المساءلة وعرفناها .. ما هي العدالة ؟

 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

بعد قرابة سنة ونصف من صدور قانون المساءلة والعدالة الذي قُدم على انه بديل اكثر تحضرا" لقانون الاجتثاث ثم اتضح لاحقا" وباعتراف البطل العراقي الخرافي في دروب الخيانة والعمالة احمد الجلبي ورفاقه في ملحمة اجتثاث العراق الذي عرفه العالم عبر ثمانية آلاف سنة كدولة موحدة، واستبداله بعراق جديد تمزقه الطائفية الوضيعة وترقص في جنباته ميليشيات الموت والاقصاء والتهجير والمداهمات والاعتقال .. بعد شهور طويلة حانت لحظة تطبيق القانون في شقه الاول وأتضح انه مصمم لاقصاء شركاء الجلبي ورفاقه في العملية السياسية الاحتلالية في ممارستهم الانتخابية الجديدة والتي بدى من سُحبها الاولية التي لبدت سماء العراق المذبوح، ان الجلبي وأعوانه في البيت الشيعي والبيت السني والبيت الكردي قد أفلت حظوظهم, وهي أصلا حظوظ عاثرة, وان لعبتهم الطائفية والشعوبية العنصرية قد صارت ممجوجة وتقيأها شعبنا مع أكداس الضيم والقهر التي تعرض لها على أيديهم، واتجه صوب الدروب التي تخلص العراق من الاحتلال ومن كل تفريخاته الاجرامية. تبينت الآن الاهداف الأهم للمساءلة واتضحت تطلعات مَن سعوا الى تشريعها فهي في منطلقها الاول قد منحت رموز مؤتمر لندن الهامش المطلوب لانهاء اي تنافس محتمل واي دخول لسياسي او كتلة لم تكن من بين اطراف عقد بيع العراق حيث ان مثل هؤلاء الافراد او الكتل لاتثق بهم اميركا ولا حلفاءها، وتم الاتفاق الضمني بين اميركا وايران على اسقاطهم تدريجيا" وخاصة في هذه الانتخابات التي شعر فيها عملاء أميركا وايران برعب وخوف كبيرين من أجواء الانصراف عنهم بعد ان أزكمت روائح عمالتهم وخيانتهم وفسادهم انوف العراقيين ودول المنطقة والمنظومة الدولية برمتها.


المساءلة التي اتضحت معالمها الان تماما هي قنابل موقوته لتفجير الاوضاع في كل انحاء العراق تحت يافطة الاجتثاث والاقصاء لكل من يقف موقفا لايتفق مع توجهات المثلث الخائن متى شاء هذا المثلث العرقي - الطائفي, وهي قيود وأغلال تكبل العراقيين جيلا بعد جيل, وتجعل الاحتلال وعملاءه يقبضون على مقدرات العراق لأمد طويل جدا .


بقي ان نعرف مقومات العدالة .. التي لم يتضح منها شئ رغم مرور شهور طويلة على ولادة هذا القانون الاحتلالي البغيض. ولا يعرف العراقيون أي شئ ولا متى ستظهر مكونات الشق الثاني من تسمية القانون البديل للاجتثاث خاصة وان الملايين من العراقيين قد طرقت مسامعهم فكرة العدالة هذه منذ الاسابيع الاولى للاحتلال دون ان تقر خواطرهم بقطرة عدالة. أقول قولي هذا وأنا متيقن ان الآلاف من الذين قدموا طلبات احالتهم الى التقاعد الالزامي لهذه المؤسسة الاجرامية هم نادمون اليوم على قطعة الورق ونقط الحبر التي ضيعوها في كتابة تلك الطلبات. اما الذين عَنوَنوا طلباتهم الى (دولة رئيس الوزراء) في سفارات العراق المختلفة، فاني أرى ان عليهم ان يكتبوا عشرات الآلاف من المقالات التي يفضحون بها دولة رئيس الوزراء لانه خائن وعميل وكذاب ويدعمون المقاومة العراقية الباسلة بكل الوسائل المتاحة لانها الحل الوحيد لتحقيق مساءلة حقيقية وعدالة حقيقية بعد أن يصبح العراق قادرا فعلا على ان يمتلك القدرة على المساءلة الحقيقية لكل من اضر بالعراق والعراقيين وتنفيذ الاطار الحقيقي للعدالة. والله اكبر.

.
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٠ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور