مفارقات الزمن الأسود
المشهد الثالث عشر : الحشّاش يلاحق ابنة الشهيد !

 
 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد / تونس

تذكرون مقدار حقد الحشاش مقتدى البغل على الشهيد صدام..وتعرفون انه يطلق على الرجل، بكل المعاني القيميّة للرجولة في التراث وفي المخيال العربي... على البطل ، بكل المعايير التي حكّمتها البشرية على امتداد تاريخها الزاخر في وصف الظاهرة وتقييمها... على الشجاع الذي طالت شجاعته شجاعة العضماء وفاقت قدرة الكيان البشري ومايطاله الخيال... على المؤمن الذي يعز إيمانه منذ أن رحل أهله الأولون، أولائك الذين يثبتوا وهم قلة في مواجهة جيوش جرارة يرنّ حديدها وتصهل خيولها ويغطي عددها مرأى العين...يطلق على سيده وباني العراق العظيم بسهر الليالي وعرق الجبين وخفق الفؤاد...يطلق عليه : صدام الهدام!!!!!.


وتذكرون ، والمدى المنفتح أمام الذكرى قصير،انه تعجّل شنقه ومارس ومعه شياطينه في إسرائيل وطهران ، شتى ضروب الضغط وأقسى أشكال المناورة من اجل أن يقتلوه..وربما حضر بنفسه إلى المشنقة وليس ثمة مايمنعه من الحضور ومن إطلاق الحبل بيده النجسة والاستمتاع كما الشياطين بشر مافعل، ألا خسئ وشياطينه وخاب مسعاهم وما يضمرون!.


هذا القرد الذي يحمل ذكاء البغل وثقافة الحشاشين وتقوى الأبالسة ، سعد أيما سعادة بشنق سيده  وسعى إلى قطف الثمرة والمطالبة بنصيب في التركة لقاء ماناضل لأجله فيما يزعم ، وفرح به أسياده الصهاينة والفرس وصمتوا عن جرائمه وعن عبث قطعانه بل فسحوا أمامها المجال كي تنجز ماعجزت قوى الغزو عن انجازه. وكلنا رأى عصاباته تخطف الأئمة من فضاءات العبادة وتشق بطونها وتسلخ رؤوسها ثم تسحلها خارجا في مشهد كرنفالي واحتفالي شاذ إلى حدود لايصدقها العقل ولا يحتملها الوجدان!!.


اليوم تتنادى قطعان العملاء نحو انجاز آخر...
فشنق صدام لايكفي لقبر العراق العظيم.
تحطيم بنيته العلمية والإنشائية والحضارية لايكفي.
قتل أهله وتهجير مابقي خارج بلدهم وداخله لايكفي.
الزج بمن طالته أياديهم وأنقذته الأقدار من الذبح في غياهب السجون والمعتقلات لايكفي.
تخريب البنية الاجتماعية  العلائقية بزرع جرثومة الطائفية لايكفي.
تسليم ثروات العراق العظيم للغزاة  من الشرق والغرب لايكفي.
شنق قادة العراق العظيم الواحد تلو الآخر استنادا إلى محاكمات مسرحية يندى لها الجبين لايكفي.


فثمة شيء آخر يحتاج إلى التصفية حتى يكتمل العرس ويبلغ نضالهم حده الأقصى: انه تصفية الماجدة العراقية المناضلة المؤمنة والشجاعة ابنة الشهيد رغد صدام حسين. فماذا عساهم فاعلون بها؟!!..إن أعدموها فإنها والله ستنسينا رباطة جأش والدها، سيجدونها صدام كما لم يمت ولم يرحل، سيجدونها عزيزة النفس ، قوية ، مخلصة لدينها ولوطنها ولأمّتها وللذين سبقوها.سيجدونها هامة عالية شاهقة باسقة كنخيل العراق..سيجدونها هكذا أو أكثر وهي الأنثى!. سيجدونها درسا مؤلما في الثبات والإيمان!. أما نحن فحين نحج إلى قبر والدها ورفاقه سنحج إلى قبرها وسننسج حولها الأشعار وتحكي عنها الجدات ذات يوم حتى ينام الصغار!.


رغبة من هذه في الحقيقة؟!!
رغبة الصهاينة؟. نعم. رغبة الفرس؟.نعم. رغبة  الأمريكان؟. نعم. رغبة الملوك والرؤساء والأمراء والسلاطين العرب؟. نعم. رغبة الأمين العام للجامعة العربية؟. نعم. رغبة الأمين العام للأمم المتحدة؟. نعم. رغبة عصابات الحشيش والقتل على الهوية الاسمية والطائفية ؟.نعم.رغبة مقتدى البغل؟. أكيد جدا..


هل تتصورون أن هذا البغل يمكن أن يقف مزمجرا قائلا : " كفى، إن صدام رحل، ولانقبل أن تهان ابنته لأنها في الأول والأخير ماجدة عراقية "؟!!..هل ننتظر هذا من الكتكوت الذي دخل في ممارسته السياسية في طور جديد من الثعلبة السياسية بانفتاحه على ضيعات الخليج..مظهرا عروبته ومخفي فارسيته ومضللا في مستوى ولاءاته؟!!..هل باستطاعة الكتكوت أن يقول لا للمساس بأية عراقية أيا كانت ، فنحن العراقيون نقدس الشرف وننفر له..؟!!.. هل في مقدور الإمام علاوي ، صاحب العمالة ل18 جهاز مخابرات عبر العالم من اجل احتلال العراق أن يقامر بالاعتراض على شهوة الحشاشين والصهاينة والفرس ويسقط مطلب التنكيل بالماجدة ابنة الشهيد ؟!!..أم هل تنتظرون من عمرو موسى النعاسي أن يهدد باستقالته فيما تم المساس بشعرة من السيدة رغد..؟!!..هل يفعل هذا الحالكي وهو صاحب الصفة الرسمية في طلب قتلها..!!!..وحسني مبارك ، طليقة الشيخ شارون، وعاشقة نتنياهو هذه الأيام، هل بإمكانه أن  يتجرأ على التلفظ باسم صدام ولو في الحلم أو على سبيل التندّر، فمابالكم بالدفاع عن ابنته؟!!! هل يضطلع بهذا الدور ملك السعودية وهو يبسط السجاد الأحمر أمام الكتكوت والدب وقطعان الاحتلال في تجربة غدر جديدة بالمشروع المقاوم في العراق العظيم..؟!!..


ويمكن أن يفعل شيئا المناضلين الحقوقيين في الأردن وشعبنا هناك، فالميدان ميدانهم والساحة ساحتهم والعبرة بالنتائج. وللمقاومة العراقية واجب حماية ابنة الشهيد، فهي آخر مابقي لنا من صدام. ولا يجب أن تعول في ذلك إلا على عناصرها وإمكانياتها الذاتية..لانريد أن نقع في أيدي الحاقدين من جديد.. والمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين!.


أما عن السيدة رغد، فهي ليست بحاجة لأن نقول لها شيئا …وهي في مستوى الأمانة بحول الرحمن الرحيم.

 

Whamed6@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور