الانتخابات
(( والمفاجئات الخطيرة في مستقبل هوية العراق  ومصير الأمة العربية ))

 
 
شبكة المنصور
أبو علي الياســـري - العراق المحتل / النجف الاشرف

من الأمور المهمة التي تجعلني أن أشير للاحتمالات والمفاجئات الخطيرة التي قد تظهر بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية والتي  ستؤثر حتما على هوية العراق وأمتنا العربية في حالة تزويرها من اجل بقاء الصفويين على دفة الحكم في العراق  .. ولهذا السبب .. ارتأيت أن اكتب هذا الموضوع المهم ليس من اجل التعبير الإنشائي وإنما لأنبه أبناء شعبنا وامتنا العربية قبل وقوعه .. فعلى إخوتي القراء أن يسمحوا لي أن اطرح  وجهة نظري التي تتكون من الاحتمالين المدرجين أدناه والذين  يتعلقان  بالمرحلة الخطيرة بعد الانتخابات  والتي ستعم بالعراق وهو اليوم يرضخ تحت الاحتلالين الأميركي والإيراني وكما يلي ..:

 

1. الاحتمال الأول : إذ كانت أدارة ( اوباما ) جادة في تصحيح  إستراتيجيتها بسبب ما لمسته من الأذى الشامل الذي لحق بسمعة دولتها وشعبها ومصالحها  في دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي جراء الإستراتيجية الإرهابية التي سلكتها  إدارة ( بوش ) الإجرامية في احتلالها للعراق والتي سببت في زعزعة المنطقة عربيا وإقليميا ودوليا وفي زمن صعب وأميركا تعاني من اقتصاد  متردي وشامل بسبب العجز المالي الذي لحق في جميع مرافقها الاقتصادية والصناعية  والزراعية والعسكرية والصحية والمالية والخ , فإن كان الشعور هذا هو السائد لدى إدارة ( اوباما ) أو أصحاب القرار السياسي الأميركي من خلال إدراكهما بالخطر القادم على مصالح وأمن أميركا القومي جراء الخطأ الإستراتيجي الذي اتبعته إدارة المجرم بوش في احتلال العراق والسماح لإيران بإدخال أجندتها المتمثلة  بجميع الكتل والأحزاب والميليشيات الصفوية إلى العراق  ثم استحواذ هذه الأجندة  الطائفية على  الحكم  وبموجب منهج محاصصاتي وبإشراف شامل وكامل من إيران لأجل سيطرتها على  جميع شؤون العراق الداخلية  طيلة السبع سنوات من احتلاله .. فهذا شيء جيد ومطمئن ..

 

ولكن الشيء الذي يجعل المراقب السياسي غير مطمئن لما ذكر في  أعلاه هو التجربة التي  جربها الشعب العراقي جراء السياسة الأميركية أبان حكم الإدارتين ( بوش واوباما ) واللتان جعلتا من هذا  الاحتمال ضعيفا جدا  للشكوك التي تراود  الغيارى من أبناء شعب العراق وهم يحللون الموقف بأنه ( لولا إيران لما نجحت  أميركا في تنفيذ إستراتيجيتها باحتلال العراق  .. والدليل على ذلك التصريحات التي صدرت وتصدر الآن من  كبار الساسة الايرانين أمام العالم بأنه لولا إيران لما استطاعت أميركيا  من احتلال العراق هذا من جانب , أما الجانب الآخر والذي اثبت  صحت هذه الشكوك هو (عدم اهتمام الإدارة الأميركية من جميع التصرفات والقرارات  التي تقوم بها حكومة الاحتلال المالكية الصفوية سواء كان في  اجتثاث الكثير من الوطنيين العراقيين  الذين رشحوا لانتخابات البرلمان وفي وقت حرج جدا يسبق الانتخابات بأيام معدودة ’,وما تقدمه الإدارة الأميركية  من عون لوجستي  من خلال زج قواتها المسندة بالطائرات مع تشكيلات حكومة المالكي الصفوية لاعتقال الآلاف  من العراقيين الوطنيين  الذين تهيئوا  لانتخاب ممثليهم في الكثير من المحافظات العراقية ) ... وهذا يجعلنا أن نستدل ونتأكد بصورة دقيقة بان سياسة إدارة (اوباما ) إنما هي مكملة لسياسة إدارة المجرم بوش .. أي تريد إشغال العراق والمنطقة بالطائفية من خلال الحفاظ على هذه الكتل والأحزاب والميليشيات الصفوية الموالية لإيران وإغراق العراق بالحروب الداخلية والقتل والتهجير  .. وهذا يجعلنا أن نتأكد بان أميركا جاءت ليس فقط لاحتلال وتدمير العراق  وإنما هدفها الرئيسي هو تقسيم العراق الذي  تنوي به  مسح واجتثاث  هويته العربية .

 

2. الاحتمال الثاني :  لقد استغلت أميركا  ظرف العراق المحتل من قبلها وغيابه عن الساحة العربية نتيجة ضعفه العام جراء حل جيشه الباسل وحل جميع مؤسساته الأمنية منتهزتا تدمير بنياته التحية .. هذه الأمور المهمة والأساسية سهلت لأميركا إكمال سياستها المعروفة في  تبليط طريقها التي رسمته في تنفيذ استراتيجيها المعروفة بمشروع الشرق الأوسط الذي  أعلنته الإدارة الأميركية  السابقة بعد احتلال العراق من قبل وسائلها  إلاعلامية التي تنقل خطابات وتصريحات كبار المسئولين الأميركيين آنذاك من دون تنفيذه ... والسبب في ذلك هو لإعطاء  الوقت الكافي للإدارة التي ستليها أي ( إدارة اوباما ) والذي سيساعدها على الاستفادة من تجاربها مع إيران وأجندتها المتواجدة في العراق طيلة السبع سنوات الماضية وفي زمن  والأغلبية من الدول العربية غير مهتمة في احتلال العراق لأنها مغلوبة على أمرها , واليوم ومن بعد أن استحضرت وأكملت إدارة ( اوباما ) جميع تجاربها السياسية مع إيران من خلال  إطباق سيطرتها  مخابراتيا على جميع أجندات إيران الطائفية بعد استلامهم للحكم  في العراق والذي  سهل لها الهيمنة والسيطرة على العراق بفضل ( إيران ) التي ساهمت مساهمة فعالة في دعم وإسناد  أجندتها من ( الكتل والأحزاب والميليشيات ) الطائفية جعل بأميركا أن تسلك طريقا جديدا مع دول المنطقة بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة لان تلعب معهم لعبة  التحذير والترهيب  منذرتا إياهم بالقوة التي تمتلكها إيران بوصولها إلى الحافات النهائية في امتلاكها للأسلحة النووية.. وبهذا التكتيك ستستطيع أميركا أن تنفذ  وتكمل إستراتيجيتها  المعروفة بمشروع الشرق الأوسط  للدول العربية ودول الخليج العربي , وهذا يكون من خلال  تقاسم السياسة والمصالح المشتركة مع إيران بدعم نفوذاتها سواء كان ذلك من العراق الذي أصبح القاعدة  المهمة والكبيرة في تغير الكثير من  السياسيات العربية ومصدر كبير في تهديد وزعزعة استقرار دول المنطقة والخليج العربي وبالتناوب مع  النفوذات الإيرانية التي تقطن الدول العربية منذ وقت بعيد وخاصة النفوذات الموجودة في دول الخليج العربي ..

 

من هنا أوجه ندائي للنظام الرسمي العربي ولأبناء امتنا العربية على خطورة الوضع في المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة للمرحلة الجديدة والخطرة التي ستنذر لا سمح الله باجتثاث هوية امتنا العربية  بواسطة الشر القادم الذي يريد إعادة إمبراطورية الفرس  المعروفة عربيا وإسلاميا ودوليا بإمبراطورية بلاد فارس المجوسية .....  والحر تكفيه الإشارة .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢١ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور