جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي
تجنيد أسرى الحرب واللاجئين كمرتزقة وتغذية العصابات واللصوص كمعارضة
وقتل المراجع الدينية والشخصيات الوطنية والمثقفين لتشويه نظام الحكم

﴿ الجزء العاشر ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
بدأ توظيف الدين كأحد أسلحة العدوان ضد شعب العراق أمريكيا منذ انتهاء عمليات العدوان الثلاثيني وتفكك الحلف الشرير الذي شكلته أمريكا تحت شعار تحرير الكويت والدفاع عن الشرعية الدولية، فعمدت إلى التنسيق مع إيران لقيامها بالصفحة المتداخلة صفحة الخيانة والغدر في محافظات الجنوب والفرات الأوسط وفي محافظات الحكم الذاتي الأول عبر مليشيات الدعوة والمجلس الإسلامي وبدر والثانية عبر مليشيات برزاني وطلباني، فكان ما تطرقنا له سابقا، لكن أمريكا بدأت أسلوبا جديدا خصوصا بعد اندحار تلك المليشيات وسقوط الفتنة فكانت فرض منطقتي الحظر شمال الخط 36 وجنوب الخط 32 والتي أريد منها التأسيس لتقسيم العراق وفق منظور عدواني شرير هو العرقية والمذهبية، لكن أبناء العراق في الجنوب والفرات اسقط المخطط وأفشله، وتم استخدام منطقة الحكم الذاتي كملاذ امن لنشاط وعمل المخابرات المتعددة كما مر.


وكان من نتائج الحرب وإفرازاتها وقوع إعداد ليست قليلة من العراقيين أسرى، ونتيجة الإعلام المعادي والتضليل والكذب الذي يعتمده فقد لجأت إعداد من المواطنين ممن تورطوا بصفحة الخيانة والغدر إلى قوات الاحتلال وإيران، كما إن إعدادا غير قليلة من المواطنين لجئت لدول الجوار العراقي نتيجة القصف الصاروخي والجوي الذي امتد 42يوما من قبل حلف العدوان الإرهابي، هؤلاء جميعا استخدموا كمادة لمخطط أمريكي صهيوني فارسي لتجنيدهم ضد العراق فكان معسكرا رفحه والارطاوية أول محطات التجنيد للعراقيين، وبداية تنسيق أمريكا إيران وحكام الكويت لعمل معادي مستمر ضد شعب العراق، وهنا يحضر أي مراقب سؤال كيف التقى هؤلاء اللذين يدعون الإسلام مع من يعلنوا الحرب على الإسلام وما هي حقيقته؟ وكيف تحول الشيطان الأكبر إلى حليف عبر وسطاء؟ وكيف التقى الشياطين عبر ذلك المنهج الشرير؟ بعد أن انتهت العمليات العسكرية وتم إعادة آل صباح لحكم الكويت بدأت أمريكا عملها اللاحق فكانت المحطة الأولى تجنيد الشباب من العراقيين اللاجئين في تلك المعسكرات ومن يوافق على ذلك يتم نقله إلى دول أوربا مثل الدانمرك والنرويج وأمريكا نفسها وهناك تم تدريب حوالي 4000عراقي عبر الجاسوس الأمريكي عراقي الأصل احمد جلبي وتم نقل بعض العوائل إلى إيران بناءا على طلبهم لان أمريكا وضمن موقف حكومة إيران خلال العدوان عام 1991 بدأت تعتبر إيران إحدى القوى الحليفة، وان العراقيين اللذين سيكونوا في إيران هم جزء مما تريد.


هنا اطرح سؤالا كيف التقى هؤلاء مع أمريكا زعيمة البغي والإرهاب والعدوان والحليفة والحامية للصهيونية العالمية وكيانها الغاصب في فلسطين إن كانوا فعلا إسلاميين وادعائهم حقيقيا في منهجهم المعلن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية حزب الدعوة الإسلامية فيلق بدر!؟ وكيف وافقت مرجعيتهم على ذلك ؟ فإما هم أصلا لا علاقة لهم بالإسلام ولا مرجعيتهم فعندما قدمت لهم أمريكا المال وهو ما يسعون له أغراهم ذلك فتجندوا مع حلف الشيطان وصاروا لا يختلفون بشيء عن احمد جلبي فبدئوا أعمالهم العدوانية ضد العراق تمثل بقطع الطرق واغتيال القادة الجماهيريين والعسكريين وشن غارات خاطفة على معسكرات خلفية ومناطق نائية وإحداث أعمال تخريب كالسيارات المفخخة والتعرض على سيطرات الطرق الخارجية واختطاف منتسبي المشاريع التنموية وسرقة آلياتها وغيرها من الأعمال الدنيئة، كما كان يحدث خصوصا في محافظات الجنوب المجاهدة، وعمد آل صباح بالاتصال ببعض العناصر التي ارتحلت للعراق بعد دخول الجيش العراقي للكويت وبدأت تجندهم لأعمال تخريبية وأهمها العمل على نشر الفكر الوهابي التخريبي عبر إقامة مساجد خاصة بذلك ونشر مطبوعات وكتيبات عنه وتجنيد بعض الشباب وأئمة مساجد لذلك بحيث غدا الفكر التكفيري واحدا من الأفكار الهدامة المتطرفة وبدأت بعض كتيباتهم المستنسخة تظهر في شارع المتنبي وبعض أماكن بيع الكتب القديمة في بغداد والمحافظات، وكان أسلوب أجهزة المخابرات الكويتية بتمويل هذا العمل هو التواصل أو اللقاء معها في الأردن حتى بات بعضهم في سفر دائم، وقد تم الانتباه لذلك من قبل أجهزة الأمن العراقية وتم التعامل مع هؤلاء كما هو التعامل مع عملاء إيران،وهذا لم يكن من فعل أجهزة الكويت وحدها بل كان بتوجيه وتخطيط المخابرات الأمريكية، كما بدأت عمليات التعامل وتنشيط العمل العدائي والتخريبي بتشجيع المهربين واللصوص والخارجين على القانون كما مر في أجزاء سابقة لتنمية تلك العناصر ونقلها إلى أن تكون عصابات قابلة للتطوير لتتحول إلى مافيا في المنطقة عموما، وان تتكون ثقافة في المجتمع هي ثقافة السرقة والفساد والمتاجرة بالممنوعات وبذلك ينجح المخطط الشرير في تدمير قيم المجتمعات الإسلامية وتدمير أخلاقها العظيمة التي أمر بها الله ورسوله، وهو احد أهم غايات العدوان الأمريكي الصهيوني على العرب والإسلام والتي سموها الحرب على الإرهاب.


أما إيران وأتباعها ومليشيا الأحزاب الطائفية التابعة لها والتي تنفذ أجندتها في العراق فقد نحت منحا آخر بعد عمليات القتل والجرائم الشنيعة التي ارتكبتها خلال صفحة الغدر والخيانة التي لم يفعلها كافر وكأمثلة على أفعالها الإجرامية قتل الشاعر هادي العكاشي بطريقة سادية وهي قطع لسانه لكونه كان يلقي قصائد تمجد انتصارات جيش القادسية وكذلك الشاعر فلاح عسكر في محافظتي النجف وبابل، وقتل المرحوم طه ياسين محافظ ذي قار عن طريق وضع إطار سيارة في عنقه وإشعال النار فيه حيا، وحرق جثة المرحوم خليل ناصر الشحماني بعد قتله في محافظة واسط/ الحي، و..و.. كثيرة جرائمهم ويخجل المرء أن يكتب كل ما يعرف.


لكنها إضافة إلى تبنيها وتمويلها لكل العناصر السيئة فقد اعتمدتهما كمهربي مخدرات كما كان يجري في اعتماد الخارجين على القانون في مناطق الاهوار لتهريب المخدرات من إيران إلى دول الخليج العربي خصوصا السعودية والكويت عبر العراق حتى بات هناك طريق يعرف بطريق الحشيشة والمخدرات، وهذه التجارة (تجارة المخدرات تابعة لشخصيات ومراجع دينية إيران وبشراكة الأخوين الحكيم محمد باقر وعبد العزيز، وانتهجت اسلوبا إجراميا يتنافى مع قيم وأخلاق الدين والشرف وهو استهداف المراجع الدينية الجعفرية في النجف كما جرى من قتل عملاء نظام إيران وحكومته الإسلامية! بقتل المرجع البروجردي، ولاحقا المرجع الديني الأعلى السيد محمد صادق الصدر، الذي كانت حكومة إيران ومرجعيتها تعتبره عدوها اللدود وتصفه بعميل صدام وضابط المخابرات العراقية وعند استشهاده تغير موقفها ووصفته بالشهيد وادعت إن المخابرات العراقية هي التي قتلته!!! وهم يعلموا من الذي قتله فعلا ومن الذي كان يحرض على قتله!! وانبرى الإعلام الأمريكي والإيراني معا لاستغلال قتله لتشويه سمعة النظام عبر الادعاء بان أجهزة المخابرات العراقية هي التي قتلته. هذه نماذج من جرائم إيران وعصاباتها في العراق، وأعمالها التي يندى منها جبين البشرية. وسنخصص مبحثا خاصا عن تناقض فقه المرجعيات الفارسية مع فقه آل بيت النبوة اللذين اذهب عنهم الله الرجس وطهرهم تطهيرا وصلى وملائكته عليهم وأمر المؤمنين بالصلاة عليهم، ونبين بشكل جلي كذب حكام إيران في كونهم يمثلوا المذهب الجعفري.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٥ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور