الممثل الرسمي للبعث خلال زيارته لتونس بدعوة من الاتحاد التونسي للشغل

 وفي حوار مع جريدة الشروق التونسية يؤكد ان المقاومة هي من سيحكم العراق بعد التحرير وفق نظام وطني تعددي يعبرعن ارادة الشعب

 
 
شبكة المنصور
تونس ـ ( الشروق ) : حاورته فاطمة بن عبد الله الكرّاي

ببسمته الهادئة... وبحكمة الطبيب «المداوي» بدا «أبو محمد» مأخوذا بواقع وطنه الصغير: العراق...
اليوم، تمرّ سبع سنوات على غزو العراق... واليوم، يحق للمقاومة العراقية، أن تعمد الى جرد الحصيلة... ويحق لمن يساند تحرير العراق ان يسأل عن ذات الحصيلة...


متغيّرات عديدة حصلت في المشهد الاقليمي والدولي الذي تدور في فلكه قضية العراق... فخلال السنوات السبع التي انقضت تجلّت حقائق كان البعض ينكر وجودها... ممن صدّقوا كذبة الاحتلال الأمريكي الذي روّج لـ«ديمقراطية» الدبابات...


كما تغيرت مكوّنات عديدة في المشهد السياسي الأمريكي.. رغم ان التغيير لم يكن جوهريا، ولم يخرج الاحتلال الامريكي من العراق... لكن المقاومة العراقية وبشهادة جهات أجنبية أذت قوات الاحتلال وجعلت من حصيلة قتلاه حصيلة غير متوقعة، ولا يتحمّلها المشهد الامريكي...


هو الناطق بأسم البعث والذي هو عنوان المقاومة والجهاد وحاضنتها الاساسية والذي كان  حد سبع سنوات.. يحكم عراقا، بدا يتباكى عليه اليوم، عرب وعراقيون، ممن سار في ركب الاحتلال... وآلة الاحتلال...


ولكن متى يظهر خيط النور في آخر هذا النفق المظلم نفق أردى فيه الاحتلال، عراق العلم والمعرفة وعراق «نفط العرب للعرب» وعراق الثورة... وبغداد فيه قلعة الأسود، مثلما رددت «أم كلثوم» يوم انطلقت الثورة في العراق...


«
بغداد يا قلعة الأسود»... أرداها الاحتلال جزائر ثانية... أو فلسطين أخرى... لكن مع فارق الزمن؟
في هذا الحوار الذي خص به «الشروق» يكشف لنا «أبو محمد» بعضا من خفايا المقاومة في العراق... ويكشف لنا أعمال الاحتلال... وأذناب الاحتلال وما آتوه في العراق... مدة سبع سنوات...

 

تمرّ اليوم سبع سنوات على الحرب التي بدأت على العراق، قادها الاحتلال الامريكي، بعد هذه المدّة، نسأل عن حصيلة الاحتلال وحصيلة المقاومة، كيف يبسطها الناطق باسم حزب البعث والمقاومة؟

 

- ج ـ باسم الله الرحمان الرحيم. أنا مسرور ان ألتقي «الشروق» في تونس العزيزة والحبيبة. نحن الآن في بداية السنة الثامنة من الاحتلال البغيض في العراق، يملؤنا التفاؤل المستند على التصميم والعزم بأن يوم التحرير قد اقترب، وأن الاستقلال التام والناجز للعراق، قد بات حقيقة يراها كل المخلصين من أبناء العراق والأمة. بالنسبة للاحتلال الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها أدّى الى تدمير كامل وشامل في الدولة العراقية. تدمير عمودي وأفقي شمل الدولة والمجتمع.


كما هو معلوم، ومثلما ذكرت، لم يكن احتلال العراق عسكريا فقط، وإنما اضافة الى الاحتلال العسكري، الذي أزال الدولة والنظام السياسي في العراق، فقد كان احتلالا لديه مشروع كبير للعراق وللمنطقة، لما يتميز به العراق من موقع ومن امكانيات ومن طاقات.


وكان المحتلّون يعتقدون بأنه من خلال سيطرتهم على هذه الامكانيات والثروات والطاقات، ستكون مدخلا لسيطرتهم على المنطقة والعالم.


أقول إن المشروع الامريكي أقام منظومات اقتصادية واجتماعية واخلاقية، وحاول ان يلغي كل منظوماتنا السياسية الوطنية والقومية والاسلامية في العراق وأتى بمنظومات جديدة، هدفها انجاح مشروعه.


هذا المشروع الذي سمّاه بالعملية السياسية. وقد جمع الاحتلال كل عملائه عبر العالم، «ليقودوا» العراق ويحكمها من خلال هذه العملية السياسية.


الآن، وبعد سبع سنوات، تكبّد الاحتلال خسائر بشرية كبيرة بين صفوف القوات الامريكية، كبيرة جدا، وهناك احصائية أعلنها البنتاغون قبل فترة ان هناك 4500 قتيل وبحدود 52 ألف جريح و12 ألفا بين منتحر وهارب من الخدمة العسكرية الامريكية، هذا اضافة الى آلاف الاصابات بالحالات النفسية. فإذا ما جمعنا هذه الارقام للقتلى والجرحى والمصابين بالامراض النفسية، سنجدها تصل الى نصف الجيش الامريكي الموجود في العراق.


فقد أخرج من الخدمة، بفعل المقاومة. ولكن هناك احصائية اخرى، صدرت سنة نهاية 2007 وبداية 2008، عن جمعية قدماء المحاربين في امريكا، تشير الى ان عدد الاصابات في صفوف الجيش الامريكي بلغت 224 ألف اصابة، وبافتراض أن واحدا من كل سبعة من هؤلاء هو بعداد القتلى، فإن عدد القتلى يكون 33415 قتيلا. وهذا يقترب من الاحصائيات التي لدى المقاومة طبعا، هذا اضافة الى الخسائر الاقتصادية والتي بلغت أكثر من تريليون وثماني مائة مليار دولار. والكلفة الحقيقية للحرب، على العراق، بلغت ثلاثة تريليونات ـ وهذا حسب الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد «ستيقليتس».


أقول، هذا اضافة الى الازمة السياسية التي تمر بها القوات الامريكية والفضائح في «أبو غريب» وغيرها من السجون هي التي أجبرت الرئيس المجرم «بوش» على امضاء اتفاقية أمنية مع حكومة الاحتلال، والتي بموجبها أصدروا الجدول للانسحاب الامريكي من العراق.


عندما فشلوا عسكريا، لم يبق أمامهم الا انجاح، أو الضغط على انجاح العملية السياسية في العراق طبعا هذه العملية السياسية هي باطلة وغير شرعية. لأنها تعمل على إنجاح احتلال باطل وغير شرعي. وما قام على باطل فهو باطل.


ثانيا هذه العملية السياسية قائمة على أساس تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني واشتركت مع الأمريكان ايران في هذا المشروع، من خلال عملائهم الآن في العراق. وهم عملاء مزدوجون بين أمريكا وايران.


ثالثا: هذه العملية السياسية هي عملية فاسدة وفاشلة وأدت الى شرذمة وتقسيم المجتمع العراقي على أسس طائفية وعرقية وعنصرية، وهيأت الأجواء لنهب ثروات العراق.


وأوصلت العراق الى مراتب متقدمة في الفساد السياسي والاداري والمعرفي، مع انهيار كامل لمنظومة الأمن  ومنظومة الاقتصاد. حيث لا توجد صناعة ولا توجد زراعة ولا توجد خدمات. العراق اليوم خال من الكهرباء، ساعات القطع بالنسبة للكهرباء تصل عشرين ساعة يوميا ومياه الشرب مفقوده، انعدام الخدمات البلدية... والاجتماعية، البطالة غزت المجتمع 40% وأكثر من الشباب العاطل عن العمل.


خمسة ملايين عراقي، من أصحاب العقول العلمية وحملة الشهادات العليا، مهجرون... كل من هو ضد الاحتلال يشرد...

 

الأكيد، أن المشهد العراقي، عرف خسائر كبيرة، على أيدي احتلال شرس، مثل الذي يعانيه على يد الأمريكان، فهل لك أن توضح لنا هذا المشهد؟


- ج - هذه العملية أدت الى مقتل مليون ونصف مليون عراقي يقوم بها الاحتلال والميليشيات التابعة لحكومة الاحتلال و«الموساد» الاسرائيلي وميليشيات تابعة لايران. اليوم في العراق أكثر من مليوني امرأة أرملة و4 ملايين طفل يتيم. وهناك خمسة ملايين أمّي في العراق، دون دراسة ولا تعليم. خمس سكان العراق يعانون من الأمية. بعد أن احتفل العراق سنة 1990 بانعدام الأمية في كامل العراق. طبعا إضافة الى آلاف المعوقين والجرحى... وتلوث البيئة باليورانيوم المنضّب. والفوسفور الابيض (سلاح كيمياوي) استعمله الاحتلال في الفلوجة.


نتيجة هذا التلوث، ارتفع عدد الاصابات بسرطانات الدم والاخرى، وكذلك المواليد المشوهة...

 

ولكن كيف ترى العراق الآن بعد سبع سنوات احتلال؟

ـ ج - الآن، بغداد، وكامل العراق مدمر بالكامل المدن كلها مهجورة، أي أن مدن العراق خالية تماما، أمام كل هذا، يتحدثون عن ديمقراطية وعن انتخابات.


كما هو معلوم لا يمكن أن تجتمع الحرية مع الاحتلال. نراهم من خلال محاولة نجاح مشروعهم السياسي، المتمثل في العملية السياسية التي اشترك فيها (الامريكان) مع ايران، أجروا انتخابات في 7 مارس الجاري، بحماية الامريكان، وكان الاحتلال هو من يحمي بالطائرات والدبابات، مسالك الصناديق... فأي انتخابات تكون محروسة من الاحتلال.


سبق هذه العملية، أن قامت حكومة الاحتلال، بعملية إقصاء واجتثاث كل ما هو وطني. حتى أولئك الذين يشتركون معهم في البرلمان.


وأيضا، قاموا بعملية تسريح عشرات الآلاف من العراقيين من كافة المؤسسات، حرموهم من رواتبهم، باسم أنهم بعثيون، أخذوا من عنوان «اجتثاث البعث» تعلّة لاقصاء كل من هو وطني، جرت الانتخابات، والكل يعلم، أن عملية التزوير واسعة... لذلك بدأوا يعلنون النتائج بالتدريج. وأصبح الكل يتهم الكل بالتزوير... بما فيها تقرير الاتحاد الاوروبي الذي تحدث عن عملية تزوير واسعة تمت في هذه الانتخابات. هذا مع العلم أن عدد العراقيين الذين اقترعوا، ومن خلال الاطلاع على الاحصائيات المعلنة الى حدّ يوم أمس الأول، فإننا نجد أن العدد الكلّي لا يتجاوز 35٪ إلى 40٪ من العراقيين، رغم الضغط والرشاوى والترغيب والترهيب. أمام كل هذا يتحدثون أن هناك انتخابات وحرية وديمقراطية. لكن المؤشر الايجابي الذي يجب أن يكون أمامنا، هو أنه حتى هؤلاء العراقيين الذين اقترعوا قد ثبّتوا ثلاث حقائق مهمّة:


الحقيقة الأولى: أنهم رفضوا الطائفية والعنصرية وشخوصها ومروجيها وأحزابها، وأسقطوها من خلال اختيارهم لشخصيات أخرى غير المرتدين جبّة الطائفية.


ثانيا : اسقاط المشروع الايراني الفارسي في العراق. ورفض من يعمل على تثبيت وانجاح هذا المشروع. وهذا دليل على أن العراقيين يرفضون اي مشروع اقليمي يهدف الى السيطرة على العراق والمنطقة.


الحقيقة الثالثة والمهمة: أنه اذا ما رحل الاحتلال من العراق وأطلقت عملية مصالحة حقيقية في العراق وتوفرت الأجواء لممارسة ديمقراطية حقيقية في العراق، تعبّر عن ارادة الشعب الحقيقية سنجد بأن شعب العراق سيختار من هو وطني وعربي وانساني، واسلامي حقيقي وليس طائفيا.

 

بالنسبة لموضوع ما يطلق عليه الفراغ الامني بعد انسحاب قوات الاحتلال المقرر في 2011، ما هو برنامجكم كمقاومة، وكيف ترون الأمر؟


ـ ج ـ هناك دعوات وترتيبات تجري في المنطقة. سرية، وقسم منها علني، مباشر وقسم منها غير مباشر وباشراف وبرعاية أمريكية تشترك فيها ايران وتركيا وربما بعض الدول العربية، وذلك لمناقشة ما يسمى ترتيبات ملء الفراغ....

 

أنتم على علم؟
ـ ج ـ نعم نحن نتابع... وقد صرح الرئيس الايراني والرئيس التركي، بأنهما مستعدات لملء الفراغ في العراق... ونحن كمقاومة وكذلك حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي يشكل العنوان الرئيسي في المقاومة، من خلال جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي يقودها المجاهد عزت ابراهيم الدوري... فقد أعلن في رده عليهم بأن من سيملأ الفراغ الأمني في العراق هو من أجبر القوات الأمريكية على الانسحاب، ويعني المقاومة العراقية ومن ورائها شعب العراق بأغلبية ساحقة. ولن تسمح المقاومة لأية دولة أو جهة، أن تتدخل في الشأن العراقي بعد رحيل الأمريكان وأن من يقرر مصير ومستقبل العراق هو شعبه المحرر ومقاومته الباسلة.

 

طوال 7 سنوات عرفت المقاومة العراقية تصاعدا تارة وانخفاضا تارة أخرى... ما هو وضعها الآن إن كان على مستوى فعلها الميداني او على مستوى برنامجها السياسي؟

 

ـ كما هو معلوم لكل العالم فإن المقاومة العراقية لم تتوقف منذ وطئت أقدام الغزاة أرض العراق والى حد هذه اللحظة، المقاومة العراقية مستمرة في مطاردة الغزاة والمحتلين وأرتالهم وقواعدهم وخطوط امدادهم، وفي كل أرض العراق. حتى أن الخسائر التي ذكرناها (لدى الأمريكان) في الجانب البشري وفي الجانب العسكري، هي في حقيقة الامر أقل بكثير من عدد القتلى والجرحى الاصلي.


هذا هو أحد أهم الأسباب والنتائج التي أدت الى أن تجبر الأمريكان على الانسحاب من العراق.
وهنا نجد ان قوة الاحتلال هي طبعا معتمدة على بعض الدول الاقليمية والمتحالفين معها والمشتركين معها في المشروع وللأسف بعض الدول العربية ايضا.


المقاومة العراقية بعد ان كانت فصائل عديدة وصلت الى أكثر من 60 فصيلا عسكريا وجهاديا في مناطق مختلفة من العراق، فإنها قد كثّفت جهودها من أجل توحيد صفوفها، وخاصة خلال الثلاث سنوات الاخيرة، وقد توصلت المقاومة والحمد لله، بل هي نجحت نجاحا باهرا بفضل الله، من التوحد في جبهات رئيسية، الآن قد تبلورت بأربعة جبهات. وهي تحديدا: جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي يقودها المجاهد عزت الدوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي. وهذه تتكوّن من أكثر من 40 فصيلا عسكريا مجاهدا، منتشرة في معظم محافظات العراق، وتضم بين صفوفها كل ألوان الطيف العراقي، من كل الاديان ومن كل القوميات.


وهي تعبير صادق وحقيقي عن وحدة العراقيين، وهذه الجبهة تساندها أغلبية العشائر العراقية وهي تمثل امتدادا لدولة العراق الوطنية بكل كوادرها العسكرية والمدنية. وتستمد قوتها من ايديولوجية وفكر حزب البعث العربي الاشتراكي الوطنية والقومية والانسانية المؤمنة. طبعا هناك جبهات أخرى ثلاث، هي «جبهة الجهاد والتغيير» وتضم مجموعة من الفصائل وهي ذات توجهات اسلامية. والجهة الثالثة بعنوان «المجلس السياسي للمقاومة» وتضم مجموعة من الفصائل ذات التوجهات الاسلامية والجهة الرابعة، قد تكوّنت حديثا، وسمّت نفسها بـ«الجماعة الاسلامية».. ذات حضور محدود..


الشيء المفرح والايجابي، هو أن حوارا يجري وتواصلا مستمرا يتمّ الآن بين هذه الجبهات لوضع تصوّر موحّد لعمل مشترك عسكري وسياسي وإعلامي ضدّ الاحتلال وحلفاء الاحتلال ومشروعه في العراق. ومن الأمور الايجابية المفرحة التي حققتها المقاومة وبسبب الحصار المفروض عليها من جميع الجهات، ومن أنها المقاومة الوحيدة في العراق، والتي لا تدعم من أي جهة لا عربية ولا دولية، فقد اعتمدت هذه المقاومة العراقية على اللّه أولا وعلى العراقيين ثانيا في الحصول على الدعم المادي والمعنوي وكذلك البيئة المناسبة لتحرّك المناضلين والمجاهدين بين صفوف الشعب.

 

هناك من يتهم المقاومة بالارهاب، صحيح أن مثل هذه الاتهامات حاول المستعمرون الفرنسيون الصاقها بالثورة الجزائرية، ولكن هناك سؤال يُطرح من وراء تلك التفجيرات في الأسواق والساحات العامة؟

 

ـ الارهاب هو صناعة المحتل، العراق كان خاليا من الارهاب وخاليا من كل التقسيمات الطائفية ومن الميليشيات، لكن الهدف من اتهام المقاومة بهذه الأوصاف هو للتشويش على هذه المقاومة والاعلان زيفا عن أن ما يجري في العراق هو ليس مقاومة. في عملية ايهام وتضليل واسعة، يقودها الأمريكان للتغطية على فضائحهم في العراق.


والمقاومة على لسان قائدها الميداني المجاهد عزت الدّوري قد وضعت حدّا فاصلا بينها وبين الارهاب وذلك من خلال توجيهاته الصارمة للمجاهدين بعدم مقاتلة أي عراقي وتحريم الدم العراقي تحريما مطلقا. حتى وإن كان هذا العراقي في الشرطة أو في الجيش لحكومة الاحتلال، إلاّ في حالة الدفاع عن النفس أو عندما «يقاتل» العراقي نيابة عن المحتلين الغزاة، وبالتالي فإن الارهاب يمارس من قبل قوات الاحتلال والجهات التابعة لأحزاب الحكومة والميليشيات التابعة لايران، وكذلك التدخل الصهيوني، هذه الجهات هي التي تقوم بالعمليات الارهابية والتفجيرات التي يُقتل فيها الكثير من العراقيين الأبرياء يوميا. والمقاومة وبشكل يومي تدين هذا العمل الاجرامي من قبل الاحتلال وحكومته العميلة.


وتعتبر المقاومة أن الارهاب والطائفية والعنصرية وكل الأعمال التي تستهدف الأبرياء إنما هي جزء من الاحتلال وبفعل الاحتلال.

 

بعد سبع سنوات احتلال، وبدون مساعدة خارجية على المستوى اللوجستي، ماهو وضع المقاومين فيما يخصّ السلاح؟

 

ـ المقاومة اعتمدت على ذاتها في صناعة وتطوير الأسلحة، التطوير تمّ من الموجود لديها ممّا هيّأه ووفّره البعث ونظامه الوطني قبل الاحتلال، والذي استفادت منه جميع فصائل المقاومة.

 

ماهو مشروع المقاومة المستقبلي، بعد هذا النضال الميداني، وهذا الواقع الذي خلقه الاستعمار مدة سبع سنوات؟

 

ـ إن المقاومة مستمرة وإنها أصبحت حقيقة في حياة شعب العراق، بل إن المقاومة أصبحت جزءا من حياته اليومية، وأن الدعم الشعبي لها يتزايد يوميا، في جنوب العراق وفي وسط العراق وفي شماله. وإن الفشل العسكري والسياسي للأمريكان وعملائهم الذي تحقق بفعل المقاومة وإنجازاتها، قد ساعد شعب العراق على أن يتمسك بخيار المقاومة كطريق وحيد للتحرير والاستقلال، وإن المقاومة قد أطلقت برنامجها على أساس أنه لا تفاوض ولا حوار ولا لقاء مع المحتلين إلاّ بعد أن يعترفوا بحقوق العراق كاملة وفي مقدمتها أن المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق وإعلان الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط من العراق، وتحمل مسؤولية الحرب والعدوان والغزو بما فيها تعويض العراق. وإن المقاومة تمتلك من عناصر القوة الكثير، وفي هذه المناسبة ومن خلال جريدتكم الغراء وباسم المقاومة نقول: إن على المحتلين الأمريكان أن ينتبهوا الى حقيقة أساسية، بأن مستقبل ومصير العراق وبناءه بناء وطنيا لكي يكون عاملا أساسيا في استقرار المنطقة وضمان المصالح الدولية المشروعة، بما فيها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يتحقق كل ذلك إلا متى خرج الاحتلال من العراق.. وليس قبله.

 

السيد عزّت الدوري، حصل حوله كلام كثير.. فهل هو فعلا القائد الحزبي والقائد الميداني للمقاومة؟

ـ نعم، هو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، على مستوى قومي، وهو أمين سرّ قيادة الحزب في العراق، وهو القائد لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والتي تضمّ مجموعة من الفصائل المهمة في العراق مثل «جيش رجال طريق النقشبندية» و«جيش الصحابة» و«المرابطون» و«سرايا الشهداء» والقيادة العامة للقوات المسلحة، وهو قائد ميداني للمقاومة في العراق، يتحرّك مع المقاومين، في كل محافظات العراق، وبذات الطريقة والأسلوب التي يتحرّك بها رجال المقاومة. فعملية القتال في العراق هي عملية الكرّ و،الفرّ، وبنفس أسلوب المجاهدين الجزائريين الذين كانوا يخوضون حرب التحرير.


الرّفيق المجاهد عزّت الدوري، هو متواجد حيثما يوجد الجهاد وحيثما توجد المقاومة، هو متواجد حيثما يوجد البعث، وطالما البعث موجود في كل قرية وفي كل ناحية ومدينة عراقية وعربية فهذا كلّه بيئة مناسبة للرفيق عزت الدوري.. لكني أؤكد أنه قائد ميداني ويتمتع بصحة جيدة وقوة كبيرة والحمد للّه.

 

حزب البعث حكم العراق 35 سنة، والى غاية يوم الاحتلال، ما حلّ بالعراق، وما حصل لهذا الحزب الحاكم، منذ 2003، هل أدخلتم التجربة في غربال النقد الذاتي، هل وقعت مراجعة للأداء وللفكر والمنهج في بعض مظاهره خلال السنوات السبع التي مرّت، هل قمتم كحاكمين (عبر الحزب) للعراق، بما يشبه المراجعة للتجربة والأداء مثلا؟

 

ـ حزب البعث العربي الاشتراكي ومثلما تفضلت، حكم العراق لمدة 35 سنة ولكن عمره بالعراق قد تجاوز الستين عاما كحزب، ليس حزبا سياسيا مجردا بل هو حزب له رسالة عميقة، رسالة الأمة بأكملها في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم والبناء. وهو حزب حمل أهداف الامة تامة كاملة، وحمل عقيدتها، ورسالته هي الرسالة التي استند فيها الى قيم وأخلاق الاسلام الحنيف، تلك التي أفرزتها التجربة.. لذلك هو يختلف عن بقية الأحزاب الأخرى، التي هي ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي.


أحزاب تزول بزوال الظرف الذي جاءت من أجله، لتمسك فيه بالأصالة وبالتراث المشرق للأمة وفي نفس الوقت منفتح على العالم والتقدم والحداثة، التجربة التي مرت في العراق، تحققت بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين، عبر ثورة 17 تموز واستمرت حتى الاحتلال البغيض وحققت انجازات كبيرة:


سياسية واقتصادية واجتماعية وبناء جيش قوي، دافع عن كل الأمة في كامل أقطارها... واشترك في كل معارك الأمة.


البعث حقق في نظامه، التأميم ودفع الثروة المؤممة وما تمخض عنها من مردودات عالية، في تنمية شاملة، لم تخصص للعراق فقط بل شملت كل الأمة.


حقق قانون الحكم الذاتي للشعب العراقي الكردي، وهو من القوانين الوحيدة في المنطقة والعالم.

 

وهذا ما دفع دول العالم لتتكالب على تجربة العراق.... لكن هناك بعض السلبيات؟

نعم علينا أن نعترف أن هناك بعض السلبيات والأخطاء انتابت هذه التجربة. وشيء طبيعي أن يقوم بالمراجعة.
وعلى هذا الأساس أجرت قيادة البعث سلسلة من الاجتماعات بعد الاحتلال وتدارست، تقييم التجربة مدة 35 سنة، ووضعت حلولا للسلبيات وتصحيحا للأخطاء مع عملية تثمين واعتزاز بالانجازات العظيمة على مستوى العراق والأمة.


وعلى هذا الأساس، فقد وضع البعث برنامجه السياسي بعد الاحتلال، والذي استند على مقاومة الاحتلال وتحرير العراق تحريرا كاملا وشاملا وعميقا، ومن ثم بعد انتهاء الاحتلال اطلاق عملية مصالحة وطنية مع كل مكونات الشعب وازالة مخلفات الاحتلال ومشروعه الاستعماري. ومن ثم تأسيس نظام وطني ديمقراطي تعددي يشترك فيه كل من ساهم في طرد الاحتلال ورفض مشروعه البغيض.....

 

وخلال الزيارة التي استمرت خمسة ايام التقى الدكتور ممثل البعث مع السيد امين عام الاتحاد التونسي للشغل وحضر عدد من المهرجانات والتجمعات الجماهيرية التي اقيمت في تونس العاصمة وفي مدينة صفاقص بمناسبة الذكرى السابعة للعدوان وغزو واحتلال العراق ،   والقى عدد من المحاضرات في هذه التجمعات والتي كانت تهتف بحرارة للعراق وقيادته الوطنية والمقاومة الباسلة معبرة عن وقوفها في خندق المقاومة والجهاد ضد الاحتلال وعملاءه .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٩ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور