رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى الثالثة والستون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي إلى الرفيق المناضل عزت ابراهيم الدوري أمين سر قيادة قطر العراق حفظه الله ورعاه من الرفيق أمين سر قيادة فرع المعتصم العسكري

 
 
شبكة المنصور
 

بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
صدق الله العظيم
139 آل عمران


نحن الآن أمام حزباً ثورياً إنقلابياً مغايراً تماماً لكل ما قرأناه وتعلمناه عبر ِسفر تاريخ أمتنا العربية المجيدة .
كان القدر يصنعه على عينهِ ، ليقدم به أنموذجاً باهراً حياً لكل معاني الخير والفضيلة والبطولة والمواقف في دنيا تكاد تفتقر لمثل هذه المعاني في عصره .


كان الضمير العربي قد أقلقه غياب القدوة الصالحة والأنموذج الحي ، فراح يبحث عن أقوَلُ الناس إيماناً وأكثر ثباتاً على المواقف من بين أبناء أمتهِ البرَرَة ورجاله الشاهقين .


فكانت انطلاقته التأسيسية الثورية الانقلابية في نيسان الخير والربيع من عام 1947 ، في مقهى صغير من مقاهي دمشق ، حين وقف مفكروه ومؤسِسوه ومناضلوه ليعلنوا أهدافهم السامية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وليهتفوا بأسم حزبهم الوليد العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي . وليعلنوا أمام الله والناس والتاريخ موقفهم البطولي والمشرف ضد أنظمة الفساد والهوان والتبعية في أصعب مرحلة تردي من مراحل تاريخ أمتنا العربية المجيدة .


فمنذ بداية تأسيسه كان صاحب الموقف الأمثل في معالجة قضايا ومشاكل الأمة التي طالما أثقلتها هموم الحكام والاستعمار وعملائهم ، فكان صاحب الدور الرئيسي في التهيئة لقيام أول وحدة عربية تضم سوريا ومصر ، وساهم بالإعداد لتفجير ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 في العراق ، وله الدور الكبير في قيادة الجماهير لتفجير عروس الثورات في 14 رمضان من عام 1963 في العراق ، وتفجير ثورة البعث في آذار من عام 1963 في القطر السوري ، وإعلان ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق ومصر وسوريا في السابع عشر من نيسان عام 1963 ، وعلى الصعيد الجماهيري كان لمناضلي الحزب الدور الفاعل والمؤثر في المساهمة المباشرة بنصرة فلسطين والعراق ومصر أبان العدوان الثلاثي ، وكان العقل المدبر والتخطيط الصائب في تفجير ثورته البيضاء في العراق في السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة فكان العراق وشعبه وقواته المسلحة في ضل القيادة التاريخية لحزب البعث العربي الاشتراكي السد المنيع والحصن الحصين للبوابة الشرقية للوطن العربي ، كما ساهم من خلال جيش العراق الباسل بكل فخر بصد ودحر العدوان الاسرائيلي ومنعه من احتلال دمشق ، وصد وتدمير قطعات الجيش الاسرائيلي على الجبهة الغربية من القطر الأردني الشقيق ، كما ساهم بكوكبه من طياري جيش العراق في تدمير أهداف مهمة في العمق الإسرائيلي وإيقاف زحف القوات الإسرائيلية التي توغلت في سيناء ومنعها من الوصول إلى مشارف الإسماعيلية .


كما تمكن البعث وقواته المسلحة من دحر أقوى جيش إقليمي في المنطقة والذي كان يعد خامس جيش في العالم من حيث التسليح والتجهيز والعدد ، بعد حرب دارت رحاها كما خطط لها وأرادها أعداء العراق والعروبة ، من إيران الصفوية والكيان الصهيوني والامبريالية العالمية بقيادة أميركا الشر ، والتي دامت ثمان سنوات خرج العراق منتصراً شامخاً عزيزاً بقيادته وجيشه العقائدي وشعبه الأبي .


لم ينتهي التآمر على البعث الذي قاد نهظة ً حقيقية في العراق الأبي وفي كل الميادين، العلمية والصناعية والزراعية وتطوير القدرات العسكرية ، فقد سخر أعداء البعث والعروبة بعض حكام المنطقة للضغط والإيذاء الاقتصادي للعراق ، وبعد استنفاذ السبل والجهود العربية والدبلوماسية وفشل الوساطات والمفاوضات وجد قادة العراق بأن لا خيار في حينه إلا القيام بعملية اجتياح وضم الكويت في 2/ آب /1989 والإصرار على التمسك بها وعدم الأنسحاب منها ، الأمر الذي أتاح كل الفرص لقوى الشر بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها وعملائها المعروفين ، كذلك المترددين والخونة والعملاء من تأليب المواقف وحشد الجهود وتعبئة الرأي العام العربي والعالمي ، فكانت ما تسمى بحرب الخليج الأولى ( عاصفة الصحراء ) والتي ساهمت بها أكثر من ثلاثون دولة وأكثر من 28 جيش ، في معركة غير متكافئة دامت أكثر من أربعون يوماً تمكن الأعداء من تدمير جيش العراق وآلته الحربية وأُجبر على اتخاذ قرار الانسحاب والتقهقر من الكويت .


وقد أستثمر الموقف المذكور عدو العراق الأول الجاره إيران الصفوية ودفع أعداداً كبيرة من عملائه ومن قطعان جيشه وما يسمى بالحرس الثوري ، وصبوا جل حقدهم ولؤمهم المعهود وأعاثوا تدميراً وحرقاً لكل ما طالته أياديهم من مؤسسات ومقرات في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط ، وأوغلوا بقتل أعداد غفيرة من منتسبي جيش العراق الباسل المسحوب من الكويت سيراً راجلاً مرهقاً أعزلاً ، وقد إنبرى غيارى العراق من قادة البعث وكوادره ومنتسبيه وبعض القطعات العسكرية التي تمكنت سريعاً من إعادة التنظيم وخاصة قوات الحرس الجمهوري ، وقاموا بتطهير المحافظات من براثن العدوان والغوغاء الذي طالها ، وقد أعيدت الحياة الطبيعية بعد الانتصارات الساحقة على الاشرار


وتوالت فيما بعد الهجمات الجوية والصاروخية الأمريكية بين فترة وأخرى لتدمير العديد من المنشآت وصروح الحضارة وبعض مقرات القوات المسلحة التي تمكنت من إعادة ملاكاتها وتسليحهم وتدريبها ، وبعد حملة مباركة من إعادة الاعمار لكل ما طاله العدوان وأوغل بتدميره .


كل ذلك تحقق بقيادة البعث العملاق الذي تعرض وواجه كبوات عديدة وعاود النهوض يضغط على جراحه خلال سنين الحصار الظالم الشامل مع استمرار الحشد الأعلامي المضاد وتأليب الرأي العام العالمي ضد هذا المارد باتهامه بالإرهاب تارةً وإمتلاك أسلحة الدمار الشامل تارةً أخرى ، وانتهاك لحقوق الانسان والتسلط وما إلى ذلك ..


إلى أن تمكن الاعداء وكل قوى الشر في العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من شن الحرب العالمية الثالثة بكامل جيوشهم وآلتهم الحربية المتطورة . والتي مكنتهم من إجتياح هذا البلد الحر الأبي وتدمير مؤسساته وتفكيك دولته ، وأعلنوا على الفور حل جيشه الباسل وحل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شملوه بالاجتثاث والتصفية الجسدية والاعتقال الذي طال معظم قياداته وكوادره وقواعده ، وتمكنوا فيما بعد من اعتقال وتصفية رمز الجهاد الأول الشهيد صدام حسين رحمه الله ..


إنتكس الوليد بعد الكبوات العسيرة التي واجهته ، وله كل الشرف والفخر أن ينهض من جديد وينتفظ ويتقدم حثيثاً ومن حوله جماهيره الغيورة الواعية وهو يقود المجاميع الخيرة من الصناديد الشجعان من أبناءه ومنتسبي القوات المسلحة والمجاهدين النشامى الذين مرغوا بعون الله أنوف القوات الغازية بالوحل ودمروا آلته الحربية المتطورة التي لم تعد قادرة على تأمين الحماية لجنودهم ، وقد أفشل البعث بهمة فصائل الجهاد والتحرير المشروع الامريكي الذي خططوا له وحلموا به كثيراً ، المشروع الشرق أوسطي القائم على احتلال مصادر الطاقة والهيمنة على بلدان المنطقة وضمان أمن الكيان الصهيوني ..


سيتقدم العملاق من جديد وسينتصر بعون الله وسينمو ويقود نهضة ً حقيقية بأذن الله لأنه حزب ٌ سليم العقيدة والأفكار ولأنه حزب ٌ إنساني عصري ، ولأنه حزبٌ رسالي ، عقيدته راسخة مستمدة من عقيدة الاسلام العظيم وعمقه ُ العروبه .


وها هم الآن كما عاهد رجاله الأبطال ، وكما عرفتهم ميادين النضال في المواقف الصعبة يحملون راية الجهاد والمطاولة ، معلنين موقفهم ضد أخطر مشروع إجرامي بربري للقتل والتدمير والاجتثاث على بلدنا الحبيب وحزبنا المناضل وأمتنا العربية ، فيكفيكم فخراً وعزاً ومجداً يا رجال البعث العظماء أيها الرساليون الاكارم يا فرسان المنازلة التاريخية الكبرى وأبطالها ، إنكم أثبتم أمام الله وللتاريخ أنكم حقاً كما قلتم في مواقفكم البطولية .


ولك منا أيها القائد الهمام كل التقدير والحب والاحترام ، يا من ورثت تاريخ أجدادك وماضيهم المشرف البطولي ، يا حفيد القعقاع وسعد وصلاح الدين ، فكنت والله خير خلف لخير سلف وأنت تصارع قوى الشر تتقدم هذا الركب المجاهد من أبناء البعث والعراق العظيم الصابر المحتسب .


وتهنئة صادقة بمناسبة ذكرى تأسيس حزبنا العظيم ، سائلين المولى القدير أن يعيدها وقد تحقق النصر الناجز على قوى الظلال والاحتلال واعداء الانسانية والعروبة .


عاش البعث سليماً معافى بكل فخر .
عاشت قيادة البعث صامدة ً شامخة ً أبية في ميدان الجهاد والبطولة وفي معتقلات الاحتلال البغيض وعملائه .
المجد والخلود لشهداء المسيرة النضالية الجهادية من أبناء البعث ، أعضاء ً وكوادر وقيادة وفي مقدمتهم رائد الجهاد الأول الذي جعله القدر مناراً لذوي الرشد والنهى ، شهيد الحج الأكبر صدام حسين في عليين جميعاً إن شاء الله .


ولله درُ من قال :


بعث ٌ تشيده ُ الجماجم ُ والدم ُ                  تتهدم الدنيا ولا يتهدم ُ
لما سلكنا الدرب كنا نعلمُ                   إن المشانق للعقيدةِ سلمُ

 



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


الرفيق أمين سر
قيادة فرع المعتصم العسكري
٠٧ / نيسـان / ٢٠١٠ م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور