لماذا أمريكا تقصف ما تدعيه القاعدة في اليمن ولم تحرك ساكنا على تهديدات ومخاطر تمرد
العملاء من الحوثيين فيها . ؟!

 
 
 
 
شبكة المنصور
سعد السامرائي
مرت فترة من الزمن كان يطلق على اليمن فيها باليمن السعيد, دلالة على الروح الأخوية التي كان يتمتع بها هذا الشعب العربي الأصيل,و لكن أن يكون شعبا عربيا مسلما سعيدا لم يعجب ويرق للاستعمار و خونة الأمة وعملاء الأجانب فعملوا حثيثا خلال السنين الماضية على توسيع رقعة الفساد من نشر مخدر القات بين جميع طبقات المجتمع اليمني كي تتلبد عقول البشر فيه وتشجيع الأفراد والمؤسسات على الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية .. ثم نشطوا السلاح الفتاك الذي ينهش بجسد الأمة العربية قاطبة ألا وهو سلاح العنصرية والطائفية واعتمدوا بذلك على عملائهم وممن يحملون مرض وفيروس إتباع العدو والانجرار خلف مخططاته من ضعاف النفوس الذين يكثرون في هذا الزمن غايتهم الكسب الأناني الشخصي .


أدى توحيد شطري اليمن ,إلى استنفار جميع قوى الشر والاستعمار وحلفائهم للعمل على إفشال وتخريب الوحدة السعيدة ذلك إن أي وحدة عربية ومسلمة تدق ناقوس الخطر لديهم وتسري الرعب في قلوبهم خوفا من انتقال هذه التجربة الفريدة لأقطار عربية أخرى مما يعني فشل المخطط الامبريالي الصهيوني فرق تسد والقاضي بإبقاء الأقطار العربية متفرقة تشتد العداوات فيما بينها ,فحيكت المؤامرات التي اشترك فيها عن قصد أو غير قصد أبناء شعبنا المخدر في الشمال والجنوب ,اخطر ما ظهر وهدد وحدة بلدنا العربي الأصيل اليمن و معها هدد الأمة العربية هو تغلغل المد الاستعماري الفارسي إلى أقصى قطعة ارض في الجزيرة العربية في ظهور المتمردين خونة الأمة الحوثيين المسلحين بالأسلحة الثقيلة والمتطورة والمتمرسين على القتال من خلال تدريبهم في إيران وبمساعدة وحدات من  طاعون ما يسمى بحزب الله وهو المد الآخر الفارسي المزروع في أقصى شمال الهلال الخصيب ليقوموا بتدريب الحوثيين ببلداتهم  . 

 

كنت ابحث عن الأسباب التي جعلت الامبريالية والاستعمار الغربي يكرهون العرب حتى استمعت إلى مثل شعبي يتم تداوله بينهم وهو – يا ليتني غنيا كالعرب – فما الذي يجعل الغربيين من إطلاق مثل هذا المثل وهم الذين يمتلكون تكنولوجية العالم المتطورة وثرواته ,لا بد وأن  يكون مصدر هذا المثل قد ظهر في  أواخر العصور المظلمة وما صاحبها من تطور أدى لاكتشاف البترول  حيث كانت الشعوب الأوربية والأمريكية فقيرة ثم ظهرت طبقة الأثرياء لديهم ممن مارسوا صناعة وتجارة البترول , إلا أن الغرب اتجه للعلم والاكتشافات ضاربا عرض الحائط كل ما يقف بوجه التطور من دين وتقاليد وعنصرية هذه النقاط الثلاثة التي استنبتوها بالأسلوب الخاطئ في نفوس حكامنا الذين فرضوهم علينا وطبعوا بها شعبنا العربي ,إذن هم لديهم البترول أيضا لكن احتفظوا بالتكنولوجيا لأنفسهم من طابع أناني فتولد  في أنفسهم سؤالا وهو كيف أن الله حباهم – العرب – بهذه الثروة وهم من الشعوب المتخلفة وعليه فقد حكموا بأنفسهم على عدم أهلية العرب في بترولهم وثرواتهم ويجب أن يتم سرقة خيراتهم منهم طبعا هم يسموها استغلال صحيح للثروات بيد مستحقيها حفاظا على أمنهم القومي !و يطلقون تسمية أي تطور يحدث في بلادنا بأنه ترف و تبذير مثلما يسمون برج خليفة –دبي –  أطول برج بناء في العالم لمدة عشرين سنة قادمة - بأنه وجه آخر من أوجه الترف والتبذير التي يمارسها العرب أما الأبراج التي هم يبنونها فهي صروح عملاقة من التطور والتقدم العلمي ! .  


الواقع يقول أننا قد أخطئنا في إطلاق اليد لعلماء النفس و أنهم أيضا ملامين في اكتشاف وتركيز الأنظار لماهية وأسباب الدول الامبريالية في هجمتها الشريرة علينا شرقا وغربا فضاعت منا الحلول وكان الاكتفاء بالإشارة إلى أنهم شعوب أنانية لا تهتم إلا بمصلحتها ولم يتم التركيز على أننا قد ساهمنا في غيهم هذا من خلال استسلامنا للواقع المرسوم ضدنا ورفضنا التطور, وعمل الكثير منا ضد مفاهيم القومية العربية وضد وحدة العرب تارة بوجه إسلامي محرّف  وتارة بإثارة النعرات الطائفية وتارة بالمفاخرة وحب الذات...

 

إذن فان أي انتشار بداخل الوطن العربي أو الإسلامي يجعل بوادر نهضة جديدة للأمة قائم وبفتح الأمل في استغلال ثرواتها بأنفسها سيؤدي لتطورهم وتوحيدهم فان هذا الانتشار  يمثل خطر على الامبريالية وعلى مصالحهم ويجب القضاء عليه في مهده بكل الوسائل حتى وان كانت همجية وغالبا ما يفضلون استعمال هذه الطريقة بسبب رعبهم وخوفهم من المستقبل .


القاعدة ترفع شعارات إسلامية لا تعجب الغرب وفق ما أشرنا إليه في عاليه رغم انه أحيانا تأتي بعض أعمالها لتقدم مبررات لهمجية الغرب ,لذلك فقد  وجهوا كل طاقات الآلة الإعلامية التي يمتلكونها وسخروا علماء النفس و مخرجي الأفلام ومؤلفيها وعلمائهم في سبيل تصوير أي جهد إسلامي أو عربي يقود للوحدة والتخلص من آثار الاستعمار لتشويهه ويجب القضاء عليه بأسرع ما يمكن ..لذلك كانت الضربات الأخيرة.


لسنا بصدد الدفاع عن تنظيم القاعدة لوجود اختلاف  في طريقة العمل واختلاف عقائدي  هم افتعلوه ولم يستطيعوا الخروج منه ولكن نقدم لكم مفهومنا للأسباب التي تجعل أمريكا على غفلة توجه ضربات عسكرية شديدة باستعمال طيرانها وقذائفها المتطورة ضد ما أسموه نشاط جديد للقاعدة في اليمن حفاظا على أمن اليمن!!

 

ونضع أمامكم سؤال جوهري وحيوي,: لماذا لم تعين أمريكا اليمن و تقصف الحوثيين وهم تبع لبني فارس بصورة علنية واضحة ممن يحملون شعارات الإسلام والدولة الإسلامية وامتلأت شوارعها بالآيات !! الذين صاروا يصدرونهم لبقية الدول العربية ممثلين بإعادة  الخطر ألصفوي الفارسي الاستعماري من جديد في منافسة ظاهرها العلني ضد الغرب وأساسها الباطني السيطرة على هؤلاء العرب الذين حباهم المولى بخيرات لا يستحقونها بنظرهم فصرنا كالقصعة التي تتناهشها الأيادي من كل صوب وحدب .!


لا أريد أن أشير وأقول إن الدلالة واضحة في التعاون المشترك فيما بين الغرب والفرس المجوس في تحقيق نفس الهدف الذي يسعون إليه وهو تحطيم الأمة العربية والإسلامية لان إسلام الفرس لا يشكل خطر عليهم و إنما يشكل تحالف قوي بينهم ضد المسلمين والعرب..


 أليس هذا ما توصلتم إليه و أنني قد كتبته فقط كإضافة ؟! .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٣٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور