جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي أمريكا وظفت الأمم المتحدة ومجلس الأمن كجواسيس لمخابراتها عبر المفتشين الدوليين

﴿ الحلقة السابعة

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

اصدر مجلس الأمن الدولي بضغط من أمريكا قرارا بإرسال فرق تفتيش ومراقبين لتدقيق تدمير العراق لأسلحته حتى التقليدية كالصواريخ وليس الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي لم يكن العراق قد أنتجها أصلا، والتي تنتجها دولا عديدة وخاصة الكيان الصهيوني، لا أريد أن أخوض في شرعية وعدم شرعية هذه الفرق وطبيعة هؤلاء المفتشين وتبعيتهم ، لكن أود أن هؤلاء المفتشين واللذين يفترض إن يكونوا علماء أو على الأقل مختصين بتلك العلوم البيولوجية والكيماوية، كان كثيرا منهم لا علاقة له بذلك بل إن معظمهم كانوا ضباط مخابرات أمريكية أو مجندون فيها أو عملاء لها، وقد اعترف بعضهم صراحة بذلك، أود إن أقول إن المخابرات المركزية الأمريكية قد استخدمتهم كأدوات ضغط لتصعيد التشنج بين مجلس الأمن والعراق وإثارة التوتر والتشنج عبر سلوكيات وطلبات تمس السيادة العراقية لأجل خلق أجواء تجيز العدوان وتعطي المبررات للإدارة الأمريكية والبريطانية بالادعاء إن العراق غير متعاون مع المفتشين، كما إن معظمهم أكدوا إنهم يقدموا تقاريرهم إلى المخابرات الأمريكية قبل أن تصل إلى مجلس الأمن، وهذا يثبت إن أمريكا وظفت الهيئة الدولية ومجلس الأمن ليكونوا عبر موظفيهم مؤسسات تجسس لخدمة أمريكا وعدوانها، فهل هذا لا يملي على الأمم المتحدة ومجلس الأمن إن كانوا فعلا منظمات دولية – وليست مسميات شكلية -  أن يقاضوا الإدارات الأمريكية على استغفالها واستغلالها واهانتها وتوظيفها بما يناقض طبيعة مهامها وواجباتها وعملها الذي شكلت من اجلها؟

 

إن فرق التفتيش والمراقبين الدوليين! يجب أن يستدعوا لمحاكمة دولية لبيان حقيقة دورهم وطبيعة الظروف والضغوط التي كانوا يعملوا فيها وما هي علاقاتهم بالدوائر المخابراتية الأمريكية والبريطانية، وما قاموا به تحت توجيه تلك الدوائر وطبيعة نشاطها الفعلي الذي لم يكن يبحث في إطار المهمة التي كلفوا بها بل تعداها إلى تثبيت أهداف كانت أمريكا تقوم بقصفها وهي مؤسسات ومعامل لا علاقة لها بأي نشاط تسليحي، بل كانت معامل صناعات مدنية أو مراكز بحوث علمية تابعة للجامعة أو مؤسسات تابعة للرئاسة ولا يوجد بها أي نشاط حتى علمي عادي، ولكن كان فعلا استفزازيا لتوتير الأجواء مع العراق وزيادة الضغوط عليه.

 

الجانب الأخر الذي انتهجته أمريكا هو استمرار الفعاليات العسكرية ضد العراق وقد شكلت انتهاكات كبيرة خلال الثلاثة عشر عاما إضافة للحصار الإجرامي منها الرجعات الأربعة الكبيرة في الأعوام 1992 و1994و 1996 و1998 انتهاكا لقرار وقف إطلاق النار الصادر في شباط 1991، فأين مجلس الأمن من تلك الخروقات؟ ألم يكن متواطئا في السكوت عنها؟

 

الجانب الآخر الذي يشكل انتهاكا لسيادة دولة مستقلة وعضو مؤسس لهيئة الأمم المتحدة قرار الكونكرس الأمريكي بإصدار قانون تحرير العراق بناءا على جملة من الأكاذيب والمغالطات والتضليل وتجنيد لصوص وخونة ومطلوبين للقضاء ومجرمين جنائيين كمعارضة، حتى باتت ما يسمى بالمعارضة شئ يشمئز منه الشريف لأنه يلحق به عارا إن ارتبط بهم، وبات اللص يتقدم على المعارض الفعلي في تقويم المخابرات الأمريكية والبريطانية حتى تنحى من بقى شئ من شرفه واعتزل العلاقة بما أسموه معارضة والحقيقة هم مجاميع من الخونة والمجرمين واللصوص والمجندين لدوائر استخبارية متعددة، جندتهم كمرتزقة وجواسيس وكانوا على استعداد تام على فعل أي شئ مقابل المال لأنهم لا قضية لهم ولا يعنيهم شعب أو وطن، وقد خصصت أمريكا موازنة لذلك الفعل الحقير، وصار أعداء العراق وشعبه واللصوص والساقطين هم قادة المعارضة الوهمية يتقدمهم جلبي وباقر الحكيم وأخوه عبد العزيز وطلباني ومالكي وصولاغ وشهبوري ومثال الالوسي وإياد علاوي وبحر الفساد الخسيس محمد بحر وكل مرتزق وصاحب موبقات وسوابق يندى منها جبين المنحرفين وليس الشرفاء. في تلك الفترة اتصل الشرفاء من المعارضة الحقيقية لكي لا يتلطخوا بالنجاسات بالنظام وتحقق معهم أكثر من لقاء ولكن طبيعة الهجمة وحجم التضليل والكذب الذي كان يروجه الإعلام الأمريكي الذي تجاوز 400ساعة بث موجه يوميا ضد العراق ممول من أمريكا والصهيونية العالمية والأعراب من حكام العرب ومدعي الإسلام في إيران.

 

إن التمويل الأمريكي والصهيوني والكويتي والفارسي للصوص والخونة وتجنيدهم كمرتزقة واستخدام منطقة الحكم الذاتي كمنطقة آمنة ومستباحة لعمل المخابرات المتعددة أمريكية وإيرانية إضافة للموساد الصهيوني، نعم استخدامها كمنطقة تجنيد لضعاف النفوس في ظل حصار جائر وحاجة كبيرة ناتجة عن منع أي استيراد للحاجات الإنسانية كالطعام والدواء واستغلال معانات الشعب جراء ذلك، إضافة إلى ما افرزه الحصار من تضخم وتردي لقيمة صرف العملة العراقية ومحدودية الإيرادات جعل مهمة الخونة أسهل في توريط المواطنين وجرهم للرذيلة والخيانة عبر السحت الحرام، وكانت معسكرات الأسرى واللاجئين العراقيين في المملكة السعودية واحدة من محطات التجنيد للمرتزقة، وافتتحت مكاتب تجنيد في بيروت وعمان وطهران ودول كثيرة خصوصا في أوربا وأمريكا واستغلال ممثليات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللجوء الإنساني والسياسي في تجنيد العراقيين اللذين هاجر البعض منهم بشكل رسمي وبموافقات أصولية لتوقف كثير من المعامل والمصانع خصوصا معامل الصناعة والتصنيع العسكري وشركات النفط والأعمار نتيجة الحصار، وذلك من خلال إجبار العراقيين طالبي الهجرة أو التوطين المؤقت نتيجة ما يعانيه العراق جراء العدوان الإرهابي الإجرامي بقيادة أمريكا والحصار الجائر اللاشرعي بأنهم يتعرضوا لاضطهاد وسوء معاملة من قبل الحكومة مما اضطر كثيرين أن يكتبوا ذلك لأنه مجرد ادعاء نتيجته الحصول على لجوء في الدول الغربية ورواتب تضمن معيشتهم، أي استخدام الأمم المتحدة في عمل عدواني مرة أخرى من قبل أمريكا وحلفائها.

 

يكفي تلك الكتل العميلة والتي تسمي نفسها أحزاب إن اللص ومحترف السرقة احمد جلبي كان قطبهم وموجههم وحادي ركبهم يتسابقون لارتكاب كل أنواع السقوط والردة عن دين الله وقيم الإسلام وشيم العرب، وفي مقدمتهم سقوطا أولئك اللذين يضعوا عمائم توحي بأنهم طلاب علم ورجال دين، ألا تبا لهم ولعمائم الشيطان التي يعتمون بها، وأكثرهم إساءة وسقوطا أصحاب العمائم السوداء اللذين يسيئون لآل بيت النبوة بانتسابهم زورا لهم.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور