رسالة الى الاخ العقيد معمر القذافي

 
 
شبكة المنصور
أبو علي الياســـري

بسم الله الرحمن الرحيم

( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا )) صدق الله العظيم الأحزاب 72

 

الأخ العزيز / العقيد معمر ألقذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة المحترم

 

أحييكم ومن خلالكم احيي أولياء أمور امتنا  بتحية العرب الذي نورهم الله (جل وعلا )وأكرمهم  بنور الشفيع  الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وباركهم بالإسلام دينا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

الموضوع / ( أمانة الله ورسوله والأمة )

 

إن من أعظم مظاهر الأمانة  التي يتحلي بها  القائد هو مصداقيته في  صدق الحديث الذي يتحدث به  , وصدقه  في المعاملة التي  تبعده عن  الخداع والتزوير مهما كانت مصلحة القائد التي تحقق له ولإتباعه المنفعة ..الصدق في العزم والتصميم الذي إذا عزم على  فعل  شيء  يفعل ولا يتردد في اتخاذ أي قرار وهو متأكد بان القرار  الذي سيتخذه هو قرار  مبني على العزم والتصميم والثبات ..لقد أمرنا الله عزوجل بعدم خيانة الأمانة وكما  جاء في  محكم كتابه الكريم ( يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون ) صدق الله العظيم ..

 

سيادة الأخ قائد الثورة :

رسالتي التي تحمل عنوان   ( أمانة الله ورسوله والأمة ) هي الوصية التي كتمتها منذ فترة  طويلة  بعد أن طال الفراق بين شقيقكم العراق وأمته العربية .. فترة تجاوزت  السبع سنوات وبلدكم  العراق محتل احتلالين أميركي وإيراني ولم استطع أن ائتمنها لأحد بالرغم من انعقاد  عدة مؤتمرات قمم عربية هنا وهناك .. واليوم ومن بعد أن اقترب موعد قمة العرب في بلدنا ليبيا ألقذافي عزمت  أن انقل وصيتي المؤطرة بأمانة الله ورسوله والأمة  في عنقكم سيدي العزيز , وذلك  لأنك القائد  الذي تتوفر في شخصكم  مظاهر الأمانة لما يحمله ضميركم العربي من صدق الحديث وعزمكم الذي لا يلين  في اتخاذ القرار ومهما كانت عواقبه إقليميا ودوليا ..الخ ... هذه  الصفات التي ذكرتها في شخصكم  هو ليس من اجل التقرب لأنني بعيد عنكم ولا من اجل أن انتفع من شخصكم ماديا لأنني والحمد لله أعيش في وطن يطوف على بحر من نفط  .. والذي جعلني  أن ائتمنك على هذه الأمانة  هو الدليل  الثابت الذي أحسست  به  ولمسته  بلمس اليد والسمع والنظر  ويلمسه معي  الكثير من العرب والمسلمون من خلال خطاباتكم الرسمية في  القمم العربية والإفريقية آخرها الموقف التاريخي الذي تباهت به امتنا والذي أضئت به التاريخ من على منصة الأمم المتحدة .لا أريد الإطالة  في رسالتي هذه لان سيادتكم أكيد اطلعتم على رسالتي الأولية  المعنونة إلى الصحف الثورية الليبية والتي أرسلتها عن طريق  موقع حركة اللجان الثورية والعنوان البريدي الخاص بالسيد رئيس وزراء الجماهيرية الليبية  راجيا منهما نشرها في صحفكم الرسمية  والسبب هو اطمئناني على وصولها إلى الشعب العربي أينما وجد  ليترقب رسالتي  الثانية المعنونة إلى سيادتكم والتي تحمل موضوعها ( أمانة الله  ورسوله والوطن ) .

 

نعم سيدي القائد إنها الوصية التي هي أمانة أحملكم إياها  وأطالبكم بها غدا أمام الله  ورسوله والأمة  بنقلها من خلالكم إلى السادة أصحاب السيادة والجلالة والسمو والمعالي سواء كان  ذلك على الهواء  أثناء  افتتاح مؤتمركم الموقر أو توزيعها كوثيقة مواطن عربي له الحق الشرعي ليعرض جرحه الثخين المطعون في عرضه وأرضه وماله ا ليسمعوا ما فيها عسى أن تتألم لها الضمائر لتنهض من السبات الذي طال أمده وخجل له التاريخ لما أصاب هذه الأمة ودولها من ضعف وهوان وبكت عليها أرواح القادة العرب العظام عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وعمر المختار وثوار الحركات التحررية العربية ..فاسمح لي سيادة القائد  أن تقرأ  (وصيتي) لأولياء أمور امتنا المجتمعين في القمة والتي هي  (أسئلة ومطالب) تخص سيادتهم عسى أن ينقذوا العراق والأمة من الاجتثاث المرتقب في وجودها وهويتها العربية ... وهي :ـ

 

من هو العراق ؟ : هل هو  من أقدم الحضارات أم هو  من أقذر القارات ؟ وما هي اللغة التي يتكلم بها شعب العراق ؟ هل هي من لغة الضاد أم من لغة  أخرى ؟ وهل تعلمون أيها السادة  أصحاب السيادة والجلالة والسمو ما حل بالعراق ؟ أخشى أنكم تظنون بان الذي حدث في العراق  هو ثورة عمرانية وصناعية حضارية , وان الذي قام بهذه الثورة قوات عسكرية أميركية وميليشيات وأحزاب  إيرانية  !!!.

 

ومع هذا ... هل تعلمون ما هي المسافة التي قطعتها  هذه  القوات  من اجل الوصول إلى العراق ؟ وهل عرفتم  بان عراق ما قبل سنة 2003 م هو اليوم عراق سنة 1920م ؟ . اسألوا وتساءلوا  فيما بينكم عافاكم الله ... ما هو السبب الرئيسي في كسر العمود الفولاذي  للجناح  الشرقي للأمة  العربية ؟ ... من المحتمل سيجيبكم الأشرار ( عفوا ) الأصدقاء  لأنه امتلك  أسلحة الدمار الشامل وله علاقة مع القاعدة !! ومع هذا أيها السادة لم  لا تسألوا وتطالبوا  بالدلائل والمعلومات والوثائق  لكي تطمئنوا  والأمة والعالم بامتلاكه كذا وكذا من مهازل آخر الزمان ؟ لماذا لم تفتشوا وتسألوا عن الذي أساء لكم وللأمة وللعراق ؟ أليس هم  من المبتذلين المنافقين الذين زودوا دولة الشر (عفوا ) الصديقة  هكذا معلومات ؟ .. لماذا لم تسألوا وتطالبوا  هيئاتكم الدبلوماسية  بالإثباتات التي كذب بموجبها  المجرم ( عفوا ) الصديق ( كولن بأول ) في مجلس الأمن وهو يعرض  صور لعربات  تحمل ما امتلكه العراق ؟ ولماذا لم تفتشوا وتطالبوا أو حتى تعقبوا عن المذكرة السرية التي وقعت بين المجرم (عفوا ) الصديق  بوش الجمهوري  وذيله بلير العمال ؟ ولماذا لم تسألوا وتطالبوا عن الأسباب التي أدت إلى استقالة ( جورج تنت ) من الاستخبارات ؟ .. لماذا لم تسألوا أو تحاجوا عن الأسباب التي أدت بالمجرم ( عفوا ) الصديق  بوش الاعتراف بخطأ الحرب على العراق ؟ لماذا لم تسالوا وتطالبوا لتتا كدوا من منظمة اونسكوم ومفتشيها الذين نخروا كل شيء على وتحت ارض  العراق ولم يعثروا على ملغم واحد من ما يريده الأشرار ( عفوا ) الأصدقاء  ؟

 

هل سألتم يوما السيدين بطرس غالي وكوفي انان عن السبب الذي  جعلهما أن  يصرحا  بخصوص احتلال شقيقكم العراق ؟   وهل سألتم بصفتكم أولياء أمور هذه الأمة  السيدين الخبيرين في القانون الدولي البريطانيين ( مايكل وود وإليزابيث ) عن وجهة نظرهم القانونية بخصوص الحرب واحتلال العراق ؟ لماذا لم تسألوا ممثليكم في الأمم المتحدة عن المادة القانونية التي يتكفل به القانون الدولي بالحرب واحتلال العراق ليطمئن له الشعب العربي ومن ضمنه العراقي ؟ هل هو  احتلال شرعي أم غير شرعي ؟  ... ومع هذا  أود أن اسالكم أيها السادة  أولياء أمور شرفنا وأرضنا وديننا ومالنا وديارنا هذا  السؤال ... هل العراق الآن محتل أم انه مختبر لإجراء تجربة ديمقراطية لمشروع مهم في مستقبل الأمة العربية ؟ فان كان الجواب بأنه محتل .. إذن ما الذي  تنتظروه ؟ هل تنتظرون احتلال دولا أخرى أم ماذا ؟ وهل سمعتم بالشعب البريطاني والبعض من سياسيه وهم يحققون مع بلير بسبب ما فعله بالعراق ؟

 

إذن ما الذي جرى لكم والبعض من أشقائنا مهتم اهتماما كبيرا بالمشروع السياسي لعملاء الاحتلال وجواسيسه ؟ وما هو رأيكم  بجامعتنا العربية المنشغلة في  المشروع السياسي للاحتلال الأميركي في العراق ؟  أليس غريبا  عليكم أن تقوم الجامعة العربية  بنفس الدور مع أي دولة عربية  تحتل  احتلالا ايرانيا أو إسرائيليا أو أميركيا ؟ وهل انتم  مقتنعين بالعمليات السياسية المخابراتية الأميركية الإيرانية ؟ إذن  لماذا تجتمعون الآن ؟ هل لتحرير العراق من الاحتلالين أم لتثبيت الاستقرار في المنطقة من دون الحفاظ على هوية العراق العربية  ؟ وما هو مستقبل هوية العراق ؟ وهل باجتثاث هوية العراق تستطيعون أن تحافظوا على هوية الأمة من الاجتثاث ؟

 

ثم اسألوا وتساءلوا وتباحثوا فيما بينكم ماذا بعد العراق ؟ ومن هو الخاسر في احتلال وتدمير وحل جيش العراق ؟ .. واكرر مرة أخرى وأخرى .. ؟ هل هذا هو ردكم  الجميل للعراق ؟ نعم أقولها  وبصوت عالي لتسمعني الأمم والشعوب الغير عربية  .. هل هذا هو رد كم الجميل بنسيانكم وعدم التفاتكم  لشقيق لكم ولد من رحم هذه الأمة  طيلة السبع سنوات وانتم تشاهدون وتسمعون ما حل به من  انتهاك في  أرضه وشرف شعبه ومقدساته  ؟ من فضلكم نوروا  أبناء امتنا  وأريحوا الوطن العربي  بالجواب على السؤال ما قبل الأخير .. هل انتم مسيرين  أم مخيرين  ؟ ليتسنى  لأبناء امتنا الاعتماد على الله وعلى أنفسهم !! وأخيرا .. ما الذي نفذه  أولياء أمورنا تجاه رجال العراق  أليس فخرا وعزا لكم وللأمة أيها السادة أن يجلس معكم أشقائكم الغيارى ممثلوا شعب العراق الشرعيين  رجال المقاومة العراقية المسلحة رجال الجيش العراقي  الذي دافع عن دول عربية وأنظمتها  من خطر إسرائيل وإيران ؟ أم نسيتموهم ونسيتم أرواح شهداءه في الجولان وسيناء وفلسطين الخ !!! ؟ أم الأفضل أن يجلس معكم الذين جاءوا على الدبابات الأميركية والميليشيات الإيرانية  من الذين استباحوا وسرقوا ودمروا وقتلوا وهجروا شعب العراق  وهم يعملون لكي يتوجهوا إلى بلدانكم ليفعلوا ما فعلوه بالعراق ؟

 

 لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... شكرا سيدي القائد  إن أديتم الأمانة ... وبعكسها  فموعدنا غدا أمام العادل جل وعلاه ورسوله والأمة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ابنكم / أبو علي الياســـــــــــري

العراق المحتل شقيق السادة أولياء أمور الأمة

المجتمعيــن في مؤتمر القمة العربية الســـــــادس والثلاثون

٢٠ / أذار / ٢٠١٠ م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٦ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور