عبـقـريــات

 
 
شبكة المنصور
عزام ابو عزام
الهِطِرْ مصطلح شعبي عراقي بغدادي وتعني الأنسان الذي لا يعرف ولا يفقه شيئا وكلما تحرك او قال شيئا يثير سخرية الحاضرين وكثيرا ما تحدثنا عن هذا الهِطِر في مقالات كثيرة سابقة ومنذ عِدة سنوات مضت حيث كان دائم الظهور من خلال فضائية المستقلة وهذا الهِطِر هو واحد من فرقة ابناء ام سَتّوري الدلاّلة اي انه بوق من ابواق العدو الأمريكي المُحتَل والذين كانوا ايضا دائمي الظهور من شاشة المستقلة واليوم ظهر مجددا بعد غياب في برنامج على نفس الفضائية يديره اليوسفي احد مقدمي البرامج فيها ، ظهر الهِطِر اليوم وبنفس الطبقة الصوتية وبنفس نشيد يا بط يا بط إسبح بالشط الذي كان ينشده وبقية ابناء أُم ستّوري الدلاّلة طيلة السنوات المنصرمة سواء قبل الاحتلال او بعده لكن على ما يبدو اراد في هذه المرة ان يثتب هطريته وبإصرار معتمدا على تفسيره الهِطري الخاص لمنطوق ديكارت ( انا موجود بالشاشة حتى لو دا أمّصرِن ودا أَترَزَّل إذا ان نجم تليفزيوني فُص كلاص محبوب ) .


الهِطِر قال اليوم في المستقلة شيئا عجبا لم نسمع به من قبل حيت إتَهَم العروبة بالطائفية !!! ( شنو الربط بين صبيحة أُم سنون ام العسلية وبين وكالة ناسا الفضائية وحرب النجوم ) لا تعليق عندي اترك التعليق لك عزيزي القارئ الكريم لكن فقط اقول هذا هو ابداع المدرسة الفلسفية الهِطرية وهكذا هم ابناء أُم ستوري الدلاّلة .


ستسأل عزيزي القارئ الكريم وما علاقة الأبداع الفكري الرهيب للهِطر ومن هو هذا الهِطر اساسا وموضوع المقال حول الذي جرى في قمة قادة العرب ؟ من حقك ان تسأل هذا السؤال ولكني يا عزيزي سأجيب عن سؤالك هذا في نهاية المطاف إن شاء الله .


جميعنا كأبناء لأمة العرب نعرف جيدا ان مؤتمرات القمة العربية ليست سوى مسرحيات سخيفة مع بعض التشويق الدعائي يسدّون فيها العجز البرامجي في التليفزيونات العربية لينشغل بها الناس ولكن الذي جرى في سرت يثير حقا رغم انه تماما كنشيد يا بط يا بط إسبح بالشط اي انه قديم ايضا لا جديد فيه لكننا شاهدنا شبئا عجبا آخر الآ وهو الأصرار على إنجاح ما فشلت في تحقيقه امريكا على امتداد اسنوات السبع المنصرمة اي منذ دخولها العراق ولو تتبعنا سير الخُطب التي قيلت في جلسة الأفتتاح العلنية وتأملناها جيدا لأكتشفنا هذا جيدا .


اول شئ قيل الا وهو الفشل العربي وهذا الأعتراف جاء على لسان كل من امير قطر و القذافي رئيس المؤتمر وكأنهما ارادا ان يقولا اننا اليوم ايتام لا والي لنا ولا زعيم عندنا وهذا يعني اننا بحاجة لمن يضمنا تحت جناحه ويحمينا ثم جاءت كلمة عمرو موسى او خطبة الوداع على اساس ان مدته قد انتهت والتي اراد من خلالها التجديد له ولكن بطريقة فنية متخلفة ايضا وكانت كلمة خطيرة جدا حيث اراد من خلال مقترحاته على الملوك والرؤساء العرب ان يشرعن لمشروع امريكا الذي فشلت في تحقيقه الا وهو الشرق الأوسط الكبير الجديد من خلال إشراك ايران وتركيا في مؤتمرات وزراء الخارجية العرب الذي يسبق مؤتمرات القمة العربية لكن بدون الكيان الصهيوني ( اسرائيل ) كما قالها هو طالما اصرت حكومتها على هذا الحال ويعني انه يقبل بوجود الكيان الصهيوني معه في الجامعة العربية ومن خلال وزير خارجية الكيان الصهيوني اذا تخلت ( اسرائيل ) عن سياسة الأستكبار !!! اليس هذا ما قاله عمرو موسى عزيزي القارئ الكريم ؟ من هم اقطاب مشروع امريكا للمنطقة او الشرق الأوسط الكبير الجديد ؟ اليس هو نفس الثالوث الذي افترحته امريكا لتقاسم النفوذ في المنطقة وادارتها ؟ اليسوا هم الفرس والأتراك والكيان الصهيوني ؟ ما الجديد في كلام عمرو موسى ؟ اليس هو نفس المشروع الأمريكي الذي دمرته المقاومة العراقية البطلة ؟ هل كانت هذه المقترحات هي فعلا من نتاج عبقرية عمرو موسى ام من إملاءات القادة العرب عليه ؟ هل حقا هذا هو انتاج عبقرية عقول القادة العرب ام انها إملاءات امريكا عليهم ؟ نعم ان الفُرس المجوس اليوم يعبثون بمقدّرات الأمة وهذا طبعا بفضل امريكا ، نعم ان تركيا اليوم وبفضل مصر وبلأرادة الأمريكية تتدخل بكل الشؤون العربية وهذا واقع حال اليوم لكن الجديد هو ان عمرو موسى ومن خلال مقترحاته التي قدمها للقمة اراد ان يجعل للدور المجوسي والدور التركي شرعية يوافق عليها القادة العرب وهم طبعا في جيب بنطال عمرو موسى الخلفي او بالأحرى بجيب بنطال امريكا الجينز الضيق الخلفي يعني مثلما نقوله بالعراقي ( بجيب الوره ) ، هل ان ما اقترحه عمرو موسى بالجديد ؟ أَم أَنه نشيد يا دَك يا دَك سومينغ بالريفر على الطريقة الأمريكية ؟ يعني مو هو نفسه النشيد القديم ؟ الجديد في مقترحات عمرو موسى هو الطريقة العبقرية الفذة التي اراد بها إغراء الكيان الصهيوني بالدخول على الخط بالطريق الشرعي لكن طالما استمر الكيان الصهيوني في سياسة الأستكبار كما قال عمرو موسى فلا مكان ل ( إسرائيل ) بينهم ويعني ان يظل الكيان الصهيوني يدير شؤون المنطقة بطريقته لكن إذا تخلى الكيان الصهيوني عن سياسة الأستكبار فستكون حصته الأكبر بالمنطقة حسب ما تفتقت عنه عبقرية عمرو موسى ، اليس هذا هو مشروع امريكا والمعنون الشرق الأوسط الكبير او الجديد او ال ( باسيكل ابو ال تلث جروخ ) للمنطقة كلها من افغانستان الى شرق المحيط الأطلسي ويعني المغرب وموريتانيا ؟ اليس هذا ما اراد عمرو موسى شرعنته ؟
اما كلمة اردوغان فكانت واضحة او تأكيد تام لما اراد شرعنته عمرو موسى ، اردوغان وتحت عباءة الأسلام تكلم بكلمات طغرل بك القائد السلجوقي وبالنفس العثماني ولكن بشكل ( مودرن ) وتحدث بكل وضوح عن الشراكة وعن ادارة المنطقة ويبدو ان امريكا تريد ترضية تركيا في ادارة المنطقة في حالة رفض الأتحاد الأوروبي إنضمامها له ولكن اذا تحقق الحلم التركي بالأنضمام لأوروبا فأنه سيلعب دور الجسر بين اوروبا وبين نفط وغاز المنطقة من خلال مد انابيب عبر تركيا لأوروبا وزيارة ميركل مستشارة المانيا الأتحادية لتركيا اليوم ما هي بالبعيدة عن هذا الهدف .


اما كلمة بان كي مون كما يسمونه ونحن نصر على تسميته ب بوكيمون الشخصية الكرتونية فكانت كلمة الكيان الصهيوني وامريكا بالنيابة حيث قال وعلى الطريقة الأمريكية دعكم من خطاب الشعارات وركزوا على موضوعة المرأة ومحاربة الفقر ويعني لا تفكروا بالحرب لأن بصراحة انتم لستم بهذه القدرة وكأنه اراد ان يقول لهم ان فكرتم بأي تصعيد فإن عندنا من الأوراق لتأزيم اوضاعكم الداخلية الكثير وكأنه كان يسخر منهم ومن كل ما قالوا .


اليس هذا الذي جرى بجلسة افتتاح قمة سرت ؟ اترك التعليق لك ايضا عزيزي القارئ الكريم
اما عن سؤالك المشروع من هو الهِطِر وما علاقته بالموضوع فسأجيب عليه الآن ، الهِطِر هو كرومي إبن موزة البدر مدير مكتب قناة الفحجاء ( الفيحاء ) في هولندة اما عن علاقته بموضوع المقال فأجيبك عزيزي القارئ الكريم بإن علاقته تماما كعلاقة صبيحة ام سنون ام العسلية بوكالة ناسا الفضائية وبحرب النجوم !!! لا تستغرب عزيزي القارئ الكريم فإن كل ما قاله كريم هِطر هو ليس الا نشيد يا بط يا بط القديم ولم يقل شيئا جديدا ابدا وكذلك كل ما قيل في مؤتمر القمة العربية هو قديم ايضا ولكن على الطريقة الأمريكية ( يا دّك يا دّك سومينغ بالريفر ) وهذا يعني ان عبقرية كل الذين في القمة العربية ليست بأحسن حال من عبقرية كرومي الهِطِر .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ١٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور