عتبنا على  موقف المقاومة الفلسطينية في مؤتمر بيروت ..!!

 
 
 
 
شبكة المنصور
زيد احمد الربيعي

قرأت بعض المقالات التي نشرت على مواقع الانترنت لإخوة اعتقد أنهم حضروا المؤتمر(المؤتمر العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت قصر الانسكو يوم الجمعة الموافق 15/1/2010) تكلموا بحرقة وألم  عما حصل في هذا المؤتمر من مواقف ليس من أبناء جلدتنا فحسب ولكن من إخوة في فلسطين دفع لهم شعب العراق وقيادة العراق دماء زكية طاهرة على مدى أكثر من خمسين عاما . إن الطعنة التي تأتيك في الصدر أخف وطأة من الطعنة التي تأتيك من الخلف أو في الظهر، وقد طعن العراق برمته شماله وجنوبه، من الأشقاء ، ومع المتنبي نعترف:

 

وظلم ذو القربى أشد مضاضة      على النفس من وقع الحسام المهند

 

على الجميع إن يعلم إن قيادة البعث العظيم في العراق اليوم هي من نظمت وجهزت لكل هذه المقاومة والأحداث التي تجري اليوم تفضح هؤلاء الخونة، تفضح عارهم، وتفضح ما فعلوه، اليوم يتملقون لأسيادهم الفرس و لأمريكا، ولكن أمريكا ستطيح بهم، إذا لم يسبقهم إليها شعبنا وأبناء أمتنا العربية بإطاحة هؤلاء الحكام..

 

هذا العراق الذي ينتمي إلى بطولات الرشيد الذي كان يحج سنة ويغزو سنة أخرى، الذي ينتمي إلى المأمون الذي نشر العلم والحكمة في أرجاء هذه الأرض،  الذي ينتمي إلى التاريخ الأبعد إلى حمو رابي وإلى بابل. وإلى نبوخذ نصر، وإلى كل هؤلاء يؤكد العراق اليوم أنه ينتمي إلى كل هذا التراث ولكل هذا التاريخ، و هو يملك روحا مقاومة يدلل لهذه الأمة أن هذا هو عنوان الأمة ، هذا هو رمز الأمة، هذا هو تراث الأمة.. الذي يجب أن يقول والذي يجب أن ينتشر في كل مكان، الآن تشكل العراق وفلسطين رمز شرف وعنوان لهذه الأمة، ولولا ما يجري في العراق وفلسطين لشعرت هذه الأمة من محيطها إلى خليجها بالخزي والعار، ولكن شعبنا في العراق وشعبنا في فلسطين يؤكدان اليوم، أننا نحن من يمثل هذه الأمة، نحن من ينتمي إلى عزتها، نحن من نربي أبناءنا على المقاومة والصمود والتحدي في وجه ثقافة الاستسلام، ثقافة الخيانة، ثقافة العمالة التي ينشرها بعض الحكام العرب، وثقافة الاستجداء التي تهين كل شرف عربي وكل رأس عربي بالانحناء أمام الإرادة الأمريكية.

 

ليعلم الجميع إن ما جرى للعراق كان بسبب فلسطين، ولو أراد القائد الشهيد صدام حسين وقيادة العراق أن تنحني للإدارة الأمريكية – "الإسرائيلية"، المتصهينة لما جرى للعراق ما جرى..

 

والآن العراق في مقاومته الباسلة وبكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية لا يخوض معركة الأمة وحدها ،العراق الآن يخوض معركة العالم، العراق يشكل خط الدفاع الأول والأخير لاستنهاض أمم العالم وشعوبه ضد الهيمنة الأمريكية، وما يجري وما جرى من اتضاح دور أمريكا، وما جرى من تمرد دولي على الإدارة الأمريكية، كله بسبب العراق.. كله نتيجة أن العراق فضح موقف الهيمنة الأمريكية، وفضح أن هذه الإدارة كل هدفها هو الهيمنة على العراق وعلى نفط العراق وعلى منطقتنا، من أجل أن تحمي" إسرائيل" هذا الكيان الصهيوني المسخ من جهة، وأن تخضع العالم من جهة أخرى. ولذلك إن شباب العراق ونساء العراق وأطفال العراق من دمائهم اليوم، وأن قيادة العراق من صبرها وجلدها وقيادتها للمقاومة على ارض الواقع، ومن قائد العراق وشموخه في استشهاده، يدفعون اليوم ثمن نهضة العالم في وجه هذه الهيمنة الأمريكية.

 

أن وحدة المصير تربطنا بعمقنا العربي، وان شعبنا الأبي الغيور المجاهد. هذا الشعب الذي وقف دائما مع القضية الفلسطينية العادلة، على اعتبار أن البعد القومي مشترك بين أركان العالم العربي بكل أشكاله. كنا نعتقد أن إخواننا في المقاومة الفلسطينية في مؤتمر بيروت سيردون الجميل ويؤكدون وفاء شعب فلسطين لشعب العراق الشقيق رغم الجراح والنزيف الدامي يوميا في كافة ربوع وطننا الحبيب فلسطين ، ولا ينسون شعب العراق الشقيق الجريح إن الهجمة الشرسة على العراق هي لكسر الإرادة وإرادة البعد القومي، لتتفرغ بعدها الإدارة الأمريكية برسم "خارطة الشرق الأوسط الجديد" الذي تريده الصهيونية. إلا أن الصمود الأسطوري الذي سجلته مقاومتنا الباسلة في العراق.. لأن النصر للمقاومة العراقية هو كسر لإرادة الاستعمار الأمريكي - الصهيوني وإفشال مخططاته. والشعب العراقي هو السد المنيع لتحطيم وإفشال المخططات الأمريكية و"الإسرائيلية". والإيرانية، إن مقاومة العراق الباسلة تترافق مع تصعيد قوات الاحتلال الأمريكي وعملائها وأذنابها في عدوانها الشرس على الشعب العراقي البطل، وعلى مقاومته المجيدة. في محاولة لكسر إرادة المقاومة وتطويع الشعب العراقي وشطب تاريخه وتراثه القومي المجيد .

 

إن ممارسات الاحتلالين الأمريكي في العراق، و"الإسرائيلي" في فلسطين وصلت إلى حد استخدام نفس الأساليب القهرية والقمعية، من قتل وتدمير واستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوت على ساكنيها، مرورا بالتنكيل بالأبرياء، والقيام بحملات المداهمة والاعتقال العشوائية، وتطويق ومحاصرة المدن، وليس آخرها محاولة كسر إرادة الأسرى من خلال إتباع أساليب غير إنسانية وتتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية، ففضائح سجن أبو غريب لها شبيه في سجون الاحتلال الصهيوني.

 

ومع فجر كل يوم جديد من عمر المقاومة العراقية الباسلة، ومع حلقة من حلقات العدوان الأمريكي الغاشم على العراق، والذي بدأ قبل ست سنوات تتضح أكثر الأهداف الحقيقية للعدوان وتتكشف أبعاده الخطيرة، ليس فقط على العراق والقضية الفلسطينية بل على العالم برمته. إن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال البوابة العراقية إلى إعادة رسم المنطقة جيوسياسيا بما يخدم أهدافها وهيمنتها على مقدرات الأمة العربية، ومن ثم التأكيد على هيمنتها على العالم كقطب أحادي الجانب.

 

لقد انكشف زيف الادعاءات الأمريكية حول أسلحة الدمار الشامل، كما صدم العالم بالوعد الديمقراطي الأمريكي، هل هذه هي الديمقراطية التي يبشرون بها؟ ديمقراطية الـ (أف 16)، وقتل المدنيين، وديمقراطية سجن أبو غريب، ومعتقلات الجادرية وقتل الأبرياء بالدريلات على الطريقة الصولاغية والصدرية وديمقراطية مصادرة إرادة شعب من قبل حكومة المنطقة الخضراء، واغتيال أمانة.. والاستعانة بحفنة من العملاء الخونة.أمثال جلال طالباني صاحب التاريخ العريق بالعمالة للصهيونية وجواد المالكي كلب بوش المطيع. وظلت أهداف العدوان واضحة لأولئك الذي لا يريدون إلى أن ينظروا من المنظار الأمريكي. والسؤال: هل ستعيد المقاومة الفلسطينية موقفها  اتجاه المقاومة الباسلة التي قادها ويقودها البعث العظيم على مدى أكثر من ست سنوات وقد اهزم فيها المشاريع الأمريكية والصهيونية  والإيرانية في تدمير عروبة وتاريخ وحضارة العراق ، مازلنا نذكر بوضوح دماء الشهداء القائد المجاهد صدام حسين ورفاقه الإبرار ، وكل الشهداء الذين نحترم دمهم ومازلنا على موعد مع دمهم، أن نبقى نحمل وصيتهم،عاش العراق ،وعاشت الأمة العربية ، وعاشت فلسطين حرة ابيةمن النهر إلى البحر ونحمل عهدهم ونتواصل حتى نلقى الله سبحانه وتعالى، إما النصر وإما الشهادة.، هذا التراب العراقي يتكامل مع التراب الفلسطيني، نتكامل من المشرق إلى المغرب العربي في أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، كانت هذه الرسالة قبل الإسلام وبعد الإسلام، وستستمر إلى ما لانهاية حتى الوحدة العربية على ترابنا العربي ومن هنا نحن لانعتب على غير المقاومة الفلسطينية  في موقفها في هذا المؤتمر..؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور