ملاحظات سريعة الى أحمد مهدي الياسري

 
 
 
شبكة المنصور
صلاح أحمد
نحن مرة أخرى أمام مثقف يجيد التلاعب بالكلمات، ويراوغ في نسج الأفكار، ويسعى الى تسويقها بأسلوب يجتهد في أن يكون متقن ،وهذا الأمر برمته لايدعوا للأستغراب ،فالقضية لاتعدو محاولات في أظهار شيء من الأجادة الفنية وتحقيق قدر من الأستمالة لدى القارىء فيما يطرح من تصورات أو أراء ،ولكن يبقى المحتوى الفكري والقيمي هو يحتاج دائما الى التمحيص لتقرير ماهيته ودوافعه ،وفي أعتقادي بأن العلة تكمن هنا ،فأي مقال هو عبارة عن فكر ومعلومات وأسلوب ونحو ذلك مماتشتمل عليه عناصره ومقوماته والتي بمجملها ستنطق بما يقف وراء كل ذلك من نوايا وأهداف وحتى هوية فكرية وأخلاقية.


قرأت مقال أحمد مهدي الياسري يرد فيه وبمنطق عدائي متطرف على مقال للكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد ،ويبدو أن تعرض الأخير بالنقد لسلوك ومواقف المدعو علي اللامي قد أستفز مشاعر بعض المنتمين أصولا أو فكرا الى الأمة الفارسية في جانب مساحتها الصفوية .وأنا هنا أود عرض الملاحظات التالية بشأن ماورد في مقال أحمد مهدي الياسري.


1- أن (الطعنات النجلاء!!؟) التي سددها علي اللامي الى من وصفتهم بالبعثيين وهم ليسوا كذلك ،هذه الطعنات وصفتها بأنها أستندت الى القانون والدستور العراقي ،وكلنا يعلم بأن الدستور وسلة القوانين التي رشحت في العراق المحتل هي من نتاج الأتفاقات والتوافقات للأحتلالين الأيراني الصفوي والصهيوأمريكي ومن خلال التوظيف الدقيق في أستخدام جسر العملاء المزدوجين بينهم .وليس ثمة من شريف ذو عقل رشيد وقلب سليم يمكن أن يؤمن بما يترشح عن هذين الأحتلالين من قوانين ودساتير لاتؤسس الا الى دمار وفتنة وأنحطاط ،وأذا كان هناك من يفاخر بكل ذلك على أنه من أنجازات العراق (الجديد!!؟) مابعد (التحرير !!؟) فعليه أن يرضى بما يمكن أن ينعت به من صفات لايرضى بها الشرفاء،خصوصا وأن الجميع باتوا يعلمون المصدر اليهودي الأمريكي الذي صنع مسودة مايسمى بالدستور .


2- أعجبتني كثيرا ! عبارة (لا) التي نسبت أطلاقها الى علي اللامي ووصفتها (لا دستورية عراقية قانونية شرعية مؤيدة بتاييد ملايين العراقيين الاحرار) ،والحقيقة أنا مؤمن بأن هناك الملايين من العراقيين الأحرار ،ولكني مؤمن أيضا بمسلمة أن الأحرار قوامهم من أصحاب الضمائر الحية والعقول النيرة الذين يملكون الوعي والرشد ويبصرون الحقائق ويمحصوها أستنادا الى معايير قانونية ومبدئية ،وعليه فأن هؤلاء الأحرار طبقا لوصفهم هذا لن يكونوا في خانة المدعو على اللامي ومن هم على شاكلته ،لأن هذا الأخير لايجمعه بصفات هؤلاء الأحرار جامع ،ولايغرنك ماقد يصل الى سمعك عن (الحشود) التي يتكأ عليها ،فهؤلاء هم من ذات جنسه الفكري والأخلاقي ،وهم من تحكمهم المصلحة في العزف على ذات الوتر بهدف أدامة زخم وجودهم الأفتراضي في العراق رغم مايخالجهم من مشاعر القلق والتوتر وعدم الأطمئنان،لذلك تجدهم لا يصارعون الا الحالات الوطنية ،ويزيدون في أجتهاد الطاعة لأسيادهم في الحلف الصفوصهيوأنكلوأمريكي.


3- طبعا أقرارك بأن علي اللامي هو عميل للجارة أيران وهي (دولة مسلمة) كما وصفتها يعتبر شجاعة غريبة من طرفك ،وأما وصفك للكاتب عبد الرحمن الراشد بأنه عميل لأمريكا بقصد الأنتقاص منه فهو أمر يدعو للسخرية ،فأنا أتساءل ،هل حقا ،أن علي اللامي يكره أمريكا ويمكن أن يصفها كبعض الآخرين بالشيطان الأكبر ،وهل هو والمجاميع والمنظومات التي ينتمي اليها مستعدون للأنسحاب الأمريكي ويدفعون بأتجاهه ،أم أنهم متفائلون بما قطعته أيران الصفوية من وعود بملىء الفراغ،أن الثابت عنهم تمسكهم بمبدأ أو منطق التحالف حتى مع الشيطان من أجل تنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم المريضة ،وما يجتمع في نفوسهم من حقد وكراهية فهو من نصيب كل حالة وطنية أو قومية أو أسلامية صحيحة ،وعليه فأن ما يتظاهرون به من كراهية لأمريكا هو محض كذب ،لأن أمريكا ليست صحيحة وليست على حق .


4- ما تضمنه مقالك من عبارات سيئة بحق البعث والبعثيين والنظام الوطني الذي تشرف بقيادة العراق ، فهي أمور مفرحة ومبهجة وتبعث السرور والرضى في النفس مصداقا للمثل الذي ضمنته في مقالك (وأن أتتك مذمة من ناقص فتلك شهادة بأنك كامل ) ،ولاغرابة فيما يصدر عن من تدافع عنهم من تطاول وسوء بحق كل ماهو صحيح ،فأمثالهم تجرأوا حتى على رموز الأمة في صدر الأسلام ،وهم من هم على وفق وصف القرآن الكريم لهم وقربهم المتاخم للنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومنزلتهم الرفيعة في المنظومة الأسلامية التأسيسية العظيمة .وأما زعمك بأن أمريكا تسعى للأنتصار للبعثيين على خلفية العلاقة بينهم ،فأنا أستحلفك أن تسأل نفسك ولو للحظة ،لو كان زعمك صحيح ،هل كان يمكن لمن تتصدى للدفاع عنهم ويحظون بكل هذا التأييد منك أن يمنحوا مثل هذه الفرصة في تدنيس أرض العراق الطاهرة وأستباحتها على نحو ماهو حاصل الان ،وأن كنت أشك بأنك تملك الشجاعة الأخلاقية في أن تطرح على نفسك مثل هكذا سؤال.أن تجربة البعث في العراق لم تكن مثالية أو نموذجية لكنها كانت صحيحة في منطلقاتها ومنهجها ودائمة الأجتهاد في تحري الصواب ،وهي نجحت في تحقيق تنمية وأنجازات هائلة لن تستطيع كل ماكنة الأعلام والدعاية سيئة الغرض أن تحجبها ،ومايثير أستغرابي بصفة دائمة ،ليس الشائعات الغبية التي يروجها الأعلام الطائفي الحاقد لتشويه هذه التجربة ،ولكن عما كان يمكن لهم قوله لو كانوا هم من أسقطوا النظام الوطني في العراق وليس أسيادهم من الصهاينة الأمريكان والصفويين!!؟ هؤلاء يعرضون أنفسهم كمناضلين ضد الدكتاتورية ،وهم لم يكونوا سوى ثلة من المنتظمين في أجندات أجنبية معروفة .


5- تتكلم عن العرب وتصفهم بالأعراب وكأنك لست بعربي ،وأنا أخشى أن يكون الأمر كذلك ،,ارى أن تعيد النظر في منهجك ،فمنهجك في الحديث يطابق منهج الصفويين والشعوبيين عافاك الله سبحانه مما هم عليه من حقد وضلالات ، .وأنت كما تزعم منتسبا الى عشيرة الياسري ،فأنا أدعو الله سبحانه أن تكون منهم قلبا وقالبا بعد أن يهدي فكرك وينقي قلبك ويعيد اليك رشدك وينزهك من الضلالات .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٥ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور