المرسى - مجرد لعبة

 
 
 
شبكة المنصور
محمد عيسى عبد الحميد - البلاد البحرينية
قال عضو هيئة الرئاسة في مجلس الشورى الإيراني أمام وكالات الأنباء إنهم لو اعتقدوا أن هذا الأمر سيجعلنا نتنازل عن ثوابتنا فإنهم واهمون، لا يمكن للأمة أن تخضع لهذه الضغوط، وأكد احمد ناطق نوري بان الأعداء يجب أن يفهموا أن هناك قيما وأصولا ترتبط بنا مصيريا ولا يمكن أن نتنازل عنها.


عضو اللجنة الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس الشورى عقب على كلام عضو هيئة الرئاسة بان هذه القضية تعتبر خطا أحمر لا يجوز تجاوزه، لأننا حينها سنكون تحت مطرقة استجواب الشعب والأمة والتاريخ، ويؤكد السيد سروري أننا يجب ألا نتنازل عن حقوقنا الوطنية خصوصا إذا تعلق الأمر بالتفريط في استقلالنا الوطني وان من يتنازل عن الأمور الصغيرة سيجد نفسه قد تنازل عن الأمور الكبيرة.


أما عضو اللجنة الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس الشورى فقد أكدت على حق أي بلد في حفظ أراضيه وأسفت لبعض الدول التي ما زالت تشاكس على الساحة الدولية قائلة إن الحكومة سوف تتعامل بأسلوب قاطع ومحدد أمام هذه القضية المهمة، وشددت السيدة زهرة الهيان ممثلة أهالي طهران في مجلس الشورى على اننا يجب ان نضحي بكل شي لأجل حفظ حقنا والحفاظ على حقوقنا. كذلك فقد شارك أعضاء مجلس الشورى في مناقشة الموضوع وتحدث بعض الأعضاء، منهم العضو خيري الذي ربط بين هذه القضية والهوية الوطنية والدينية معتبرا ان التنازل عن هذه القضية يعتبر تنازلا عن الهوية الوطنية والدين والمذهب، اما العضو محمدي فقال إن التنازل عن هذه القضية يعتبر طعنا في وطنيتنا وقد حاولت بعض الدول العربية للأسف الشديد ان تفرض علينا هوية مزورة. هذا وقد نقلت وكالات الأنباء خبرا مفاده ان اتحاد التضامن الإسلامي قرر خلال اجتماعه الطارئ يوم الاحد الماضي في الرياض إلغاء دورة ألعاب التضامن الإسلامي الثانية التي كانت مقررة في إيران بين 10 الى 25 ابريل المقبل، وذلك نظرا لعدم التزام اللجنة المنظمة للدورة بأنظمة ولوائح الاتحاد، كما برر اتحاد التضامن الغاء هذه الدورة بمخالفة اللجنة المنظمة لقرار الجمعية العمومية المتخذ في اجتماعها السادس وعدم استجابتها لتوصيات لجنة الإشراف والتنسيق وكذلك الرد السلبي على خطاب الأمانة العامة للاتحاد واتخاذها بعض الإجراءات المنفردة من دون الرجوع إليه خصوصا بما يتعلق بالشعارات التي وضعت على المطبوعات والميداليات، مخالفة بذلك نظام الدورة وبناء عليه ولضيق الوقت وقرب الموعد المحدد للدورة اتخذ قرار إلغاء النسخة الثانية. إذن هناك دورة للتضامن الإسلامي أو دورة الألعاب الاولمبية الإسلامية، وكان مقررا ان تجري على الأراضي الإيرانية، ولكن إيران المحبة للتضامن الإسلامي وضعت عصا في عجلة الدورة الرياضية باختيارها اسم الخليج الفارسي شعارا للدورة وثبتت ذلك على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لهذه البطولة الرياضية.

 

وبما أن بعض الدول العربية تختلف مع إيران في تسمية الخليج بين العربي والفارسي، فقد طلبت هذه الدول من ايران تبديل شعارات الدورة الى تضامنية إسلامية أكثر من الشعارات المختلف عليها، إلا أن إيران لم تستجب للطلب وأصرت على موقفها الرياضي السياسي الذي دعمته القيادة السياسية في إيران، ومقابل ذلك اجتمعت الأمانة العامة وألغت الدورة، وكان رد القيادة الإيرانية ما نقلناه في بداية المقال. 

 

وبالعودة الى آخر ملعب رياضي سياسي في إيران نستطيع ان نستذكر مباراة الديربي الايراني بين نادي الاستقلال وبرسبوليس التي جرت في الاسبوع الثالث بعد الانتخابات وبعد خطبة هاشمي رفسنجاني باسبوع، حيث اختير وقت المباراة متزامنا مع صلاة الجمعة بإمامة حجة الإسلام صديقي وصدرت الأوامر للناديين بإنهاء المباراة بنتيجة التعادل، وقد حضر مئة الف متفرج يرفعون الإعلام الخضر تأييدا لمير حسين موسوي مع صافرات استهجان للمباراة المملة التي كانت تذهب الى التعادل وقطع التلفزيون البث المباشر للمباراة لتبث بعد ذلك بساعة من انتهائها مع مونتاج رديء لصورة الجماهير، ومن ثم يصبح الملعب وضواحيه صورة للواقع الاحتجاجي السياسي غير الرياضي الإيراني.

 

وكان الرئيس احمدي نجاد قد سبق خصومه في الاستفادة من الملعب الرياضي حينما زار المنتخب الإيراني في معسكره المغلق بطهران ومن ثم حضر مباراته مع المملكة العربية السعودية في ملعب آزادي الذي امتلأ عن آخره لتشجيع المنتخب الإيراني وبصرخات هستيرية يشارك فيها سيادة الرئيس برفع يده، ولكن يبدو أن ذلك لم يكن يوم الرئيس الرياضي، لأن المباراة انتهت بفوز الفريق السعودي ولم يكن وجه الرئيس خيرا على فريقه.

 

اذا ما استقرأنا الملعب الإيراني في هذه القضية سنجد ان الدولة ذاهبة بقوة لتسيس كل شيء، بدءًا بالدين الإسلامي الحنيف الذي تدخل فيه الاختلافات السياسية حتى اصبح من يخالف انتخاب رئيس الجمهورية يعتبر محاربا لله ورسوله وليس انتهاء بدورة رياضية تدعو الى التضامن الإسلامي مرورا بقنوات إعلامية مثيرة للفتنة الدينية والسياسية لدول الجوار.

 

فهل فعلا كما يقولون إن الرياضة مجرد لعبة تنتهي بصافرة الحكم، أم إنها مسألة سياسية حكامها من الداخل والخارج ونتيجتها مرتبطة بالهوية الوطنية والدين والمذهب كما قال عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى الإيراني.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور