عواطف السلمان - الرسالة الفنية الجديدة من تعدد المواهب إلى تعدد المواقف

 
 
 
شبكة المنصور
هاني الحاج عمران
"الفنان المسرحي صاحب رسالة حقيقية في المجتمع رغم أن هذه المقولة رددها الكثير من الفنانين، لكنها لم تستوقفني يوماً أو يلفت نظري قائلها، حتى وردت على لسان عواطف السلمان في لقاء صحفي اجراه معها جاسم الصغير، فشعرت حينها أنه مجرد كلام مقتبس لايعني لها شيء، وعدت بذاكرتي سنوات للخلف لأتذكرت الأوبريتات الوطنية التي كانت تشترك فيها بدور (العراقية النشمية) وهي تقف على المسرح الوطني متقدمة زملائها من الفنانيين، وعلى ملامحها تبرز علامات الغضب وفي حركاتها تتجسد معاني الصمود وهي مندفعة بكل ثقلها تشد من عزم العراقيين بالهوسات الشعبية، وتتوعد بأعداء العراق وتنهال عليهم كحمم البركان تارة على الخميني وآخرى على بوش الأب، ولا يمكن لاحد آنذاك وهو يشاهدها على المسرح والكلمات تخرج منها بحماسة منقطعة النظير، أن يتوقع أنقلابها بعد الاحتلال ليصبحوا ذيول الخميني وجنود بوش الأبن هم الاصدقاء المقربين، وبعد أن كانت تؤدي دور أخت الجندي العراقي باتت عدوة له بعد 2003 في مسلسل (أمطار النار) الذي ذكرناه في مقالة سابقة بعنوان (الفن الاعلامي المغرض)، موجهين نقداً بخصوص طمس شطر كبير من الحقيقية في هذا المسلسل، والتي يبدو انها محاولة تزلف من صباح عطوان ومن معه للتقرب من الاحزاب الطائفية الموالية لإيران، مذكرين القائمين على هذا العمل، بأنهم ينحرون مصداقيتهم عندما يغفلون جزء من الحقيقة، وخاصة الفنان كونه صاحب رسالة كما قالت عواطف السلمان، وهذا ما أستوقفني لأطرح سؤال، متى كانت عواطف السلمان صاحبة رسالة في المجتمع ،،، قبل 2003 أم بعده ؟؟، أي عندما كانت تقف على المسرح الوطني وتتوعد بالخميني وبوش بأهازيجها، أم عندما قامت بدور (موزة) في مسلسل (أمطار النار) وأظهرت مظلوميتها ؟؟، المظلومية التي خرجت من أطار العمل الفني لتصل إلى عواميد الصحافة الصفراء، لتبكي وتتباكى من ظلم الرقابة البوليسية (حسب قولها) التي كانت تحاصر اعمالها الفنية وتقتل موهبتها الدرامية، وكأنها اليوم تحارب النفوذ الإيراني في العراق من خلال أعمالها الفنية أو تهاجم ميليشيات الاحزاب الطائفية أو تنتقد الدور الأسود لمافيا المعممين في العراق!!، فاي رسالة هذه التي تحملها عواطف السلمان تأثرت بالظروف السياسية لتنقلب من حال إلى حال ؟؟، وأي رسالة بائسة جعلتها تؤدي دور (أخت المقاتل العراقي) ومن ثم دور (موزة) ؟؟، وما الذي دفعها إلى أعتلاء المسرح الوطني قبل 2003 مادامت غير مؤمنة بما تفعل آنذاك ؟؟، التقية، النفاق، المراءات أم الوصولية!!، تلك الصفات التي استعمرت نفسية عواطف السلمان وغيرها من (الفنانين) أصحاب الرسالة المزدوجة، لتدفع بها اليوم للترشيح في ما يسمى برلمان المنطقة الخضراء، لتكون واحدة من الذين تسيدوا على رقاب العباد بالبسطال الامريكي والعمامة الصفوية و(الدريل الصولاغي وفي الختام أذكر أن للفنان مبادئ ومواقف ثابتة أذا ما تغيرت سقطت عنه صفة الفنان قبل أن تسقط رسالته التي يحملها وأنتهت مصداقيته وبريقه الفني إلى الأبد.
 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٤ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٨ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور