باراك اوباما والنزوع الامبريالي الجديد

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

الادارات الاميركية المتعاقبة متعجرفة و لاتعود الى مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة والقانون الدولي الا بما تقتضي مصالحها ،ولمن يريد ان يتبين ليطلع على افكار وسياسات واهداف ولف ويتر ورامسفيلد وريتشارد بيرل العسكرية التدميرية. والرئيس باراك اوباما لايقل حماقة وتهورا وخداعا عن اسلافه ، يسير على ذات النهج ضاربا رؤية الدول والشعوب والعلاقات والقوانين الدولية والامن الدولي عرض الحائط . تحمل وادارته المحصول السيء لغزو العراق واحتلاله ، وصمت عن حماقات بوش الصغير وأخفاقاته ، وصم أذنيه لصوت العقل ، ورفض الخضوع للقانون الدولي والانصياع للديمقراطية الدولية . وبصرف النظر عن المواقف والنتائج والتكاليف والأقوال والتفسيرات الآن، وعن استمرار معاناة الشعب العراقي تحت الاحتلال الاميركي الصهيوني الفارسي ، فإن قرار تدمير العراق الذي كان مطلباً صهيونياً قد تم تنفيذه، واحتلال العراق الذي هو مصلحة أميركية وشراكة عقائدية بين عنصريين مهووسين بالقتل والمال والسيطرة، قد تم تنفيذه هو الآخر ، وخدعوا شعوبهم وقدموا بمعاونة عرب الجنسية مسوغات خطر داهم تسببه اسلحة الدمار الشامل العراقية ، وضخموا الامور ووظفوها في المعركة السياسية ليصلوا الى النفط والمال والعراق ، ولأنهاء الصراع العربي الصهيوني على حساب العرب والمسلمين ، وتكون الضحية الفلسطينيين والعراقيين ، وليوفروا بالتنسيق والتعاون والتحالف مع الفرس المجوس اجواء لمحاربة العروبة والاسلام تحت غطاء مقاومة الإرهاب تنفيذاً لمخطط ايراني ـ صهيوني كبير يستهدف الجغرافية والتاريخ.. الثقافة والهوية والدور الحضاري للأمتين العربية والإسلامية.. كما يستهدف وجودهما الحيوي بكل أبعاده، ولا يتوقف عند حدود العراق وفلسطين وسورية ولبنان و اليمن و السعودية.


بعد فوز باراك اوباما بمسرحية الانتخابات الرئاسية في امريكا بعدة شهور ، تمنيت على صديق رئيس دولة عربية أن يحدث السيد باراك اوباما بحسابات الربح والخسارة والتكاليف نتيجة الغزو والاحتلال الاميركي الصهيوني الايراني للعراق ، و يبين ما كلفته المقاومة العراقية للمحتلين والغزاة ، وأبعاد غوصهم في مستنقع ارادوه للعراق فكان لهم وما تبعه من استنزاف مالي وعسكري وبشري ومعنوي . فعل الرجل وكان عجب العجاب ان باراك اوباما وادارته يتحدثون ويعترفون بان السياسة الاميركية الراهنة غير واقعية ولايمكن الاستمرار فيها ، وانهم يحاولون العمل بكل ما في وسعهم ولكن المقاومة العراقية التي يقودها عزت ابراهيم الدوري والموالين للرئيس صدام حسين رافضين الحوار ويقفون في الطريق يحاولون منعنا . ذات التعبيرات والمبررات التي سبقهم في استخدامها جرو بوش الصغير توني بلير .


كمسلم عربي و لست عراقيا ولا بعثيا أسأل الرئيس باراك اوباما وادارته : ان كنتم حقا تريدون الخروج من المستنقع العراقي الذي صنعتموه ، وتريدون انسحاب أمن ، والانسحاب الامن كما افهمه يعني العسكري والسياسي والاقتصادي، بأي ثمن وعلى حساب من ؟ انتم من كذب وادعى زيفا وبهتانا بوجود اسلحة دمار شامل ، وانتم فرضتم حصارا اقتصاديا ظالما على العراق واهله ، وانتم من دمر العراق دولة ومؤسسات ، وانتم من نشر الطائفية والمذهبية والعرقية ، وانتم جئتم بالفاسدين والمفسدين ، وانتم من نشر القتل والرعب ، وأنتم تحالفتم مع ملالي الصفوية وكلابها المسعورة ونصبتموهم على كراسي الحكم ، أنتم قدمتم العراق لايران على طبق من ذهب ، وأنتم افقدتم العراقيين امنهم وتراثهم وكنوزهم الحضارية ومقومات اقتصادهم وعمران وطنهم . وانتم من ارتكب الحماقة وفقد دقة الحسابات التي نرى نتائجها الوخيمة بعد سبع سنوات . وانتم صقور الدجاج بدأتم الحرب ، والان تتحدثون عن رغبتكم في الانسحاب الامن !


كمسلم عربي متابع ويقرأ الاحداث جيدا استطيع القول وعن يقين : خسائركم ستزداد وترتفع عسكريا واقتصاديا وبشريا وسياسيا ، ولن ولم تجنوا من عائدات النفط العراقي ، والمقاومة والجهاد والتحرير قطعا ببرامجهم الجهادية لن يفسحوا المجال لعملاءكم وجواسيسكم ان يستمروا بضخ النفط العراقي ، وفصائل الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة عزت الدوري هي صاحبة القول والفعل والفصل على ارض الواقع . والمقاومة الوطنية العراقية بتصاعد ولن تنعموا بالامن والاستقرار في العراق كما كان يحلم رامسفيلد وديك تشيني ، ولن تتقدم مشاريعكم في الاستثمار ، وعليكم استدراك هذه الحقائق الثابتة على الارض ، وعليكم اعادة التفكير ، و اعلموا ان مهزلة الانتخابات الصفوية المزيفة سلفا بطباعة 18 مليون استمارة في ايران لا تعني الشعب العراقي ، واهل العراق الشرفاء من اهل السنة والشيعة والاكراد والتركمان مع المقاومة والجهاد والتحرير والخلاص الوطني والتي سترتفع جاهزية فصائلها بهدف تحرير وطنهم وسحق الغزاة والمحتلين ، وسيظل الأرق ملازما لأدارتكم طال الزمن أو قصر . وما تريدونه لن ولم تحصلوا عليه ، والجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة عزت الدوري لم ولن يقبلوا بعمليات الاستدراج القذرة ، ولن تتمكنوا من استغفالهم وخداعهم ، واهل العراق والعالم ليسوا اغبياء كما يصور لكم الخونة والعملاء والجواسيس وملالي قم وطهران الانجاس .


الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والشرفاء معهم اعتقد على استعداد للتفاوض والتحاور مع لجنة عربية دولية يتم اختيارها بقرار من مجلس الامن الدولي ، وعلى كل الوجوه الادارة الاميركية يجب ان تدفع ثمن حماقة بوش الصغير وجروه توني بلير . والعراقيين كلهم امل بانتصار الحق وانتصار الحرية وانتصار الشعوب وتوقف القوة الغاشمة عند حد.. العالم يصحو، والشعوب بدأت تصحو وتفكر وتناقش وتسأل، يكفي هذا الكذب والخداع لقد أخذ العالم يستيقظ على مدى المكر والتضليل اللذين قامت بهما القوى الصهيونية والصفوية إلى مغطسهم العنصري الدموي، وسعيهم لجر العالم إلى علاقات جديدة مربكة ومهلكة على المدى البعيد، قوامها الخداع وعدم الثقة والقوة العمياء والمصالح المادية والنظرة الاستعلائية التي تنم عن عنصرية مقيتة وتنشرها في العالم، وتقدم أكاذيب تتعالى على الحقائق.. كما تتعالى على الحضارات والثقافات والعقائد والشعوب، ولكنها بالمقابل توقظها على النزوع الإمبريالي الجديد.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١١ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور