اوباما والسياسة الموروثة ...!!

 
 
شبكة المنصور
ابو احمد الشيباني
عندما تولى باراك اوباما السلطة في العام الماضي قال لمستشاريه السياسيين أن لديه سلتين من القضايا التي يجب التعامل معها ، الأولى هي سلة القضايا الموروثة عن سلفه بوش مثل العراق وأفغانستان وصورة أمريكا في العالم ، والثانية هي القضايا المتعلقة بجدول إعماله ورؤيته الخاصة.


فان اوباما يتقدم بعد خمسة عشر شهرا من مخاطبته القضايا الموروثة ، نحو تكريس حلمه وتعريف نفسه بصورة أوضح على الساحة الدولية ، وضمن هذا الإطار تمثل القمة النووية التي اختتمت إعمالها في واشنطن فرصة لتأكيد قيادته بدلا من مجرد التأكيد بأنه ليس جورج بوش.


فقد بدأ اوباما بالعودة إلى الأجندة التي يريد تطبيقها ، إن ارثه على الصعيد المحلي مرتبط ببرنامج الرعاية الصحية الذي أطلقه قبل أيام ، لكن ارثه على صعيد السياسة الخارجية ، يتعلق بمنع الانتشار النووي.


وجاءت القمة النووية في واشنطن بعد أسابيع من تقدم إضافي في الشؤون الدولية ، حيث يسعى اوباما إلى مقاومة الافتراضات القائلة انه ضعيف دوليا ، وفي هذا الإطار ، رفض الاستسلام لمطالب روسية بأن تقيد واشنطن خياراتها في مجال الدروع الصاروخية وخرج بمعاهدة لتخفيض الأسلحة النووية يمكنها رغم تواضعها إن تعد المسرح لعلاقات أفضل مع موسكو.


وفي الوقت نفسه ، دخل الرئيس الاميريكي في مشاحنات مع قادة إسرائيل وأفغانستان ، فيما يواجه امتحانا حاسما يتناول قدرته على تشكيل ائتلاف يستطيع فرض عقوبات جديدة على إيران ، ورغم تراجعه في الأيام الأخيرة عن تصادمه مع كرزأي فقد أعطى في مؤتمره الصحفي الذي اختتم القمة النووية إشارة قوية حول تصميمه المتجدد على إقحام نفسه مرة ثانية في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.


ومن خلال وصفة ذلك الصراع بأنه يشكل تهديدا للأمن الأمريكي ، يكون اوباما قد تبنى تحذير قائده العسكري في الشرق الأوسط الجنرال ديفيد بترايوس ، القائل بأن مشاكل المنطقة تخلق بيئة خطيرة للقوات الأمريكية المرابطة في العراق وغيره من الأماكن.


وقال إن المصالح الحيوية الوطنية للولايات المتحدة تتطلب كبح مثل هذه الصراعات لأن أمريكا شاءت أم أبت هي قوة عظمى تنجذب إلى النزاعات بطريقة أو بأخرى حيث ينتهي الأمر بأن تدفع الدولة الأمريكية الكثير على مستوى الدم والأموال.


وتعلم اوباما دروسا مهمة حول قدرات الإقناع التي يمتلكها ، حيث أدرك على سبيل المثال مدى صعوبة التقريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين كما أن أسلوبه في أدارة الأزمة الإيرانية لم يسفر عن تعاون طهران معه.


ويرى الكثير من المحللين أن اوباما يتبع مقاربة واقعية في تعامله مع القضايا الدولية لكن معاهدته مع روسيا وقمته النووية تشكلان بداية لبصمة خاصة به على الصعيد الدولي. وفي كل الأحوال فان هذه البصمة لن تكتمل أذا لم يستطع الرئيس الأمريكي لجم شهية الاستيطان الإسرائيلي من جهة ، وإنتاج إجماع دولي ناجح ومعتدل في كيفية مخاطبة برنامج إيران النووي.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور