زفاف الفارس الهمام علي حسن المجيد

 

 
 
شبكة المنصور
الفريق طاهر الحبوش

ولا تحسبن َّ الذين قُتلوا في سبيل الله ِ أمواتا بل أحياءٌ  عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ))

 

اليوم كان زفاف الأخ والرفيق أبا الحسن مودعاً الحياة إلى دار الخلود لينظم وبفخر إلى كوكبة الشهداء بعد أن نال الشهادة بفخر ليلحق بهم في جنان الله العلي القدير وذلك وعده سبحانه لكل إنسان مجاهد في سبيل القيم والمبادئ التي ترضيه سبحانه . نعم لقد ترجلت أيها الفارس الهمام بعد أن أديت الأمانة وصنتها وقدمت معنى الإيمان وحقيقته.

 

لقد شاء الله بعد أن جلا في قلوب المؤمنين حقيقة القدر والأجل وتحدى ما يبثه المنافقون الذين ساروا في ركب المحتل الغازي لينفذوا حقدهم على كل فارس مجاهد ترك بصمة شجاعة وموقف في حياته ، نعم إن  شعبك الذي نذرت حياتك له وكنت ذلك البطل المقدام وتحديت الصعاب مدافعاً عن دينك وأرضك وشعبك لن ينساك وسيذكرك في سجلات تأريخه المجيد  .

 

لقد سطرت البطولة في سوح الوغى وهو ما يشهد به كل عراقي غيور وكنت للرئيس الراحل صدام حسين كما عليّ ابن ماهان في عصر الخليفة هارون الرشيد حين كان ذراعه في قمع كل فتنة تظهر من الشرق المجوسي .

هنيئاً لك أيها الحبيب وقد حكمك المحتل ومن والاه أربعة مرات بالإعدام عن أفعال هي شرف لك لكونك مدافعاً عن حياض الوطن .

 

لقد وصفوك بالكيماوي  ونحن نشهد أنك بريء من هذه التهمة لأن جيش العراق لا يمتلك مثل هذا السلاح كما شهدت بذلك جميع المحافل العلمية العالمية .

 

لقد وصفوك بالقاتل ، وأنت ذلك المجاهد والفاعل في خدمة الناس ، تشهد لك الفاو يوم خربها الغزاة وبنيتها بسهر الليالي ، وتشهد لك البصرة يوم حميتها من عبث العابثين من الفرس المجوس وأذنابهم .

 

ويشهد لك شمال الوطن العزيز حين كنت تقود رفاقك للدفاع عن حياض الوطن العظيم.

 

أيها العزيز : والله قد فزت ونلت الشهادة بعد أن فارقت الحياة على يد الكافرين المحتلين واللصوص الذين رافقوهم فهل بعد هذا العز شيء أعظم ؟

 

اليوم يستقبلوك قوافل الشهداء من السلف الصالح وفي مقدمتهم جدك الحسين عليه السلام الذي هو الآخر قتل مدافعاً عن دينه ومبادئه ، سيستقبلك جدك جعفر الطيار والحمزة سيد الشهداء ، وهكذا صدام حسين رضوان الله عليهم أجمعين وكذلك جميع رفاقك والكثير من أبناء شعبك الذين سبقوك في نيل الشهادة ، سيلقاك شهداء الفلوجة، ونينوى، والأنبار، وبغداد، والبصرة، وبابل، وديالى، وصلاح الدين، وكل شهداء العراق الذين سفكت دمائهم الزكية على يد الحقد والطمع والطائفية برعاية أمريكية .   

 

فما الذي يبقى من خصائص الحياة غير متحقق للشهداء - الذين قتلوا في سبيل الله وهي أولى أن تكون موضع غبطة ورضى وأنس , عن هذه الرحلة إلى جوار الله .

 

أيها الفارس الغيور ، لقد ضن الرعاع أنهم ذبحوك وربحوا، ولو يعلموا ما فزت به لكرهو.

قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)

أيها الهمام الشهم : لا أرثيك بكلمات حزن لأنني لو فعلتها أعلم جيداً سوف تغضب ، لكوني أعرف خصالك أيها الرجل الصنديد الذي قهرت الصعاب مضحياً في سبيل المبادئ . كما ونعلم أنهم لم يقتلوك صدفة ، ونعلم ما وقع عليك ورفاقك من تعذيب جسدي سادي ..أثناء اعتقالكم الذي دام سبعة أعوام . وهي تلك السبع العجاف .

نم قرير العين يا أخو هدلة : وكل ما أقوله ورفاقك : ودعناك في رحمة الواحد احد .

 ردد معي أبا الحسن : قل هو الله أحد ، قل هو الله أحد ، قل هو الله أحد .

 

 

أخيك ورفيقك

الفريق طاهر الحبوش

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور