الـقمــة العــــربيـــة بيـــن خـــرابـــنا وخـــرابهم

 
 
شبكة المنصور
الـــــوعــــي العـــربــي
ونحن قاب قوسين او أدني من أنعقاد القمة العربية الدورية والتي سوف تنعقد نهاية الشهر الحالي في الشقيقة الجماهيرية الليبية والتي ُنشفق عليها كثيراً لانها تأتي والوضع العربي في أسوأ حالاته من الخراب ولا جدوي من هذه القمة ونتائجها المعروفه سلفاً في الوقت الذي يسعي فيه الكيان الصهيوني الي مواصلة خططه في تهويد الأراضي العربية ،وبناء المستوطنات، والتضييق علي الفلسطنيين لاجبارهم علي ترك ديارهم، وجريمة ضم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال ببيت لحم ضمن المواقع الأثرية اليهودية في خطة لتوسيع خطة التهويد خارج القدس الي مدن فلسطينية جديدة تمهيداً لهدم المسجد الاقصي وبناء الهيكل المزعوم، وأخيراً وبعيداً عما يواصله الكيان الصهيوني من إستفزازات للعرب ، جاءت الأحتفالات الصهيونية بمناسبة الأنتهاء من بناء كنيس الخراب اليهودي علي بعد أمتار من أسوار المسجد الأقصي وذلك تحقيقاً لنبوءة حاخام يهودي في القرن السابع عشر والتي تنبأ فيها بهدم المسجد الأقصي عبر الإنتهاء من بناء كنيس الخراب ومنه الي بناء هيكلهم المزعوم علي أنقاض المسجد الأقصي ، كل هذا يجري قبل أيام من هذه القمة العربية وعلي مرآي ومسمع من الجامعة العربية والعالم أجمع ، إلا أننا لم نسمع صوتاً عربياً واحداً ولو بالإدانة لما يحدث في فلسطين قضية كل العرب والمسلمين ،

 

إذن متي نسمع هذه الأصوات ؟ آم للأقصي رب يحميه ، هل ننتظر حتي ضياع البقية الباقية من أرض فلسطين ؟ والي متي سوف تظل الأصوات العربية والأسلامية صامتة ؟ ماذا أنتم فاعلون يا مسلمون ويا عرب ؟ يا من تزيد أعدادكم عن المليار ونصف المليار مسلم حول العالم الي متي تظل أصواتكم ضعيفة واهنة ؟ الي متي تظل أصواتكم فقط صوتاً للاستنكار والشجب وحتي هذه اوذاك لم يعد لها وجوداً بينكم لانكم أستمرأتم الهزيمة، والذل ،والهوان، وأصبحتم كغثاء السيل الذي يذهب جفاءاً ، أحيانا نسمع صوتاً عربياً ولكن فقط لمجرد بناء مستوطنة يهودية او ربما لاستجداء عطف صهيوني علي فتح معبر او مرور قافلة ولكن عندما يكون هناك أمراً جلالاً يقع علي أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد ودمار وتهويد وتدمير وهدم لاقصانا لانسمع، ولا نري ،ولا نتكلم ،هكذا يتعامل حكام أمتنا العربية مع شعوبهم ومع الكيان الصهيوني ، لقد أضاع العرب فلسطين ثم أضاعوا القدس ولم يستطيعوا الحفاظ عليها ولم يستعدوا للدفاع عنها وسوف يشهد التاريخ علي حكام هذه الأمة بان القدس لازالت أسيرة في أيدي الصهاينة ليلحق العار بكل مسلم في بقاع الأرض ، ويواصل الصهاينة إعتداءاتهم علي العرب جهاراً نهاراً وعلي ذلك يشهد التاريخ بان هذا النهج العربي والإسلامي الذي تسلكه الحكومات العربية هو مسلك فاشل وتؤكد الحوادث التاريخية أن مجهود العرب والمسلمين وقدرتهم لا تتعدي الشعارات والمؤتمرات والقرارات ، أما من الناحية العملية فلا يوجد الحد الأدني من التنسيق او الأصرار او الكرامة العربية ولا حتي بما يوفي بوجود الأحترام المتبادل بينهم ، وها هي القمة العربية القادمة فماذا تقدم هذه القمة للعرب وللقضية ؟ لا شئ سوي مجرد خروج بعض القرارات التي عفا عليها الزمن وإن كانت فهي غيرقابلة للتنفيذ ، في الوقت الذي نحاول فيه الحصول علي الرضا الأمريكي من خلال الرضا الصهيوني ونفتح أراضينا العربية لسفاحيهم و وترميم معابدهم وتأمين احتفالتهم الصهيونية وموالد حاخاماتهم و كل ذلك باموالنا نجدهم يواصلون هؤلاء المخربون القتلة ممارساتهم الهمجية ضد مقداساتنا الأسلامية من هدم وحرق ونهب وسلب لابناء شعبنا العربي في فلسطين وفي وضح النهار،

 

ألا نخجل من أنفسنا عندما يأتي السفير الصهيوني وحاخاماته المتطرفون الي مصر للاحتفال بترميم معبد موسي أبن ميمون اليهودي علي نفقة شعبنا في الوقت الذي يعاتي فيه الشعب من الفقروالمرض بينما يجري هدم المسجد الأقصي أمام أعيننا ونحن صامتون ،لقد أثبتت كل القمم العربية السابقة فشلها في ظل تكريس سياسة المحاور وفتح الطريق أمام التدخلات الأمريكية والغربية في الشئون الداخلية لقضايا الأمة العربية في ظل غياب مشروع عربي موحد ، لقد بات هذا النظام فاقداً للقدرة علي مجرد رفض المشاريع الأمريكية ولعل العنوان الآمثل للازمة السياسية العربية الراهنة تتجلي في تغير المفاهيم والمبادئ والأحداث بعد أن تغيرت طبيعة الأنظمة وتركيبتها وركائزها وتحالفاتها بما يتوافق مع الهيمنة الأمريكية وأحاديتها حيث أنتقل النظام العربي بمجمله من أرض التحررالوطني الي أرضية التبعية والأرتهان للنفوذ الأجنبي والأستعماري، وفي مقابل هذا التراجع الرسمي العربي والذي يقف سداً مانعاً في وجه صعود المشروع الوطني والقومي تتجلي هيمنة العدو الصهيوني بصورة غير مسبوقة من هذا المد الصهيوني الجارف وهذا الصمت العربي المُذل ،

 

إذن ماذا تقدم هذه القمة وهذه الأنظمة العربية المتوسلة للنبوءة اليهودية التي تقول أن إعادة الهيكل المزعوم سيبدأ إنطلاقا من كنيس الخرب اليهودي؟ أن الوضع الراهن الذي تعيشه شعوبنا العربية لم يكن ممكنا تحققه بعيداً عن عوامل التفكك والهبوط التي بدأت في التراكم منذ أتفاقية سايكس بيكو وتجزئتها للوطن العربي ثم وعد بلفور ثم النكبة الأولي عام 1948 ثم نكسة عام 1967 ثم مراحل الإستسلام عقب أتفاقيات ومعاهدات السلام سراً وعلانية مع العدو الصهيوني والأستجابة لقوي الشرالإمبريالي بعد أن تحولت معظم الأنظمة العربية وحكامه من أصحاب العروش والكروش والعاهات الي أدوات للقوي المعادية فيما أصبح ما تبقي منها عاجزاً عن الحركة والفعل والمواجهة في أطارعام من الخضوع والتبعية ، لقد تحول النظام العربي الرسمي من حركات التحرر الوطني الي إستجداء الإعتراف بالحقوق الفلسطينية والعربية من المندوب السامي الأمريكي والصهيوني ، لقد باتت إشكاليات الواقع العربي العديدة والمتنوعة إشكاليات عميقة بسبب الخضوع العربي والتوسل والتفكك والتبعية لقوي الشرالإمبريالية الإستعمارية والخراب العربي .

.
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور