الديمقراطية والإرهاب حالة واحدة في رؤية ألهالكي

 
 
شبكة المنصور
زامــل عـبــد

قبل بداية تناولي لموضوع الديمقراطية والإرهاب أود أن أشير أن حديثي ليس بحثاً قائماً على ما تقتضيه المنهجية البحثية من أصول دقيقة لابد من مراعاتها ، بل إنه أشبه ما يكون ببوح لما استطاعت الذاكرة الاحتفاظ به مخزوناً من قراءات هنا وهناك، ومن تأمُّلٍ في تلك القراءات المخزونة ، ومقارنة للمبادئ بما طبِّق ويطبَّق على أرض الواقع ، يمكن أن نأخذ مثلاً ما حدث في مدينة القدس الشريف، فكَّ الله أسرها وطهَّرها من دنس الاحتلال الصهيوني في الحرب بين الفرس والروم  عام 615م حيث غزا الفرس القدس ، ولما استولوا عليها نهبوها وجرت دماء السكان في مذابح مروِّعة، وأحرقوا كنائسها، وحملوا معهم الصليب الكبير، الذي يعتقد النصارى أن المسيح، عليه السلام، صُلِب عليه، ولما تغيَّر مجرى الحرب في بضع سنين، وغلب الروم الفرس دخلوا القدس فنهبوا ، وقتلوا من كان فيها من الفرس واليهود ، الذين كانوا قد ساعدوا الفرس في الجولة الأولى لعدائهم للنصارى وبعد ما يقرب من عشر سنوات على تلك الحادثة حاصر العرب المسلمون القدس ثم دخولها فلم يُقتل إنسان ، ولم ينهب بيت ، وأبرم أولئك العرب المسلمون مع السكان ما عُرِف بالعهدة العمرية ، ومن يقرأها لا يتصوَّر أنها كانت بين منتصر ومهزوم  دلالة على القيم الإنسانية التي تحكم تحرك العرب وأدائهم لتحرير الإنسان والأمصار من الطواغيت المتسلطة على شعوبها ولقد دخل الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تلك المدينة بصحبة البطريرك  وهما يتحاوران تحاورا" وديا، وعندما حان وقت الصلاة دعاه البطريرك للصلاة في كنيسة القيامة  فامتنع الخليفة عن الصلاة فيها خوفاً من أن يعدَّها المسلمون سابقة ، فيدَّعون الحق في الصلاة فيها ويؤدي ذلك إلى الإخلال بحرية النصارى في العبادة ، وعندما حاصر الصليبيون المدينة الشريفة تمهيدا" لدخولها قتلوا السكان المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً ، ونهبوا ، ودمَّروا ، وارتكبوا من فظائع الجرائم ما تقشعر له الأبدان ،

 

وبعد مرور قرن من ذلك حاصر صلاح الدين الأيوبي بجيشه القدس ثم دخلوها ، فأظهروا من التسامح والعدل والرحمة ما حفلت به كتب الغربيين أنفسهم ولربما حفلت أدبيات الغربيين بالإشادة بمبادئ نبيلة بل إن دساتير كثير من دولهم تضمَّنت مبادئ عظيمة تبدو وكأن المتمسِّك بها سيكون أبعد الناس عن الظلم ويوجد في مجتمعات الدول الغربية، كما يوجد في مجتمعات أخرى، من يتمسَّكون بتلك المبادئ، ويعبِّرون عما يختلج في ضمائرهم الحيَّة من وقوف مع الحق في وجه الباطل، بل إن منهم من يشفعون التعبير بالعمل ضد الظلم، ومن ذلك ما قام به رجال ونساء من الغرب متكبِّدين عناء السفر إلى فلسطين المحتلة للاعتصام عند جدار الفصل العنصري، الذي يقيمه الصهاينة، احتجاجاً على إقامة هذا الجدار، على أن ما تضمَّنته الدساتير من مبادئ شيء وما تقوم دول الغرب  وفي طليعتها أمريكا راعية الإرهاب الدولي والتي تدعي شيء آخر، وهذا ما سيأتي الحديث عنه ، تمرُّ الأمم بمراحل قوَّة ومراحل ضعف ، وفي مرحلة ضعف الأمة تستهويها مبادئ الأمم القوية ومظاهر حياتها وأمتنا العربية في العصر الحديث تعيش مرحلة ضعف واضح وإن كان لديها من عوامل القوة ما لو استنفرت واستثمرت لكان من اليسير عليها تجاوز مرحلة ضعفها، ولا أظن إلا أن الكثيرين يعرفون هذه العوامل حق المعرفة ، ونتيجة لضعف إرادة الأمة في المرحلة الراهنة بفعل الأنظمة المنبطة أمام الجبروت الامبريا صهيوني فارسي صفوي وانعزالها عن الجماهير، لم يكن غريباً أن تبلورت قابلية تبنِّيها لأفكار الآخرين من الأقوياء في العالم ، نهجاً وسلوكاً وإعلاماً

 

، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر تبنَّت أكثرية الأمم المتقدمة؛ علمياً واقتصادياً، المؤسسات الديمقراطية ، وتبنِّي الديمقراطية بمفهومها العام لدى تلك الأمم قائم على أساس نظرية الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بحيث يكون التشريع مقرراً عن طريق برلمان منتخب بحرِّية ، وتكون السلطة المنفِّذة إما حكومة مسؤولة أمام المجلس التشريعي كما في بريطانيا، أو أمام رئيس مسؤول أمام الشعب كما في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإضافة إلى الفصل بين السلطات والانتخابات الحرَّة تتصف الديمقراطية الغربية بسيادة القانون بحيث يُتأكد من أن كل إنسان لا يعتقل بدون أن يكون متهماً بجريمة، وأنه سيحاكم محاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة، كما تتَّصف بوجوب حرِّية الرأي والتعبير، وحرِّية التجمع، والحماية من تدخُّل السلطات الحاكمة، وكل هذه الأمور ذات جاذبية، وغلبة تطبيقها داخل المجتمعات التي تبنَّتها لها ما لها من إيجابيات. وليس بمستغرب أن يكون مصدر التشريع فيها هم البشر، ذلك أن تلك المجتمعات قد تحرَّرت عقول أفرادها من عبوديتها الأولى للكنيسة، واتَّخذت العلمانية منهجاً لها، وخطورة منهج كهذا أنه قد يؤدِّي إلى تبنِّي قرارات تتنافى مع الدين ،

 

كما تتنافى مع الخلق الكريم والذوق الســويّ بهذا الإيجاز تناولت الأفق الذي استثمر وفقا لمفهوم العولمة التي يراد منها انبعاث السلوك ألاحتلالي الاستعماري بثوبه الجديد و جلبابه المرتكز على شعارات الديمقراطية واحتواء الأنظمة الشمولية والتجربة العراقية بمرارتها لخير ميدان لإعطاء الوصف الصادق للخطاب المخادع الكاذب الذي اتخذه المنافقون الأفاقون أســـاس للترويض وصولا إلى الأهداف والغايات الشريرة ، فالديمقراطية اليوم ماهي إلا سيف يراد منه حصد الخيرين الذين  عشقوا الأمة كونها الوعاء العام والوطن كونه البيت الأمن الذي يترعرع فيه الوليد الحالم بالحياة الامنه والمستقبل الذي يجد فيه ضالته ويثبت إرادته  بالفعل الوطني المعبر عن الولاء والإيمان ، وأقرب بيان الإجراءات والقرارات التي اتخذتها لجنة الظلامة واللاعداله التي تخضع كليا لإرادة الصفويين الجدد بحق منهم قريبين للحس الوطني والمتعاملين مع الحس العام بروحية الاستجابة والمطالبة  بالانتقال إلى مرحلة المباشرة ببناء النسيج  الاجتماعي العراقي الذي نخرته الطائفية التي أدخلت إلى العراق مع من جلبتهم الدبابات الأمريكية الغازية للتراب الوطني العراقي ، 

 

وما القرارات الأخيرة لحكومة الاحتلال الرابعة القاضية باجتثاث الأعداد الكبيرة من مقاتلي الجيش العراقي الباسل وأجهزة قوى الأمن الذين عادوا للخدمة دفاعا عن العراق ومن اجل سيادة القانون إلا دليل على الإسفاف في استخدام القهر والترهيب من اجل البقاء على راس السلطة لإتمام الأجندة التي جند لها ألهالكي من أسياده في هدم كل المقومات الأساسية للوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال والإيغال بنهب المال العام وما المبالغ الطائلة التي تقدم إلى من يسمون رؤساء القبائل والعشائر العربية العراقية إلى جزء من هذه الجريمة المالية التي يهدر فيها حق الشعب بالعائدات البترولية ولقد  تفنن ألهالكي بشراء النفوس حيث اخذ يقدم المسدسات هدايا لهم وبهذا هو يمارس وسيلة القتل للشعار الذي يرفع يوميا" من خلال وسائل الإعلام الحكومية وغيرها ( يد بيد لا سلاح باليد ) أو هدفه استشراء القتل والتنازع وما حصل في محافظة ذي قار لخير جواب  على ذلك


 
ألله أكبر               ألله أكبر            الله أكبر
والنصر آت بعزم العراقيين وقيادتهم المؤمنة الصادقة المجاهدة

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٥ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور