جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي

تجنيد عناصر من مرتزقة الحرب عرب وعراقيين لتشويه صورة الإنسان العراقي والعربي وعموم المسلمين ، وهذا فعل عنصري مسيء للإنسانية ويمثل قذارة منهج العدوان

﴿ الحلقة الخامسة عشر

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

ما إن دخلت قوات الاحتلال حدود العراق حتى بدأت تنفيذ منهجها العنصري والذي كان واحدا من أساليبه إظهار الإنسان العراقي همجي متخلف لا تربطه بوطنه أي رابطة ولا مقدسات له ولا حرمة لمال خاص أو عام لا يردعه دين ولا ضمير، إن ما ركز عليه الإعلام الأمريكي من صور مشينة من أعمال النهب والسرقة والعبث بالمؤسسات والأموال العامة وموجودات البلد لم يكن شيئا عرضيا وطارئا بل كان أمرا مخطط له ومعد له إعدادا تاما ومهيأة عناصره منذ قبل الاحتلال، فما جرى في ساحة الفردوس من فعل مشين تجاه تمثال القائد الشهيد لم يكن من العراقيين الحقيقيين لأني لا اعتبر من جاءوا  تحت بساطيل (أحذية جنود الاحتلال)* المحتلين وفي خدمتهم عراقيين حتى إن كان بعضهم يحمل جنسية العراق،بل كانوا مجموعة من المرتزقة مهيئين لهذا الدور وإظهاره كأنه من فعل العراقيين – حاشاهم من الدنية والردية – إن ما نقله الإعلام الأمريكي والصهيوني والعربي والفارسي بل كل الإعلام العالمي بدرجات متباينة من التركيز لم يكن إلا صورا قام بها الأمريكان من خلال مرتزقتهم أو تغرير بعض البسطاء في الأيام اللاحقة لدخول بغداد وصورها الاحتلال بشكل كامل وكأنها أفعال لعراقيين وهي في حقيقتها كانت من فعل مافيا معدة ومهيأة دخلت مع قوات الاحتلال وبحمايتها وتحت أوامرها لأغراض متعددة سنتناولها لاحقا، بدأت من دخول قوات الاحتلال أطراف البصرة - مدينة المدن- حيث وقف احد الكويتيون اللذين كانوا يرافقوا الاحتلال كمترجمين ودعي الناس إلى اخذ كافة موجودات شركة نفط الجنوب ونادي النفط والدوائر القريبة من ساحة سعد متظاهرا بأنه حريص وناصح للعراقيين بقوله لهم: إن القوات الأمريكية سوف تدمر هذه الأبنية وتحرقها بالطائرات فخذوا ما يمكنكم إنقاذه والاستفادة منه لأنه حقكم، فلماذا تتركوه يحرق؟؟؟ وكان هناك من مهيأ لأداء ذلك الدور (وهم مرتزقة جاءوا لخدمة قوات الاحتلال) لكي ينطلي على البسطاء من الناس خصوصا ابناي الأحياء الفقيرة المجاورة كسكان حي الحسين والعمارات السكنية المجاورين للمؤسسات المشار لها هكذا بدأت العملية في البصرة وصورتها كاميرات الجيش الأمريكي ووزعتها لكل الإعلام العالمي مجانا وألزمت المراسلين على بثها كي تسمح لهم بالتواجد في مناطق العمليات التي تسيطر عليها. لماذا فعل الأمريكان والبريطانيون والصهاينة ذلك؟

 

1.  إن ذلك سيؤدي إلى نهب وسرقة موجودات العراق كلها، وهو ما سيكون أول خطوة لتدمير الدولة العراقية ومؤسساتها.

 

2.  إظهار صورة مشينة عن شعب العراق، وكان شعب العراق مجرد مجاميع من اللصوص والجهلة الرعاع الذي يحتاج إلى وصاية من قبل دول الاحتلال ليعلموهم المدنية والتحضر وهذا تهيئة للرأي العام العالمي للموافقة على بقاء قوات الاحتلال في العراق بعد إكمال ما ادعت انه سببا لعدوانها واحتلالها العراق.

 

3.  إن هدف أمريكا وحلفائها من هذا العمل العدواني القذر كان تشويه صورة الإنسان العراقي، رائد المدنية والحضارة الإنسانية وواضع أسسها ومعلم البشرية معنى الحياة وقوانينها في عصور التاريخ السحيقة.

 

4.  لم يكن المقصود تشويه صورة الإنسان العراقي فحسب بل هو تشويه لصورة الإنسان العربي والمسلمين عموما، فان إن كان العراقيون اللذين يعرفهم العالم متعلمين متطورين صناعيا - على الأقل -  متخلفين بهذا الشكل الذي يعرضه إعلام الغزاة، فكيف العرب الباقين؟ هذا هو البعد العدواني لقوى الإرهاب والتوحش والإجرام والإباحية للعرب والمسلمين، ترتيب وإخراج أفلام قذرة لتشويه صورة الإنسان العربي المسلم.

 

5.  تهيئة مناخ لتغطية ما يخطط له جنرالات الجيش الأمريكي والبريطاني من استغلال فرصة احتلال العراق لجني ثروات طائلة من خلال نهب موجودات البنوك والمصارف العراقية من العملات الأجنبية والاستيلاء على النفائس من الآثار التي لا تقدر بثمن والمخطوطات التاريخية وغيرها وتهريبها للخارج، وكان أولها المتحف الوطني العراقي والبنك العراقي المركزي، وبيعها في السوق السوداء من خلال شركاء من المرتزقة واحمد الجلبي نموذجا لهؤلاء، وتغطية ذلك بان العراقيين هم اللذين نهبوا ذلك، ولذلك كانت قوات الاحتلال تغض النظر عن حملة تهريب المعدات الثقيلة وموجودات المعامل ومكائنها والسيارات التي قام بها عملاء إيران إلى إيران كعناصر المجلس الأعلى وحزب الدعوة وفيلق بدر (منظمة بدر) وبإشراف ممثلي حكومة إيران وضباط حرسها ومخابراتها، ومعدات وموجودات مختلفة تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

 

6.     العمل على ترسيخ ثقافة سلب المال العام وتفشي الفساد المالي في المجتمع العراقي لتدميره أخلاقيا.

 

7.     تدمير قيم المواطنة في نفسية الفرد العراقي وتدمير شعور المواطن بمواطنته ومسؤوليته عن الوطن وثروته.

 

8.  نشر وولادة طبائع غريبة عن قيم مجتمعنا وامتنا، وتتنافى مع ديننا وحضارتنا الذي نشانا عليها، ونشر قيم الفساد واللهفة خلف المال (السحت الحرام) والأنانية والطمع والجشع وهذا يخدم أغراض متعددة لمنهج الامبريالية والصهيونية أولها انحراف الفرد المسلم عن مبادئ دينه والعربي عن قيم أمته ومجتمعه.

 

9.  كل هذا النهب من قبل قوات الاحتلال والغزو الأمريكي وجنرالاته، وما فعله عملاء إيران من نهب وتهريب موجودات العراق للخارج جعل البعض من ضعاف النفوس تمتد أيديهم على المال العام كان يأخذ سيارة أو تلفزيون أو أشياء أخرى من الدوائر والمقرات مما تركه الأمريكان وعملاء إيران لأنهم يعتبروه لا قيمة له فشرع لهم البعض بان يدفعوا لهم حصة (الخمس من قيمته) ويكون حلالا ومشروعا أليس كذلك؟

 

إن من سرق المتحف الوطني والبنك المركزي العراقي والمصارف في المحافظات هم جنرالات كبار في القوات الأمريكية والبريطانية بشكل مباشر أو من خلال مافيا استقدمت مع قوات الاحتلال لهذا الغرض وقد يكون معهم أركان إداراتهم في واشنطن ولندن.

 

أين القانون الدولي من هذه الجرائم المتعددة المعقدة والمتداخلة وما هو دور محكمة الجنايات الدولية ؟؟ وللموضوع تكملة إنشاء الله.

 

الهوامش

* للأسف يستخدم كثير من الكتاب عبارة من دخلوا العراق على دبابات المحتل وهم أحقر واصغر من أن يكونوا على الدبابات بل كانوا تحت بساطيل المحتلين.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور