رسالة الى الشهيد الدكتور مهند العبيدي
رفيقي الدكتور حسين ساهر اسود العبيدي ( ابا محمد )

 
 
شبكة المنصور
ابو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

حينما تسقط السيوف في ارض المعركة تسقط بعد ان تتضرج بدماء اعدائها .. والمهند كان سيفا صلدا وقويا وذو باس شديد ... افتقدك يارفيقي ياعزيزي يا ابا الرجولة والثبات افقتد فيك القوة في الحجة افتقد فيك الثبات ... بحثت في ذاكرتي عن شذرات من كلمات لك كانت ترن دائما حينما كنت اسأل ممازحا لنخرج من العراق لنعيش بعيدا عن جعجعة السلاح والخوف من الموت ليتأني رأيك قويا صلبا يلموني على مجرد التفكير في هذا ... نحن خلقنا للعراق ونموت للعراق لن نترك الارض لخنزير امريكي او كلب ايراني يعبث فيه يردعني صوتك يابا محمد  عن مجرد التفكير وحين أقول لك إنني امزح تقول لاوقت للمزاح .. اتريد ان يعلننا ابنائنا عمر ومحمد وعلي اننا تركنا لهم حملا ثقيلا هو الاحتلال وراء ظهورنا وغادرنا الحياة .. كم كانت رغبتك كبيرة وجامحة وانته تحلم بحديقة من الورود محمية من الدخلاء نتركها ليلهوا بها أحفادنا .. كم حلمنا ان نعيد شبابنا على ضفاف الاعظمية كم تمينيا يوما ان نأكل المسكوف في مطاعم الكريعات بالرغم من ان فصلنا حاجز الطائفية لكننا كسرناه بكل ما نملك  من قوة بوحدة القضية .

 

اتذكر يارفيقي كيف خذلنا رقم سيارتك من ان ندخل للكاظمية  هذه هي الطائفية التي منعتنا من ان نؤدي طقوسنا الاسلامية في بلد تشتت فيه الأصدقاء وتغربت فيه الإخوة ... عشنا ولم نفقد الامل ولكنني اشهد انك كنت اكثرنا املا وأكثرنا إيمانا بالأرض وأكثرنا حبا لها كان جذورك غرست في اعماق اعماق الارض لم يستطيعوا غربان الشر من اجتثاثك فقتلوا اخوك وهجروك ولم يستطيعوا ان يقطعوا عرقا من عروقك ..... ياأبا محمد يابيرغا شهدت له العشيرة يا أسدا شهدت له الاعظمية يا من داويت الجراحات العصية في زمن البربرية .. خلقا تعجز الألسن عن وصفها شجاعته كأنما صبت فيك صبا وعلما تفوقت فيه على الجميع لتكون أنت أستاذا تخرج أساتذة حملت لقب بروفسور بجدارة رغم صغر سنك ولكن رجاحة العقل لايحكمها عدد الأيام التي نعيشها بل تصقلها نيران التجارب فأنت أنت من صقلت النفس وأدبتها

 

كثير منا حياتهم مكتوبة على شواخص قبورهم 1966 – 2010  وما بين هذين التاريخين اختصروا حياتهم بشخطة لم يضيفوا شيئا ولم يحذفوا شيئا فكانت حياتهم كعدمها ... الا انت فقد أضفت أضفت الكثير الى قواميسنا أوقدت نار الحرية وأضفت قيما أخلاقية وقفت بها بوجه الافاقيين وأنت تدافع عن العراقية ...أما حياتك في العلم فكانت جيل كامل من الأطباء الذين تخرجوا من تحت يديك ليبنوا أسسا للرحمة والحياة لأناس قد يفقدوها لولا علم علمتهم إياه... كلما أتذكر مواقفك أبكيك دما يارفيقي .

 

اعتقلت وعذبت لأنهم رأوا فيك مبضعا جراحيا يداوي جروح الأبطال وحينما لم يقدروا على كسر رمحك سموك فهم يعرفون جيدا ان رماحنا لاتكسر الا في صدور اعدائها وكنت رمحا يحمل في نصله الموت لا أعدائه .... قتلوك لكنهم لم يقتلوا القضية ... سم فارس مازال يسري في أوردتنا منذ يوم القادسية نتقيائهه  لطما وقامه وزنجيلا ومواكبا للموت تسير في ازقتنا وتدوس ورود الحدائق في ساحتنا وتقتلع نخيلنا حقدهم يحيل بلدنا الى صحراء قاحلة  .. ولكن لن تقتل القضية فابناء المهند لن يغمدوا سيوفهم المحنية الا في صدور أعدائهم وأعداء القضية ..

 

من يعزيني فيك يا بن العبيديين من يعزيني فيك يابن الحويجة تستحضر ذاكرتي قصيدة ميلوا بينه هناك للحويجة ميلوا بينه هناك يايمة ماخنا وفينه ميلوا بينه ... قريبه كانت تلك على قلبك يا ابا محمد لم نخن نعم وفينا ترددها بزهوا وتفتخر بأبطالها كم أسررت لي اكثر من مرة انك تمينت ان تكون هذه القصيدة فيك ... وانا أقولها لك بقلب مطمئن نم قير العين يابا عمر فلم تخن الارض بل وفيت في كل كلمة كتبتها في كل حرف قلته كانت يتفجر الوفاء للارض التي أرضعتك وتعلمت في مدارسها وتخرجت من كلياتها وأصبحت أستاذا في جامعاتها وسفكت دمك من اجلها نعم وفيت نعم وفيت

 

وتعزيتي فيك انك ابن خالد بن الوليد فالالاف المعارك ومئات الجروح حصد اجرها ومات في فراشه مسموما بحقدهم عليه ومت انت مسموما بحقدهم عليك وعزوا سيارة إسعاف تنقلك الى مشفى تتعالج فيه .

عذرا فلم تبقى كلمات بل ابكيك دما ومثلك يبكى عليه

 

نُبِّأتُ أنَّ النار بعدك أوقِدت ... واستبَّ بعدك يا مهند المجلسُ

وتكلموا في أمر كل عظيمةٍ ... لو كنتَ حاضر أمرهم لم ينبسوا

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٩ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٤نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور