فرض الراي الباطل على عراق الراي .. طلب المستحيل

 
 
 
شبكة المنصور
صادق احمد العيسى
كنت استمع الى قصيدة للشاعر العراقي عباس جيجان وهو يبعث عبرها برسالة الى الحكومة الامريكية يشير فيه الى ان :


الديمقراطية المزعوم اقامتها في العراق اتسمت بسمات لم يسبقها اليها في الادب الثوري او في خيال الكتاب مثيل ولا في التجارب العالمية.


لم نجد في الفكر اللبرالي ان زرع الديمقراطية يرتبط بنزع الحرية من الوطن لان الاصل في قيام الديمقراطية كنموذج ادارة في المجتمع هو وجود المناخ الديمقراطي بعبارة اخرى ان تفصيل ممارسات ادارية يشارك فيها المجموع لادارة البلاد تنبع من وضع نفسي يعيش في اجواء الحرية وهنا يكون الحوار. نحن لا نتحدث عن طلاسم ،عندما يكون الوطن محتل ،وتحت سيطرة القوة الغازية ، فالقوة الغازية مجموعة اصناف مسلحة من الجنود والضباط بمختلف الرتب ،مهمة هذا الصنف من البشر هي القضاء على القوة المقابلة ،بمعنى اخر انه لا يوجد في الثقافة العسكرية شيى اهم من تقليل الخسائر واحتلال الهدف والقضاء على الخصم ، فلا يوجد شيىء اسمه احتلال الارض والبقاء فيها وممارسة الديمقراطية من قبل اهل تلك الارض ، الهدف الاسمى عسكريا للقوة المحتله هي تثبيت الاحتلال وتسخير كل الاهداف الاخرى لصالح هذا الهدف ، بموجب هذا فأن الحكومة التي يرتضيها الاحتلال هي الحكومة التي تخدم متطلباته وان وزيرة الخارجية الامريكية على حق وليست متعسفة عندما وصفت حكومة ما بعد الاحتلال في العراق بالحكومة "الالعوبة"؟؟؟.


نفهم من السياق ان الاحتلال هو تحويل البلاد الى قفص لسجن الشعب وبهذا يسقط من الحساب او من غير المنطقي مناقشة شيىء اسمه دستور او انتخابات ،فاذا استطاع المحتل ان يجعل القفص غير مرئي بفعل الارهاب الذي يمارسه وان لم يستطع فيقوم بتقطيع البلاد الى احياء مسيجة اي تحويل البلاد الى سجن حقيقي واحياء المدينة الى قاعات لهذا السجن وشوراعها الى ممرات كما هو الحال في "سجن الكاضمية وسجن شارع الرشيد وسجن كل مناطق العراق الذي تتوزعه قواعد كونكريتية "ويقال ان المقاول المجهز لتلك القواعد الكونكريتية هي سيدة عراق الاحتلال زوجة الرئيس جلال الطالباني"الذي خطية لايملك سوى شقة متواضعة في سوريا" بالاشتراك مع شركة صهيونية بأعتبار ان الصهاينة مختصون بسجن الشعوب وتدميرها والنموذج المرئي لهذا السجن فلسطين المحتلة.


هذا القفص تحدد فيه الحركة وتحدد فيه مساحة التنفس وتطلق اليد فية للحراس المسلحين واصحاب الهراوات اي ان توظف كل مستلزمات الاكراه لتحقق الانسجام بين متطلبات القفص وسلوك النزلاء وعلى ضوء هذا الواقع القائم في العراق لا توجد اراده سوى ارادة المحتل واذا كانت الحرية تعني في احد ابوابها الاساسية حرية الارادة اظن ان ذلك لايحتاج الى جهد لتثبيت مصادرة المحتل لها باحتلاله ارض الوطن.


السؤال كيف اذن ان نستفهم بسؤال غبي عن ممارسة لادارة تعكس حال الارادة المحررة اذا كانت الارادة مقيدة بقوة الجيش الغازي ؟؟وعلى اي مسرح نستطيع ان نرى مهزلة سيناريو تحكي عن ممارسة ديمقراطية لشعب فقد حرية الارض ،اليست الحرية كائن مادي يعيش على ارض سيده؟؟


لذا لا يغير من الواقع شيىء تسمية الحكومة الالعوبة على حد تعبير رايس بالحكومة الديمقراطية ورحم من قال "ليش الكذب ملك ابو واحد"بموجب هذا نجد عباس جيجان يتحدث عن ممارسة الاغتصاب للرجال والنساء وهم مقيدون في سجن ابو غريب وهي الصفحة السوداء في الحضارة الامريكية وفي السجل الخاص للرئيس بوش وللمهنية العسكرية لتأريخ الجيش الامريكي بأشراف مباشر من رامسفيلد.انها ليست عبارات طفح بها خيال شاعر انما هو تسجيل لوقائع حية شهدها العالم عبر الفضائيات وان كانت كرجة كهربائية في جسم فقد الحياةتنتهي بانتهاء التيار الموصل ، فلم يتواصل العالم بها مع مأساة العراق .


لذلك فالعراقي الذي رفض هذه الكذبة المسندة بالاعلام الغربي والقوة الامريكية والصهيونية العالمية هو على حق مرتين : الاولى ينتصر فيها للانسانية ولحقوق الانسان التي تتضمنها لائحة الحقوق وهي تنتهك في القرن الحادي والعشرين،ليس من قبل قوة غاشمة من العالم الثالث التي ربما لا توصف بألتزامها بلوائح حقوق الانسان وانما من قبل دولة تسطر في دستورها كل الحقوق الفردية ا لواردة في لائحة حقوق الانسان وتتبجح انها تدافع عن الديموقراطية، ولذلك فالعراقيون قد ادوا دورا بطوليا بالدفاع عن القيم الانسانية من خلال افشال مشروع الاحتلال.


وينتصر للديمقراطية ثانيا في عملة المقاوم الشريف بافشال المشروع الذي حطم القاعدة المادية للمشروع العربي في العراق والتي كانت قاعدة الممارسة الديمقراطية فيه تشترط الولاء للعراق فقط وكان مشروع التعددية الحزبية من المواضيع التي تحضى باهتمام مركزي من لدن القيادة العليا رغم ظروف الحرب المفروضة على العراق والتي كانت المحطة المؤلمة فيها جدا احتلال بغداد رغم عدم سقوطها بفضل ابنائها المقاومين.


فعراق ما قبل الاحتلال هو العراق الموحد، العراق الحر، العراق الكبير، العراق الذي انتصر فيه مجاهدوه على كل اشكال الحصار اما عراق ما بعد الاحتلال فأن العدو فرض علية مرض الطائفية ومرض العنصرية ومرض الحكم بالنيابة عن المحتل اي اصبح مركزا لتخريج "مسؤولين بلا حياء ".


لكن ذلك مرتبط بحالة ظرفية بزغ فجر الخلاص منها،ليستقر فيه الشعور بالرضا على قاعدة العراقية المرتكزة الى عمقها العربي، النامية فيه والداعم لها،هذا الرأي وهذا الشعورمتجسد في ا لسلوك العراقي الاصيل ولذلك فالشاعر عباس جيجان مصيب جدا وهو يذكر اننا اهل الرأي بمعنى اهل المعرفة ببواطن الامور ومغازي الافكار مذ كان فينا " واصل بن عطاء" و نحن اصحاب " ثورة العقل" فمن يأتي الينا برأي خاطىء لنتبعه هو على وهم وقد طلب المستحيل ... وهكذا هو العراق والحمد لله رب العالمين

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٨ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور