مفارقات الزمن الأسود - المشهد الرابع عشر

الطلباني '' أمريكا تريد أن يكون الرئيس المقبل للعراق صديقا لها '' !!!

 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد / تونس

وهذه مارايكم فيها..؟!!..أمريكا تفضل وتتمنى وتطمح وترغب وتود لو كان الرئيس المقبل للعراق  حتى مجرد صديق لاضير..هذا شعور أمريكا وعواطفها...أليس من واجبنا كعراقيين ..كمسئولين عراقيين... كثوار على الديكتاتورية وعلى الغزو الصدامي...بل من دواعي النخوة والأصالة والاعتراف بالجميل لأمريكا جورج بوش ورامسفيلد وكوندا رايس  وللجيش الأمريكي الحنان المنان أن نكون في مستوى رغباتها وعواطفها ونقدر لها هذه الأمنية فنكون عند مستوى انتظاراتها..؟!..بان نجعل الرئيس من كان أكثرنا عشقا من أمريكا وأكثرنا عشقا لها...


هذا كلام سياسي وزعيم لايكف عن التسبيح لرب العباد..يمشي متثاقلا من فرط التقوى..ورأفة بأديم الأرض...أمريكا بالنسبة له الأم المرضعة  والتي تتجاوز في المنزلة وفي مستوى القداسة الأم التي أنجبت والتي ربت وسهرت الليلي حتى أصبح الطلباني على ماهو عليه اليوم من علم وأدب وأخلاق ووطنية وإيمان...فكاد ينسينا قراءة الحالكي القرآن على قبور جيش التحرير الأمريكي ودعائه لهم بالرحمة والمغفرة والسعادة في الآخرة..كاد ينسينا خلق أبو إسراء وأدبه وإتقانه فن الولاء لأمريكا بالنيابة عنا جميعا...


هكذا صار العراق إذا...وهكذا تصير أمريكا بالنسبة لشعب صارت  طفيليات أرضه تتغذى بدمائه وصارت كلابه تقتات من جثث شيوخه ونسائه وأطفاله وشبابه..الدماء والجثث التي تطلبها عشق أمريكا لعشاقها والديمقراطية التي يعشقون..أمريكا الحنانة المنانة...الأجمل والأبهى والأحلى من دول العالم قاطبة..أمريكا التي يعشقها الطلباني وتعشقه...والتي تتمناه رئيسا ..ولن يبقى للعاشق والمعشوق غير ترتيبات بروتوكولية بسيطة ليتجدد الوصال.


لكن علينا أن نحفر قليلا في عمق هذا التصريح وماينطوي عليه من خداع.
هل أن علاقة أمريكا بالسياسيين العراقيين الجدد هي مجرد علاقة صداقة..؟!!..وهل علاقتها بالعراق اليوم هي مجرد علاقة ببلد صديق..أو علاقة بين بلدين صديق..؟!!..أم هي علاقة قوة فولاذية عديمة الإحساس والأخلاق وعصابة صهيونية حاقدة ببلد عربي محتل أرغمه الفولاذ على الاقتراب من دائرة الفناء ولفظ الأنفاس..؟!!..أليست علاقتها بالطلباني وبكل من يعيش في المنطقة الحمراء هي علاقة سافل بسافلة والزاني بالزانية..ومربي الكلاب بكلابه..والسيد بعبيده...والهر الشبعان بفئرانه...؟!!!..على من يكذب هذا اللعين..؟!!!!!..على شعب العراق الجريح بفضله..والمصاب في مكان عفته بعهره..!!..اويعتقد هذا الكلب الهرم والموبوء أن الناس حيثما كانوا قد يصدقوه في ثرثرته وهذيانه..؟!!..


ثم ألا يوحي هذا التصريح أيضا بان أمريكا في المرحلة الحالية تريد أن تتدخل في الشأن العراقي ولكن بأدب وبشكل لائق ومقبول..؟!!..كما كانت متأدبة في غزوها و قدمت لنا نموذجا متأدبا في الغزو.. الغزو بالورود وبالملابس الداخلية لأصدقائها أو القصف بالعطور كما وصفت ذات مرة..؟!!..لاحظوا الرومانسية التي تتحدث بها أمريكا عن رغبتها أو ينقل عنها هذا الكلب الهرم ماتوده وما تتمناه..!! .. الصداقة، الحب ، الاحترام ، التعاون ، التقارب ، الوصال ، الود ، الرأفة..وغيرها من المتشابهات دلاليا...فهذه أمريكا حقيقة...على غير مانعرفها..وبالتالي فنحن نتهمها بالغزو باطلا.. أمريكا بحسب هكذا تصريح ماغزت العراق..وما شاهدناه من قتل ودمار لم يصدر عنها بل صدر عن جيشها.. ومن ثمة علينا أن نراجع حساباتنا ولا نظلم غيرنا ..أمريكا ليست قاتلة ولا مجرمة ولا مارقة عن شرع الحق الإنساني ولا عن شرع الله..حتى شرع الله التي تؤمن به و يؤمن به رئيسها لم تتخطاه قيد أنملة.. وبهذا يكون الكلب الهرم الطلباني قد أزاح غشاء الوهم عن عيوننا ومعه أصبح بإمكاننا إنصاف أمريكا بعدما لحق بها من ظلم عظيم..


من الآن..راجعوا حساباتكم أيها العراقيون...أيها الشعب العربي..أيها الشرفاء في العالم : إن من غزى العراق هو الجيش الأمريكي وليس أمريكا!!!!!!!.


أمر آخر...
ماذا يهم شعب العراق من أمر الرئاسة وأمر الوزارة ...أهي رئاسة حقا..أهي وزارة حقا..اقسم أني أراهما كالماخور : الذي يدخله مدان والذي يخرج منه مدان ومن يمر حذوه محل شبهة..شيء مقرف ونجاسة لاقبلها ولا بعدها...رئاسة ووزارة وليدتا توافق بين الأمريكان الصهاينة والفرس..هههههه..من يسميهما هكذا وبأسمائهما هذه فاقد للعقل والأخلاق والبصر والبصيرة...وهو بالتأكيد...لايضيره استقبال طالبي المتعة في بيته وعلى سرير نومه.


أقول للشعب المقاوم : يكفي ما مر عليك من غبن وضياع وعذابات..اضرب الضربة الأخيرة.. طهر نفسك من نجاسة الأنجاس ومن حذلقة العملاء ومؤامراتهم..اليوم قبل الغد..اكنس هذه الصراصير التي تغني بالحلم الأمريكي وترقص بالأمريكي وتناضل على ظهر الدبابة الأمريكية وتتحدث بالأمريكي  وتنام في الحضن الأمريكي..كما لافرق في الحالة العراقية القائمة منذ 2003 بين أن تكون عميلا لأمريكا أو عميلا لإسرائيل أو عميلا للفرس..لافرق أبدا..والشواهد لاتحصى.

 

Whamed6@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور