المجاهد عزة الدوري .. يذكر قادة الأمة والشعب العربي بما عليهم من دين للعراق وشعبه

 
 
شبكة المنصور
أبو علي الياسـري - العراق المحتل / النجف الأشرف

من الأمور المهمة التي  يحتفظ بها التاريخ لا بل يتباهى بها هي المواقف .. واقصد بالمواقف هي مواقف أولياء أمور امتنا من القادة وبمختلف عناوينهم الرسمية  تجاه قضايا الأمة ..  والمواقف تأتي من اتخاذ القادة للقرارات التي  يتفق عليها الجميع  أثناء اجتماعاتهم  القممية أو الرباعية أو الثنائية وغيرها من الاجتماعات البروتوكولية التي هي معمولة في  نظمنا الرسمي العربي .. والاهم من  كل هذا ما يتم الاتفاق على تنفيذها حرفيا  لصالح ألأمة  أو لصالح احد  أقطارها المتعرض  لخطر احتلال أو لإطماع  مبيتة  له من قبل دولة  إقليمية أو دول  أجنبية . فالجميع يدرك جيدا بان التاريخ لا يرحم أحدا   فهو يخزن  الكثير من المواقف المنفردة والثنائية  والجماعية للقادة الذين يريدون منه أي من  التاريخ أن يشهد لهم  أمام شعوبهم وأممهم  , والقرار التاريخي إنما هو انجاز عظيم  لأجل تحقيق هدف  معين رسمت  له تكتيكات ضمن إستراتيجية خاصة تحدده هذه القمة أو تلك  نتيجة مطلب قائد أو قائدين أو جميع القادة من خلال الخطابات الرسمية  تعقبها المباحثات الثنائية أو الثلاثية أو أكثر من اجل الاتفاق الكلي على إصداره  في هذه القمة أو تلك لكي  تبنى عليه أخيرا القرار النهائي للقادة المجتمعين ولكن على صيغة البيان الختامي لمؤتمر القمة  .

 

من خلال مقدمتي هذه تبين للشعب العراقي وألغيارى من أبناء امتنا العربية  بان احتلال العراق بالاحتلالين الأميركي والإيراني  هو ليس احتلال في نظر النظام الرسمي العربي والسبب في ذلك هو  ابتعاد جميع القمم العربية التي تجتمع كل سنتين أو أكثر عن حال العراق وشعبه  , لا بل أصبح احتلال العراق من المنسيين خلال السبع سنوات الماضية  !!.. قمم عربية غير مهتمة  بانتهاك أرض وشرف شقيقهم العربي  الذي هو شرفهم !!.. قمم عربية غير مهتمة بما يحدث في  ارض وشعب شقيقهم العراق من دمار شامل وتخريب واسع وتهجير قاتل .. الخ !!!. معزيا  السبب في  كل هذا وذاك بالرد الجميل للأغلبية القادة المجتمعين في هذه القمم العربية ..ذلك  الدور المهم والتاريخي  تجاه دولهم وأنظمتهم في الكثير من المواقف القومية التي اتخذها العراق وشعبه في الدفاع  عن أنظمتها وسيادة أرضها وشعبها  جراء التهديدات والحروب التي صادفتها ... الخ .

 

لا أريد أن ادخل في مواضيع يعرفها  أبناء العراق الغيارى والأمة , بقدر ما سأدخل في موضوع عنواننا  الرئيسي  والذي  له علاقة  بما طرحته في مقدمة المقال  ألا وهو (المواقف المهمة  يحتفظ بها التاريخ ) .. فمن تلك المواقف المهمة التي تبقى في ذاكرة التاريخ هي  الرسائل والخطابات التاريخية المهمة للقائد المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري لاشقاءه القادة العرب وبجميع عناوينهم عبر القمم العربية التي جرت في العديد من الدول العربية منذ احتلال العراق ولغاية  رسالته المهمة للقمة العربية  الثانية والعشرين  والمنعقدة (على ارض المجاهد عمر المختار قائد الجهاد المبكر لتحرير الأمة وتحررها وما سجله هذا المجاهد المغوار من عز ومجد للأمة ولليبيا وشعبها العربي الثوري) .

 

رسالة تاريخية لاشقاءه القادة العرب  تذكرهم بمواقف شقيقهم العراق وما هو المطلوب منهم في اجتماعهم هذا ... أوضحه من خلال المحاور التالية  :ـ

 

 الأول : موقف العراق وشعبه تجاه الأمة : حيث أوضح سيادته للقادة المجتمعين (بتاريخ العراق وامتداده الحضاري الضارب في عمق الزمن ).. وما يملك هذا البلد من طاقات وإمكانات وإبداعات هائلة وظفت   دوما في خدمة الأمة  من أجل شد أزرها لتصوبها نحو كل ما يحقق لها من عز وكرامة وحرية واستقلال .

 

 الثاني : الموقف والتضحيات التي قدمها العراق  وشعبه  للأمة في جميع منعطفاتها الخطيرة التي واجهتها وتواجهها اليوم :ـ

 

حيث ذكر شيخ المجاهدين أشقاءه المجتمعين في قمة ليبيا بموقف العراق وشعبه لما قدما من تضحيات للأمة في جميع منعطفاتها التاريخية الخطيرة التي واجهتها وتواجهها اليوم ومن تلك  التضحيات  :

 

أ‌.  قيادته الثورية الوطنية المؤمنة .

ب‌.  أكثر من ( 127) ألف شهيد من رجاله الفرسان الطلائع الثورية الوطنية القومية المؤمنة .

ج. أكثر من مليون ونصف  المليون شهيد من أبنائه البررة خلال السبع سنوات  الماضية .

د. الملايين من المشردين والمهجرين .

هـ. تدمير بنياته الحضارية تدميرا شاملا وعميقا بحيث لم يبقى أثرا لها في حياة الوطن .

و.لا زال يقدم وبسخاء قل نظيره في تاريخ الأمة المزيد من التضحيات على مذابح حريته واستقلاله .

 

هذه التضحيات ر وت ارض العراق والأمة مقابل الأثمان التي جعلت بالأمة  أن تحافظ على هويتها ووجودها .. ومن تلك الأثمان :

 

أولا . مواقف العراق من حرية الأمة واستقلالها وتوحيد جهدها وجهادها .

ثانيا . لموقف العراق البطولي ضد الهجمة الفارسية الصفوية على الأمة .

ثالثا . لموقف العراق الشجاع من قضية فلسطين الحبيبة .

رابعا .  لهويته العربية الإسلامية الإنسانية .

خامسا. لمشروعه الذي هو مشروع الأمة الحضاري النهضوي ,

سادسا . لتصدي العراق البطولي للإطماع الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية .

 

الثالث : الرضا بما حققه وقدمه العراق وشعبه للأمة وللإنسانية :

وأوضح سيادته لاشقاءه في القمة العربية ومن خلالهم لامتنا وشعبنا العربي والدنيا كلها بصورة عامة والغزاة المحتلين وحلفائهم وعملائهم بصورة خاصة  الرضى بما قدمه العراق وشعبه من تصميم  لتقديم ولتحقيق أهدافها في الحرية والتحرير على امتداد مسيرتها الكفاحية الجهادية من اجل  الوحدة والتوحد وبما يليق بها  كأمة لما لها من دور مهم  في تحقيق مستقبلها في الحياة   .

 

الرابع : عدم رضا  العراق وشعبه لمواقف النظام الرسمي العربي :

وتبين هذا  أي عدم رضا العراق وشعبه لمواقف النظام الر سمي العربي من خلال  المؤتمرات والقمم العربية بإفراغها من محتواها وتجريدها من الأهداف النبيلة التي تأسست بموجبها القمم العربية والمتمثلة بشجاعة الموقف في إصدار القرارات الجريئة لكي توظف في إمكانات الأمة الهائلة للدفاع عن قضاياها الأساسية والمصيرية .

 

الخامس :استمرار النظام الرسمي في محاصرة العراق وشعبه إلا القليل :

إذ أشار سيادته  أن العراق  وشعبه محتل لسبع سنوات  وهو يخوض صراعا مريرا من الغزاة  ولكن !!!.. ليس معه  احد إلا الله القوي العزيز ومقاومته الباسلة وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية .. وفوق كل ذلك  بقي  العراق وشعبه محاصرا ممن كان محسوبا ضمن الحسابات المبدئية والإستراتيجية كعمق في جميع المعايير , ولم يكتفوا بالحصار والمحاصرة وإنما استمر البعض من الحكام  في جعل ثقل بلدانهم  وإمكاناتهم في خدمة المحتل الغازي وعملائه .

 

السادس : النظام الرسمي العربي وعلمه اليقين بالغزو البربري الشوفيني الصليبي الدموي .

 أشار سيادته  بعد أن وضح لأصحاب الفخامة والسيادة والسمو  بالرغم من معرفتهم وعلمهم بالغزو البربري من دخول العراق (28) جيشا ومعرفتهم الدقيقة في احتلال العراق من قبل  ( 50) دولة  تحدوها بما يسمى القطب الأوحد في  الارض ( الامبريالية الأميركية ) وما تمتلك من وسائل الدمار والقتل والتخريب ومعها حليفتها الصهيونية العالمية عن طريق أداتها إسرائيل اللقيطة وجميع الاستعمار القديم وإيران جار السوء والحقد والبغضاء للأمة لما لها من دور مهم وكبير في تسهيل غزو العراق من اجل تدمير نهضته وحضارته ..

 

سابعا : بقاء العراق شامخا  جراء سحق وهرب  جيوش الغزاة المحتلين  :

ثم وضح سيادته قائلا لأشقائه  من خلال سؤاله .. سمعتم كيف انتصر شعب العراق المجيد وسحق الغزاة وهربت جيوشهم تلعن حكامها وقادتها حتى بدأت شعوبها تسق حكامها إلى التحقيق والمحاكم جراء توريط بلدانهم في هذه الجريمة الإنسانية البشعة ؟ ..ومثالنا على ذلك بلير وغدا المجرم بوش إن بقت دولته تطاول في البقاء تحت ضربات المقاومة . فلم يبقى من هؤلاء إلا البعض من فلولهم المنهارة والمرعوبة والتي سحبت إلى قواعد تحسبها أمينة .

 

ثامنا : أميركا وموقفها الاستراتيجي تجاه إيران :

كما بشر شيخ المجاهدين المؤتمرين من أصحاب الجلالة والسيادة والسمو عندما قال لهم ( لقد سقطت الامبريالية الغازية وحلفائها وعملائها وإدارتها المتصهينة في وحل العراق .. وستسقط الإدارة الجديدة بإذن الله إن لم تتعظ من أخطاء سابقتها .. ولم يبقى للمحتل اليوم إلا عمليته السياسية المخابراتية وعملائه وعلى رأسها إيران الصفوية وعملائها الأذلاء .. وأشار لهم بان أميركا لم تكن كما دخلت غازية ومحتلة ومستعمرة .. حيث أصبحت اليوم تستجدي ما تطمح إليه سياسيا ومخابراتيا من إيران وعملائها .. واعلموا منبها  أعضاء المؤتمر أن أميركا اليوم ليس لها القدرة على تحريك حجرة في العراق تتعارض مع مصالح إيران ومشروعها في العراق والأمة .. علما أن أميركا قدمت العراق لايران على طبق من ذهب وحسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة بعد أن استسلمت للأمر الواقع لشريكتها في الجريمة إيران من خلال ما ستحققه لها عمليتها السياسية الصفوية ) ...

 

لقد أكد شيخ المجاهدين لأعضاء مؤتمر القمة العربي في ليبيا ( سوف لن تخرج إيران من العراق بل ستبلعه .. ثم تتوجه إليكم ) إن لم تطردوا أميركا من العراق كونها رأس الأفعى ..ونبه سيادته قائلا ( اعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأميركية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية بدون استثناء ) .

 

تاسعا : قمة ليبيا وموقفها التاريخي تجاه العراق وشعبه :

ثم أكد سيادته الم يحن الوقت بعد كل الذي جرى وحصل للعراق ؟ الم يحن الوقت  لتعود قمتكم لتسجل موقفا من على ارض عمر المختار وكما سجل لها من عز ومجد للأمة ولليبيا .. موقفا تاريخيا يرضي الله ويكون حجة لكم عنده يوم الوقوف بين يديه ؟.. انه الموقف الذي  نحاجج  به شعبنا !!!.

 

عاشرا :  القرارات المهمة هي المطلب الرئيسي  لشعب العراق من القمة العربية في ليبيا .  

لقد أكد شيخ المجاهدين حماه الله من قمة ليبيا العربية بان الشعب العراقي بمقاومته الوطنية والإسلامية يطالب القمة باتخاذ موقف تاريخي حازم وشجاع تعلنون فيه اتخاذ القرارات المهمة  التالية  :

 

 القرار الأول:  اعترافكم  بالمقاومة العراقية الوطنية المسلحة والغير مسلحة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع السماوية ، إنها الحق المشروع المقدس للأمم والشعوب المحتلة أراضيها والمستعمر شعوبها من قبل قوى البغي والعدوان .

 

القرار الثاني: طردكم  لممثلي سلطة الاحتلال الغير شرعية وطردكم هذا إنما هو جاء وفق كل القوانين والمواثيق الدولية ، واستدعاء ممثلي المقاومة لتمثيل العراق وشعبه في المؤتمر وفي الجامعة العربية وفي كل مؤسسات العمل العربي المشترك .

 

القرار الثالث . قطعكم العلاقات الدبلوماسية مع المحتل الغازي وسلطته في العراق وإلغاء كل الالتزامات التي نشأت عن تلك العلاقات.

 

القرار الرابع . تفعيلكم  لميثاق وقوانين الجامعة العربية وخاصة اتفاقية الدفاع المشترك لتصعيد الموقف الداعم لشعب العراق وقواته المسلحة ومقاومته الباسلة للوقوف بوجه الامبريالية الأمريكية وحلفائها إيران ومشروعها ألصفوي الاستعماري الخطير اتجاه شعبنا وامتنا .

 

القرار الخامس . تقديمكم  الدعم الفوري لشعب العراق المهدد بكارثة الفناء ، الدعم اللازم لأرامله وأيتامه ومشرديه ومهجريه ، انه حق قومي وشرعي وإنساني مقدس لشعب العراق عليكم وعلى الأمة .

 

القرار السادس . الضغط على أمريكا الغازية بكل الوسائل المستطاعة  للتخلي عن إيران ومشروعها ألتدميري وللانسحاب الفوري وتسليم العراق لأهله دون التمادي في إراقة المزيد من الدماء البريئة سواء كانت عراقية أم أمريكية .

 

إحدى عشر : دعوة الشعب العربي للتحرك والمزيد من الضغط المشروع على انظمته العربية للوقوف مع العراق وشعبه . . حيث ناشد أبناء امتنا العربية للتحرك من اجل تحريك أنظمتها للوقف مع العراق العربي وشعبه الصابر .

 

اثنا عشر : تفهم القيادة المجاهدة العراقية للتردد والتخوف او الانحياز إلى الغزاة وعملائهم من قبل النظام الرسمي العربي .

 

ثلاثة عشر : الإعداد الكامل لكل ما تمتلكه المقاومة العراقية المسلحة من عوامل البقاء والمطاولة في العدة والعدد .

 

 

 

أبو علي

الياســـــــــــري

العراق المحتل / النجف الأشرف

٢٧ / أذار / ٢٠١٠ م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٣ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور