخطئوا في تنفيذ سيناريو الاعتراف الملفق!.


13- وضع خطة تنمية شاملة للبناء والاعمار. حقاً هم نشطوا خلال سنواتهم الأربع، فنفذوا خططاً عملاقة للبناء والإعمار، لكن ليس في العراق، إنما في الدول التي انتقلت إليها مئات المليارات المنهوبة من شعب العراق، الذي لم يحافظ حتى على الحصة التموينية التي كان يعتاش عليها سني الحصار.


14- تنشيط عملية إعادة الإعمار. بل هي والله تنشيطاً وتفعيلاً لإعادة نهب ما تبقى مما عمره شعب العراق خلال مسيرته الطويلة قبل الغزو، فقد شهد عمر هذه الحكومة المباركة من حوزاتها ومراجعها أكبر حملة للتخريب، حتى المعدات المدمرة التحقت بالسليمة في إيران وغيرها، ولم يعيدوا الحياة لمرفق عراقي واحد، بل راحوا يشيدون الفنادق الفاخرة والمستشفيات العامرة والمصانع الكبيرة في دول الجوار وغيرها، بعيداً عن حسد العراقيين للسراق الذين كانوا صغاراً فتحولوا اليوم إلى مستثمرين ومالكين.


15- الإسراع في تأهيل قطاع الطاقة الكهربائية. عن طريق رفع أسعار الوقود ( البنزين وزيت الغاز) أضعافاً مضاعفة عما كان عليه قبل خيبة العراقيين، لكي يكون استثمارهم للأموال في تشغيل المولدات الأهلية مربحاً جدا، في مقابل ذلك كرهوا المواطن بالكهرباء الوطنية وجعلوه يدعو ربه أن لا تعود إليهم، لأنه ذُهِل بقوائم الأجور المليونية للعدادات المتوقفة منذ سبع سنين. فكم ستكون لو تأهلت الكهرباء!


16- تنظيم قطاع الهايدروكاربونات" النفط والغاز". كان التنظيم ولازال يعني عند هؤلاء المرتزقة هو التوزيع المتناسب بين السراق والمهربين، كلٌ وفق طاقته وحجم الحزب الذي يمثله، مما يقع في حصة العراق، أما الحصص الأكبر فقد ذهبت بلا رجعة في جيوب الشركات الامبريالية والصهيونية بعقود وزارة الشهرستاني وفضائحها.


17- تشجيع الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية. وهي كسابقاتها معكوسة في اتجاهاتها ومعناها، فالقصد منها تهريب المزيد من المليارات لتستثمر خارج العراق.


18- الاهتمام الفائق بالقطاعين الزراعي والصناعي. وهذا أيضا واضح من خلال اعتماد العراق الكامل على استيراداته من الخضر والفواكه من دول الجوار، في الوقت الذي كان المزارع العراقي يصدر إليها الفائض من غلته قبل الغزو، ومن خلال التصحر الذي يستمر زحفه المتواصل على الأراضي التي كانت خضرة مزهرة. أما الجانب الصناعي فلم يعد هناك من صناعة أصلا، حتى المواد الرديئة التي كانت تصنع من المعاد والمخلفات فقد اندثرت.


19- الحكومة كل متحد معبر عن العراق وشعب العراق. وهم وإن لم يكونوا في احد أيامهم كل متحد، لكنهم اثبتوا أنهم متحدون على تطبيق خطط قوى الاحتلال بكل اتجاهاتها.


20- بناء علاقة صداقة واحترام متبادل وتعاون مع دول الجوار والعالم بما يحقق المصالح المشتركة. وفي هذه فقد خانتهم لغتهم، فالصداقة والتعاون لم تكن مع دول الجوار، بل كانوا أدوات تمكن حلف الأعداء من خلالهم بناء جسور الصداقة والتعاون فيما بينهم على نهب خيرات العراق، وإلا فأي صداقة واحترام متبادل مع دول الجوار باستثناء إيران الحليف لقوى الاحتلال! أهي سوريه أم الأردن أم السعودية! وان كانت هذه الأنظمة تستحق الذي جنته وتجنيه من شر هؤلاء العملاء لأنها هي التي شجعت وآوت وحرضت.


21- ولعل اغرب ما في هذا البرنامج قوله بأنه سيضع آليات فاعلة في مراقبة الإنفاق ومعالجة الفساد الإداري والمالي. ففي الوقت الذي تجاوز سعر البرميل من النفط الخام لأول مرة في تاريخه حاجز 140 دولار، والمتحقق من الموارد كان قد تجاوز المائة مليون دولار سنويا، فان ذلك انعكس على الشعب العراقي بمزيد من الغلاء والحاجة وغياب كل أشكال الخدمات، ونهبت تلك الأموال الطائلة بجملتها وهربت إلى خارج البلد، في الوقت الذي لم يتسلم المواطن ربع الحصة التموينية التي كان يحصل عليها خلال الحصار.


22- تطوير نظام للتكافل والضمان الاجتماعي لمعالجة الفقر والتخلف. وذلك واضح جلي تعبر عنه مشاهد آلاف العوائل التي اتخذت من أكوام القمامة ومخلفاتها سكنا ومقرا ومستودعا لها، الأمر الذي لم يتردى إليه حال العراقيين في أصعب ظروف الحصار الجائر، فالجواسيس، والحق يقال، تكافلوا فيما بينهم على نهب العراق، نهباً لا يبقي لشعب العراق شيئاً ولا يذر.


23- تشكيل لجنة حكومية فور تأليف الوزارة مهمتها متابعة قضايا المعتقلين وإطلاق سراح الأبرياء منهم فورا وتفعيل القضاء عبر إحالة المتهمين إلى المحاكم. لكن الذي بدأته فور تشكيلها هي حملات الاعتقال التي طالت النساء والأطفال كوسيلة دنيئة لإرغام الأشخاص المقرر تصفيتهم إلى تسليم أنفسهم للموت، وتضاعفت أعداد المعتقلين مرات عديدة ولازال مئات الآلاف منهم مغيبين في المعتقلات السرية حتى يومنا هذا. فيما اوجدوا كل المبررات والأعذار للإفراج عن القتلة والمجرمين من أتباعهم والفرس الذين ألقت القوات الأمريكية القبض عليهم لممارستهم أساليب التنافس معهم على نهب العراق وذبح شعبه.


24- تطبيق قانون 91 المتعلق بالمليشيات، وقد تم لها ذلك حين جعلت منها أداة تملك قدرة الإجرام والتنكيل بهوية الجيش والشرطة، وليس الجيش والشرطة فحسب، بل تحولت كل مؤسسات الدولة العراقية أوكارا للعصابات الإجرامية القذرة، وان وزارة الصحة وفرق الموت التي عشعشت في مؤسساتها كانت شاهدا على تطبيقها لذلك القانون.


وبانقضاء عمر هذه المنتخبة يحتدم النقاش بين السذج، منهم من يقول أنها قدمت للمحتل الأمريكي من الخدمات ما لم يتمكن غيرها من تقديمه، ومنهم من يعترض فيقول بل قدمت جل خدماتها للفرس الصفويين لأنها تابعة لهم وأداة من أدواتهم، ورضعت الغلّ والحقد من أثدائهم، وآخر يقول بل لقد وفرت كل متطلبات الخطط الصهيونية بما جعلها قابلة للتطبيق على ارض العراق. وهم بهذا لا يدركون جميعا حقيقة الحلف الامبريالي الصهيوني مع المجوسية الفارسية.لأنهم لا يملكون قدرة الإحاطة بأبعاده وحقيقة أهدافه المشتركة وغير المشتركة.


والقادم من الأيام سيكشف المزيد من حقائق هذا الحلف البغيض، إن لم يخرج شعب العراق عن صمته الطويل ويقول كلمته، حين يتعامل مع قناعته الأكيدة بان الحلف ومخططاته وأهدافه لا يفشلها إلا المقاومة المسلحة الباسلة، ويعبر عن انحيازه إليها، ليس بأضعف الإيمان كما يفعل، بل بالعمل الجدي المثابر باحتضانها والوقوف خلفها وإمدادها بكل سبل البقاء والاستمرار والتطور وتعزيز القدرة على دحر الأعداء وتحرير الأرض، وذلك لن يتم ما لم يطبق النصفان على الغزاة جحفلا واحدا وإرادة واحدة وساحة فعل جهادي ممتدة من أقصى العراق إلى أقصاه.


فذلك الذي أمرهم به الله تعالى وذلك الذي أمرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وذلك منهج آل بيته وصحبه أجمعين، وليقتدي كل منهم بمن أراد فكلهم على منهج واحد. فالمنهج الصحيح أن يتنافس الشيعة والسنة على فعل الخيرات، كما كان الأوس والخزرج وكما فعل الأنصار والمهاجرون، فليتنافسوا على تحرير العراق لا على ترسيخ الاحتلال إن كانوا هم حقا مسلمين وعرب.


وإلا فما أمامهم إلا انتظار حكومة اثر حكومة، ومنهاج إثر منهاج، حتى يمحى العراق من على الخارطة، فوالله لا دور لكل أدوات الاحتلال وحكوماته ومناهجها وسياساتها وبطولاتها وعباداتها ونذورها إلا من أجل محو العراق وعروبته وعقيدته وتاريخه.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٠٥ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٩ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور