الشفاء العاجل والحرِّيَّة والعزِّ لفارس العراق وصنديد البعث الاستاذ طارق عزيز

 
 
 
شبكة المنصور
سعد داود قرياقوس
ليست المرَّة الأولى التي يعاني منها اليراع في إيجاد العبارة الملائمة، ويعجز الفكرعن الكتابة عن الأستاذ طارق عزيز، "أبو زياد".


الكتابة عن هذا المارد الوطني مهمَّة عسيرة، فما الذي يمكن ان نضيفه إلى السجل المتميِّز لهذا الرمز الوطني الشامخ؟


عن أيَّة خصال نكتب، وأيَّى سمات نصف؟
طارق عزيز لم يكن مسوؤلاً حكوميًّا تقليديًّا، بل رجل دولة من طراز خاص، وقائدًا بعثيًّا فذًّا يشهد لحنكته وقدراته أعداء العراق قبل أصدقائه ورفاقه:
صلابة والتزام مبدئيٌّ صادق.
عطاء كريم لا ينضب.
حكمة وجنكة وثقافة متميِّزة.
شجاعة وعنفوان.
تألُّق شخصيُّ وحضورٌ فذٌّ.


شجاعته! تجلَّت في وقت الأسر:
إبَّان محاكمة الشهيد القائد صدَّام حسين، طلب الرفيق أبو زياد أن يكون شاهد دفاع عن قائده ورفيق دربه الطويل. تطوَّع الرفيق أبو زياد للشهادة بعد أن اعتذر آخرون.


أصَّر على حضور جلسات محكمة الاحتلال، ليقدِّم شهادته للتاريخ بكلِّ أمانة وصدق، غير حافل أو آبهٍ بتهديدات سجَّانيه، زبانية الغزاة لتسليمه إلى جلاوذة حكومة الاحتلال الطائفيَّة. ومع أنَّه كان مدركًا أنَّ حياته ستكون الثمن الذي سيدفعه، لم يَلن ولم يساوم، وعقد العزم، غير عابئ بالتهديدات، على الحضور.


في الليلة السابقة للجلسة، دخل جنود الاحتلال زنزانته، وأخذوا ملابسه لمنعه من الحضور، والإدلاء بشهادته وعبثًا فعلوا!


بصلابته المعهودة، ووفائه الثابت، نظر إليهم باحتقار، وقال: حسنًا سأحضر بملابسي الداخليَّة إذا أنتم أخذتم ملابس النوم أيضًا.


فعلاً، حضر أبو زياد جلسة محكمة الاحتلال مرتديًا ملابس النوم، وأدلى بشهادة العزَّة والكرامة دفاعًا عن شهيد الأمَّة بكلِّ رجولة واعتزاز وصدق وأمانة.


وها نحن نسمع النبأ الحزين. فلا عجب أن ينتقم السجَّان من الأسير الذي أفقده النشوة ولذَّة الانتصار بنظرة احتقار وبسمة استعلاء! كان على هذا البطل الأسير أن يدفع الثمن لحثالات الشعوب، وأرذال البشر.


لقد أصيب أبو زياد بجلطة دماغيَّة، استوجبت نقله للمستشفى، فقلوبنا معك، ومع عائلتك الكريمة في هذه الأوقات الصعبة، سيِّدي ورفيقي الغالي. وكلُّنا أمل أن تتجاوز هذه الأزمة الصحيَّة.


لقد كنت يا أبا زياد وأنت رهين أسرهم وسجنهم، أكبر منهم قامة، وأجلَّ منهم قدرًا. والآن وأنت مسجًى على فراش المرض ترتفع فوقهم لتحاذي قاماتُهم نعل حذائك. ومع ما في ذلك من ألم وحسرة، وأنَّ لكلِّ نفس أجل، وأنَّى كان المصير، فأنت ما تزال في القلوب وفي الفكر، ولسوف تبقى نخلَّة عراقيَّة باسقة شامخة، وسجَّانوك صنَّجات بغايا الاحتلال.


يا فارس العراق، وصنديد البعث، غدوت في ثباتك ورجولتك وشجاعتك مثلاً لرفاقك المخلصين الذين أطلت قاماتهم. غدوت لنا قبسًا في ظلام الواقع يهدينا إلى مستقبل خلاص العراق وشعبه الأسير.


لك منِّي يا أيُّها العزيز اسمًا وقدرًا ونضالاً وإيمانًا ووفاءًا كلَّ الحبِّ والاعتزاز والعرفان والتقدير، مع تمنِّياتي لك بالشفاء العاجل والحرِّيَّة والعزِّ.


وإلى أن نلتقي، أقبِّل يديك سيِّدي، وأنحني أمامك احترامًا وتقديرًا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور