كلاب المحطّه ماتعض ... بس تعوى

 
 
 
شبكة المنصور
ججو متى موميكا - كندا
هناك حكمة تقول (( الكلب كلب ولو طوّقته بالذهب ))


اخوتى القراء :
مقالتى اليوم تتحدث عن حيوان معروف فى مجتمعاتنا ومن منّا لم يربّ كلبا فى بيته اما للحراسة من شر اللصوص او هواية ام لغايات اخرى كمرافقة الرعاة فى قيادة قطيع الغنم او الابقار والجواميس ... خلافا للمجتمعات الغربيه ...حيث يربى فى بيوتهم معززا مكرما يأكل طعامه مقننا ومغلفا مسلفنا ومعبأ فى علب وقنانى
واكياس وفق برنامج صحى لايختلف عن الانسان ناهيك عن الرعايه الطبيه والعلاجات واللقاحات التى تجرى له على طول ايام السنه لكثرة المستشفيات البيطريه فى تلك الدول....وهناك اسواق عديده تباع فيها الكلاب والجراوى ومنها الثمين والغالى الثمن حتى يوازى الجيد منها والمشهور اسعار البعض منها ويفوق اسعار السيارات الحديثه وقد يتصور البعض باننى ابالغ فى كلامى هذا لكن هى الحقيقه دون مغالاة .


الكلاب اصناف عديده لاحصر لها ضمن مقالتنا هذه... منها الاليف والوديع المسالم ومنهم الشرس والعنيف والسادى ومنهم الحارس الامين لصاحبه لاينام له جفن او يتوانى فى حماية صاحبه فى البيت والمكتب والمزرعه
والمصنع مخلصا وفيا له ...وهذه ارادة الله فى خلقه بما انه الناس اصناف كذلك الحيوانات اصناف.


عوده على عنوان مقالتى ...
كلنا سافر بالقطار فى بغداد والمدن الكبرى ومنذ تأسيس السكك الحديديه على يد الانكليز فى بلدنا وما كان يثير دهشتنا ومشاهداتنا هو كثرة وجود كلاب سائبه تستظل جدران بنايات محطات السكك الحديديه منها من هو جاثم يلهث بلسانه من شدة الجوع والعطش وحرارة الشمس المحرقه فى تموز العراق وحزيرانه.. ومنها من استغرقت فى نوم عميق اثناء النهار بسبب سهرها فى الليل.... كان مشهد يومى تجده فى قوافل من الكلاب تتجمع خلف بناية المحطات تترقب وقوف القاطرات للمسافرين بين مدينة واخرى لعلهم يحصلون على عظمة جردت من لحمها او فتات خبز القيت لهم من نافذة القطار ... او فضلات طعام يسدون بها رمقهم اعزائى القراء ....تاريخيا هذه الجماعات والفرق من الكلاب كانت امينه وديعه هادئه لاتعترض سبيل الركاب او تحاول التحرش بهم وهى ترنو بأبصارها نحوك من اجل الحصول على لقمة دسمه او كسرة خبز يرحم بهم الناس خلال تواجدهم فى هذه المحطات ... ونادرا ما كنت تسمع بنباح او عواء هذه الكلاب او تحاول ان تعضّ شخص مهما حاول التقرب منه ... اما الضجيج والعواء والفوضى التى كانت تحصل بين الفينة والاخرى عندما كانوا يشكلون فرقا يفترس بعضها بعضا فكان من اجل الطعام والاستحواذ على كمية اكبر...هذه المعارك كانت حصرا تحصل بين الكلاب انفسهم من اجل الغذاء حيث يفوز الاقوى بحصة دسمه واشرسهم هو ملك الغابه ومن يتصدر الزعامه فيما بينهم(( ولله فى خلقه شؤون )) .


عزيزى القارىء :
ارجوك لاتستغرب من حيثيات مقالتى واللبيب بالاشارة يفهم ... تلك الكلاب الامينه تحولت اليوم بقدرة قادر الى اسود وذئاب وثعالب وبنات آوى بعد ان تهرأت جلودها بالجرب وشاخت وهرمت وسقطت انيابها من شدة النهش وبحّ صوتها من كثرة النباح منها من مات وتحول الى فطيسه ومنها من صار اجربا واكلته الصقور والعقاب والنسور ومنهم من تهرّم وشاخ وظل جاثما فى مكانه وتركه اصحابه ونكروه ...امّا القلّة من هذه الكلاب استفرست واستأسدت وتحولت الى ذئاب كاسره وهذا ما نسميه فى مصطلح الكلاب الحديث ( wolf dog ) هذه الكلاب احذروها اخوتى القراء لانها خرجت من عنق الزجاجه وهجرت محطات القاطرات فتغير برنامج عملها وطعامها ورمت جلودها الجربه ...فاحذروها فمعظمها مصابه بداء الكلب ... وحذار من عضّتها وهى تغرز انيابها فى جسد طهور نظيف فتلوثه وتصيبه بداء خبيث ومميت .


اخوتى القراء :
احذروا الكلاب السائبه بعد ان هجرت محطات القطار ولاتأتمنوا شرها بعد ان كانت تعوى فقط كما الفناها
بالامس وقالوا لنا بأن كلاب المحطه ماتعضّ ... بس تعوى )) وهاهى اليوم تعوى وتنبح وتعض والعياذ بالله من شر الكلاب المسعوره

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور