رحيل الشيخ محمد جواد عنيفص

 
 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي
الشيخ محمد جواد عنيفص رحمه الله هو شيخ عشيرة آل بو علوان، في الحلة، رحل للقاء ربه في دمشق أول أمس تاركا بصمات شيخ عراقي أصيل وشجاع وشخصية وطنية سجلت حضورا خاصا في حلقة خاصة من تأريخ العراق الحديث. فاسم الشيخ محمد يرتبط أول ما يرتبط فس ذاكرة العراقيين بموقفه البطولي في التصدي لعصابات الغوغاء في صفحة الخيان والغدر الشعبانية، حيث تمكن هو وأبناء عشيرته اليعربية الدليمية الاصيلة من قطع الطريق على الفرس وأعوانهم وساهم في منعهم من الوصول الى بغداد في وقفة عز وشجاعة فاجئت الغوغاء وبعثرت العديد من خططهم الشريرة، بعد أن نفذوا في مدينة الحلة أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية من قتل وهتك لبيوت وأعراض الناس في منطقة الشاوي والجمعية وحي الامام ونادر وباب الحسين والقاضية وغيرها من احياء الحلة ومن حرق لمؤسسات الدولة والمصانع والمدارس والمعاهد ومقرات حزب البعث العربي الاشتراكي، وانطلقوا متوجهين الى بغداد معتقدين خاسئين ان سقوط وسادتها (بابل) بأيديهم المجوسية الآثمة بعد أن حولوها الى خرائب ينعق بها غربان البين، ففاجئتهم ضفاف الفرات وأحراش المحاويل البطلة بمقاومة شعبية شرسة حمل رايتها الشيخ رحمه الله وأبناء عمومته شتت جموعهم وبعثرت خططهم الخبيثة، فسجلوا ملحمة وطنية عراقية خالدة من طراز فريد أدخلتهم التأريخ.


كان للشيخ محمد جواد شرف خاص، حيث كان أول شيخ عراقي يزوره الرئيس الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله في دياره وأثنى على بطولته هو وعشيرته وكرمه ببندقيته الخاصة ومسدسه الشخصي، بعد أن تمكنت قطعة من الحرس الجمهوري البطل تحت اشراف الشهيد الخالد طه ياسين رمضان من تحرير بابل من الغوغاء الغاشمين البائسين في ظرف ساعات فقط.


اعتقلت قوات الاحتلال الامريكي المجرم الشيخ محمد جواد في مدينة الحلة في ظروف وملابسات سيرويها المقربون من الرجل يوم يصح الصحيح، وتعلن المواقف كما بدرت من أصحابها. ويُروى ان الشيخ قد أفلت من المعتقل بمساعدة مجموعة من أبناء الحلة البررة. وقد تم تصويره في عدد من الفضائيات خلف القضبان وفي ظروف تتعارض مع أبسط معاني حقوق الانسان، حيث عومل معاملة وحشية.


رحل المرحوم عنيفص في دمشق ونقل جثمانه رحمه الله الى الانبار في عملية تحدي كبير لحكومة المجرم الهالكي التي أصدرت قرارا بمنع دخول الجنازة عبر الحدود العراقية، ثم جرى له تشييع مهيب في الانبار حضرته عشائر العراق كلها من أقصاه الى أقصاه، وتحول التشييع الى تظاهرة تهتف باسم القائد الشهيد صدام حسين ودولة العراق الوطنية، وتواصلت عملية التحدي لحكومة المكبة الغبراء عبر توافد عشائر العراق من كل أنحاءه شيوخا وسادة ووجهاء وأبناء.


ويُذكر ان عصابات جزب الدعوة العميل قد مزقت لافتات تأبين الشيخ في منطقة البوعلوان في الحلة في تصرف يعبر عن حقدها الدفين على الرجل الذي أذاق هو والنشامى غوغائهم التي قادها الفرس في الشعبانية سيئة الصيت مرّ الهزيمة وجعل أمر الوصول الى بغداد عليهم دونه بطولة الابطال.


تحية للراحل الشيخ محمد جواد ولأهله وعشيرته في الحلة وفي الانبار والى كل شيخ عراقي أصيل فراتي أبي، أبت نفسه أن يسقط في حضن النذالة وعار البيع في سوق الدولار.


تحية لكل عراقي ظل راية تعانق ربى المجد العراقي ... والله أكبر

 
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور