تأملات
ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الايراني؟

﴿ الجزء الخامس ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
أن التنسيق في بعض المواقف الايرانية والامريكية وخاصة في الساحة العراقية كان يعطي دليلاًقوياً على وجود تكاملا في النهج أو في الستراتيجيتين الأمريكية والايرانية وهذا لا ينفي تقاطعاًفي حلقات الستراتيجيتين في بعض الاحيان و المواقف لانه لا يوجد في العالم حالة تطابق إستراتيجي لدولتين بشكل كامل ,بمعنى قد يختلف المشروع الأمريكي مع  المشروع الإيراني في منطقة جنوب شرق أسيا وفي أمريكا اللاتينية أو حتى في منطقتنا, ولكن كل الدلائل والحقائق تشير إلى رجحانا للتطابقاتً في الساحة العراقية والمنطقة من الافتراق ولحد  هذااليوم وخاصة فيما يتعلق بفلسفة مشروع  إقامةالدولة ووحدة العراق ودور العراق في المنطقة, ولا يمكن ألا للساذجين في الشؤون السياسية أن ينخدعوا بالعمليات العسكرية المتبادلة بين المليشيات الموالية لإيران في العراق و بين القوات الأمريكية فهو ذر رماد في عيون البسطاء من المحللين السياسيين وذلك لانه هنالك حقيقة  ومعروفة عن المخططين و المعنيين في رسم السياسة الأمريكية وكذلك السوق العسكري الامريكيي أنهم يتعاملون بمبدأء النسبية في الخسارات في تحقيق أهدافهم السراتيجية وهذا ما نلاحظه وبشكل واضح في بعض المواقف التكتيكية وخاصة في مفصلين مهمين ,ألاول يتعلق بالموقف من ظاهرة المليشيات التي طرأت على الساحة العراقية بعد الاحتلال كعوامل تؤثر في التوازنات الطائفية والسياسية والثاني في الكيفية التي واجهت قوات الاحتلال الأمريكي و البريطاني تغلغل النفوذالايراني في كل مفاصل الدولة العراقية التي أُنشئت بعد الاحتلال, أن السياسيون الامريكيون كانوا يعلقون على هذه المواقف وفي بعض الاحيان بغزل سياسي يسمونه تحذيرا في الوقت الذي كانت إدارة بوش اليمينية المتشددة تصرح بمواقف متشددة ضد من اسمتهم بمحور الشر و إيران أحدى دول محور الشر وحسب الادعاء الامريكي, وهذا هو تصريح لزلماي خليل زادة سفير الولاياة المتحدة الأمريكية  الاسبق  في العراق على زيارة الجعفري إلى إيران عندما كان رئيس وزارء العراق: ( نطمح إلى ان تكون العلاقات بين البلدين جيدة. لكن العلاقات الجيدة  تعني عدم التدخل في شؤون العراق، لان العلاقات الجيدة تتضمن عدم السعي إلى الهيمنة على المؤسسات والاراضي العراقية).

 

إن تصريح زلماي لايحمل أي تهديد ولا حتى تحذيريرتقي إلى مستوى المواقف الأمريكية المتشددة تجاه طهران في عهد الادارة السابقة وهو في نفس الوقت يدرك تماماًأنه لو كان التغلغل النفوذ الايراني في العراق سوف يشكل خطراًعلى مصالح الولاياة المتحدة لما سمح به وهوممثل  الدولة المحتلة والقابضة على كل شئ في العراق, ولكن الامرجزء من صفقات وتسويات أمريكية إيرانية على حساب مصالح العراق..وأيظا و بكل إطمئنان فقد قدم وزير الدفاع العراقي السابق إلى طهران تأكيداً بعدم استخدام العراق كقاعدة لمهاجمة ايران، عندما طالب وزير الدفاع الايراني شخماني بخروج القوات الاجنبية من العراق.

 

وقال مُطَئمْناً الايرانيين: (بان العراق لن يكون مصدراً للقلق وعدم الاستقرار لاي من جيرانه، ولايمكن لاي احد استخدام الاراضي العراقية لمهاجمة جيرانه). إن كان ما يسمى بوزير الدفاع لم يستحصل الموافقة المسبقة لهذا التصريح من القائد العسكري الأمريكي ,أكان يجرؤ على تصريحه هذا؟.

 

أن مصيبة الامريكيين أنهم الان يدركون تماماً خطورة  أبعادالقاعدة الشعبية لايران في العراق وبعض دول الخليج ولبنان في المستقبل، وللسعي الايراني لترصين هذه القواعد عبر تحويل هذه الشعبية المذهبية الي تنظيمات سياسية وميليشيات عسكريةمثل جيش المهدي ومنظمة بدر في العراق و حزب الله في لبنان و الحوثيون في اليمن وجماعات أُخرى يصح أن نطلق عليها اليوم فقط بقواعد نائمة في الاحساء السعودي و البحرين و الخليج العربي عموماً, ومن ثم الانطلاق للمرحلة الثانية من هذا التمدد إلى فتح قواعد شعبية جديدة في بعض الدول العربية اولاً والدول الاسلامية ثانياً ومن ثم الانتقال بهذه القواعد الشعبية الى  مرحلة  التنظيم ولتتحول إلى قوى سياسية وعسكرية وحتى إقتصادية ,و ومن الجديرالذكرأن ملالي طهران ينفذون خططهم المذهبية بشكل لا يخدم حتى المذهب الواحد فهم  لا يكتفون بتجزئة الدين الاسلامي الحنيف إلى مذاهب وخلق الفرقة بين هذه المذاهب بل هم يقومون بتحويل التشيع الزيدي والعلوي إلى تشيع اثني عشري لاحباً بهذا المذهب الاصيل بل للتلاعب بعواطف الناس وخلق حالة الشعور بالاضطهاد تجاههم وليطرحوا البديل في دولتهم أي إيران كمدافع عن مذهبهم ويشحنونهم ضد دولهم وأيظا تجاه المذاهب الاسلامية الاخرى, ويُسِخِرونَ هذه المشاعر الطيبة والمقدسة إلى قوة لنفوذهم في الدول العربية والاسلامية والعالم أيظاً لتحقيق أهدافهم السياسية و أطماعهم الخاسرة ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور