جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي

 الكذب والتزوير ومنع الغذاء والدواء ومحاربة العلم والتعليم ومقاتلة شعب منزوع السلاح كانت وسائل أمريكا في عدوانها الإرهابي على شعب العراق

﴿ الحلقة الثامنة ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
كانت الإستراتجية الأمريكية – الصهيونية خلال الفترة بين 1991وحتى الاحتلال على عدة مسائل رئيسية كوسائل عدوان على شعب العراق ونظامه الوطني، هي :


1. تشديد الحصار الشامل (حرب الإبادة والقتل الجماعي) وزيادة معانات الشعب في طعامه ودوائه.وهذا منافي لشرائع السماء والأرض، وقد كتبنا في هذا الموضوع مرارا وكتب كثير من المثقفين والسياسيين اللذين يناهضوا الأعمال اللاانسانية، فمنهج الإبادة الجماعية والقتل الجماعي في الحروب والنزاعات،فالحصار الشامل الذي فرضته أمريكا على شعب العراق رغم القناعة التامة بلا شرعية فانه منافي لأي خلق وسلوك وإحساس إنساني، ويمثل أعلى صور الوحشية والبشاعة الأخلاقية والانحطاط السياسي بمحاربة الإنسان بقوته ودوائه الذي مثله الحصار الشامل على شعب العراقي.


2. منع كل وسائل التعليم والمعرفة وتجسد ذلك من منع الورق والأقلام والكتب والطابعات وأي شئ يخدم العملية التعليمية خصوصا ومعملي الورق في البصرة وميسان، في محاولة قذرة لمنع العراق من العلم والتطور الحضاري والتواصل والتفاعل مع العالم، وهذا يشكل عدوانا على العلم والحضارة ويجسد الوحشية والعدوانية لشرائع السماء والأرض التي تؤكد على العلم والمعرفة، وهذا أيضا تطرقنا له مرارا وهو واحد من أهداف العدوان، وهو تدمير العملية التعليمية ومؤسساتها واستهداف كوادرها بدءا بمعلمي الدراسة الابتدائية والثانوية وأساتذة الجامعات والعلماء وهذا أيضا سيكون محورا من محاور الدراسة في مرحلة ما بعد الاحتلال واستهداف التعليم والعلماء.


3. توظيف الدين الذي أراده الله رحمة وهدى ونورا للبشرية : فقد وظفت أمريكا الدين والأحزاب أو التكتلات المتخذة للدين ستارا لأهدافها وغاياتها، وتمويلها كما فعلت مع الأحزاب الطائفية بكل توجهاتها ومذاهبها لا لأنها تناصرهم، ولكن لتوظفهم كمرتزقة وجواسيس لخدمة مخططاتها، وجعلت الأحزاب الدينية التي تدعي إنها تتبنى فكرا دينيا ومنهجا مستمدا من التشريع الديني أحزاب معادية لدينها ومجتمعاتها عبر ارتباطها بقوى الاحتلال والعدوان التي تعادي كل دين في حقيقتها من خلال العمل على تحريف آيات الله كي تكون سببا للفتنة والتناحر والبغضاء. وإذ اكتب هذا فانا لا استهدف شخصا أو مجموعة بل استهداف منهجا خاطئا وفهما مخطوء أريد به وجه الله ووحدة وخير المؤمنين عموما والمسلمين خصوصا والبشرية جمعاء، واستهدف أسلحة التدمير والتخريب والإرهاب التي يستخدمها أعداء البشرية وإرهابيو الأرض وأشرارها، والمتاجرين بالدين كسلعة وليس رسالة الخالق لخلقه ليكونوا أكثر سعادة وإيمانا وإنسانية، إن التوظيف المسيء للدين واستخدامه سلاحا ضد البشر اللذين هم عباد الله، منهج امبريالي صهيوني يشارك المرتدون عن الدين والعملاء المأجورين في تنفيذه، ويقوم عدد غير قليل من المسلمين بتعزيز تضليلهم للناس عبر إصرارهم على اسلوب خاطئ لمواجهة الهجمة التي يدعون كذبا وتزويرا إلباسها لباس ديني بعض الأحيان وسياسي في أحيان أخرى وامني تارة وإنساني تارة أخرى، فتارة يطرحوا التعايش بين الأديان وهم يقصدوا أن يقولوا بين الأديان، وليس بين أتباع الأديان! فهم يعرفوا كما يعرف كل عاقل واعي إن الدين واحد، وهنا تقصدوا أي إن الصراع بين البشر وليس الأديان، وأنا مطلق الإيمان والقناعة إن ما جاء لبني ادم منذ خلق أبينا ادم عليه السلام وعلمه الخالق سبحانه إلى ما خيم به الله أوامره ونعمه على خلقه المكلفين الإنس والجن بما نزل على سيد الخلق وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين لم يختلف قيد أنمله، وانه واحد متطابق في ثوابت الدين وهو الإقرار المطلق بوحدانية الله سبحانه وعبودية خلقه له بوعي للمعنى العظيم لتلك العبودية التي تعني التزام الحق والعمل به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي، إما المناسك والعبادات والأحكام في الحقوق والأموال والمسائل الدنيوية والحياتية فقد تدرجت تخفيفا وتسهيلا رحمة من الله الرءوف الرحيم لعباده،

 

ولو بعث الله سبحانه احد من أصحاب سيدنا إبراهيم واحد أصحاب سيدنا موسى واحد أصحاب سيدنا عيسى واحد أصحاب سيد الخلق ورحمة الله للبشرية محمد عليه وعلى إخوانه أنبياء الله الصلاة والسلام وتعبدوا معا لما وجدنا خلافا بين أي منهم مع الأخر، لان الدين من الله وهو واحد وهو الإسلام أي التسليم المطلق لله والإيمان المطلق بوحدانيته وعمل الخير لأجل البشرية، قد يكونوا مختلفين في بعض الأحكام الدنيوية لكنهم لن يختلفوا بأحكام الدين مطلقا، وأنا لا أؤيد من يقولوا إن دين الإسلام جاء ناسخا لما سبقه بل انه جاء مصدقا لما سبقه ومهيمنا عليه أي أكثر منه خيرا وتسهيلا. إن المخطئين أو المضللين من المسلمين أو غيرهم يجب أن يعوا الحقيقة إن العنف غير المنضبط وغير الموجه ببرنامج واضح وضد قوى الامبريالية وقواعدها بشكل مباشر يخدم منهجهم ويدعم مخططهم ضدنا وعلينا أن نكون دقيقين وموحدين في رؤيتنا لكشف تضليلهم وبيان حقيقة عدائهم لكل مقدس وإنساني، فهم يعملوا على إلباس الباطل ثوب الحق تحريفا وعندما يخطئ بعضنا دون دراية وبجهل أو بتعصب وعدم إدراك لمخاطر استغلال الخطأ ضدنا كمسلمين ومجاهدين كما يفعل للأسف كثير من اللذين يدعوا إنهم مقاتلي القاعدة وأطراف أخرى، خصوصا وإنهم قد استطاعوا أن يوظفوا الحكومات باسم محاربة الإرهاب كما يجري في باكستان وغيرها، أو المعارضين ممن ارتموا بأحضان مخابراتهم باسم التحرير والديمقراطية كما جرى في العراق، ولولا موقف مجاهدي المقاومة العراقية بكل مناهجها وفي طليعتها المقاومة القومية بقيادة البعث لاستمر نجاحهم، لكن موقف المقاومة العراقية في جهادها بجانبيه القتالي والإعلامي الذي فضح حقيقة ذلك الحشد الإجرامي الفاشي العدواني وحقيقة هدافه ومخططاته كونه هو الإرهاب الفعلي على البشرية وعلى قيمها وحضارتها، وهذا الجانب سنخصص له مباحث موسعة في هذا الملف عندما نلقي الضوء على دور إيران والمرجعيات الدينية بكل مذاهبها في العدوان والذي قد يتطلب عدة أجزاء من دراستنا في هذا الملف.


4. اعتماد وسائل ساقطة تؤدي إلى العنف والتطرف والحقد والاقتتال والضغينة، كالطائفية والاثنية والمذهبية واستحداث كيانات لها وتمويلها وتوظيف الإعلام لها بغية هدم وتدمير بنية المجتمع ووحدته، وهذا ما يتناقض مع شعار حربهم ضد البشرية وعدوانهم على العراق (الحرب على الإرهاب).


5. اعتماد الكذب وشهادات الزور عبر الإعلام المكثف وقلب الحقائق كان واحدا من وسائل العدوان الامبريالي الصهيوني على العراق، وتهديد وإرهاب الإعلام العالمي، وقتل المثقفين والإعلاميين وأصحاب الرأي من الكتاب والفنانين والشعراء، كما حدث للفنانة العراقية الشهيدة ليلى العطار التي رسمت صورة بوش على مدخل فندق الرشيد الذي تتخذه وفود الأمم المتحدة والدول الغربية التي كانت تأتي العراق بواجبات لتنفيذ قرارات أمريكا اللاشرعية ضدنا، فقامت القوات الصاروخية الأمريكية المجرمة بضرب بيتها بصاروخ أدى إلى قتلها ومجموعة كبيرة من جيرانها، في محاولة دنيئة لإرهاب أي مناهض لعدوانهم الفاشي الإرهابي.


6. العدوان العسكري المباشر كما ورد في حلقات سابقة عبر العدوان المتمثل بالرجعات الأربعة وتمويل المجرمين والخونة وإلقاء المشاعل من الطائرات على حقول الحبوب واستهداف معامل الصناعات الغذائية والحاجات الإنسانية، وقرارات تدمير أسلحة العراق التي يقتضي الموقف الأخلاقي وقف أي عدوان على العراق اثر تنفيذه لتلك القرارات، لان شن الحرب على شعب أو بلد فرض عليه قرار نزع السلاح يعني شن حرب على شعب اعزل، وهذا يعني عدم مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان صدر عنهما القرار، وان المجتمع الدولي بلا أخلاق ولا قيم ولا التزام،


فهذا الانحدار الأخلاقي لأمريكا وإداراتها وحلف الشر الإرهابي المجرم المتحالف معها ومنهجها الميكافيلي المنحرف في حربها على شعب العراق، واستهتارها بالتزامات العالم كله وهيئاته ومنظماته السياسية يشكل جريمة وعدوانا على البشرية جمعاء وعلى قيمها والتزاماتها وصدقها وشرعيتها، فأين القانون الدولي من ذلك ؟

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٠٨ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور