كلمة الممثل الرسمي للبعث في العراق ... الدكتور خضير ألمرشدي، في الاجتماع التحضيري للحملة الدولية لتجريم الحرب على العراق وملاحقة دول العدوان ومجرمي الحرب قضائيا

 
 
شبكة المنصور
 

كلمة الممثل الرسمي للبعث في العراق ... الدكتور خضير ألمرشدي،في الاجتماع التحضيري للحملة الدولية لتجريم الحرب على العراق وملاحقة دول العدوان ومجرمي الحرب قضائيا.. والتي نظمها المركز العربي – الدولي للتواصل، في بيروت بتاريخ 1 / 4 / 2010.

 


بسم الله الرحمن الرحيم

 


الأخوات والأخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم وأتمنى لكم دوام العز والتوفيق لما تقومون به من عمل إنساني كبير من خلال هذا المركز الواعد مركز التواصل العربي – الدولي للتواصل برئاسة الأخ العزيز المناضل معن بشور وبقية الإخوة الأعزاء أعضاء المركز... تحيات البعث وقيادة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية لهم ولكم جميعا وشكرا على هذا التوجه لمناقشة موضوع يعتبر من أهم المواضيع التي سببها الاحتلال وحكوماته العميلة المتعاقبة في العراق وعمليته السياسية المخابراتية الفاشلة.


أيها الحضور الكريم من الأشقاء والأصدقاء الأحرار

بودي أن أركز في حديثي على ثلاثة أمور اعتقد إنها مهمة وأساسية وهي :


أولا - بعد أن قررت الإدارة الأمريكية وقوات الاحتلال والدول المتحالفة معها جدولة الانسحاب من العراق وفق ما هو معلن، نتيجة خسائرها البشرية والمادية والاقتصادية والأخلاقية الكبيرة بسبب ضربات المقاومة العراقية الباسلة حيث تم حسب آخر الإحصائيات الأمريكية نفسها إخراج أكثر من ثلث الجيش الأمريكي في العراق من الخدمة وبأرقام بلغت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين رغم عدم الكشف عن الخسائر الحقيقية، وتريليونات من الدولارات كانت احد أهم أسباب أزمتهم الاقتصادية، إضافة إلى فضائحهم اللاخلاقية وجرائمهم اليومية بحق العراق ودولته وشعبه وقيادته الوطنية. لم يبق أمامهم إلا العمل الحثيث مع عملاءهم وحلفاءهم في المنطقة من اجل إنجاح العملية السياسية الفاسدة والباطلة والتي وضعوها وفق عقل وتفكير وبرنامج صهيوني لمصادرة وتدمير العراق وأقطار الأمة عقيدة وفكرا ومشروعا وهوية وانتماء، حتى إن إجراء مايسمى الانتخابات العراقية إنما جرت بطريقة مشابهة لذات الآليات المتبعة في نظام الانتخابات الصهيونية في فلسطين المحتلة... إنهم يحاولون إنجاح هذه العملية من خلال :


• دفع قوى المقاومة للاشتراك فيها وقد فشلوا.
• دفع الدول العربية ودول العالم للاعتراف بها ولم يستجب لهم إلا العدد القليل من دول العالم.
• دفع دول المنطقة لوضع ترتيبات لسياسة ما يسمى ملء الفراغ المزعوم بعد رحيل القوات الأمريكية المقرر، وان موقف المقاومة وشعب العراق هو أن من اسقط الاحتلال ومشروعه البغيض لقادر على ملء الفراغ وقيادة الدولة العراقية بعد التحرير.
• دفع الشعب للاشتراك في الانتخابات التي جرت في السابع من آذار الماضي.. وهنا لابد من التأكيد على ما أفرزته هذه الانتخابات من حقائق تخدم مشروع التحرير والاستقلال وفعل المقاومة الأسطوري :


أ‌- الحقيقة الأولى هي، إن نسبة من اشترك فيها هي اقل من خمسين بالمائة رغم المبالغة في ذلك ورغم التزوير والتلاعب الذي يتكلم به جميع من اشترك فيها من مايسمى بالكتل والتجمعات، وهذا دليل على أن شعب العراق لم يعطي شرعية شعبية لها، إضافة إلى بطلانها قانونيا وشرعيا كما هو بطلان الاحتلال وعمليته السياسية


ب‌- الحقيقة الثانية، إن شعب العراق وحتى بمن اشترك وبهذه النسبة قد اسقط الطائفية وأحزابها ومروجيها وعناوينها وشخوصها وداسهم بأقدامه الشريفة والى الأبد .


ت‌- الحقيقة الثالثة، هي إن شعب العراق رفض التدخل الإيراني في شؤون العراق ورفض الأحزاب والأشخاص اللذين يروجون لهذا المشروع التوسعي الذي يتمدد في العراق تحت المظلة الأمريكية وبسببها وبتنسيق كامل مع عملاءه وعملاءها المزدوجين.


ث‌- الحقيقة الرابعة والمهمة والتي تؤشر لمستقبل مطمئن للعراق هي انه بعد رحيل الاحتلال وفي ظل نظام وطني بعد التحرير والاستقلال الكامل، وفيما لو توفرت فسحة حقيقية لممارسة الحرية وبيئة وظروف صحية لممارسة التعبير عن إرادة شعب العراق في اختيار ديمقراطي حر ونزيه وبعيد عن الاحتلال وعن التدخل الإيراني الذي أصبح مكشوفا للقاصي والداني، الصديق والعدو ، فان هذا الشعب العريق سيختار التيار الوطني القومي الإنساني المؤمن المعبر عن فكره والحامل لعقيدته ومبادئه واهدافة الكاملة والتامة في الوحدة والتوحد والحرية والتحرير والعدالة والتقدم.


ج‌- جميع هذه الحقائق أيها الأخوة الكرام... قد أجبرت عملاء الاحتلال وحلفاءه الإقليميين لان ينقلبوا على ادعاءاتهم ومشروعهم الذي روجوا وطبلوا وزمروا له (( لإقامة عراق ديمقراطي ))!!!! على الطريقة الأمريكية وبحماية الدبابات والطائرات، وعلى أساس الإقصاء والاجتثاث والاغتيالات والتهجير والحرمان، وذهبوا بذلك بكل ثقل الطائفية والعنصرية والاجتثاث، ليجتمعوا في إيران ويعلنوا هذا الانقلاب خوفا وتطيرا ورعبا من مشروع الأمة الحضاري التقدمي الثوري الإنساني الذي ترفع لواءه المقاومة العراقية الباسلة، وباسم البعث وقيادة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، نقول إن مشروعهم سيفشل وسيرحل مع رحيل أسيادهم يجرون أذيال الخيبة والخسران.


ثانيا - الأمر الثاني هو إن المقاومة العراقية وبغض النظر عن ما ستؤول اليه نتيجة تحالفات عملاء الاحتلال بعد الانتخابات الباطلة والمزورة، وبغض النظر عن من الذي سيكون رئيسا او مرؤوسا، فأنها أصبحت حقيقة ساطعة وجزءا من حياة شعب العراق ومنهجا له بل ويرى فيه مستقبله وطريقه للتحرير والخلاص، مؤيدا وساندا لها بأغلبيته الساحقة ومحتضنا لرجالها، وكيف لا ؟ وهم أبناءه البررة من علية القوم وبيوتاته الشريفة. ان هذه المقاومة مستمرة ومتصاعدة بعون الله العلي القدير في ملاحقة قوات الاحتلال في قواعدهم ومعسكراتهم وسفارتهم ومناطق تواجدهم وتلحق بهم الخسائر في اكبر وأعظم عملية استنزاف شهدها التاريخ لجيش محتل مهان ومتهاوي ومهزوم، وان المقاومة متمسكة بحقوق العراق كاملة ومواصلة جهادها مهما طال الزمن وغلت التضحيات حتى خروج آخر جندي محتل وغازي مهما كانت جنسيته وعنوانه ودولته بعيدة أو مجاورة... وان المقاومة سوف تتعامل من حكومة الاحتلال وبغض النظر عن عناوينها، بدرجة انحيازهم لمشروع المقاومة واسراتيجيتها في التحرير والاستقلال التامين ومن إنها الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه العظيم.


ثالثا – إن هذا الاجتماع التحضيري لإطلاق حملة عالمية دائمة ومستمرة لتجريم الحرب على العراق وتثبيت جرائم الاحتلال قانونيا أمام جميع الهيئات والمنظمات العربية والدولية الرسمية والشعبية إنما هو يصب في ذات الاتجاه المساند والداعم لشعب العراق ومقاومته الباسلة كحركة تحرر وطنية وعربية وإنسانية في جهادها ونضالها وتأطيره قانونيا وقضائيا لملاحقة المجرمين ودولهم ومن عاونهم في تدمير العراق دولة ومجتمعا، وان حضور هذا الجمع الخير من أشقاءنا وأصدقاءنا الأحرار متجشمين عناء السفر والجهد والمال، إنما هو محط تقدير واعتزاز وتثمين قيادة البعث والمقاومة، ولكن عذرنا إن العراق وشعبه الكريم يستحقون وقفتكم هذه واندفاعكم هذا ومبادرتكم، أليس هو البلد والشعب الذي لم يبخل يوما في عطاءه وفي تضحياته وفي كرمه من اجل الأمة والإنسانية وأينما دعاه الواجب والموقف لذلك ؟ إن احتلاله وما يتعرض له من كارثة ومحنة وقتل وتشريد إنما كانت بسبب مواقفه الوطنية والعربية والإنسانية في التصدي لجميع أنواع العدوان الذي استهدف الأمة من الشرق او الغرب، وبسبب من مواقفه الإنسانية في دعم ومساندة جميع الأحرار في العالم حيث أكدت الأحداث التي مر بها العراق منذ احتلاله وبالقوة المفرطة دون مسوغات قانونية او مبررات شرعية على إن دول العدوان والغزو والاحتلال قد ألحقت أضرارا فادحة في هذا البلد أرضا وشعبا وقيما وتراثا وثقافة وثروات بل ودمرت حضارته المشرقة وعطلت نهضته للمستقبل وتسببت بالشكل المباشر بقتل ما لا يقل عن مليون ونصف المليون مواطن كما عرضت الكثير من أبنائه إلى العوق الجسدي والنفسي وهجرت في الداخل والخارج أربعة ملايين إنسان )مازالوا يرزحون تحت وطأة هذا الإبعاد ألقسري في اكبر عملية انتهاك لحقوق الإنسان عبر التاريخ.وقد اعترف مسئولي وقادة هذه الدول المعتدية والغازية بكذب ادعاءاتهم ومبررات عدوانهم، فان ذلك يرتب على اعترافهم هذا ان يتحملوا مسؤوليته القانونية والأخلاقية أمام القانون الدولي وشعوب العالم ومنها على وجه الخصوص شعب العراق، مما يضع هؤلاء القادة تحت طائلة المحاكمة القانونية لجريمة الاحتلال والإبادة الجماعية كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية المتخصصة بجرائم الحرب ذلك إن الجرائم التي ارتكبوها لاتسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وقد آن الأوان لفتح ملفات جرائم الحرب التي ارتكبوها أمام القضاء الدولي وان العراقيين يحتفظون بأدلة كافية ووافية وبالملموس تدين أفعال هؤلاء الإجرامية ضد الإنسانية وانتهاكهم حرمة وسيادة العراق واستقلاله الوطني.وعلية فأن قيادة البعث والمقاومة وحكومة العراق بعد التحرير عازمون ومصرون على ملاحقة دول الغزو والاحتلال وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما ممن تحالف معهم في جريمة احتلال العراق وتدمير دولته وقتل شعبه ونهب ثرواته وانتهاك حرماته في المحاكم الدولية ومطالبتهما بتعويض العراق عما ألحقت به هذه الحروب التدميرية وبرعاياه من أضرار جسيمة جراء قيامهما بهذه الجريمة الإنسانية خلافا للقانون الدولي وفي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وبكل المواثيق والعهود الدولية والتأكيد على اعتزام حكومة العراق الوطنية بعد التحرير ملاحقة قادة هذه الدول المدنيين والعسكريين بوصفهم مجرمي حرب...ان العراقيين أيها الإخوة... بحاجة إلى وقفتكم الشريفة والإنسانية هذه لمعاونته في استمرار حملتكم دوليا وتشكيل أطار تنظيمي لذلك، ونقترح أن يتم من خلال الملتقى العربي والعالمي الذي سيعقد لهذا الغرض في الأشهر القليلة القادمة... مايلي :


1- تشكيل هيئة قضائية عربية ودولية ويشترك في عضويتها عدد من المختصين العراقيين لإعداد ملفات الجرائم والانتهاكات والشهادات ولوائح الاتهام لدول العدوان ومجرمي الحرب من قادة هذه الدول مدنيين وعسكريين وعملاءهم، ودفعها إلى المحاكم الدولية والإقليمية والمحلية.

2- العمل على وضع آلية قانونية لإصدار مذكرات اعتقال قضائية بحق المجرمين من قادة دول الاحتلال المدنيين والعسكريين وعملاءهم ومن عاونهم وتواطأ معهم في احتلال العراق وارتكاب هذه الجرائم، ومن خلال الاتنربول الدولي أو أي جهة مختصة أخرى تمهيدا لإحالتهم للمحاكم المختصة.

3- تشكيل حملة شعبية في جميع دول العالم، تكون نواتها من حضراتكم ومن جميع الأحرار في امتنا والعالم والذين يؤمنون بالحق والعدل والإنصاف ويساندون الشعوب في نيل حريتها واستقلالها ويدعمون مشروع المقاومة كحق شرعي وقانوني مكفول... وذلك للقيام بفعاليات مستمرة ودائمة ومتواصلة وداعمة للعراق وشعبه سياسية وإعلامية وقانونية وتعبوية لما لها من تأثير ايجابي كبير في نفوس رجال المقاومة وقادتها .

4- العمل من خلال تلك الحملة بالضغط على الدول والحكومات في مختلف دول العالم وكلما كان ذلك ممكنا، للاعتراف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق، ومن إنها هي المعبرة عن إرادته في التحرير والاستقلال والبناء الوطني ألتعددي الديمقراطي بعد التحرير، وطرد ممثلي سلطة الاحتلال وحكومته العميلة ومقاطعتهم وعدم استقبالهم ومناهضتهم بفعاليات شعبية واسعة أثناء تحركاتهم المشبوهة بين الدول والمطالبة باعتقالهم كمجرمي حرب من خلال مساهمتهم في تدمير بلد وشعب يدعون الانتماء إليه.

5- إن حكومات دول العدوان والاحتلال وفي المقدمة منها أمريكا وبريطانيا يجب أن تعرف إنها ستدفع ثمنا باهظا جدا ان امتنعت عن الاعتراف بحقوق العراق واستعدادها لتنفيذها كما جاءت في برنامج المقاومة، برنامج التحرير والاستقلال ورفضها الرضوخ لعقد اتفاق ترتيبات الانسحاب الكامل والشامل غير المشروط مع قيادة المقاومة العراقية وذلك من اجل تنظيم العلاقة المستقبلية بما يكفل استرداد السيادة والاستقلال استردادا كاملا وقيام دول الاحتلال بتحمل تبعات جريمتها بحق العراق وشعبه وعلى دول العدوان أن تعلم بان طريق استقرار العراق واستقلاله وبنائه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واستقرار المنطقة وضمان المصالح الدولية فيها إنما يمر عبر الحوار مع المقاومة وقيادتها ومشروعها الوطني وليس من خلال العملاء والعملية السياسية الاستخبارية الفاشلة والفاسدة.



الدكتور خضير ألمرشدي
الممثل الرسمي للبعث في العراق
٠٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور