ماذا تفعل أمريكا في العراق ؟ ديمقراطية الموت أم موت للديمقراطية

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

الديمقراطية التي وردتها أمريكا للعراق عبر الإرهاب والعدوان والجريمة ما حقيقتها ؟ بعد أن سعت أمريكا ووضعت أسس العمل الدي مقرا طي في العراق، بعد أن حددت إن المحاصصة هي أساس توزيع السلطة وان العمل السياسي يقوم على أسس التوافقية وتقسيم الغنائم على أطراف العملية السياسية (المرتزقة الجواسيس اللذين استأجرتهم أمريكا ليكونوا مبررا لها لغزو العراق وتدميره وأيضا أدلاء ومرتزقة لخدمة مخططاتها)، فقد عملت أمريكا بشكل مباشر وغير مباشر من خلال توظيف مرتزقتها بكل مرجعياتهم غربية شرقية وأيا كانت أغطيتهم دينية - مذهبية أو عرقية أو علمانية أو مهما كانت أولياتهم معممين أو ملثمين أو فرنجة وسوابقهم مثليين وتافهين أو منحرفين وشاذين أو لصوص وسراق فكل شيء ينفع والغاية تبرر الواسطة، وكلما كان الجاسوس ساقطا يكون أفضل، لأنه سهلا للشراء والارتزاق وجاهزا للخيانة والرذيلة، بهؤلاء دخلت أمريكا وعليهم اعتمدت في تطبيق مخططها الإرهابي الشرير الذي كشفت المجرمة كونديزا رايس جزءا منه وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يضم في جوانبه، وما لم يعلن معروف وليس بخافي علينا، فالعدوان على العراق ومن ثم افتعال حادث 11/9/2001 واحتلال أفغانستان لم يكن كما أعلن لمحاربة الإرهاب، فأي إرهاب يحاربه الأمريكان والصهاينة وحلفائهم ومن هو الذي اوجد ونمى ومول الإرهاب والجريمة في العالم؟ منذ القدم ولحد اليوم هم صناع الإرهاب ومسببيه وممارسيه، فأمريكا المجرمة النووية الأولى والوحيدة في العالم وأول من نفذ الإرهاب على المعمورة، وهي أول من اعترف بالكيان الغاصب الاستيطاني في فلسطين القائم أساسا على الإرهاب والجريمة والقتل والعنصرية، وهو الآن الداعمة والراعية للإرهاب في كل مكان خصوصا في العراق وفلسطين وأفغانستان،

 

وما حربها الوهمية على الإرهاب الوهمي، وهو مجاميع من العصابات التي سعت هي، وألزمت إذا لم تكن أجبرت أنظمة وحكام، واشترت ووظفت معممين ليكونوا دعاة ومجندين للشباب العربي والمسلم ليشكلوا تلك المجاميع من المجاهدين، وهي التي مولتهم وفرضت على دول معروفة تمويلهم وهي التي سلحتهم وفرضت على الباكستان أن تفتح لهم أراضيها لينشئوا معسكرات وان تفتح لهم الحدود وتؤمن لهم الطرق للمرور إلى أفغانستان، ثم غدرت بهم واعتبرتهم ارهابين ومجرمين، بعد أن انتهت مدة إيجارهم والهدف الذي جندوا لأجله وهم غافلين ومغفلين، وحري بالمغدور أن يثأر لنفسه، فكانوا عدوا لأمريكا والأنظمة التي شاركت معها في تجنيدهم كمرتزقة ليقاتلوا نيابة عنها، لكنهم لم يستفيدوا من فرصة فضح أمريكا بل أضافوا اخطاءا للخطأ الأول وهذا ما سنتطرق له في مسلسل مقالاتنا في جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي بمعاداتهم كل العالم واعتبارهم كل ارض الله ساحة لصراعهم مع أمريكا، حتى باتوا منبوذين يحاربهم العالم كله، فحرب أمريكا لم تكن حقيقة حربا ضد الإرهاب الذي أفشته ومولته وشكلته ودعمته بل كان كلام حق يراد به باطل.

 

أمريكا الآن ومن قبل وستظل راعية الإرهاب، لكن الإرهاب الذي يخدم مصالحها ويحقق مخططاتها ومنهجها بالاستحواذ والهيمنة على العالم تعتبره أمرا مقبولا ومرحب به ويستحق الدعم والتمويل، أما مقاومة الإرهاب الرسمي وإرهاب الدول التي تمثل أعلى وأبشع صوره الإدارات الأمريكية وحكوماتها الخفية والعلنية، وتجسده بأكثر صوره إجراما وعنصرية الصهيونية وكيانها المسخ في فلسطين العربية، فهو إرهاب وعنف وتمرد يجب أن تسخر أمريكا كل إمكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية ويجب أن يحشد ويمول كل أشرار الأرض ومافيا الجريمة والتجارة السوداء بكل أنواعها واللصوص وشاذي الجنس البشري وجميع المنحرفين والمستعدين لارتكاب أي جريمة مقابل المال، فهذا نضال وطني وتحرير للأوطان والدول، وهو ما جرى في العراق بعدوانها عليه تحت ذريعة تحرير العراق وتدمير أسلحته وبناء نموذج للدي مقراطية، وهو ما يجري الآن لأجل لإنشاء دولة القانون والديمقراطية،

 

إن إجراء انتخابات مقيدة وموضوعة النتائج سلفا ليست ديمقراطية، وحتى لو كانت انتخابات صحيحة فالانتخابات ليست الديمقراطية، أية ديمقراطية هذه التي كلما جرت فيها انتخابات تضاعف القتل للشعب وامتهن الناس وأذل المواطن واغتصب رجلا كان أو امرأة؟ أية ديمقراطية هذه التي تقصي لجنة حتى أصحابها لا يعترفوا بشرعيتها، تستطيع أن تجتث وتستبعد من حصل على ثقة الشعب وفاز بالانتخابات؟ هل لجنة مكونة من كم سبعة .. عشرة .. اقل أكثر.. تلغي رأي الشعب، عابت هل الديمقراطية، الشعوب والأنظمة والحكومات الديمقراطية عندما تريد أن تتخذ قرار مهم لا تكتفي بموافقة وتصويت البرلمان لان الشعب اكبر من البرلمان وهو صاحب الرأي النهائي، أما في العراق المحتل فالأمر يختلف لجنة مشكوك في شرعية تشكيلها لها حق استبعاد المرشحين ومن ثم الفائزين، لو لاحظ أي مواطن أو مراقب إن الاجتثاث والاستبعاد والتهميش لا يشمل اللذين جاءوا تحت بساطيل الاحتلال مجندين ضد العراق وإدلاء للغزاة وجواسيس على الوطن، يستطيع أن يفهم عمل لجنة الاجتثاث والمحكمة الاتحادية، وهو إن أي مرشح لم يوقع عند المخابرات المركزية والموساد واطلاعات ويؤدي الولاء للعملاء ويتعهد بالعمل على منهج الاحتلال ومخططاته يعتبر غير مرغوب به وان انتخبه الشعب، فتبا لهذه الديمقراطية ولكل العملية السياسية ومخرجاتها، وسحقا لديمقراطية القتل والجريمة والفرقة والفتنة واستباحة الإنسان ومقدساته.

 

العملية السياسية هي الفتنة والقتل والجريمة فأسقطوها أيها الشرفاء.

لا طريق للتحرير والبناء إلا بالمقاومة والجهاد.

عاش العراق .. عاش الشعب .. عاشت المقاومة.

يسقط الاحتلال وأذنابه.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور