جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي

إطلاق يد المجرمين بالقتل وتهيئة التسهيلات والحماية لهم برآسة جلبي والحكيمين والمالكي وفق منهج الفتنة الطائفي والمذهبي

﴿ الحلقة السابعة عشر ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
مع دخول قوات حلف الشيطان الإرهابي العنصري المستبيح للشرائع السماوية والقوانين والمعاهدات الدولية ومرتكب الجريمة الكبرى ضد الإنسانية بزعامة أمريكا وبريطانيا وبمنهج صهيوني فاشي وبتعاون فارسي وبتواطؤ حكام عرب خونة، بحماية وخدمة كل ذلك الحشد الشرير دخلت أنواع من المرتزقة والجواسيس من المأجورين لجهات متعددة ومن جنسيات متعددة كذلك، فقد دخل عملاء من اللذين جندتهم المخابرات المركزية الأمريكية وفتحت لهم معسكرات في دول أوربا وأمريكا وكان العميل السارق احمد الجلبي معهم على أساس انه رئيس المؤتمر الوطني، وقد كنت في ذي قار يوم 22/4/2003 حين اسوروني الأمريكان وشاهدت مجموعة يلبسون زي مشابه لزي قوات الاحتلال لكنهم عراقيين فسالت ممن حولي في قاعدة علي بن أبي طالب في ذي قار من هؤلاء العراقيين قالوا هؤلاء مجندين مع الأمريكان جاءوا من النرويج والدنمرك وأمريكا وغيرها ... والبعض منهم تم تجنيدهم الآن مع القوات الأمريكية، كيف جندوا الآن؟ قالوا إن احمد الجلبي فتح مكتب تطوع لتحرير العراق وكل من يتطوع يعطيه ( 150$) وملابس من هذه التي تراها، قلت لهم: يا مرخص العراقي عند الجلبي ، ثم أردفت كم يستلم هو عن كل رأس حتى هنا يسرق؟ وتذكرت مثل كان العراقيين يرددوه (لا القحبة تتوب ولا الماء يروب) إنها مهنته وطبعه ومن شاب على شيء شاخ عليه.


ودخل عملاء إيران من إيران بطرق متعددة فالعميل باقر الحكيم وزبانيته دخلوا عن طريق الشلامجة وجماعة بدر دخلوا بطريقين اهوار ميسان مع كريم ماهود وهادي العامري وعزيز العكيلي ونوري الصافي وتسللوا إلى محافظات ذي قار والجزء الجنوبي من ميسان وواسط ومجموعة عبد العزيز الحكيم دخلت عن طريق الشهابي في واسط وآخرين عن طريق ديالى ومجاميع عن طريق السليمانية، كانت مجاميع منهم قد تسللوا عبر الحدود وعملوا كطابور خامس منذ اليوم الأول للغزو، وهذا ما انتبهت له الأجهزة الأمنية والاستخبارية وحذرت المقاتلين من أن يأتيهم من يبلغهم إن الأمور انتهت ولا فائدة من المقاومة، وبدءوا يعملوا كإدلاء عبر أجهزة كانت موزعة لهم مسبقا بإعطاء مواقع تجمعات المقاتلين والوحدات والمقرات البديلة والمؤسسات الحكومية ومواقع تحشد مقاتلي الحزب وفدائيو صدام وجيش القدس والقبائل التي كانت تقوم بعمل كمائن لقوات الغزو إثناء تقدمها والإبلاغ عن حركة القطعات العسكرية أو الشعبية، وكانوا سماسرة بحق (كواويد) في فعلهم ذاك، إضافة إلى إن مجاميع باقر الحكيم قد زورت أو ضغطت على المرجعية في النجف بإصدار فتوى وتم نشرها كالنار في الهشيم بان من يقتل في الحرب ليس شهيد وان الحرب بين ظالم وكافر فليمتنع المسلمين عن القتال لحين انجلاء الموقف، وهذا على الحوزة والمرجع السيستاني شخصيا أن يوضحوا حقيقته للتاريخ، لأنه معصية وخروج على أمر الله ومنع للمسلمين عن العمل بأحكام الدين وسنة المرسلين التي تفرض الجهاد على المسلمين عند العدوان والغزو لديارهم، وهذه ما سنأتي له تفصيلا.


بعد احتلال بغداد أطلق الأمريكان يد مليشيا عملاء إيران، والكتل التي شكلت في إيران مثل فيلق بدر والمجلس الإسلامي وحزب الدعوة اللوطية، وهي بالأساس شكلت وفق منهج فارسي منافي للدين والمذهب الجعفري بالذات – حيث إن المذهب الجعفري يعتبر الجهاد ركنا من أركان الدين - ، لم يكن إدخال مليشيا أحزاب الفتنة الطائفية الممولة والمسلحة والمدعومة بضباط وقيادات عسكرية إيرانية من حرس خميني واطلاعات الفارسية والموجهة بفتاوى مرشد حكومة إيران وفق منهج ولاية الفقيه المبتدع والمخالف لحقيقة الدين والمذهب الجعفري، حيث يقوم هذا المنهج المبتدع على سلب إرادة الإنسان وتفكيره وتبصره، وهذا في حقيقته مخالفة واضحة لما جاء في الإسلام سواء في الكتاب والسنة وسيرة السابقين من الصحابة مهاجرين وأنصار، لم يكن إدخالهم وإطلاق يدهم عفويا بل كان أمر متفق عليه مسبقا بين أمريكا وحكومة إيران التي تتظاهر إعلاميا بأنها معادية للغرب ولأمريكا وتسميهم في إعلامها الشيطان الأكبر، فكيف حدث ذلك واستمرت إيران بتضليل المسلمين إلى أن صرح ابطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني بان أمريكا ما كان لها أن تحتل العراق وأفغانستان لولا تعاون الجمهورية الإيرانية الإسلامية!!!، وهذا يخالف نصا وفقها أحكام الدين كتابا وسنة ويناقض منهج آل البيت وفقههم الذي تدعي مرجعية إيران ومرشدها كذبا وزورا إنهم يعملوا وفقه، وهذا سنفرد له ملحقا خاصا إنشاء الله.


إن السماح لأولئك المرتزقة المجرمين وبتسهيل ودعم من قوات الاحتلال الغازية لم يكن فقط لدعم تقدمها وقتل المقاومين وتصفية البعثيين وضباط الجيش فقط، بل كان إضافة لذلك هو ترسيخ لمنهج أمريكا والصهيونية الذي قبله قادة تلك الكتل المعروفين ووقعوا عليه لأمريكا، ألا هو العمل على تقسيم العراق وفق منهج عرقي ومذهبي، لذلك كانت ساحة عمل تلك الكتل ومليشياتها في محافظات الجنوب والفرات الأوسط وبغداد، ولم تطلب أمريكا منهم حتى بعد اكتمال احتلال العراق أن يكون هناك حدودا لما تفعله، حيث يقتلوا وينهبوا ويدمروا ويحرقوا ويفجروا دور ودوائر دون حساب، وهذا يجعل كل فعلهم بعلم وموافقة وتوجيه القوات الأمريكية والبريطانية المسئولة قانونا عن حماية البلد المحتل كونها قوات احتلال، إن أمريكا أطلقت يد مليشيا إيران لأسباب تخدم خطتها في العراق هي:


1. تأكدها من خلال ما تعهد به ممثلي تلك الأحزاب في المفاوضات مع أمريكا عبد العزيز الحكيم وباقر صولاغ وكريم شاهبوري (موفق الربيع) وذلك الخسيس بحر العلوم وطبعا عراب الطائفية المتعدد الارتباطات جلبي تصفية أعضاء حزب البعث وضباط القوات المسلحة وقيادات الجيش وكل أبناء العراق المناهضين والمقاومين للغزو والاحتلال والرافضين لأي شكل من أشكال التدخل والنفوذ الإيراني في العراق، ولو يعود أي إنسان بذاكرته إلى فترة بداية الاحتلال لتماثل أمامه: كيف قامت تلك المليشيا العميلة والفاجرة من قتل قياديين حزبيين وقادة عسكريين، أو إبلاغ قوات الاحتلال عن القيادات الحزبية والجماهيرية والعسكرية في حالة عدم تمكنها من قتلهم،يتم إبلاغ قوات الاحتلال لإلقاء القبض عليهم وأسرهم، وبهذا عمل هؤلاء المدعيين بالإسلام كمخبرين وجواسيس على الناس، وكم فجرت تلك المليشيات منازل الشرفاء واختطفت عوائلهم وأبنائهم ونهبت أموالهم وسياراتهم.


2. إن وأد المقاومة وإضعافها يشكل خدمة تستحق أي مستوى من التنازلات الأمريكية لصالح إيران، خاصة وان أمريكا وبريطانيا وحلفائهما عرفوا خلال الحرب وإثناء تقدمهم في ارض العراق خطورة وقدرة هؤلاء على قواتهم ومدى قدرة البعثيين ومنتسبي جيش العراق وشيوخ القبائل والوطنيين الآخرين على تنظيم مقاومة الشعب وفق الخطة الموضوعة من قبل القيادة مسبقا، وقدرة الشعب بقيادة هؤلاء الأبطال على إنزال خسائر جسيمة بقواتهم، وهذا يستحق إعطاء دور لإيران حيث إن هذا عمل تلك المليشيات سيؤدي خدمة كبرى هي قتل المقاومين وقيادات المقاومة أو هجرتهم خارج المنطقة ومن ثم خارج العراق، وان هذا التوجه سيضعف استمرار مقاومة شعبية موحدة قادرة على طرد الاحتلال، ويعطل مشروعها، وهم متأكدين كما نحن إن لا خيار آخر غير المقاومة قادر على إسقاط المشروع الشرير الإرهابي المجرم الذي يستهدف المنطقة والعالم اجمع، وهو ما أسموه الشرق الأوسط الجديد وإعادة رسم السياسة العالمية مجددا، الذي اوجب في نظر الامبريالية والصهيونية غزو العراق واستباحة القوانين والمعاهدات الدولية.


3. تكريس تلك الأحزاب وموافقتها على تنفيذ المنهج الامبريالي الصهيوني القاضي تقسيم العراق وفق رؤيا شريرة متطرفة قائمة على المذهبية والعرقية، وكان عمل تلك المليشيات موجها لهذا الغرض حيث حاولت أن تكون صورة وهمية بان جنوب العراق والفرات وحتى بغداد لها صفو مذهبية واحدة وكان العراق قائم على أساس تكوينات جغرافية مذهبية مرتبطة بإيران، ونتيجة ما لقي البعثيين والضباط والوطنيين بدت تلك المناطق (الجنوب والفرات) وكأنها مؤيدة أو مهادنة للاحتلال من خلال علاقتها بإيران المتعاونة مع الغزاة ثم المشتركة بالاحتلال والعدوان، وهذا يشكل انجازا بالنسبة لدول الاحتلال وقواتها لا يقدر بثمن ويستحق أية التنازلات لصالح إيران.


أليس إطلاق يد المجرمين بالقتل وتهيئة كل التسهيلات والحماية لهم ودعمهم جريمة ضد الإنسانية؟ هذا ما فعلته قوات الاحتلال بزعامة أمريكا فأين القانون الدولي ومحكمة الجنائية من كل ذلك؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٠ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور