العام الفارسي الجديد .. لماذا في دولة ''اسلامية'' لها عامها الهجري ؟

( وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعوة لرؤساء 20 دولة للمشاركة في اِحتفالات رأس العام الإيراني الموسوم بـ(عيد النيروز). وبحسب الوحدة المركزية للأنباء، فمن المقرر أنْ تقام احتفالات بعام 1389 الإيراني في مدينة شـيراز التاريخية الإيرانية بحضـور رؤسـاء 20 دولة بمن فيهم الرئيس التاجیکي (إمام علي الرحمن) ، ويبدأ العام الإيراني الجديد اعتبارا من 21 آذار/مارس القادم ).

هذا الخبر بثته وكالة المحمرة للأنباء (مونا) . وأصدق تعليق لوكالة المحمرة الذي هزني هو التالي " الجميع المتابع للطموحات الفارسية الصفوية يتذكر الاِحتفالات الخرافية التي قام بها الشاه الإيراني السابق حول التزوير التاريخي لإقامة ما يسمى بعرش الطاووس وذكرى مرور 25 قرناً على تأسيس تلك الإمبراطورية ، حينها قال المخلصون من الكتاب والمثقفين العرب أنَّ الشاه يحاول محو التاريخ العربي الإسلامي من مراحل التاريخ الإيراني ، وما ترمز إليه معارك القادسية والفتح العربي الإسلامي من التاريخ المزعوم لعرش الطاووس" .

* وقفة مع ما تقدم :

لم يغفل أي فارسي يوما ما أن العرب هم من أنقضوا على دولتهم الساسانية الجائرة . دحروها في أكثر من موقعة حربية مظفرة , كالنهروان وذي قار والقادسية . واستطاعت جحافل الجيوش العربية من أختراق جبال زاجروس لتطارد من حاكوا الفراعنة والأسرائييلين بالتطاول على الاديان السماوية . ويوم لجأ أكاسرة الفرس المهزومين الى الهند , استجاروا بحكمائها وبطلب الحماية من " جور" جيوش المسلمين .

فكانت حكمة حكماء الهند للمهزومين الوجلين ( أن عودوا لدياركم واطلبوا الصفح من المسلمين وأدخلوا دينهم الجديد هذا ) . فما كان من رد الاكاسرة على الحكماء الهنود الا الأ ستغراب من هذا المنطق . فأشار حكماء الهند بأنه الحل الانجع لتخريب الاسلام . وكان ما اراد حكماء الهند . فعاد الفرس تحت عباءة الاسلام ولكن أكثر شراسة على كل ماهو عربي. بدليل انهم حتى الان لم ينفكوا يصفون العرب بالحفاة الذين تسنى لهم ان ينقضوا على الامبراطورية الساسانية ويسحقوها . والا بماذا نفسر نظاما يحمل اسم الجمهورية الاسلامية الايرانية , ويسير على خطى الشاه في أذكاء الروح الفارسية الشوفينية . والتمسك بالعام الفارسي والاحتفال به . والاسلام وهم يعرفون بأنه لايعتد بأي عيد ما الا بالعيدين الأوحدين "الفطر والاضحى" .

وكل احتفال بعيد آخر بدعة . ولكن عند النظام الفارسي الحالي الاحتفال بالعام الفارسي ليس ببدعة , بل استذكار مجد يرنون الى اعادته يوم اعلنوا منذ اليوم الاول من مصادرة الثورة الايرانية من صناعها الحقيقيين الشرفاء , انهم سيصدرون ثورتهم الى غرب الجمهورية الاسلامية , ويعني ذلك تصدير المذهب الصفوي الشوفيني المغلف بــ السليفون الاسلامي , كما يعني ان العراق كان هدفهم الاول.

واذا كانوا حريصون على المذهب الشيعي فأولى بالحنان والحنو شعب الاحواز الشيعي . ولكن يفسره ان هذا الشعب المظلوم كل جريرته انه عربي حتى النخاع . انهم حقا ينفذون بأمانة نصيحة حكماء الهند القدماء .

لقد صدق غيفارا الخالد عندما قال : الثورات يصنعها الشرفاء ويرثها الاوغاد".