أمريكيا وإيران ..! ولعبة الشرق الأوسط ؟

 
 
شبكة المنصور
ابو احمد الشيباني

إن منطقة الشرق الأوسط تمر في مرحلة حرجة سيما بعد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية وردة الفعل الإيرانية على هذه التهديدات ما دفعها إلى القيام بمناورات بالذخائر الحية من كافة قطعانها العسكرية وبمختلف الأسلحة المتوفرة لديها في خطوة لاستعراض القوة إيران من جانبها أطلقت صواريخ بعيدة المدى لأول مرة على سبيل التجربة، حيث أثبتت نجاحها وتفوقها على بعض الصواريخ المستوردة من بلدان المجموعة الشرقية، مما بات معروفا أن إسرائيل أصبحت في مرمى السلاح الإيراني وهذا مازاد الطين بله .

 

أمريكا أصبحت الآن في وضع لا تحسد عليه بسبب شعارات التغيير التي طرحها اوباما، فلم تعد قادرة على السكوت عن أعمال التخصيب التي تقوم بها إيران، ولم تشأ بسهولة ان تتخلى عن شعارات رئيسها الذي تحدث أكثر من مرة عن السلام العالمي وكبح جماح استعمال القوة كما كان في عهد الإدارات السابقة التي تمثلت في غزو الشعوب كما كان عليه الحال في زمن بوش الاب وبوش الابن.  

 

فريق آخر من المراقبين اشار الى خطورة الموقف ولكنهم استبعدوا نشوب حرب في المدى المنظور سيما ان مثل هذه الحرب سوف تجر المنطقة بأسرها الى كارثة لن تقتصر على ايران واسرائيل او ايران وأمريكا وحدهما، بل توقعوا ان الحرب سوف تشمل سوريا وحزب الله وحركة حماس، وسوف تتأثر بها كل دول المنطقة بشكل مباشر اوغير مباشر وخاصة اذا تم شن اي هجوم على سوريا.

 

حساب الربح والخسارة ليس هو العنصر الأوحد في تحديد مصير المعركة، لأن الجميع خاسر لا محالة حتى لو انتصر طرف من الإطراف، لكن بالتأكيد سيكون قد لحق بها دمار فظيع لان الحرب القادمة لن تكون كلاسيكية بالشكل المعروف بمواجهات بين الجيوش، اذ ان الصواريخ وسلاح الطيران هي الأسلحة الرئيسية التي سيتم استعمالها بشكل مكثف لحسم النتائج. 

 

البترول لن يكون في منأى عن المعركة لو اندلعت، وهذا أمر قي غاية الأهمية بالنسبة لأمريكا في المقام الأول التي تعتبر نفسها الوصية على بترول المنطقة بأكملها، وأوروبا سوف تدفع ثمنا باهظا فيما لو تم تدمير ابار البترول او بعض منها، فالكارثة الاقتصادية التي سوف تحل بالمنطقة لن تكون اقل من كارثة الموت والدمار.

 

جهود سرية ومحاولات تبذل بقصد التهدئة بين الإطراف المتصارعة تقوم بها دول كبرى ودول ذات وزن إقليمي مثل تركيا ومصر وبعض دول أوروبا لتدارك الوضع قبل تفاقمه، وثمة من يقول إن أمريكا ميالة لقبول وساطات دول الإقليم ودول أوروبا فيما لو إيران أبدت استعدادا للتقدم بخطوة واحدة للأمام. 

 

العقلاء في هذا العالم لن يكونوا متحمسين لاشتعال المنطقة بحرب لن تكون كأي حرب عادية بل سوف تكون حربا عالمية ثالثة كل إطرافها خاسرة. والحقيقة الواضحة أن أمريكيا وإيران وجهان لعمله واحده وهما متفاهمان على لعبة الشرق الأوسط .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور