جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي
استهداف وحدة الشعب والعمل على إشعال الفتن والتهيئة لحرب أهلية ونشر الارهاب

﴿ الحلقة السادسة عشر

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

نعم أمريكا منذ دخولها باشرت باستهداف الوحدة الوطنية العراقية،  وبدأت بتطبيق مخطط معد مسبقا لتمزيق وحدة الشعب، كان أساس تعامل أمريكا مع شلل الجواسيس واللصوص اللذين جمعتهم لتجعل جمعهم المهين معارضة، نعم كانوا معارضين ليس للبعث ونظامه والعراق وشعبه وقيادته فحسب بل لكل قيمة عليا ولكل فضيلة ولكل مبادئ الشرف والعفة والرجولة، ولذلك فهم يعارضوا بالبداهة شعبا عرف بالإيمان والقيم الإنسانية بل هو رائدها ومعلمها للبشرية، وحزبا هو البعث العربي الاشتراكي المعروف الفكر والمنهج، ونظام قام على الثورية والمقاومة ومعاداة الاستعمار والبغي على الشعوب، نعم في العراق التقى الشعب بالبعث فكانت الدولة فكرا ومنهجا وبرنامجا تعبيرا حيا لقيم الإيمان ومبادئ الفضيلة وعناوين الشرف والتضحية والمحبة والسلام، لذلك طبيعي أن يعادوه ولا يعارضوه فقط ، فقد شكلتهم المخابرات الأمريكية ووجههم الموساد وأرضعتهم ولاية الفقيه الفارسية المنهج والأهداف كل حسب تبعيته ومرجعيتها أو تزاوج البعض منهم في تبعيته ومرجعيته، كل قذارتها الحقد والبغضاء والجريمة والانحراف، ودربتهم على ارتكاب كل موبقة ودونية، وهيأتهم للفتنة والقتل وارتكاب كل فضيع وشنيع، فكان أساس التقائهم التمترس على معاداة المحبة والسلام والإخاء والتعايش الايجابي والتعاون على البر والتقوى، فكان تكوينهم فئوي عرقي متعصب بعصبية الجاهلية وقائم على توظيف الفضيلة (الدين والفقه الديني الصحيح) عبر تحريفها عن حقيقتها فكانت الطائفية والمذهبية، والخيانة والجاسوسية والاستعانة بالشيطان لأجل الاستيلاء على السلطة لا لأجل غاية شريفة، بل للفساد والسرقة والإفساد وارتكاب كل الفواحش، هكذا بدأت أمريكا بتطبيق مخطط معد مسبقا لتمزيق وحدة الشعب من خلال مرتزقتها جواسيس كل مخابرات قوى الشر والإرهاب في العالم، وإهمال مسائل أساسية بقصد مدروس بغية التمهيد لحرب أهلية، هذه المسائل هي عدم التحرك ولا حتى تامين حماية للمخازن الرئيسية للسلاح والعتاد ولا لمعسكرات الجيش الكبيرة، هل يتصوروا أن الناس لا تفهم القصد من ذلك؟ أيمكن أن يترك محتل السلاح ممكن لأي مواطن ولا يخشى أو على الأقل يتحسب من أن يستخدم لمقاومته؟ لماذا ركزت قوات الاحتلال ومرتزقتها على مداهمة دور الرفاق البعثيين وضباط الجيش وقادته والاستيلاء على إي سلاح عندهم حتى لو كان مسدس أو حربة؟ أتتصور الإدارة الأمريكية والبريطانية المجرمتين وقواتهما الإرهابية الغازية أن العراقيين لا يفهموا هذا هو أمر وليس إذن فحسب لقتل البعثيين ومنتسبي الجيش الوطني وضباطه وقادته وكل الوطنين والمقاومين الرافضين للاحتلال؟ إنها مباشرة من أمريكا ومرتزقتها اللذين دخلوا تحت بساطيل جنودها وساءا من دول أوربا أو الخليج والأردن وإيران وعملائها في شمال العراق ببدء حملة جريمة منظمة للقتل وارتكاب المجازر، موازية لتلك الجرائم المنظمة في نهب المتاحف والبنوك والموجودات الثابتة للدولة العراقية ومؤسساتها وتدميرها بشكل لا يمكن إعادة بنائها مجددا بوقت وجهد ومال ممكن بل يتطلب عقودا من الزمن وثروات واستثمارات طائلة وجهد متواصل وحاجة لاستيرادات ضخمة من إنتاج شركاتهم، كي لا يتمكن العراقيين حتى أن قاتلوا واستطاعوا أن يطردوا الاحتلال بوقت هم يتصوروا انه سيكون طويلا جدا، أن وحدة الشعب العراقي واحدة من أهم الأهداف الواجب تدميرها وفق مخططهم الشرير وعدوانهم الآثم الباغي، لأنها تمثل تهديدا لهم ولمطامعهم اللامشروعة، وتشكل أساس نجاح قرارات العراق الكبرى كالتأميم الخالد وحملة الاعمار والبناء والاستثمار الكبرى والانتصار على عدوان خميني الذي امتد ثمان سنين، هذه الوحدة تقلقهم بل يعتبروها تهديدا لهم ولمطامعهم لذلك عملوا كل الدناءة ليدمروها. وسنتناول مفرداتها واحدة واحدة ليرى العالم جرائم أمريكا وحلفائها. ولكن الله رؤوف بعباده وهو الهادي للصواب وحسن العمل.

 

1.  لقد تركت أمريكا كل الأسلحة تحت تصرف مرتزقتها متعددي الولاءات والمرجعيات الطامعة في العراق والمعادية لشعبه، كي تتسلح بها لكي تكون جيوشا لقتل الشعب لاحقا وعندما ترى أمريكا وحلفائها ضغط المقاومة تستخدم الفتنة لتجعل تلك المليشيات تشن حروبا على الشعب، فاستغلت تلك الأسلحة لتسليح كل من اغوه أو اغروه وجندوه معهم من العراقيين حتى صاروا قوى اكبر من قوة الحكومة كما يسموا أنفسهم أو يسميهم الاحتلال سيدهم وولي نعمتهم، وباتت المليشيات هي الجيش والشرطة كل ينفذ أجندة مرجعيته، والجميع يقتلوا الشعب ومقاومته، وهذه واحدة من جرائم أمريكا ضد الإنسانية وضد شعب العراق.

 

2.   وبهذه الطريقة قام جنرالات أمريكا وشركائهم بالتجارة السوداء من بيع كل أسلحة الجيش العراقي وجيش القدس الثقيلة إلى تجار السلاح في السوق السوداء ما ينشر ويهيئ أسلحة للإرهاب في العالم، وهذه جريمة مركبة بحق الأمن والسلم العالمي وسرقة ثروات الشعب العراقي.

 

3.  بيع الأسلحة والمعدات العسكرية المدمرة أو التي تم تدمير أجزاء منها على أساس حديد خردة، وكأن العراق لا يملك اكبر معامل حديد تحتاج لمواد خام. وهذه جريمة السرقة، جريمة ثالثة.

 

هذه واحدة من أعمال أمريكا الإجرامية بعد الاحتلال مباشرة، ترك الأسلحة والاعتدة لكي تكون نهبا للعملاء وتسليحا لها لأعدادها للقتل والحرب الأهلية التي ستعمل على التأسيس لها وتهيئة أجوائها، كما سيأتي لاحقا، ستأتي التفاصيل القذرة وأساليبهم الخسيسة التي اتبعوها لتهيئة مناخ قذر من اجل قيام حرب أهلية.

 

أما تجريد البعثيين ومنتسبي الجيش وقادته من أي سلاح يتيح لهم الدفاع عن أنفسهم وعن عوائلهم وعما يملكون، فذلك جريمة بل قتل عمد جماعي مع سبق الإصرار وبأيدي محترفي الجريمة من الأشرار، ممن أتاحت لهم قوات الاحتلال أن يمتلكوا كل أنواع السلاح من ذلك الذي تركته دون أن تفعل شيئا بصدده، لقد قتل خلال الأيام الأولى من الشهر الرابع أي شهر الاحتلال ما لا يقل عن مائة إلف أو يزيدون من كادر الحزب وضباط الجيش وعلماء العراق ومقاوميه من قبل المليشيات الإيرانية وأتباع المجرم الأجير جلبي،خصوصا أولئك اللذين جندهم للجريمة في ذي قار البطلة والمثنى مدينة  ملحمة ذي قار وثورة العشرين الخالدة، وللأسف اشترك معهم من يدعوا إنهم مقاومين من أتباع التيار الصدري الذي اخترق أشنع اختراق من قبل جهات عديدة منها العملاء والجواسيس الجلبي وشاهبوري وصولاغ والمالكي (حزب الدعوة) وهادي العامري فيلق بدر والمجلس الاسلامي والموساد والأمريكان، ووظف المنحرفين والشاذين باسمه ومن خلاله أقذر توظيف للجريمة ضد المقاومين، وهذا ما يجعل أي ذي لب يقول كيف يقتل مقاوم مقاوم آخر على نفس الساحة ولنفس العدو ويقاوم ذات الجريمة؟ إن كان حقا صادقا في نيته وعازما حقا على المقاومة؟ يقول المثل (عدو عدوي صديقي) فكيف تصرف الصدريين هكذا إن كانوا فعلا ناوين المقاومة؟ وهل يجدوا أفضل واصدق من البعثيين حلفاءا ومقاومين لو كانوا مجاهدين لله لا للبغي والضغينة وما ضللهم به المحتلون، وهم يعرفوا من الذي قتل السيد محمد صادق الصدر، إن من يقتل اللذين يقاوموا المحتل الغازي لم يكون إلا حلفاء لكل مقاوم مثلهم؟ ومن يفعل ما يناقض ذلك ويخالفه فهو إما غبي كمن ينتحر أو هو كذاب منافق يتظاهر بعكس ما هو فاعل؟ فكيف فعلوا المنكر إن كانوا مؤمنين صادقي النية؟ هذا هم عليهم أن يجيبوا عنه ويوضحوه وإلا فهم كما يراهم كل الناس شكلا من أشكال التضليل في تنويع قوى العدوان ومحاولة إضفاء شرعية لفعلها الشنيع، وسنتناول التفاصيل في الأجزاء اللاحقة بعون الله.

 

هذه بضع جرائم من جرائم أمريكا، وهناك المزيد وسنواصل فضح وتعداد ما نستطيع، ولكن نتساءل أين القانون الدولي والمحكمة الجنائية من الجريمة والمجرمين؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٠٧ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور