للساعين وراء الوهم

أقول لا أمريكا جاءت لأجل الديمقراطية ولا حكومة إيران تقدم مشورة أو نصيحة ايجابية

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

وأنا اتامل وضع من يدعون إنهم سياسيو العراق الحالي تذكرت حكاية رغم عدم قناعتي بصحتها لكنها تنطبق على وضع هؤلاء المدعين السياسة، نعم هم يجيدوا العمالة والخيانة لأنها مهنتهم، ويجيدوا التزوير لأنه حرفتهم، ويجيدوا اللصوصية لأنهم نشئوا عليها واعتادوها، وامتهنوا الاستئجار والارتزاق لأنهم وجدوه سهلا ومكسبه كبير وخسائره سهلة بالنسبة لمن لا شرف ولا قيم ولا دين له فذلك ثمن التجند للشيطان وأتباعه، تقول الحكاية إن الخليفة هرون الرشيد كان مع جلسائه يوما فقال لهم ليختبرهم وللمزحة: لقد ورد في أقوال العرب (عذر أقبح من فعل) فمن يقدر أن يطبقه، فقال أبو نؤاس: نعم أنا يا سيدي، فقام ووضع يده على كتف الخليفة، وها عمل لا يجرؤ احد أن يفعله مع الرشيد كونه رجل مهاب الجانب ولا مجال للمزاح في حياته فهو الحفيد الثاني لحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه فمن غير المعقول أن يكون قد استهان وغرته الدنيا لحد المزاح السمج، فقال له الخليفة ماذا تفعل؟ فرد أبو نؤاس عفوا يا أمير المؤمنين كنت أتصور السيدة زبيدة، فقال يا سياف اقطع رأسه، فقال له أبو نؤاس يا سيدي الست أنت القائل من يأتي يعذر أقبح من فعل؟ فهذا فعلي الشنيع وهذا عذري القبيح، فضحك الرشيد وعفا عنه، قد يكون غره السلطان ولكن لن ينسى الموت والدين والأصل، ولو إن الأمر لا ضمان له فكثير من أهلنا في العراق لا زالوا يحترموا بيت الحكيم لان أبوهم محسن الحكيم رحمه الله كان مرجعا في النجف، لكن أبنائه للأسف امتهنوا العمالة بين إيران وأمريكا وهذا ما لا يستطيع احد أن ينكره، ولكن أيضا ليست بدعة فالله يخرج الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث،

 

لكن الزمن غير الزمن والناس غير الناس فشتان ما بين أولئك وهؤلاء، نعم فقد وردنا من المؤرخين إن الرشيد كان يغزو عاما ويحج البيت عاما طيلة خلافته مع ما ورد من استئثاره بالسلطة ومحاربته بني عمومته، ولكنه كان يعرف مقامهم ويحترم علهم وورعهم ولكنها السلطة والسلطان وإغراءاته، فقد ورد في أكثر من مصدر تاريخي انه في إحدى المناسبات أمر بتبييض السجون أي إطلاق سراح جميع السجناء، وعند العصر كان مع ولده المأمون فوق سطح القصر فرأى ثوبا في باحة السجن فاستدعى السجان (أي المسئول عن السجون) فقال الخليفة: ألم أمر بان يطلق جميع السجناء وتبييض السجون، قال السجان بلى، قال فما هذا الثوب، قال له يا أمير المؤمنين انه موسى بن جعفر ساجدا منذ الظهر لربه، وقد أمرت أنت بسجنه وعدم إطلاق سراحه ولو بأمر الخليفة، أشار له اذهب، ثم قال السلام عليك يا حبر بني هاشم ، فقال له ولده المأمون وتقول عنه حبر بني هاشم فكيف تسجنه؟ قال له يا ولدي أنا اعرف من هو ولكنه الملك والسلطان،  ثم قال للمأمون: (لو نازعتني إياها لأخذت ما فيه ناظريك)، نعم إنها السطة،

 

قد تجعل الأخ ينازع أخاه والولد ينازع ابنه، وأوكل الرشيد أمر الإمام موسى الكاظم عليه السلام إلى جعفر بن يحيى البرمكي فما لبث الا قليلا حتى دس له السم- أي إن الفرس قتلوا الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كما قتلوا الخليفتين عمر وعلي من قبل وقتلوا ولده الإمام علي بن موسى من بعد، نعم سجن هرون الرشيد ابن عمه موسى الكاظم لحرصه على السلطان والحكم لكنه لم ينكر فضله وعلو كعبه في الفقه والدين والتقوى والورع، فأين انتم أيها المتاسلمون من سير الرجال قتلتم صدام حسين وانتم قبل غيركم تعرفون كم الفارق النوعي والخلقي والقيمي بينكم وبينه وبين أصحابه ورفاقه، لأنكم خنتم وسقطتم فسقطت عندكم كل مبادئ الرجولة، وعندما يخون الإنسان دينه ووطنه ويبيع شرفه فهذا فعل ما أقبح منه إلا عذر اللاهثين وراء الوهن ممن يقولوا إنهم ساسة العراق الحاليين، فبعد بيعهم العراق وتجندهم مرتزقة أذلاء وخونة جبناء وجواسيس أجراء مع جهات متعددة لأنهم لا مبدأ يمنعهم ولا شرف يدفعهم ولا دين يردعهم فقد باعوا كل شيء واستثمروه بجمع السحت الحرام، فكما باعوا أنفسهم لأمريكا لتحرر لهم العراق!!! –

 

يا لغبائهم ودونيتهم – يبيعوه الآن لإيران لتسند حكومتهم، أحقا هم حمقى لهذا الحد؟ أم من سقط فلا تتأمل منه خيرا، انه ساقط وقد قالوا الحكماء (إن سقطت المرأة أصبحت مومسا وان سقط الرجل أصبح جاسوسا)، كانوا يقولوها شرطي لان الشرطة كانت في خدمة الاحتلال حين أطلقوا المثل - كي لا يتشطر علينا احد ويقول لا يعرف المثل – فبعد فعلهم الشائن ها هم يتوجهوا صوب حكومة إيران الشريكة والمتعاونة في احتلال وتدمير العراق ليستشيروها في تشكيل الحكومة ويشركوها في كيفية بنائه!!!!!!!!!

 

أي مشورة يطلبوا وأي نصيحة تقدم لهم حكومة إيران الفارسية؟ بلاد فارس لم تكن على مر العصور والدهور ايجابية فقد عرفت بالتاريخ إنها غازية حقودة باغية متغطرسة طامعة لا يردعها إلا القوة والسيف، وعلى امتداد العصور هي طامعة بأرض العرب، منذ أور وأكد وبابل وأشور واسألوا البصرة والفاو وأم الرصاص وأبو الخصيب والشلامجة والتنومة والقرنة والثغر والمجر والقلعة والكحلاء والفكه والحلفاية والرميلي والزعفران والشهابي وإناء الذهب (زرباطية) وبدرة وقزانية ونفط خانة ومندلي  ودربندخان وقرى السليمانية الحدودية وحلبجة وكل شبر على حدود الوطن إن كان العراق أو الوطن الكبير، ارجعوا للتاريخ القريب والبعيد ينبئكم بالحقيقة إن كنتم جاهلون، أيها التائهون أو الخائنون اختاروا ما تستحقون، الم تقرءوا أو تسمعوا بقول المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، اللهم أنت عالم ما في الصدور فافضحهم أمام خلقك أكثر مما هم فيه من فضائح.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٠٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور