مفارقات الزمن الأسود

المشهد الخامس عشر: إيران ، الإمارات وعمرو موسى ... عشق تحت التهديد !

 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد / تونس

توطئة :

في المجلس الوطني الاتحادي (ليس مجلس دولة الوحدة العربية بل دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرسها الأمم المتحدة والولايات المتحدة نظرا لقيمتها المالية والبترولية..ورجاء دعوني أيها الوحدويون أتحدث!..)..وجّه العضو احمد الضنحاني لسعادة وزير الخارجية السعيد عبد الله زايد آل نهيان  سؤالا حول وضع الجزر الإماراتية التي يحتلها الفرس منذ 1971 فأجاب : "إيران لاتختلف عن إسرائيل باحتلالها أرضا عربية..إن احتلال أي ارض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ". وقد رد على هذا التصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الفارسي رامين ميهمان برست بان الجزر إيرانية وستبقى إيرانية إلى الأبد.

 

لفت نظر :

أخينا العربي  لم يكن مخطئا في تصريحه..ونقول له : ماتفعله الإمارات مع إسرائيل هو بالتحديد ماتفعله مع إيران..فهل أن سلوكها مع العدو الصهيوني يتحدد بحسب طبيعة الصراع القومي معه باعتباره صراع وجود..؟!..هل تمارس الإمارات قطيعة سياسية واقتصادية ومالية تحديدا أو تجارية معه..؟!.. مامعنى أن تبني مستشفيات ومدارس وبيوت للعبادة في رقعة السلطة العباسية الرشيدة ومن جهة أخرى تنفتح بشكل مثير أمام الوفود التجارية والاقتصادية والسياسيةالإسرائيلية..؟!!.. أليس هذا نفاقا يستهدف التغطية على الخيانة والعمالة..؟!!..ألا يؤشر على وجود تفاهمات من تحت الطاولة وتعهدات سياسية مخزية تجعل العدو مرتاحا لأسلوب التعاطي الإماراتي الرسمي معه..؟!..ثم يحدثنا سعادة وزير الخارجية السعيد عن احتلال الصهاينة لفلسطين وكأن عروبة فلسطين تعني له شيئا ذو قيمة أو تلزم دولته بالتصرف مع الصهاينة على أساسها!!...

 

وبالنسبة للعلاقة مع إيران..فهي مشابهة إلى حد بعيد للعلاقة مع إسرائيل..فرغم كون الإيرانيين هجّروا السّكان العرب من الجزر وانشئوا مشاريع ومطار وقاعدة عسكرية وصار نفطها تحت تصرفهم منذ زمان..فان دولة الإمارات تقوّي باستمرار العلاقات معهم على كافة الصعد بل وتعترض على كل تدخل عربي رسمي أو تفاعل شعبي مع الملف..على أساس أن الأمر يتعلق بخلاف وبأن الدّولتين الشقيقتين قادرتين على حله..!!..أولم تكن الإمارات قبل هذا التصريح لوزير خارجيتها تتشارك مع إيران في التشخيص وعلى أساس أن المشكل هو مشكل سوء تفاهم..؟!!..مالذي استجدّ حتى تعتبره مشكل احتلال يماثل احتلال الصهاينة لفلسطين..؟!!..وكأنها أدركت اليوم فقط أن فلسطين عربية وان الإمارات عربية وان الجزر الإماراتية جزرا عربية..!!!..

 

ياسعادة الوزير السعيد..تعالى نتفاهم..

أقدم لك عرضا اختبر به عقيدتك القومية..

مارايك في أن يحرر الشعب المصري الجزر من الاحتلال الفارسي ثم تمضي دولة الإمارات على تعهد لدى الأمم المتحدة بأن تسلمها له أرضا وسماءا وماتحت الأرض وما فوقها..؟؟..وأنت الذي صرت تتحدث بالعروبة..لأنك أصبحت بين فكّي الأسد..وحارسك الأمريكي الثّعلبي يتهيأ للرحيل..لاشك تعرف أن الشعب المصري شعب عربي..ومايأخذه العرب منك هو كما لوكان باق ضمن حيازتك...لأنهم اهلك وإخوانك..بل هل تفعل هذا إذا ما تكفل جيش العراق المحرر من استرجاع الجزر...هل تسلمها لشعب العراق..؟؟..فالمنطق القومي يقول : أن الشيء الذي أخذه مني العدو عنوة وبالقوة يأخذه شقيقي برحابة صدر وبإيمان..فالمهم أن لاينعم به العدو..أليس كذلك..؟؟..هل توافق..؟!..

 

لاتسمح لك أمريكا وإسرائيل بهذا طبعا...بالنسبة لهما : يجب أن يظل رأس العرب تحت السكّين ليكونوا  أذلاء وليعيشوا متوسّلين خانعين مهزومين خاضعين متعرّين من الشرف والقدرة ومسلوبي الإرادة..وان الفرس يساعدونهم في تنفيذ هذه العقيدة..والشاهد حاضر لو شئت استدعيه كي يشهد بما أقول .ولؤأكد لك وجاهة مااقول ، دون الإشارة إلى الشاهد بالدخول ،ركّز معي قليلا : أليست لكم مع أمريكا معاهدة دفاع مشترك..؟!..يعني أن تجيّش الامارات جيوشها وتسافر بها إلى أمريكا فيما إذا تعرض هذا البلد الصديق إلى عدوان وطلب منها العون ، وان تجيّش أمريكا أيضا جيوشها وتسافر بها إلى الخليج للدفاع عن الامارت فيما إذا تعرضت سيادتها على أرضها للانتهاك ولم تكن قادرة على رده..وانتم اليوم  تعانون من الاحتلال..لم لاتطلبون من الولايات المتحدة تطبيق المعاهدة الأمنية معها وتحرير الجزر..؟.. اطلبوا منها ذلك ولو على سبيل الاختبار..فوالله لن تطلق الرصاص إلا على صدوركم..بل ترى الرصاصة أثمن من جمجمة عربي متعفنة من المواد البترولية ومستحضراتها..!!!..رغم أنها تمرح في الخليج ، في قصوره الفاخرة وأرضه الواسعة وخيره العميم كما تشاء وترغب...وانتم من ضمن من كان ولا يزال سببا في هذا الرخص والذلّ الذي نعانيه..أمريكا اليوم حولت الخليج إلى ميدان للألعاب النارية وهي تلاحظ وتسمع كل يوم مايطلقه عليه الفرس من انه خليج فارسي ولا يصدر منها تعليق أو تصريح أو تحذير..فالفرس والأمريكان والصهاينة يريدونكم هكذا...وسيأتي عليكم زمن –لاقدّر الله- تكونوا فيه بحاجة إلى استيراد الاوكسيجين للتنفس..ياقتلة صدام ويا نكبة الأمة وجرحها النازف!!!!..

على اثر هذا التصريح والتصريح الإيراني المضاد ، استدعى عمرو موسى النّعاسيّ وزراء الخارجية العرب واجتمع بهم يوم20/4/2010 وخرجوا ببيان تلاه سيادته وهذا نصه :

 

البيان رقم 2

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تم صبيحة هذا اليوم20/4/2010 عقد اجتماع عاجل بمقر الجامعة العربية حضره أصحاب السمو والمعالي والشرف والهمة والبطولة والرجولة وزراء خارجية الدول العربية التالية : العراق ، مصر ، الأردن ، المغرب ، الصومال ، جزر القمور،الإمارات العربية المتحدة، رام الله ،جمهورية البصرة العلوية، جمهورية السليمانية الكردية. حيث تدارسنا التصريحات الإماراتية الأخيرة وتأثيرها على الوضع الإقليمي، وانتهينا إلى التالي:

 

*أن تكف دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق التصريحات الاستفزازية لأشقائنا الإيرانيين على أساس أن ذلك يرفع من درجة التوتر بالمنطقة ويهدد السلام الإقليمي.

 

*نثمن عاليا تحلي الطرف الإيراني بضبط النفس وروح المسؤولية في تعاطيه مع الاستفزاز الإماراتي ونطالبه بالاستمرار في الاضطلاع بدور فاعل في حفظ أمن المنطقة وتنميتها.

 

*نؤكد على عمق الروابط التاريخية بين الشعب الإيراني والشعوب العربية وعلى حسن الجوار والتفاعل الحضاري الخلاّق بيننا ماضيا وحاضرا.

 

*تم الاتفاق على تكوين لجنة وساطة للبحث في احتياجات الجزر التنموية والخدمية وما يمكن أن يفي به الطرف الإيراني ، وهي تتكون من وزراء خارجية الدول التالية :العراق ،جمهورية البصرة العلوية ،جمهورية السليمانية الكردية ، جمهورية رام الله العباسية الرشيدة.

 

*وافقت الجامعة العربية على عقد الاجتماع الأول للجنة الوساطة بتل أبيب على أن يتم اللقاء بوزير الخارجية الإيراني  في مقره بقصر الضيافة بالبصرة أو مقره في إمارة ابوظبي.

 

عاش المجاهدون

عاشت المقاومة العراقية البطلة

الخزي والعار للعملاء ولأذناب الاستعمار

القاهرة في 20/4/2010 -6 جمادي الأولى 1431هج

 

Whamed6@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور