مفارقات الزمن الأسود - المشهد الحادي عشر : كواليس قمة الأباليس !

وكانت قد شملت الترتيبات للقمة التي اشرف عليها عمرو موسى وعمر سليمان إحداث بحيرة وغابة وجبل على تخوم مدينة سرت مجهزة بتكنولوجيا تغيير الفصول حسب الطلب وبكبسة زر!.

هذا الحاكم العربي الذي تهافت الإعلام العربي على نعته بالصقر هو من عشاق ستار أكاديمي وأفلام الاكشن الملون والمنوع والسهر حتى الهزيع الأخير من الليل...أما شؤون الإمارة فهي بأيدي أمينة.. بأيدي أعوان وعملاء جهاز المخابرات الأمريكية السي.اي.اي..!

وعاشت قمة الصقور في سرت!!!.

حاكم آخر ملقب بالجارح..لم يتسن له الحضور لان فترة انعقاد القمة تزامنت مع امتحانات يجريها جلالته في نطق العربية وكتابتها بشكل سليم. ولأنه سبق أن رسب إحدى عشرة مرة ، فقد انتدب لضمان النجاح هذه المرة امهر المدرسين والمهندسين والعلماء والفنيين الأجانب ، كل في حقل تخصصه وهذا حسب نصائح خبراء أمريكان ، على أن تدفع الأجور مباشرة إلى البنتاغون ومنها إلى بلاك ووتر... وليثبت الجارح مدى التزامه بالقضايا القومية وتقديره لحجم التحديات التي تواجهها أمته ، أرسل بدلا عنه بستاني يشتغل في احد قصوره وهو في الآن نفسه موظف امني سام وله طموح بان يصير وزيرا للدفاع أو للصيد البحري، في أتعس الحالات يصير وزيرا للعدو الريفي ، وهذا حسب تسريب من مرافق له مكلف بمهمة خاصة.

الجارح أوصى مبعوثه بالبكاء حين يبكي همرو موسى وبالتصفيق حين يصفق احدهم وبان يحذر من سطوة النعاس عليه في الجلسة العلنية أو خلال الإدلاء بتصريح.. كما أوصاه بالاطلاع قبل السفر إلى سرت على موقع فلسطين الجغرافي وعلى تاريخ تحررها من الاستعمار الصهيوني فضلا عن نقل تحياته القلبية إلى السادة الملوك والأمراء والسلاطين والرؤساء الأشقاء وغير الأشقاء!.

وعاشت قمة الجوارح في سرت!!!.

هذا أيضا علم على رأسه نار ..ملقب بالفهد الذي لايسمح للغريب بموطأ قدم على أرضه و بالحركة في مجاله.منذ أن تم الغدر بالشهيد ياسر عرفات اتضح مقدار عشقه للألقاب : الرئيس ، السيد الرئيس ، القائد ، المناضل ، أبو الثوار ، أبو المقاومين ، أبو الشهداء.. لكن استقرت رغبته على الفهد ، ولله في خلقه شؤون.لقد سافر إلى سرت في دبابة ابراهامز الإسرائيلية مطلية باللون الأخضر للتمويه على سرايا الجهاد في ليبيا و يرفرف فوقها علم فلسطين المفدى. وكلما مرت بإحدى القرى العربية إلا وترجل الفهد وقاد مظاهرة تنادي بتحرير غزة من الاستعمار الحمساوي مهددا ومتوعدا مقاومة حماس بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يغادروا وطنه ويعودوا إلى حيث أتوا. ويروى في الكواليس انه اصطحب معه السيد رفيق الحسيني لأنه بارع في القيام بمايلزم وقت مايلزم وبحسب مايلزم تاركا خلفه ما لا يلزم وله خبرة في الميدان تمتد إلى سنوات طويلة رغم انه قبض عليه مرة وهو متلبس بالتصويب نحو جمجمة جندي إسرائيلي في غرفة نصف مضيئة وتحت لحاف الفراش وفاحت رائحته لولا وساطة السيد عمر سليمان التي لملمت الموضوع. ...وقد تسربت معلومات تفيد أن الفهد سيلقي كلمة نارية ترتج لها آذان النتناهو والبوباما والشاب حسني أرملة الشيخ شارون...ربما سيعلن فيها تأجيل المفاوضات إلى مابعد عودة القدس كاملة إلى الصهاينة...حتى يكون في موقع أفضل يسمح ربما بتوجيه ضربة جوية إلى الاستعمار الحمساوي لغزة ومن ثمة ترتيبات الزواج العرفي مع الاسرائليين في مرحلة مابعد الثورة.

وعاشت قمة الفهود في سرت!!!.

الكل يذكر خطاب القذافي في الأمم المتحدة...التحقيق في قتل صدام والكشف عن القتلة ومحاكمتهم..هنا اعتذرت له في خاطري وقلت أنت أصيل ياقذافي وشجاع ومعدنك صلب فعلا وأنت شهم وابن ناس أشراف لايتاجرون ولا يميلون مع اتجاه الريح...وفي قمة سرت : كان على قائد الثورة الليبية أن يخطو خطوات جريئة ومناسبة وشرعية في اتجاه تسوية الوضع غير الشرعي الذي خضع له أهلنا في العراق وفرض طرح القضية العراقية في الأطر العربية الرسمية طرحا شفافا وطنيّا ومبدئيا خالصا..وبالفعل :فقد تم اعتقال الزيباري لحظة نزوله من الطائرة وسيق إلى العدالة باعتباره متعاون مع الأمريكان والفرس مقابل أموال ومناصب لتخريب العراق وقتل أهله وتبديد ثرواته وتحطيم قاعدته العلمية والحضارية ..كما كان الطلباني سيلقى المصير نفسه إلا انه راوغ سرايا الجهاد في ليبيا وسافر إلى طهران للمشاركة في عيد النيروز باعتبار أن الإيرانيين هم سبب مافيه من نعيم بل وسبب مجيء ودخول الأمريكان والصهاينة إلى العراق والى غير العراق ، فهم إذا أصحاب فضل عليه وعلى رؤسائه في واشنطن.

نعود إلى الزيباري...فقد اعتقلته سرايا الجهاد في ليبيا وقادته إلى جهة غير معلومة لكن أذيع خبر انه نجح في الهروب وهو يختبئ في الغابات المحيطة بمنتجعات الضيافة المعدة حديثا...وان ضفادع الشعب المسلّح بصدد البحث عنه..وربما ينتظر الدعم من سلفستر ستالون أو شوارنزينيغار لإنقاذه...فالغواصة الأمريكية العملاقة المتجولة في البحر الأبيض المتوسط ملك للاف.بي.اي ومستعدة للتدخل في مثل هذه الحالات الطارئة....حفاظا على المصالح الامركية وعلى الديمقراطية في الاعتبار الأول!!.

وفي جلسة الافتتاح أعاد القائد ألقذافي ماصرح به في الأمم المتحدة ، وأضاف أن اللجان الشعبية العامة ستجتمع قريبا وتتخذ قرارا في استدعاء ممثلين عن المقاومة العراقية لرعاية مصالح العراق في ليبيا ، وان الدول العربية الأخرى حرة في أسلوب تعاطيها مع احتلال العراق وان التاريخ سيحاسبها قبل الله سبحانه وتعالى.كما أعلن بوضوح شديد لالبس فيه وقوف ليبيا بكامل ثقلها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري مع مقاومة شعب العراق وان الدولة التي يقلقها هذا الأمر عليها أن تبادر أولا بمغادرة ارض ليست أرضها وشعب ليس شعبها وان يتسلم البلد أهله الشرعيين الذين قاوموا طيلة السنوات السبع الماضية وقدموا مالايستطيع شعب آخر تقديمه في مواجهة قوة باغية مجهزة بإمكانيات استثنائية لقتل استثنائي وغاية في الوحشية والبربرية...وأثنى القذافي على قيادة الشيخ عزت إبراهيم الدوري مرسلا له التحية والتشجيع على الثبات والوفاء إلى قيم العروبة والإسلام مؤكدا انه كان يتطلع إلى رسالة صوتية منه يحدد فيها طلبات المقاومة من القمة..وباعتبار أن ذلك لم يحصل...فان المطلوب واضح بذاته ... فبالإضافة إلى الدعم بمستوياته المذكورة ، قرر القذافي ضرب حظر على عملاء الاحتلال في العراق وخدمه واعتقال كل من تطأ قدمه ارض الشهيد البطل عمر المختار ، ارض الأمانة والشرف والسير على طريق نصرة الحق أنى كانت الأثمان....احد الإعلاميين الأجانب علق بان تصريحات القذافي وقراراته لصالح قضية العراق كانت متوقعة بالنظر إلى السقف العالي لتصريحاته في مبنى الأمم المتحدة وباعتبار مبدئية مواقفه دائما وعدم سعيه إلى لفت الأنظار وإثارة العواطف وخلق حضور إعلامي لافت و متميّز!.

الكثير من شيوخ وأمراء ورؤساء وملوك العرب غابوا عن القمة لأنهم لايحتملون حديث القذافي عن الشهيد صدام...ولا مطالبته بمحاكمة قتلة صدام...أو حتى تحرير عراق مابعد صدام. فهم سعداء بحجم الخراب الذي حلّ وبالعدل الذي رأيناه فجر أيام عيد الاضحى والذي ظل هو عنوان المرحلة إلى قبل مدة حيث غدر المجرمون بشيخ عراقي آخر هو علي حسن المجيد رحمه الله...

وقد كان ارتيابهم من القذافي في محله...فقد جعل عنوان هذه الدورة : تحرير العراق وفتح الحساب مع الغزاة والعملاء ومع الدول والأنظمة المتورطة في الجريمة ونادى بتكوين لجنة سداسية لمتابعة الملف تتكون من مصر والأردن وسلطة رام الله والكويت والمغرب والصومال!!!...فقد ظننا ياقذافي انك أصيل في خطاب الأمم المتحدة...وهاأنت تثبت فعلا أن اعتذارنا منك كان في محله وانك من فرسان هذه الأمة التي قل نظيرها...فحتى وان غاب جواب القائد عزت الدوري ،حضرت أنت ممثلا عن مقاومة شعب العراق ... سيذكر التاريخ انك يا قذافي تكلمت في الأمم المتحدة ولم تخذل الشعب العربي وضمنه شعب العراق في قمة سرت.

وعاشت قمة الاصلاء في سرت!!!.

أما الضرغام عمرو ابن عمر ابن الحارث ابن أبي حسني الضرغامي موسى النعاسي فقد كان قلقا على صحة رئيسه وولي نعمته وأستاذه في الوطنية محمد حسني مبارك ، كان مقررا أن يبكي حين يلقي كلمته وهذا بالاتفاق مع وزراء خارجية الدول المشاركة لما كانوا يتظاهرون بمناقشة جدول الأعمال والبيان الختامي ، وان يمرر له الصقر منديلا في الثانية الرابعة من انطلاقته في البكاء حسرة على غزة والعراق وكان مبعوث الجارح قد حجز دعمه لبكاء عمرو موسى الضرغامي واتفق الجميع على جدول الأعمال هذا...إلا انه (عمرو الضرغامي النعاسي) غرق في النوم العميق ولم يستفيق صبيحة الجلسة الرئيسية الأولى..ولما استدعت التشريفات رئيس طاقمه المكلف بإيقاظه من النوم لم تعثر له على اثر...ليظهر في المساء على قناة إخبارية ألمانية جالسا حذو حسني مبارك في المستشفى الألماني وممسكا بيده الشريفة النقية الطاهرة بيد ، ويده الأخرى على وريد الريّس متابعا نبضه!!.

التسريبات أشارت إلى كونه صرح قبل انصرافه متسللا إلى أرملة الشيخ شارون بأنه لم يعد له ماينجز في سرت ، فالبيان جاهز ومصوّر، المواقف الثورية متفق حولها والأجواء الثورية وردية وعلى أفضل حال ،وقد سجّل فيلما يظهر قراءته لكلمته وبكائه على غزة والعراق وعلى الوحدة العربية والاشتراكية العربية، وبان القيم العربية الأصيلة تلزمه بزيارة المريض وهو لايريد أن يقال عنه بأنه غير أصيل...

بعض الألسن الخبيثة أسرت انه مشغول في هذه المرحلة بمنافسة البرادعي على خلافة الريّس!!!.
عاشت القمم العربية !!
كل عام قمة ... وكل قمة بألف قمة !!!!