كتاب الفريق طاهر جليل الحبوش رصاصة أصابت رؤوس الخونة

نحتاج أن يكتب مثله من يعرف حقائق الأمور

 
 
شبكة المنصور
أحمد السامرائي

بعد صدور كتاب مدير المخابرات الوطنية العراقية الفريق طاهر جليل الحبوش الذي رد فيه بشكل مفصل وبالحقائق والوقائع على أكاذيب بريمر، فقد كان لصدوره اهتمام كبير من قبل المتابعين للشأن العراقي، والمثقفين والكتاب والصحفيين ، وبشكل خاص العراقيين ، لكون الكتاب يحوي الكثير من الحقائق التي عاشها مؤلفه من خلال مواقعه الوظيفية التي تحمل مسؤوليتها خلال سنوات الحكم الوطني في العراق، ولم يعرفها غيره وعدد قليل من رفاقه، كونها كانت من المعلومات التي تتداول بشكل محدود ، أو لأن المؤلف عاشها وكان له دور فيها ولا يعرفها غيره ، لذلك فقد نشر على موقع البصرة ومواقع أخرى أكثر من تعقيب لعدد من الأخوة الكتاب الأجلاء ، وأثنوا على ما ورد بالكتاب من معلومات قيِمه . وبعض الأخوة كلف نفسه مبادراً ونشر خلاصة وعرض لما ورد فيه ، والبعض الآخر كان معاتباً المؤلف لكون صدور الكتاب قد تأخر ، فلو كانت هذه المعلومات الوارده فيه قد نشرت بوقت مبكر لكانت الفائدة أعم وأشمل ، وآخر أشاد ولكنه أشار إلى أن هذا الكتاب لو كان صدوره بعد الإحتلال لكان أفضل ولكن صدر ( بعد خراب البصرة )، وهكذا كان جميع ما نشر هو في حالة إجابية وأعجاب ، والبعض معاتباً وبحب . ومن كل ذلك نجد حالة مفرحة توضح المتابعة والتدقيق للبحث عن الحقيقة من أهلها المخلصين الصادقين .


من كل ما تقدم وغيره الذي ربما لم أطلع عليه ، وهو حتماً ضمن هذا السياق ، أود أن أدلوا بدلوي في هذا المضمار من منطلق معرفتي بالمعاناة التي يواجهها من يروم اصدار كتاب، وأقول كلمة ربما فيها انصاف للمؤلف ، ضمن توضيح الحقائق ، وبعد التوكل على الله أقول:


1- الاخوة الذين تمنوا صدور هذا الكتاب بعد الاحتلال مباشرة ، لا بد أن يعلموا أن هذا الكتاب هو رد على أكاذيب بريمر الذين أوردها في كتابه المتضمن مذكراته في العراق بعد عام قضاه فيه ، و كتاب بريمر صدر نهاية عام 2006، وهذا يعني أن مثل هذا الكتاب لا بد أن يصدر بعد هذه المدة ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار مدة دراسة كتاب بريمر وما ورد فيه من أكاذيب وتصنيفها حسب مواضيعها ، ومن ثم اعداد الرد عليها ، ومراجعة ذلك ، وتهيئة الكتاب للطبع ، وايجاد الجهة التي تطبعه.


2- من المعلوم للجميع أن مؤلف الكتاب وضعه خاص في ظروف احتلال العراق ، ووجود عشرات أجهزة المخابرات فيه، فضلاً عن الخونة والمرتدين الذين انخرطوا للعمل في الأجهزة الأمنية العميلة، وعلى الرغم من ذلك ولشعوره بأهمية قول (كلمة الحق في ظل سلطان جائر)، فقد أجهد نفسه وعمل على أصدار هذا الكتاب ، في وقت سكت فيه الكثير من الذين يجب أن يكتبوا ويتحدثوا وينشروا معلوماتهم وتجاربهم ، وهم كانوا في مواقع وظيفية وحزبية ، أو ان اختصاص عملهم هو الصحافة والاعلام ، كونهم من الكتاب والصحفيين والادباء الذين كانوا يحضون برعاية قيادة الحزب والثورة، خاصة أنهم غير مطلوبين حالياً ، ووضعهم بشكل عام بالمقارنة مع وضع وظروف مؤلف الكتاب لا يمكن أن تقترب من ناحية المخاطر والظروف الصعبة المحيطة به.


3- أما إذا ناقشنا الموضوع من حيث الصعوبات التي واجهة المؤلف حتماً في مجال طبع الكتاب، فربما واجه معاناة كبيرة في هذا المجال، والسبب في هذا الموضوع أن دور الطبع والنشر حتماً تتردد بطبع كتاب مؤلفه مدير مخابرات الشهيد صدام حسين، وتحسب لذلك ألف حساب قبل أن توافق على تنفيذ مثل هذا المشروع، لأن الأمريكان والحكومة العميلة في العراق جعلوا مثل هذا العمل ضمن القوانين التي أصدروها، هو من ضمن (دعم الارهاب).


4- احتمال آخر حول تأخر صدور الكتاب هو جهة تمويل طبعه ، حيث ربما مؤلفه ( وهذا حتماً) كان يعاني مادياً من حيث كلفة طبع الكتاب لأنه لا توجد جهة حاليا تتبرع لطبع مثل هذا الكتاب ( لوجه الله).


5- أما في مجال الحرص على اظهار الكتاب بشكل دقيق في المعلومات الواردة فيه ، فهنا لا بد أن ننظر إلى هذا الموضوع من ناحية عدم توفر المصادر والوثائق للمؤلف بشكل يسير خلال هذه المرحلة وهذه الظروف . وهذا لا بد أن يدفعه لاتباع مختلف الوسائل للوصول لتلك الوثائق والمعلومات، فضلاً على استرجاع الذاكرة ، وحتى هذه الأخيرة فيها صعوبة شخصية ونفسية في ظروف الاحتلال والجرائم اليومية التي ينفذها عملاء الحكومة ومرتزقة الامريكان ، وتأثير ذلك على من يريد أن يكتب ويؤلف كتاب.


هذه بعض الملاحظات التي وجدت من المفيد توضيحها ، وربما المؤلف لديه أكثر من ذلك ، لكن ظرفه ووضعه المعروف للجميع لا يسمح له أن يوضح ما يريد توضيحه ، لذلك فقد اجتهدنا أن نتحدث عن كتابه دون أن نستأذنه ، لكننا نعلم أن المؤلف يعرف ، أن من اجتهد وأصاب فله حسنتان ، ومن اجتهد ولم يصب فله حسنة الاجتهاد.


بهذه المناسبة لا بد أن ندرك قيمة كلمة الحق، ومعنى الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وهو القائل :


( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )


ونستذكر أن حبيبنا وقائدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يضع المنبر لسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه في المسجد ويقول له دافع نافح وأهجهم حسان وروح القدس يؤيدك ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم لأحد من المجاهدين بالسيف والرمح ، قاتل وروح القدس يؤيدك، وإنما قال لبعضهم إرمي فداك أمي وأبي .


هذه المعاني علينا أن نستذكرها ونحن نطالع كل كتاب شبيه بمعلوماته بكتاب الفريق طاهر جليل الحبوش ، لأن ذلك هو من ضمن الجهاد بالكلمة في هذه المرحلة التي يحتل الأعداء بلدنا ، وقد قيل قديماً ( الجهاد باللسان أشد من رشق السهام) . ومن هذا المنطلق ندعو اخواننا الذين يعرفون حقائق الامور أن يكتبوا وينشروا ويتحدثوا لفضح المحتل والخونة والمرتدين ، ومن ما زال يخشى ذلك فلينظر لمبادرة الفريق طاهر ، ويقارن نفسه والمخاطر التي تحيط به ، مع وضع وظروف آخر مدير جهاز مخابرات في العهد الوطني. وبعد ذلك عليه أن يقرر قبل أن يحاسبه التاريخ ، وتحاسبه الأجيال القادمة.


حيا الله رجال الشهيد صدام حسين ، حيا الله الفريق طاهر وحفظه الله من كل مكروه من أجل أن يواصل مسيرة الجهاد التي يقودها المجاهد عزة إبراهيم رعاه الله وحفظه من كل مكروه وحقق النصر على يديه بعونه ورعايته.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور