متى تهتزّ الشوارب ايها الحكام العرب ؟ متى تستيقظ ضمائركم ايها الحكام المسلمون ؟

 
 
 
 
شبكة المنصور
ججو متى موميكا / كندا
دول اسلاميه تنضوى تحت منظمة عالميه تسمى (( منظمة الدول الاسلاميه ))  اعضائها يقارب الخمسين بلدا ويحكمها رؤساء وملوك فى ارجاء المعموره شرقا وغربا شمالا وجنوبا اعلامها ترفرف فوق ساريات يلتقى رؤوساءها ويجتمعون بشكل دورى سنويا للبحث فى شؤون المسلمين وحماية مقدساتهم  ...هذه البلدان التى يجاوز تعداد سكانها اكثر من مليار مسلم موزعين فى قارات العالم.


نعم يجتمعون ويتباحثون شؤون الامم الاسلاميه وحماية مقدساتهم  ويقررون ثم يتفرقون عائدين الى بلدانهم بعد ان يبصموا امام الجميع ويعلنو مقرراتهم للعالم ... وقبل ان يجف حبر القرارات وما يتخذونه من حلول وعلاجات للمشاكل التى تعانيها بلدانهم سرعان ما تذوب كالجليد فى يوم مشمس .


المجاعات والحروب  والكوارث التى تصيب هذه البلدان وشعوبها  من امراض اجتماعيه وبيئيه وبشريه  ومشاكل سياسيه مطروحه على الرؤساء والملوك على الطاوله يقررون فى مؤتمراتهم القمميه  لكن اين التطبيق فى ارض الواقع وماذا حصل عليه المقررون وشعوبهم  منذ تأسيس هذه المنظمه قياسا بالفتره والجهد والاموال التى خصصت لمعالجة مشاكل الشعوب الاسلاميه والفقر والمرض والبطاله والاهم من كل ذلك حماية المقدسات الاسلاميه ومنها المسجد الاقصى والانتهاكات التى تحصل مرارا من قبل اسرائيل بأقتحامه ودخول قواتهم العسكريه ناهيك عن الحفريات  وتهديم جدرانه سنويا ومنع المصلين فى اكثر من مناسيه وهذا يحصل مرارا امام مرأى ومسمع الرؤساء العرب والمسلمين.


تناولت هذا الموضوع فى مقالتى على اثر تصريح  السيد( رجب طيب اردوغان )  رئيس الوزراء التركي حيث قال (( انّ موقف القاده المسلمين حيال سكان غزة يدعو للرثاء )) هل قرأتم ايها الحكام العرب هذه ثالث مّره ينتفض رئيس الوزراء التركى بوجه حكام اسرائيل دون خوف او مجامله  ليقف ضد الظلم والاستهتار بحق الفلسطينيين فى القتل الجماعى واحراق بيوتهم واغتصاب ممتلكاتهم وبناء المستوطنات  وجرف بيوتهم وحرق مزروعاتهم .
 ومن منّا لايتذكر وقوف اردوغان فى وجه رئيس الحكومه الاسرائيليه شمعون بيرس فى مؤتمر دافوس ورّده بعصبيه وتشنج بعد القاء خطابه الملىء بالمغالطات والاكاذيب حيث ترك قاعة الاجتماعات فى هذا المؤتمر احتجاجا على كلمة بيرس .


ومن منّا لم يشاهد كيف امسك اردوغان بكتف الامين العام للامم المتحده وهو يعبر عن ألمه وحزنه لما لحق بالعرب والفلسطينيين وابناء غزه فى القتل الجماعى وحرق الممتلكات وقصف الاحياء السكنيه والعرب لم تحرك ساكنا والامين العام لجامعة الدول العربيه جالس قرب اردوغان محاولا تلطيف الاجواء وتهدئة الموقف ...الى هذا الحد وصل الجبن والخنوع والمذله بحكام العرب دون ان يلتفتوا الى اخوانهم العرب فى فلسطين وما يمارس ضدهم من عمليات ارهابيه وتصفيه  بدعم من امريكا والانظمه السائره فى ركبها .


اردوغان التركى المسلم ثار على الظلم وانتفض ووقف غاضبا يتملكه الحزن والالم والمراره على تصرفات اسرائيل بحق الفلسطينيين  ...دفعته غيرته وحميته على ابناء غزه  ولم يعد يتحمل نفاقهم ودجلهم على الشعوب   حدث هذا والرؤساء المجتمعون بما فيهم من العرب والمسلمون وهم يحدقون بأردوغان مستغربين ومتعجبين بشجاعته  دون ان تحرك الدول الاسلاميه والعربيه ساكنا او تقف فى وجه الصهاينه وهم يستبيحون الكرامات ويهينون المشاعر وينتهكون المقدسات ويوسعون من مستوطناتهم على حساب العرب فى فلسطين .


اردوغان اليوم انتفض مرّة ثالثه بوجه اسرائيل دون خوف  بعد ان أهانت وزارة الخارجيه الاسرائيليه سفيرهم فى تل أبيب بعد استدعائه فى وزارة الخارجيه الاسرائيليه ... وحال وصول الخبر والموقف الى الحكومه التركيه استشاط الرئيس التركى غضبا واستدعت وزارة الخارجيه التركيه على اثرها السفير الاسرائيلى فى انقره واحتجوا بشده وهددوا بسحب سفيرهم ان لم تعتذر اسرائيل لهذه المهانه وعلى اثرها سارع وزير الدفاع الاسرائلى لزيارة تركيا مقدما اعتذاره للحكومه التركيه خوفا من تصدع العلاقات بينهما ...رئيس وزراء تركيا انتقد قادة العرب والمسلمين على صمتهم وسكوتهم عمّا يجرى من ظلم وارهاب واعتداء على الشعب الفلسطينى.


اذا ألم يدعو الموقف للرثاء كما نعته اردوغان دون ان يجامل احدا  حينما صرح بذلك للصحفيين وهو يتوجه للامارات والسعوديه  حيث قال (( انّ الحكومات  لم تقدم الردود التى كان ينتظرها منها المسلمون  فى كل انحاء العالم وهو أمر يدعو للرثاء .))


لافض فوك ايها الرئيس التركى وهذه صفعه قويه موجهه للاطراف والحكومات التى يعنيها الامر  ونعم الشجاعه التى ابديتها وانت تقول الحقيقه ناصعة لالبس فيها ومع شديد الاسف الحكام العرب والمسلمون لم يلتزموا الصمت ويديروا وجوههم عن اخوانهم الفلسطينيين فحسب لكن هناك من شارك فى التآمر عليهم وشدّد الحصار على غزة واغلق الحدود بينهما والامثله كثيره .


اين حكام العرب من هذه الاحداث وهو لايسمعون ولايرون ولا يتكلمون ...اردوغان للمرة الثالثه وبشجاعه يتحدى اسرائيل ويقف فى وجهها  لينتقد اسرائيل بسبب غاراتها على قطاع غزة وخاصة الهجوم الدامى  لجيشها على القطاع  فى الشتاء الماضى .


اذا متى تهتزّ الشوارب ايها المتحكمون فى مصير الشعب العربى ان لم توحدكم هذه المواقف فمتى  ستتوحدون بعد ضياع الوطن وزيادة النكبات .. وهل اكبر من فاجعة غزة ومعاناة اهلها ؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الأربعاء / ٠٥ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور