لبيك يا قدس
مطلوب موقف من العرب يجعل دول الغرب تقارن بين مصالحها وانحيازها للكيان الصهيوني

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
كان نتنياهو خلال زيارته الحالية لأمريكا رجل عصابات كما هي حقيقته وليس رئيس دولة كما يحاول أن يصوره الغرب الذي جمع كل عصابات الشر الصهيونية ليمكنها من اغتصاب أرضنا وينشأ كيانا عنصريا قائما على الجريمة والعدوان والاغتصاب والفاشية، وجاء خطابه أمام اجتماع منظمة ايباك مليء بالغطرسة والعنجهية والصلف ليعلن باستهتار إن القدس ليست مستوطنة بل هي عاصمة إسرائيل!. متجاهلا كل المجتمع الدولي وحقائق التاريخ والجغرافيا والمعاهدات الدولية ونسى إن وجود الكيان الصهيوني أمرا غير شرعي أصلا.


لماذا يتصرف نتنياهو بعنجهية وصلف:


كل من تابع اجتماع المنظمة الصهيونية أو المتصهينة (ايباك) يقدر أن يعرف لماذا يتصرف هذا المجرم الدولي باستهتار وعنجهية، فأكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أعضاء في منظمة ايباك وحوالي ثلث الكونكرس أيضا، وهذا يعني إن الصهيونية هي صاحبة القرار السياسي في أمريكا، ولهذا يتصرف هذا المجرم وكأنه الحاكم الفعلي لأمريكا، فلا يحترم إدارتها ولا يعتبر احتجاجها أو عدم رضاها عما يعمل ويقرر ذا قيمة، وهو يتابع تصريحات القادة العسكريين للجيوش الأمريكية وسمع ما قاله احد الجنرالات إن أمريكا تدفع ثمن السياسة الصهيونية من دم جنودها واقتصادها ولم يثير هذا التصريح الذي جاء بكل الحقيقة من يهتم به، هذا بالنسبة لأمريكا.


ومرت العملية القذرة لاختيال المبحوح والقرصنة الصهيونية وجريمتها المركبة في ذلك العمل الدنيء دون أن تهز إدارات ومجالس الديمقراطية والدول التي تعتبر سيادتها شيء مقدس دون رد يتناسب مع الفعل وانعكاساته على مواطني تلك الدول، حتى الإجراء الخجول الذي قامت به الخارجية البريطانية لم يكن مناسبا لحجم الاستهانة بسيادة بريطانيا ومواطنيها، فهذا سبب آخر يجعله يتصرف بان هذه الدول كلها لا يمكنها أن تتخذ إجراءات ذات شأن ضد الكيان الصهيوني، أي انه يحسب حساب رضا القوى المتطرفة في داخل الكيان ولكنه لا يحترم تلك الدول. هذا بالنسبة لدول أوربا والدول المرتبطة بها كاستراليا.


الموقف العربي عموما والفلسطيني خصوصا وتداعياته وعدم وجود إستراتيجية عربية لمواجهة الصلف والاستهتار الصهيوني يجعل نتنياهو يتصرف هكذا، لو اتخذ كل العرب اللذين يقيموا علاقات علنية أو سرية! قرارا كالذي اتخذه شعب وقيادة موريتانيا العظمى لكان هناك كلام آخر وحساب آخر فعلى كل الأنظمة أن تتخذ موقفا من هذا التداعي، وأتصور إن ما كتبته في رسالتي المفتوحة لمؤتمر القمة في سرت يصلح أن يكون ورقة يمكن للدول والمنظمات العربية الشعبية والمهنية أن تغنيها وتعتمدها كأساس لعمل عربي مشترك لمواجهة ذلك.


على قوى الثورة والمقاومة في فلسطين أولا والوطن العربي كله أن تعمل على توحيد جهدها وجهادها وان تترفع عن الصغائر والخداع فلا تحرير ولا دولة فلسطينية دون مقاومة فاعلة تجبر العدو وحلفائه على أن يحسبوا حجم خسائره وفوائده من استمرار العنف والاحتلال.


على القمة العربية أن تتخذ قرارا ملزما للتعامل التجاري والاقتصادي مع كل دول العالم على ضوء موقفها من قضايا الأمة.


القدس ليست قضية للتفاوض والاستجداء، القدس إحدى أهم مقدساتنا مسلمين كنا أو مسيحيين، ويتطلب موقف مهما كلف فلا شيء اكبر من المقدسات والشرف. والله أمر وسيحاسب على مخالفة أمره.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٩ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور