من الذي ارتكب جريمة حلبجة
طلباني واحد من الساعين لها وشاهد عليها لو نطق بالحق، ولكن هل يقر الشياطين بالحق ؟

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
في شهر الثالث من عام 1988 وأثناء استعداد قطعاتنا لتنفيذ خطة تحرير الفاو بعد أن أكملت استعداداتها ومارست خطة التحرير في مواقع معدة بشكل مشابه لطبيعة شبه جزيرة الفاو، اعد لهذا الغرض فتحت القوات الإيرانية أكثر من جبهة بشنها هجمات متعددة في أكثر من مكان على طول الجبهة الممتدة لأكثر من 1200كم، فمعارك شرق البصرة ومجنون وقاطع ميسان وتعرضات في قاطع سيف سعد وخانقين ولكن تركيز الإيرانيين كان على قاطع الفيلق الأول أي القاطع الشمالي في قاطع سليمانية، وكانت المعلومات الاستخبارية تشير إلى تواطؤ العميل طلباني عبر مليشيا حزبه والشيوعيين المتحالفين مع إيران بشن هجمات على وحدات الجيش العراقي المتواجدة على امتداد الحدود العراقية الإيرانية من الخلف أي إنهم يعملوا طابور خامس للقوات الإيرانية، وزرع ألغام على طرق إمدادها وتمويلها،

 

ولكون المنطقة هي عبارة عن منطقة جبلية تضم رواقم وعارضات وقمم مرتفعة متداخلة مرة تكون المرتفعات في حدودنا وأخرى في حدودهم فان طرقها محدودة، وللطبيعة الجغرافية فان المنطقة تضم وديانا سحيقة العمق تمر من داخل إيران إلى داخل العراق ويمكن أن يستغلها المشاة للتسلل، وطلباني ومليشياته يعرفونها بشكل تفصيلي كونهم سكان المنطقة ثم إنهم كانوا يستخدموها للتهريب الأسلحة والبضائع والمكائن من العراق لإيران، ولان القيادة كانت قد قررت تحرير الفاو وتطهير مناطق شرق البصرة من التواجد الإيراني فلم يتم تعزيز الفيلق الأول بقوات احتياطية من احتياط القيادة العامة، كون المعركة محددة والقيادة قد أبلغت القطعات باتخاذ كافة تدابيرها لتحرير الفاو.


كان الكل بما فيها القسم الأعظم من قواتنا يتوقعوا تعزيز وضع الفيلق الأول، لكون معارك ضارية مازالت تدور رحاها هناك وان العصاة والخونة بدءوا يثيروا قلاقل في المناطق الخلفية للقطعات ويسببوا صعوبات في التموين والإمداد، وتحسبا من القيادة من أن يقوم القوات الإيرانية وبدلالة العميل جلال طلباني في خرق الحدود ومفاجئة القطعات، ولكون الايرانين متفوقين بالمشاة نتيجة أعداد سكان إيران الذي يساوي أربع أضعاف سكان العراق في ذلك الحين،

 

وكان اخطر شيء يمكن أن يحدث هو أن يتعرض سكان تلك المناطق نتيجة الحرب لويلاتها، حيث سيكون المواطنين وعوائلهم في ساحة المعركة التي سيضطر الجيش العراقي إلى استخدام القوة الجوية (الطيران) والمدفعية والراجمات بشكل كبير نتيجة دفع إيران لأعداد كبيرة من مشاتها في محاولة الوصول إلى بحيرة دربندخان والسيطرة على سد دربندخان الذي يخزن أمامه سبعة مليارات م3 فيما لو قام الإيرانيين بتفجير السد فان بغداد ومحافظات مهمة ستتعرض للفيضان مثل ديالى وواسط وميسان وتغمر جميع طرق الإمداد الرئيسية بين بغداد والبصرة أي إن طرق إمداد وتمويل القطعات في القاطعين الأوسط والجنوبي وتخرج قطعات مرغمة من المعركة، خصوصا الجناح الأيمن من الفيلق الرابع وكل قطعات الفيلق السادس والجناح الأيسر من الفيلق الثالث،أي إن ثلثي قطعات الجيش العراقي ستتضرر،

 

ولذلك اتخذت هيئة جهد الدولة المركزي بتوجيه القيادة العامة للقوات المسلحة احتياطات لتجاوز الضرر بقدر ما وهو إنشاء حوض عملاق كلف ملايين الدولارات والكثير من الجهد الآلي والهندسي لتكتيف منخفض الشويجة في واسط بسداد كبيرة لاحتواء مياه البحيرة، في ظل هذا التقدير الخطير لأثار الهجوم الإيراني على قاطع سليمانية كان توقع الاستخبارات الإيرانية إن العراق سيزج خيرة قطعاته العسكرية في ميدان المعركة لمواجهة الخطر الداهم، وفعلا بمجرد تعزيز القطعات الأمامية وإخلاء المنطقة من السكان قامت القيادة الإيرانية بتوجيه ضربة بالسلاح الكيماوي للمنطقة لتدمير وقتل تلك القطعات التي كانوا يتصوروا إنها قوات الحرس الجمهوري واحتياطي القيادة العامة، هذه حقيقة استخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة، وقد أيدت المخابرات الأمريكية في 23/3/1988 ذلك وكثير من الدوائر المخابرتية العالمية، ولكنها عادت واستخدمتها في عملية التضليل والفبركة الإعلامية لاحقا لتشويه صورة النظام الوطني والتآمر على العراق.

 

فلعنة الله على من يخفي الشهادة أو يشهد زورا.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٥ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور