لسنا ''شعوب ''ايرانية''.. والكيان ''الايراني'' الى زوال

 
 
شبكة المنصور
عبد الله الأحوازي

تعقيبا على مقال الاستاذ صباح الموسوي "مبحوح حماس مقابل زعيم جند الله" المنشور على موقع "ايلاف" بتاريخ 21/02/2010. وتأكيدا على الحقائق والتفاصل التي وردت فيه بخصوص جريمة اغتيال الشهيد "محمود عبد الرؤوف المبحوح" القيادي في حركة "حماس" رحمه الله, ومكيدة الايقاع بامير"جندالله" المجاهد "عبدالمالك ريغي" فك الله اسره, التي احبكت بين استخبارات نظام الكيان الايراني والمخبارات الامريكية الصهيونية. لا بد من لفت الانتباه واعادة التذكير ببعض المفاهيم الجوهرية والقواعد الاساسية للصراع.


كما ثبت فأن امير "جندالله" المجاهد "عبدالمالك ريغي" تم تسليمه باليد في هذه العملية الجبانة الى نظام الكيان الايراني من قبل حكومة "عاصف زرداي" في باكستان, ولا دور تخطيطي او تنفيذي ايا كان حجمه لاستخبارات الكيان الايراني, الا التمثيلية البائسة داخل وامام طائرة ركاب خاصة في احد المطارات الداخلية! كما ثبت تعاون وتنسيق استخبارت الكيان الايراني مع الكيان الصهيوني في استدراج واغتيال القيادي في حركة "حماس" الشهيد "محمود عبد الرؤوف المبحوح" رحمه الله في دبي.


مما لا شك فيه ان دماء المجاهدين واحدة, بغض النظرعن موقعها او المسؤوليات المناطة بها. ولكن خشية ان يفهم البعض خطئ بأن دم وروح الشهيد "محمود عبد الرؤوف المبحوح" تم مقايضتها بدم وحياة امير جماعة "جند الله" المجاهد "عبدالمالك ريغي", وجب التوضيح بأن الامر ليس مقايضة شخص باخر, او مسؤول بمسؤول ولا قيادي بقيادي, فظفر امير "جند الله" المجاهد "عبدالمالك ريغي" فك الله اسره برقبة "خالد مشعل" بدون شك, مع ان الاخير اعلى رتبة ومقام في "حماس" من الشهيد "محمود عبد الرؤوف المبحوح" رحمه الله عليه! وهذا امر تيقنه دوائر المخابرات الصهيوامريكية والكيان الايراني ومحلليلهم الاستراتيجيين, ومتتبعين شؤون المجاهدين والمتربصين بأمتنا لا يمكن ان نغفله نحن!... وعليه فليس للمقارنة او المقايضة هنا مجال.


ان مكيدة الايقاع بامير "جند الله" عبدالمالك ريغي تنطوي في اطار المهام الاستراتيجية البرغماتية بالغة الاهمية للكيان الايراني وللمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة. فحركة "جند الله" تحمل مشروعا استراتيجيا بديلا, يعتمد الجهاد وسيلة للتحرير! ويسعى لاقامة امارة بلوشية " سنية" مستقلة عن المشروع الامريكي الصهيوني, ينسف من الجذور مشروع سايكس بيكو "ايران"! وهذه بالنسبة لمشروع الكيان الايراني منطقة محضورة بالغة الخطورة, لا يمكن اغفال الاقترب منها او التهاون به, ترفع لها اقصى درجات الطوارئ وتستنفر للتعامل معها جل ورش العمل الامنية والعسكرية.


هذه الجريمة تحاكي جريمة استدراج واغتيال الشيخ "خزعل الكعبي" رحمه الله, امير امارة الاحواز العربية في 20/04/1925 التي اقترفها الكيان الايراني بالتوافق مع الارادة والقرار البريطاني, والتي اخضعت بعدها اماراة الاحواز العربية وشعبها عنوة بمشروع سايكس بيكو الاستراتيجي "ايران"!


وفي نفس السياق كانت جريمة اغتيال الشهيد "عبدالرحمن قاسملو" رحمه الله, قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي رفع راية تحرير واستقلال كردستان "جمهورية مهاباد سابقا" من مشروع سايكس بيكو الاستراتيجي "ايران", على ايدي استخبارات الكيان الايراني في فينا عام 1989.


اما عملية اغتيال الشهيد "محمود عبد الرؤوف المبحوح" الجبانة, ومن قبلها اغتيال الشهيد " فتحي الشقاقي" مؤسس حركة "الجهاد الاسلامي" رحمهما الله, بميكدة وتنسيق بين اجهزة استخبارت الكيانين الصهيوني والايراني, فما هي الا نتيجة حتمية لتغيب القوى والحركات التي ينتميان اليها لحقائق الصراع واهدافه, وتحديد معسكر الاعداء ومفرداته ومشاريعه! هذا الذي ترك الباب مفتوحا على الغارب للاختراقات والوقوع في مصائد وفخاخ الاعداء تكرارا, وازهاق دماء المجاهدين وارواحهم!


ما هو موقف "مشعل" وما هو موقف "حماس" من عملية اغتيال "المحبوب" التي دبرتها اجهزة استخبارات حليفها الكيان الايراني؟


ما هو موقف "مشعل" وما هو موقف "حماس" من عملية اعتقال امير "جند الله" المجاهد "عبدالله ريغي"؟
عن اي اعتراف وعن اي دعم تبحث "حماس" وهي لا تؤيد مقاومة جهادية في العراق او افغانستان او باكستان او الشيشان او الفلبين او تايلندا ولا الصومال او اليمن او الاحواز او كردستان (مهاباد) او بلوشستان؟؟؟

ايحق لـ "حماس" ان تتظلم بانها "محاربة" و"مقاطعة" ولا "يعترف" بها احد سوى الكيان الايراني وسوريا, وهي لا تعترف ولا تقر باحد سواهما؟؟؟


فاذا كانت "حماس" لا تنتظر اعتراف او دعم من المجاهدين والقوى والتشكيلات الجهادية والشعوب العربية والاسلامية...فعن اي اعتراف وعن اي دعم تبحث "حماس" في جعبة انظمة الردة العربية, ادوات المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة؟!


لماذا لا يستنكر "مشعل" ولا حركة "حماس" عمليات القتل والتنكيل التي مارستها ولا تزال المليشيات الشيعية التابعة للكيان الايراني بحق فلسطينين العراق, وتهجيرهم الى المناطق الصحراوية الحدودية؟


لماذا استنكر "مشعل"و "حماس" تهجير الفلسطينين الى دول امريكا الاتينية واغفال الحكام والدول العربية لهم, ولم يستنكر على الكيان الايراني عدم استقبالهم! ولا على سوريا تهجيرهم واقفال معسكر "التنف" الحدودي الذي كان يستقبلهم؟!!


اهي مفارقة ان لا يعترف الكيان الايراني وسوريا ولا يؤيدان اي مقاومة جهادية في العراق او افغانستان اوباكستان او الشيشان او الفلبين او تايلند او الصومال اواليمن, وفقط يؤيدان "حزب الله و "امل" و "جيش المهدي" و"قوات بدر" و"جيش القدس" و"الحرس الثوري الايراني" و "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق".... و"حماس"؟!


وكما كتب الاستاذ "صباح الموسوي"..."إيران التي تبذل المال و تقدم الدعم لحماس وغيرها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية والعربية الأخرى, لا تقدمها بدافع الإيمان بالقضية الفلسطينية أو القضايا العربية الأخرى, ولكنها تسعى من خلال هذا الدعم للامساك بهذه الأوراق لاستخدامها عند الحاجة".


فها هي ايران تقدم احد قادة "حماس" للموساد مقابل امير راية جهادية سني من اجل تخفيف الضغوط الدولية عليها وتذكر التحالف الصليبي اليهودي بان دولة الفرس الشيعية حليف استراتيجي لهم في محاربة اهل السنة والجماعة وفي احتلال اراضيهم وسرقة ثرواتهم!


الكيان الايراني الذي يحتضن "حماس" هو من يتامر ويدعم قوات الناتو في افغانستان وباكستان ويشارك القوات الامريكية الصليبية احتلال العراق ومحاربة المجاهدين والمقاومة العراقية !! وسوريا هي التي مهدت لاحتلال العراق, وهي التي خسفت المخيمات الفلسطينية على من فيها, وهي من دعمت "المارونية الانعزالية" و "امل" في حرب المخيمات وابادة الشعب الفلسطيني, وهي من دعمت "حزب الله" و"النصيرية العلوية" في محاربة قوى المقاومة الفلسطينينة واللبنانية والقضاء على المشروع الوطني اللبناني!


"حماس" لم تفسر لنا ارتضائها بالدعم المالي والاستضافة الادارية والاعلامية التي تحضى بها وكوادرها في الكيان الايراني وسوريا كسقف اعلى لما يمكن ان تقدمه لها حليفتيها !؟


لم تفسر لنا "حماس" وللشعب الفلسطيني مبرر تحالفها مع الكيان الايراني الذي تركها والشعب الفلسطيني في غزة فريسة للعدوان الصهيوني الاثيم, ولم يحرك ساكنا عندما امطرت غزة بقنابل فسفورية ومحرمة على مدى شهر؟

 

لماذا لم يمارس الكيان الايراني ظغوطا على الولايات المتحدة الامركية لوقف الحرب بالتهديد بضرب ابار النفط او اغلاق مضيق هرمز التي ما انفتئ يلوح بها, كما فعل عندما شن الكيان الصهيوني الحرب على "حزب الله"؟
الم يرى "مشعل" ان ثمن دماء الشعب الفلسطيني في غزة قبضه الكيان الايراني حقول نفط في العراق, وشراكة استخراج الغاز مع قطر, وتقاسم للسلطة والنفوذ مع امريكا في لبنان؟!


لماذا حرص اعلام الكيان الايراني والنظام السوري اظهار احمدي نجاد وبشار الاسد وحسن نصر معا وسويا, قياما وقعودا وسيرا وجلوسا, وتعمد ابعاد خالد مشعل عن المشهد ؟؟؟ او اظهاراه في الصورة معهم كاحد اركان التحالف؟؟؟ ان كان حقا حليفا لا تابعا!!!...ما هي الرسالة التي تحملها هذه الدلالة للكيان الصهيوني وللمشروع الامريكي في المنطقة!؟


ونحن اذا نذكر بالم ومرارة شهداء امتنا الابرار, وخاصة الذين وقعوا ضحية التامر والتنسيق الاستخباراتي بين الكيانين الايراني والصهيوني الارهابيين, فاننا ندعو "حماس" الى اعادة النظر في تحالفاتها قبل فوات الاوان! ولا نبرئها من مسؤلية دم "المبحوح" ومسؤلية تضليل الامة وتجيير تضحياتها ودماء ابنائها لخدمة مشروع اعدائها! ونذكرها بان الشعب الفلسطيني وراية الجهاد ستبقى مرفوعة وستتجاوزها كما تجاوزت فريق "عرفات-عباس" من قبلها!


عودة الى جذور المشكلة,... تعمد الدوائرالامبريالية الى تضليل الشعوب وخداعها, لاختراق وعيها ومحو ذاكرتها وتزيف تاريخها عند تنفيذ مشاريعها الاستعمارية لاحكام سيطرتها عليها. وكما روجت وشرعنت قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين باكاذيب منسوجة وتاريخ زائف, غرست الدوائر الامبريالية مفاهيم زائفة في وعي الامة العربية والاسلامية بخصوص الكيان الايراني مفادها أن "ايران" جار "تاريخي" للعرب!!... و دولة "شقيقة"!!!... هذا التزيف والخداع يكذبه التاريخ والحاضر وتدحضه الوقائع والحقائق! فـ "ايران" ككيان جغرافي اداري سياسي اقتصادي بصيغته الحالية ومسمى "ايران" لم يظهر للعلن الا في التاريخ المعاصر في عام 1929 وليس قبل ذالك! كأحد افرازات اتفاقية "سايكس بيكو" بين فرنسا وبريطانيا, التي قسمت العرب الى دول وانشئت كيانين "الايراني" و "الصهيوني". وقبل عام 1929 كانت المناطق التي تقع على شرق امارة الاحواز العربية تعرف محليا واقليميا وعالميا وفي الخرائط السياسية والجغرافية الدولية بـ "بلاد فارس"! ولم تكن "ايران" موجودة ولا "جارا" للعرب اطلاقا! علما بان "بلاد فارس" كان يحكمها شاه وكان لها مع امارة الاحواز العربية علاقة دبلوماسية واتفاقات تجارية واقتصادية رسمية وموثقة!


وعن زيف الادعاء والترويج بان الكيان الايراني جار "شقيق" للعرب, فهذا ما يدحضه ويكذبه الفرس والكيان الايراني قبل غيرهم! فالحرب والعداء بيننا وبينهم تاريخي تبلورفي حرب الـ 120 عام بين االدولة الصفوية ودولة الخلافة العثمانية, واستمر بعد ذالك ليصبح احتلالا لامارة الاحواز العربية والبحرين ولجزر الامارات العربية, وفرسنة الخليج العربي, وحرب ثمان سنوات مع العراق اعقبها احتلال ايراني امريكي للعراق يعمل بعداء وحقد عنصري على تغير ديمغرافية العراق وتدمير حضارته ومحو ثقافته وهويته العربية, ناهيك عن احتلال ابار نفطه! والتهديد المعلن والصريح بضرب ابار النفط في الخليج وغلق مضيق هرمز! فاذا كان الكيان الايراني "جار شقيق" للعرب, كيف يكون العدو اللدود اذا؟!


بلوشستان بلاد شاسعة وشعب كبير وثروات وفيرة قام الاستعمار البريطاني بتقسيمها بين باكستان (تشكل بلوشستان الباكستانية 43% من مساحة باكستان) والكيان "الايراني"!


وهكذا كان احتلال كردستان (جمهورية مهاباد سابقا, التي هجر كثير من عشائرها ودفع للاستيطان في شمال العراق) واخضاعها قسرا بالكيان الايراني!


الاحواز العربية وبلوشستان البلوشية وكردستان الكردية وقعت تحت نير الاحتلال الفارسي والحقت قسرا في الثلث الاول من القرن العشرين في هيكليتة ما سمي بعد الاحتلال بـ "ايران"!


الحقيقة الوحيدة الثابنة والباقية والتي يدعمها التاريخ والحقائق هي ان الاحوازعربية والشعب الاحوازي عربي اصيل متجذر منذ عيلام مرورا ببابل والحضارة العربية الاسلامية, بلوشستان ارض وشعب وتاريخ وثقافة ووجود بلوشستاني, كردستان ارض وشعب وتاريخ وثقافة كرية والفرس عرقا وكيانا هم الدخلاء!


سنة الله..لا تبديل لسنة الله ,وحتمية التاريخ ان يستمر الصراع ضد الظلم وضد الاحتلال الفارسي.. وان نرفع رايات الجهاد والمقاومة للدفاع عن الحق وانفسنا وشعبنا وبلادنا, وان نعد العدة لأسقاط مشروع سايكس بيكو "ايران" والقضاء عليه. لم تصبح شعوبنا بريطانية ولا فرنسية عندما رزخت تحت نير الاحتلال البريطاني والفرنسي! ولم تصبح عثمانية عندما رزخت لقرون تحت الحكم العثماني! فما الذي يجعلها ايرانية؟؟؟ ...لسنا "شعوب ايرانية" ولا نقبل ان نكون..ولا ان نوصف كذالك! ففي هذا امتهان ومسخ لشعوبنا ولحقوقنا التاريخية ولحضارتنا ووجودنا .... رايتنا في الجهاد ستبقى مرفوعة, الاحتلال لا يدوم وان طال, اوطاننا وشعوبنا المجاهدة ستنتصر وتتحرر ... والكيان الايراني المصطنع الى زوال.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٥ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور